جنود سقطوا: عاملون صحيون أبطال انتصر عليهم كوفيد-19
23 كانون الأول/ديسمبر 2020 - مضى عام تقريباً منذ أن بدأت جائحة كوفيد-19 تنتشر حول العالم، وتُعرِّض حياة الملايين للخطر، وتفرض على النُّظُم الصحية تحديات غير مسبوقة، وتزيد اقتصادات البلدان ضَعفاً إلى ضَعفها. وقد أصبحت المرافق الصحية مكتظة ومنهكة، ويواجه العاملون في مجال الرعاية الصحية نقصاً عالمياً في القدرات والموارد ومعدات الوقاية الشخصية، مما يجعلهم أكثر الفئات تعرضاً للمخاطر في مكافحة هذا التهديد الجديد.
الدكتور أحمد ماضي، استشاري أمراض الرئة في مستشفى الصدر بالقاهرة، ومدير مستشفى العزل الصحي بالعجمي، مصر
قال الدكتور أحمد ماضي، استشاري أمراض الرئة في مستشفى الصدر في مصر، من سريره في المستشفى بعد أن ثبتت إصابته بمرض كوفيد-19: "بينما أنا راقد على سريري في العناية المركزة، أتنفس بصعوبة، وأعاني من ألم رهيب ينهش كل جزء من جسدي الذي لم يبق فيه شيء غير متصل بأنابيب وخراطيم، أراقب نظرات زملائي من الأطباء والتمريض ما بين خوف ورجاء، وأشاهد تحركات سريعة ومضطربة لتجهيز جهاز التنفس الاصطناعي بسبب هبوط حاد في نسبة الأكسجين بدمي".
وأضاف: "أعلم أن قُصُور جهازي التنفسي الرباني هو بداية الطريق إلى نهايتي المحتومة، تلك النهاية التي طالما شاهدتها وأنا الطبيب المسؤول عن علاج هذا المرض الذي أستطيع أن أرى نهايته الآن بوضوح. كل ما أرجو إن بادر بي الأجل وحانت لحظة الفراق أن يتكفل الله بحفظ أسرتي وأطفالي الذين افتقدهم بشدة".
توفي الدكتور ماضي بعد أيام قلائل من تسليم هذه الرسالة إلى زملائه في العمل.
وقال الدكتور ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الصحية: "قلوبنا مع أُسر الذين فقدوا أحباءهم ودعواتنا لهم. إن فقدانهم خسارة فادحة للإقليم بأسره الذي نَكُنُّ فيه كل التقدير للعاملين الصحيين على تفانيهم والتزامهم رغم أنهم يعملون في بعض الأماكن الأكثر تعقيداً في العالم".
تهديدات مُضاعَفة تواجه العاملين الصحيين في إقليم شرق المتوسط
في إقليم شرق المتوسط الذي يواجه فيه بالفعل كثير من العاملين الصحيين مخاطر كبيرة، أضافت جائحة كوفيد-19 طبقة جديدة من التعقيد إلى التحديات التي يواجهونها. فإلى جانب العمل في مناطق النزاعات وفي أماكن غير آمنة، والتعرض لخطر الهجمات المباشرة وغير المباشرة، يتعرَّض العاملون الصحيون الآن لتهديد إضافي.
وبينما تواصل بلدان الإقليم الإبلاغ عن أعداد متزايدة من حالات الإصابة المؤكدة بمرض كوفيد-19 بين سكانها، تتزايد أيضاً المخاطر التي تواجه العاملين الصحيين.
قال خالد محمد، وهو تقنيّ مُختبَريّ يعمل في المختبر المركزي في صنعاء: "تمنيت بشدة ألا يصل كوفيد-19 إلى اليمن، لأننا نعاني بالفعل من الكوليرا والدفتريا وحمى الضنك والملاريا وسوء التغذية، إضافةً إلى الصراع الدائر الذي دمر النظام الصحي الضعيف أصلاً". وأضاف: "نعم، أخشى على صحتي وصحة عائلتي، ولكن إذا كنت أستطيع تقديم المساعدة، فلن أتأخر عن تقديمها أبداً. إنني أعمل بلا كلل على مدار 24 ساعة لإجراء اختبارات كوفيد-19. وهذا أقل ما يمكن أن أفعله".
وعلى الرغم من أن العاملين الصحيين يمثلون أقل من 3% من السكان في معظم البلدان، وأقل من 2% في معظم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فإن نحو 14% من حالات كوفيد-19 التي أُبلِغت بها منظمة الصحة العالمية كانت من العاملين الصحيين. وقد ترتفع هذه النسبة في بعض البلدان إلى 35%. وقد أودى كوفيد-19 بحياة آلاف من العاملين الصحيين على مستوى العالم.
يقول الدكتور برينان: "على الرغم من التحديات والمخاطر، فإن العاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء الإقليم يواصلون عملهم، واضعين المصلحة العامة فوق كل شيء ".
وفي اليمن، تشير الأعداد الرسمية الصادرة عن السلطات الصحية إلى وجود 407 حالات إصابة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية من أصل 2087 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19 أُعلِن عنها حتى 13 كانون الأول/ديسمبر 2020.
قال سامي الحاج، وهو طبيب شاب يعمل في مستشفى العلوم والتكنولوجيا في صنعاء: "جائحة كوفيد-19 جعلت اليمن والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الصفوف الأمامية تحت ضغط شديد. إننا نُعرِّض حياتنا للخطر من أجل إنقاذ أرواح شعبنا. وقد رأيت كثيراً من الأطباء يمرضون ويُوضَعون على أجهزة التنفس الصناعي والمراقبة، ومنهم من تعرض لما هو أسوأ، وهو الموت، وهو أصعب ما يمكن مشاهدته".
وفي الفترة من 1 تشرين الأول/أكتوبر إلى 15 كانون الأول/ديسمبر فقط، أعلن الأردن عن وفاة 23 طبيباً، وهو العدد الأكبر منذ بداية الجائحة. وقال بشر الخصاونة، رئيس وزراء الأردن، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "كلنا حزن وألم على وفاة كوكبة من أبطال خط الدفاع الأول من الأطباء في مواجهة وباء كورونا، رحمهم الله جميعاً".
عزيز الله أصغري، ممرض في وحدة العناية المركزة في المستشفى الأفغاني الياباني في أفغانستان، أُصيبت والدته بكوفيد-19 بعد أن جاءت نتيجة اختباره إيجابية. وكانت وفاتها فاجعة له.
قال السيد عزيز الله أصغري، وهو ممرض يعمل في وحدة العناية المركزة في المستشفى الأفغاني الياباني في مدينة كابول في أفغانستان: "في بداية جائحة كوفيد-19، لم يكن أحد مستعداً للعمل في المستشفى الأفغاني الياباني المُخصَّص لمرضى كوفيد-19 هنا في كابول، لأن الموارد المتاحة لحماية العاملين الصحيين كانت محدودة، وكان الخطر شديداً جداً. لكن عدد المرضى كان يتزايد يومياً، لذلك قررت المخاطرة وبدأت أعمل ممرضاً في وحدة الرعاية المركزة لمساعدة المرضى ذوي الحالات المرضية الشديدة أو الحرجة. وبعد بذلك بفترة وجيزة، أُصِبتُ بالعدوى، وأثبت الاختبار أيضاً إصابة أفراد أسرتي، ومنهم والدتي. وفقدتُ أمي التي لم تكن قد تجاوزت 42 عاماً ولم تكن تعاني من أي حالة مرضية كامنة".
"لا أستطيع حتى الآن تفسير وفاة أمي. لقد شعرت بفراقها من أعماق روحي، فلا جرح أعمق من جرح فقدان أحبائك على هذا النحو. لكنني أريد أن أقف بجانب الناس وأحاول إنقاذ أحبائهم. فالعهد الذي قطعته على نفسي عند التخرج، وحبي لأهل بلدي شجّعاني على مواصلة عملي في المستشفى الأفغاني الياباني، وعلى خدمة المرضى بطاقة أكبر".
ومن بين آلاف العاملين الصحيين في البرنامج الإقليمي لشلل الأطفال الذين يدعمون الاستجابة لجائحة كوفيد-19، أٌصيب نحو 256 عاملاً، ووافت المنية ثلاثة منهم.
التأكُّد من توفير الحماية البدنية والنفسية للعاملين في الرعاية الصحية
إن العاملين الصحيين أشد الفئات عرضةً لخطر العدوى بسبب مخالطتهم المتكررة عن قرب لحالات كوفيد-19 المؤكدة والمشتبه فيها. كما أن النقص العالمي في معدات الوقاية الشخصية قد جعل العاملين الصحيين أهدافاً سهلة للفيروس، وحتى الذين يمكنهم الحصول على معدات الوقاية الشخصية قد لا يكونون مُدرَّبين تدريباً كافياً على استعمالها استعمالاً صحيحاً. وتزداد أيضاً احتمالية تعرضهم للعدوى بسبب ضعف تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في المرافق الصحية التي تعالج مرضى كوفيد-19.
ورغم أن كثيراً من العاملين الصحيين يصابون بالعدوى في المستشفيات والمرافق الصحية، يصاب أيضاً بعضهم بالعدوى بسبب التعرُّض للفيروس في الأوساط المجتمعية، ومنها منازلهم.
لكن الإصابة بمرض كوفيد-19 ليست الخطر الوحيد الذي يواجه العاملين الصحيين. بل يتعرض العاملون الصحيون في بعض الأحيان للتمييز باعتبارهم ناقلين محتملين للمرض، ويتعرضون للوصم وأحياناً للعنف، وذلك لأن كثيراً من العاملين في الصفوف الأمامية يخالطون عن قرب المرضى المصابين بالعدوى.
يقول سامي الحاج الذي يعمل في مستشفى العلوم والتكنولوجيا في صنعاء: "إنني أتفهم الخوف من العاملين في مجال الرعاية الصحية. وهو خوف مُبرَّر نظراً للوضع الصحي المتدهور. ولكن شعبنا يحتاج إلينا وإلى خبراتنا. وأحث نفسي وزملائي الأطباء على أن نتخطّى هذه المشكلة معاً وأن يدعم بعضنا بعضاً خلال هذه الفترة العصيبة لكي ننجو من الجائحة".
كما أن بعض العاملين الصحيين مُعرَّضون أيضاً للإصابة باضطرابات أو أمراض نفسية وعاطفية أو حتى الوفاة الناجمة عنها، وذلك بسبب تعرضهم لمستويات من المرض والوفاة لم يشهدوها من قبل قطّ.
ولأن الجائحة لها تأثير سلبي على الصحة النفسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، تعكف منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في مجال الصحة على بذل قصارى جهدهم لضمان عدم إغفال أحد. ويُقدَّم الدعم إلى العاملين الصحيين في الصفوف الأمامية من خلال حِزَم الصحة النفسية التي تُقدِّم إرشادات ونصائح عملية لمساعدتهم على مواجهة الضغوط.
وعملت المنظمة وشركاؤها على زيادة إمدادات معدات الوقاية الشخصية على الرغم من النقص العالمي لهذه المعدات. وحتى 15 كانون الأول/ديسمبر 2020، بلغ إجمالي شحنات معدات الوقاية الشخصية 290 شحنة أُرسِلت إلى 6 بلدان في الإقليم من المركز الإقليمي للإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، إلى جانب أدوية ومعدات أخرى لدعم الاستجابة لكوفيد-19. كما قدمت المنظمة وشركاؤها في مجال الصحة الدعم لتدريب العاملين في الرعاية الصحية في شتى أنحاء الإقليم على إرشادات الوقاية من العدوى ومكافحتها للحد من خطر انتشار الفيروس في مرافق الرعاية الصحية. وتُقدِّم المنظمة أيضاً دورات مجانية على منصتها المفتوحة (Open WHO) لتدريب العاملين الصحيين على استخدام معدات الوقاية الشخصية وغيرها من تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها على النحو الصحيح.
السلالة الجديدة لفيروس كوفيد-19: ما نعرفه حتى الآن ؟
رسالة مصوّرة
22 كانون الأول/ ديسمبر 2020 - تفيد المعلومات التي أبلغتنا بها السلطات الصحية في المملكة المتحدة أن السلالة الجديدة (الفيروس المتغيّر) أكثر قدرة على الانتشار. وتُجرى حاليًا مزيدٌ من البحوث للتعرّف على سرعة هذا الانتشار، وهل يرتبط بالسلالة الجديدة نفسها أم توجد عوامل أخرى متداخلة. ومن المعلومات المبدئية نعرف أن السلالة المتغيرة لا تسبب درجةً أشد من المرض، والدراسات لا تزال تجري على المصابين بهذه السلالة مقارنة بالمصابين بكوفيد-19.
قد يكون هناك تغيُّر في قابلية العدوى والإصابة بهذه السلالة، بالإضافة إلى انخفاض أداء الاختبارات التشخيصية التي تستخدم الجين (S). ولكن لا يوجد حتى الآن دليل على تغيُّرات في فعالية اللقاحات المنتظرة أو قدرة المصاب على إنتاج أجسام مضادة للفيروس.
ومن المهم أن نعرف أن جميع الفيروسات تتغير مع مرور الوقت، وهذا يشمل فيروس جائحة كوفيد-19. وحتى الآن، تم التعرّف على مئات الأنماط المختلفة لهذا الفيروس في جميع أنحاء العالم، ونحن نتابع ذلك عن كثب. ولم يكن لمعظم التغيرات التي طرأت على الفيروس سوى تأثير ضئيل أو معدوم على انتقال العدوى أو شدة المرض.
والسبب في اهتمامنا الخاص بهذه السلالة الجديدة أنها تحتوي على عدّة مجموعات من التغيرات، والإشارات الأولية تشير إلى أن (الفيروس المتغير) قد يكون أكثر قدرة على الانتشار بسهولة بين الناس. وتنصح منظمة الصحة العالمية بإجراء مزيد من الدراسات الفيروسية لفهم التغيرات المحدّدة التي وصفتها المملكة المتحدة.
ونحن على اتصال وثيق مع المسؤولين في المملكة المتحدة، وسيواصلون إطلاعنا بالمعلومات ونتائج التحليلات والأبحاث. وبدورنا سنعرّف الدول الأعضاء وعموم الناس عندما تتوفر لدينا المعلومات وتتشكّل صورة أوضح لخصائص هذه السلالة.
وما نؤكد عليه أننا في منظمة الصحة العالمية نعوّل على الدراسات ونأخذ بالبراهين العلمية لنعرف ما تأثير هذا الفيروس المتغيّر. وفي غضون ذلك، ننصح الجميع بالالتزام التام بالتدابير الوقائية وإجراءات الصحة العامة من كوفيد-19 والامتثال لإرشادات السلطات الوطنية.
يشجّع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تجنّب السفر غير الضروري والتجمّعات الكبيرة لتوقّي الزيادات في حالات كوفيد-19 التالية لاحتفالات موسم الأعياد
إن بلدان إقليم شرق المتوسط، في هذا الشتاء، على مشارف فترة يتضاعف فيها القلق من تزايد حالات كوفيد-19 والسراية المستمرة للفيروس، وعلينا التيقّظ والحرص أكثر من أي وقت مضى لوقاية أحبائنا وأنفسنا. فضغوط التعايش مع كوفيد-19 لفترات طويلة تؤثر على رفاه المجتمع ومعنوياته، وتسبب التعب وعدم الرضا. وهذا ببساطة، يدفع كثيرًا من الناس ألا يلتزموا كما ينبغي بالتدابير المعروف أنها تقينا من الفيروس.
ومع اقتراب موسم الاحتفالات، الوقت الذي تجتمع فيه الأسر والأصدقاء من مختلف الأجيال والمناطق الجغرافية للاحتفال بالعام الجديد والأعياد الدينية، يحثُّ المكتب الإقليمي للمنظمة الناس على تجنّب السفر غير الضروري والتجمّعات الكبيرة للوقاية من وقوع موجات كبيرة من الأمراض بعد الاحتفالات. ومع أننا نعلم مدى صعوبة التضحيات والحلول التي يتطلبها ذلك، لكن لا ينبغي لموسم الأعياد أن يكون عذرًا لتخفيف التدابير الاجتماعية الرامية إلى الحد من انتشار الفيروس.
وينبغي للبلدان التي تعاني من تزايد عبء الحالات واستمرار العدوى على نطاق واسع أن تنظر بجدية في تعليق التجمّعات المجتمعية والدينية والأسرية الكبيرة. وينبغي لكل بلد ومجتمع أن يستند في قراراته المحلية إلى تقييمه للمخاطر، وإدراكه مقدار العدوى بالأمراض وتدابير التخفيف والقدرات المتاحة في نُظُمه الصحية.
ويُفضَّل عقد تجمّعات أصغر في أماكن مفتوحة كلما أمكن، تتسم بحضور محدود ومدّة محدّدة، مع ارتداء الكمامات ومراعاة التباعد البدني عن المشاركين. وإذا تعذّر التجمّع في الهواء الطلق، فضمان التهوية المناسبة وتقليل عدد المجموعة سيساعد في الحد من التعرّض للعدوى - برغم عدم خلو التجمّعات الصغيرة في الأماكن المغلقة من مخاطر.
إن للرعاية الصحية النفسية أهمية قصوى جرى تسليط الضوء عليها خلال الجائحة الحالية، ولا سيَّما لكبار السن والأطفال ومن يعانون من حالات نفسية سابقة. ومع اقتراب هذا العام الاستثنائي من نهايته، من المتوقع أن يزداد شعورنا بالتوتر والقلق الشديدين خلال هذه الفترة. وقد يفاقم هذا التوتر حالات الصحة النفسية المرضية الموجودة من قبل نتيجة للتخوّف من المرض، والقلق إزاء الأسرة والأصدقاء الضعفاء، والوحدة بسبب العزلة والحجر الصحي، والوصم المرتبط بذلك. ومن الأهمية القصوى التواصل مع أحبائنا ودعم من يشعرون منهم بالعزلة خلال هذا الموسم الاحتفالي: ومن الضروري الحفاظ على صحتنا البدنية والنفسية، وكذلك صحة أحبائنا.
إن الخيار بين أيدينا فالقرارات التي تُتخذ على المستوى الفردي ستؤثر في نهاية المطاف على عائلاتنا ومجتمعاتنا، ولا سيَّما المعرَّضين لمخاطر أعلى، والعاملين الصحيين الذين يسعون بلا كلل لعلاج المرضى.
إنّ تجنّب الأماكن المغلقة أو المزدحمة أو التي تنطوي على اتصال شخصي وثيق، جنبًا إلى جنب مع ممارسة نظافة الأيدي وآداب الجهاز التنفسي السليمة وارتداء الكمامات؛ سيحافظ على سلامتنا وسلامة مجتمعاتنا.
الآن في عطلة هذا الموسم، هو الوقت المناسب أكثر من أي وقت آخر، لإبداء الاهتمام وتبادل التحيات مع الآخرين. يجب أن تتكاتف مجتمعاتنا وتتضامن لدعم وتشجيع أنفسنا والآخرين من أجل الحفاظ على صحة جميع أسرنا وجيراننا في هذا الشتاء.
التحالف الصحي الإقليمي: شراكة في سبيل تحقيق "الصحة للجميع وبالجميع"
القاهرة، مصر، 15 كانون الأول/ديسمبر 2020 – على الرغم من المكاسب الملحوظة التي تحققت في مجال الصحة على مدار العقود القليلة الماضية، فإن العالم لا يسير على النحو المقرر لبلوغ الغايات المتعلقة بالصحة تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة، ولا يزال الناس، لا سيما الفئات الأكثر تهميشاً، متخلفين عن الركب. بل تتسبب جائحة كوفيد-19 في زيادة عرقلة التقدم.
وفي خطوة تاريخية قامت بها 12 وكالة من الوكالات المتعددة الأطراف المعنية بالصحة والتنمية والعمل الإنساني في إقليم شرق المتوسط/ إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أُطلِق عبر الإنترنت التحالف الصحي الإقليمي، وهو شراكة تهدف إلى مساعدة البلدان على تسريع وتيرة التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، وتيسير تنفيذ خطة العمل العالمية بشأن تمتُّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية.
وتستند هذه الشراكة إلى ما قطعته الوكالات على نفسها من تعهدات مؤكدة بمواءمة استراتيجياتها وسياساتها ونُهُجها الداخلية، وضمان المساءلة المتبادلة، وتعزيز التعاون مع البلدان وبين الوكالات في إطار سبعة محاور تسريع، ألا وهي: الرعاية الصحية الأولية، والتمويل المستدام للصحة، ومشاركة المجتمعات المحلية والمدنية، ومحدِّدات الصحة، وتنفيذ برامج مبتكرة في الأوضاع الهشة والمعرضة للخطر، والبحث والتطوير والابتكار والإتاحة، والبيانات والصحة الرقمية. وتشترك هذه المحاور السبعة جميعها في ضمان المساواة بين الجنسين بوصفها حقاً أساسياً من حقوق الإنسان.
وانطلاقاً من رؤية 2023 الإقليمية: "الصحة للجميع وبالجميع"، شرع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في إقامة التحالف الصحي الإقليمي لتعزيز التعاون، ولإيجاد طرق عمل جديدة، ولتفعيل خطة العمل العالمية. وبناءً على شراكات حالية ناجحة، سوف تتمكن الوكالات الشريكة في التحالف الصحي الإقليمي من تعزيز دعمها الجماعي للبلدان من أجل تحسين صحة سكان الإقليم وعافيتهم.
وتتبوأ الصحة مكانةً محوريةً في الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة (ضمان تمتُّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار) وغاياته الثلاث عشرة. كما أن أهداف التنمية المستدامة العالمية الأخرى تكاد جميعها ترتبط بالصحة أو تسهم في الصحة إسهاماً غير مباشر، مثل أهداف القضاء على الفقر والحد من أوجه انعدام المساواة، وضمان حصول الجميع على خدمات رعاية الصحة الجنسية والإنجابية، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتنمية الاقتصادات، وحماية البيئة، والتشجيع على إقامة مجتمعات مسالمة لا يُهمّش فيها أحد.
ويتسم الإقليم بالتنوع والتعقُّد، ويعاني من الاستقطاب السياسي. وقد أدت النزاعات والكوارث الطبيعية إلى زيادة عبء الوفيات والأمراض المرتفع بالفعل في الإقليم. ومن خلال توطيد أواصر التعاون، ستُسهم الشراكة في بلوغ الغاية الأساسية المتمثلة في تحقيق صحة أفضل.
وقد قطعت الوكالات على نفسها أربعة تعهدات أساسية مُحدَّدة بموجب خطة العمل العالمية: 1) التفاعل مع البلدان على نحو أفضل للاشتراك معها في تحديد الأولويات والتخطيط والتنفيذ؛ 2) وتسريع وتيرة التقدم المُحرز في البلدان من خلال العمل المشترك في إطار محاور التسريع المُحدَّدة والعمل الخاص بالمساواة بين الجنسين وتوفير المنافع العامة العالمية؛ 3) والاصطفاف في دعم البلدان من خلال تنسيق الاستراتيجيات والسياسات والنُّهُج التنفيذية والمالية؛ 4) والمساءلة، من خلال استعراض التقدم والتعلم معاً لتعزيز المساءلة المشتركة.
وتستضيف منظمة الصحة العالمية هذا التحالف الذي يضم مكاتب إقليمية تابعة لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، وبرنامج اﻷمم المتحدة اﻹنمائي، وصندوق اﻷمم المتحدة للسكان، ومنظمة اﻷمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وهيئة اﻷمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (هيئة الأمم المتحدة للمرأة)، ومجموعة البنك الدولي، وبرنامج اﻷغذية العالمي، وقد وقّعت هذه المكاتب جميعها على خطة العمل العالمية، إلى جانب المنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة اﻷمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، واﻻتحاد الدولي للاتصالات. وفي ذات الوقت، يؤدي تنفيذ الأنشطة المشتركة إلى إشراك مزيد من شركاء الصحة والتنمية، مثل منظمات المجتمع المدني.
ولأن أحد أهداف خطة العمل العالمية يتمثل في تيسير تقديم الدعم التقني المتوائم والمنسق للخطط والاستراتيجيات الوطنية التي تملكها وتقودها البلدان، شارك أيضاً ممثلون من مختلف بلدان الإقليم في فعالية الإطلاق الافتراضية، إلى جانب ممثلين عن 12 وكالة، ومن جامعة الدول العربية، ومن منظمات مجتمعية.
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
منى ياسين
المسؤولة الإعلامية
المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
الهاتف: +202 22765020/21
البريد الإلكتروني: