منظمة الصحة العالمية تعرب عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع في الغوطة الشرقية بالجمهورية العربية السورية

22 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، دمشق، الجمهورية العربية السورية - لقي سبعة أشخاص مصرعهم وأُصيب 24 آخرون في مدينة دمشق والمناطق المحيطة بها في الأيام الماضية.
ففي الغوطة الشرقية بريف دمشق، أبلغت السلطات الصحية المحلية أنه على مدار أربعة أيام فقط، في الفترة من 14 وحتى 17 تشرين الثاني/نوفمبر، لقي 84 شخصاً مصرعهم من بينهم 17 طفلاً وست سيدات، فيما أصيب 659 شخصاً منهم 127 طفلاً و87 سيدة.
وفي الفترة ذاتها، أُجري أكثر من 200 عملية جراحية في مستشفيات الغوطة الشرقية الـمُثقَلَة بالأعباء والتي تعاني من نقصٍ في الموارد.
وبالرغم من تصاعد وتيرة العنف والاحتياجات الإنسانية المتزايدة، هناك من يمنع دخول الأدوية والمعدات الطبية المنقذة للحياة والمستلزمات الجراحية إلى المنطقة.
ولـمَّا تُعتَمد بعد خطة الإجلاء الطبي التي وضعها الهلال الأحمر السوري ومنظمة الصحة العالمية لنقل المرضى ذوي الحالات الصحية الحرجة إلى مستشفيات الإحالة الرئيسية في محافظات دمشق وريف دمشق وإدلب.
ويزيد خطر حدوث فاشيات الأمراض، مثل أمراض الإسهال والتيفود والتهاب الكبد، من جرَّاء نقص الخدمات الصحية الأساسية فضلاً عن قلة إمدادات الكهرباء ومياه الشرب المأمونة وخدمات الإصحاح الأساسية. ولم تعد تُسيَّر بانتظامٍ قوافل مشتركة بين الوكالات إلى المنطقة، ولم تكن المساعدات التي قدَّمتها هذه القوافل كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة لما يصل إلى 400 000 شخص محاصرين منذ أكثر من 4 سنوات.
كما تعرَّضت المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية للدمار، ما حدَّ كثيراً من الرعاية الطبية الـمُقدَّمة إلى أشخاصٍ في وقتٍ هم في أمسّ الحاجة إليها.
وفي 18 تشرين الثاني/نوفمبر استُهدِف مستشفى المجتهد بمدينة دمشق، الأمر الذي أدَّى إلى إصابة طبيبَيْن وثلاثة مرضى. وهذا المرفق، الذي يضم 412 سريراً، هو أحد المستشفيات العامة الرئيسية في دمشق التي في وسعها أن تقدِّم خدماتها إلى المرضى من الغوطة الشرقية وأجزاء أخرى في الجمهورية العربية السورية.
وقالت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا «إن الحاجة ماسّة إلى مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الغوطة الشرقية، وإن عمليات الإجلاء الطبي للمرضى ذوي الحالات الحرجة قد تأخرت كثيرا». وأضافت أن «الإمدادات الصحية المنقذة للحياة متوافرة، وأن منظمة الصحة العالمية وشركاءها على أهبة الاستعداد لتلبية الاحتياجات الصحية متى سنحت لهم فرصة الوصول إلى الغوطة الشرقية».
اليوم العالمي للسكري 2017 يدعم حقوق المرأة في مستقبل صحي
يوافق هذا اليوم، 14 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم العالمي للسكري. ويدور موضوع حملة هذا العام حول «المرأة والسكري - حقنا في مستقبل صحي». وتهدف هذه الحملة إلى التأكيد على أهمية أن تحصل جميع النساء المُعرَّضات لخطر الإصابة بالسكري أو من يتعايشن مع هذا المرض، بالتساوي وبتكلفة ميسورة، على الأدوية والتكنولوجيات الأساسية لعلاج السكري، وأن يتوافر لهن التثقيف والمعلومات التي يحتجن إليها لعلاج أنفسهن لتحقيق أفضل النتائج والوقاية من السكري من النمط 2.
فالسكري جائحة تحمل في طياتها الخطر، إذ لا يزال هذا المرض خفياً في أكثر أنحاء العالم - مع عدم تشخيص ما يصل إلى نصف جميع الأشخاص المصابين به في العالم. ويحصد السكري أرواح أكثر من 1.5 ملايين شخص كل عام في حميع أرجاء العالم، ومن المتوقَّع أن يكون السبب السابع بين الأسباب الرئيسية المفضية إلى الوفاة بحلول عام 2030. ويقع أكثر من 80% من الوفيات في البلدان ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة. بَيْد أنه من الممكن الوقاية مما يصل إلى 70% من حالات الإصابة بالنمط 2 من السكري من خلال اتباع نمط حياة صحي.
ويوجد بالعالم اليوم أكثر من 205 مليون امرأة تتعايش مع السكري. وهناك سيدتان من بين كل خمس سيدات مصابات بالسكري في سن الإنجاب، إذ يصل عددهن إلى ما يربو على 60 مليون امرأة حول العالم.
ويسجل إقليم شرق المتوسط أعلى معدل لانتشار السكري في العالم - فهناك 43 مليون شخص في الإقليم مصابون بهذا المرض الذي يؤثر أيضاً على 12% من النساء في الإقليم؛ وهي النسبة الأعلى بين أقاليم منظمة الصحة العالمية قاطبة.
ومما يدعو للقلق أن النساء المصابات بالنمط 2 من السكري يزيد خطر إصابتهن بأمراض القلب التاجية بعشر مرات عن أولئك غير المصابات، وأن النساء المصابات بالنمط 1 من السكري يزيد خطر تعرضهن للإجهاض المبكر أو أن يلدن أطفالاً يعانون من التشوهات.
وفي اليوم العالمي للسكري هذا العام، تسلط منظمة الصحة العالمية والشركاء الضوء على حقيقة أن جميع النساء المصابات بالسكري يحتجن إلى الحصول المنصف وبتكلفة ميسورة على الرعاية والتثقيف لتحسين تدبيرهن للمرض وتحسين نتائجهن الصحية.
وتدعو المنظمة والشركاء الحكومات وقطاع الصحة إلى إيلاء الاهتمام الكافي بالاحتياجات والأولويات الخاصة بالنساء، وإتاحة الأدوية والتكنولوجيات الأساسية لجميع النساء المصابات بالسكري، وتثقيفهن وتزويدهن بالمعلومات اللازمة لعلاج أنفسهن حتى يتسنى لهن تحقيق أفضل النتائج، مع توفير خدمات التخطيط السابق على الحمل لهن بما يحد من تعرضهن للخطر خلال فترة الحمل.
والنساء والفتيات عوامل رئيسية في تبني أنماط حياة صحية لتحسين صحتهن ومن ثَم صحة أجيال المستقبل وعافيتهم. إذ يضطلعن بأدوار مهمة لتجنب الإصابة بالسكري أو التخفيف من آثاره بوسائل منها ممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي صحي وصولاً إلى تحسين نتائجهن الصحية.
حقائق داعمة
- تعزى 70% من الوفيات المبكرة بين البالغين إلى حد كبير إلى السلوكيات التي يشرعون في اتباعها في مرحلة المراهقة.
- للنساء، الأمهات، تأثير كبير على الحالة الصحية لأطفالهن على المدى الطويل.
- أظهرت الأبحاث أن المرأة متى مُنِحَت تحكماً أكبر في الموارد فإنها تخصص المزيد منها للغذاء وصحة الأطفال وتغذيتهم وللتعليم.
- فالمرأة هي الحارس المسؤول عن تغذية الأسرة والعادات الحياتية، ومن ثَم تتمتع بالقدرة على الدفع بجهود الوقاية من البيت وخارجه.
ما الذي ينبغي عمله
- ينبغي تمكين النساء والفتيات بحصولهن على التساوي وبتكلفة ميسورة على المعارف والموارد لتقوية قدرتهن على الوقاية من النمط 2 من السكري داخل أسرهن وحماية صحتهن على نحو أفضل.
- يجب أن يكون تعزيز فرص ممارسة النشاط البدني في أوساط المراهقات، لا سيّما في البلدان النامية، أحد أولويات الوقاية من السكري.
الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية 2017 استشر طبيباً قبل تناول المضادات الحيوية

يحتفل العالم بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية في الفترة من 13 حتى 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وموضوع حملة هذا العام «استشر طبيباً قبل تناول المضادات الحيوية». وتهدف هذه الحملة إلى الدعوة إلى الاستخدام الصحيح والمسؤول للمضادات الحيوية، والحيلولة دون إساءة استخدامها.
فمن الضروري التماس المشورة الطبية الصحيحة قبل تناول المضادات الحيوية، لضمان الحصول على العلاج المناسب، ليس هذا وحسب، بل لأن الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية من شأنه أن يساعد في الحدِّ من الخطر المتنامي لمقاومة مضادات الميكروبات، والتي تعني قدرة الكائنات الدقيقة (مثل البكتيريا والفيروسات وبعض الطفيليات) على وقف تأثير مضادات الميكروبات فيها (مثل المضادات الحيوية، ومضادات الفيروسات، ومضادات الملاريا). ونتيجة لذلك، تفقد العلاجات المعيارية فعاليتها، وتستمر العدوى وقد تنتشر إلى الآخرين.
واستخدام المضادات الحيوية وإساءة استخدامها قد زاد معهما عدد الكائنات المقاومة لمضادات الميكروبات وأنواعها. ومن ثمَّ، فنحن نواجه الآن موقفاً يستحيل فيه علاج أمراض معدية كثيرة ونرى أناساً يموتون جراء الإصابة بتلك الأمراض المعدية كما كان يحدث في الماضي. ولهذا الوضع عواقب وخيمة على الصحة والاقتصاد على حدٍّ سواء؛ إذ يموت كل عام في الإقليم ما يقرب من 750 000 شخص بسبب أنواع عدوى يتعذَّر علاجها بالمضادات الحيوية. ومن الـمُتوقَّع أن يزيد هذا الرقم زيادة هائلة في السنوات المقبلة.
وتمثِّل مقاومة مضادات الميكروبات خطراً كبيراً على الصحة العالمية - أي صحة الإنسان والحيوان على حدٍّ سواء - خاصة وأن الدراسات تشير إلى أنه يجري الآن تطوير عدد قليل من المضادات الحيوية الجديدة لمجابهة الخطر المتنامي لمقاومة مضادات الميكروبات. وأكثر العقاقير التي يجري تطويرها حالياً عبارة عن تعديلات لأصناف موجودة من المضادات الحيوية، ولا تعدو كونها حلولاً قصيرة الأجل.
وتوجد خيارات علاجية محتملة قليلة للغاية لعلاج أنواع العدوى المقاومة للمضادات الحيوية التي ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها تمثل الخطر الأكبر على الصحة، بما في ذلك السل المقاوم للأدوية الذي يحصد أرواح ما يقرب من 250 000 شخص سنوياً. وإلى جانب السل المقاوم للأدوية المتعدِّدة، حدَّدت المنظمة 12 فئة من مُسبِّبات الأمراض ذات الأولوية - يسبِّب بعضها أمراضاً شائعة، مثل الالتهاب الرئوي أو التهابات الجهاز البولي - التي تزداد مقاومتها للمضادات الحيوية الحالية، ويتطلَّب علاجها تطوير عقاقير جديدة.
ولا تكفي العلاجات الجديدة فقط في مواجهة خطر مقاومة مضادات الميكروبات. بل يلزم اتخاذ تدابير أخرى من قبيل تحسين إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها، وهو مجال تقدِّم المنظمة الدعم فيه إلى البلدان والشركاء لتعزيز الاستخدام الملائم للمضادات الحيوية في الحاضر والمستقبل.
وسوف يطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية في فعالية يعقدها في 13 تشرين الثاني/نوفمبر بمقر المكتب بالقاهرة.
ومؤخراً، اعتمدت الدول الأعضاء بالإقليم القرار ش م/ل إ64 /ق- 5 في الدورة الرابعة والستين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط التي عُقِدت في إسلام أباد، باكستان، في تشرين الأول/أكتوبر 2017، اعترافاً منها بعبء مقاومة مضادات الميكروبات في الإقليم. وبذلك يكون إقليم شرق المتوسط هو الإقليم الأول بين أقاليم المنظمة الذي يعتمد قراراً للتصدِّي لمشكلة مقاومة مضادات الميكروبات إدراكاً منه لعواقبها الوخيمة على الصحة والاقتصاد في الإقليم والعالم بأسره.
وفي الأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية هذا العام، تدعو منظمة الصحة العالمية الجميع - من حكومات ومجتمعات، ومهنيِّي الرعاية الصحية، وأفراد ومزارعين - إلى التعامل بحرص مع المضادات الحيوية، وتهيب بالأفراد ألا يتناولوا المضادات الحيوية إلا إذا وصفها الطبيب لهم.
المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ينعي الراحل الدكتور محمود فكري
18 تشرين الأول/أكتوبر 2017 - بقلوب يعتصرها الحزن والألم، ينعي المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور محمود فكري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الذي وافته المنية على متن طائرة كانت تُقلُّه للمشاركة في فعاليات قمة الأمراض غير السارية المنعقدة في مونتفيديو عاصمة أوروغواي.
وقد تولى الدكتور فكري مهام منصبه في مطلع شباط/ فبراير 2017، وخلال المدة القصيرة التي شغل فيها هذا المنصب، تجلَّت مهنيته وشهد القاصي والداني على تفانيه في العمل، ليتكلل ذلك بعقْد واحدةٍ من أنجح دورات اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط الشهر الجاري في العاصمة الباكستانية إسلام أباد بحضور رئيس الدولة المضيفة والوزراء ورؤساء وفود بلدان الإقليم الاثنتي والعشرين. وشهدت هذه الدورة إقرار رؤية الدكتور فكري واعتماد خارطة الطريق التي وضعها لترجمة هذه الرؤية والتي تُمهِّد السبيل لتنفيذ الأولويات الصحية في الإقليم على مدار الأعوام الخمسة المقبلة.
ويبقى الأهم، وهو أن الدكتور محمود فكري سيظل حياً في ذاكرتنا كإنسان مس بحسن خلقه وعطفه ورعايته وكرمه وقيادته الإنسانية قلوب كل من عرفه أو تعامل معه.
ويطيب لجميع العاملين في المكتب الإقليمي والمكاتب القُطرية لمنظمة الصحة العالمية أن يتقدموا بخالص تعازيهم القلبية لعائلة الدكتور محمود فكري ومحبيه وأصدقائه، سائلين لهم الصبر والسلوان.
وقد اجتمع العاملون بالمكتب الإقليمي صباح اليوم، وانضم إليهم العاملون في المكاتب القُطرية بدول الإقليم عبر الفيديو، لتأبين الفقيد الدكتور محمود فكري، ووقفوا جميعاً دقيقة حداداً على روحه الطاهرة. كما أدى العاملون في المكتب الإقليمي صلاة الغائب عليه.
وسوف يُفتَح دفتر العزاء في مقر المكتب الإقليمي بالقاهرة يوم الأحد الموافق 22 أكتوبر/ تشرين الأول لمدة ثلاثة أيام.