توزيع لقاحات كوفيد-19 في إقليم شرق المتوسط وسط الزيادة المستمرة في حالات الإصابة

21 آذار/مارس 2021، القاهرة، مصر - في الوقت الذي لا تزال فيه جائحة كوفيد-19 تؤثر على حياة الناس في إقليم شرق المتوسط، وصلت اللقاحات الـمُقدَّمة من خلال مرفق كوفاكس إلى أفغانستان وجيبوتي والأردن والأرض الفلسطينية المحتلة وتونس والصومال والسودان، حيث زادت الجرعات المقدَّمة على 1.9 مليون جرعة. وستشهد الأيام المقبلة وصول المزيد من الدفعات إلى بلدان أخرى أيضًا.
وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «بعد عام من إعلان كوفيد-19 جائحةً عالميةً، يسرنا أن نرى أن اللقاحات قد أصبحت الآن أداة حقيقية وحاضرة في معركتنا مع كوفيد-19، وهو ما يدعم جهودنا التاريخية لإنهاء هذه الجائحة».
وشرعت حتى الآن 19 بلدًا في الإقليم في التطعيم ضد كوفيد-19، وأعطت هذه البلدان ما يزيد على 16 مليون جرعة واستهدفت الفئات المعرضة للخطر الشديد، ساعيةً إلى تغطية 20% من سكانها. وكان مرفق كوفاكس هو المصدر الوحيد الذي حصلت منه جيبوتي والصومال والسودان، من بين هذه البلدان التسعة عشر، على جرعات اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وهناك أكثر من 15 بلدًا تسعى إلى تطعيم سكانها قد اشترت بالفعل اللقاحات من خلال اتفاقيات ثنائية أبرمتها مع شركات تصنيع اللقاحات.
وصرح الدكتور المنظري قائلًا: «ندعو البلدان إلى التوحُّد تحت شعار الإنصاف في الحصول على اللقاحات، بوصفها أداةً فعالةً في الحرب مع هذه الجائحة». واستدرك قائلًا: «ومع ذلك، ينبغي أن يعلم الجميع أن اللقاحات وحدها لن تستطيع إنهاء الجائحة». وشدد الدكتور المنظري على «ضرورة أن تواصل البلدان فرض تدابير الصحة العامة التي ثبتت فعاليتها مثل التباعد البدني وارتداء الكمامات وضمان التهوية الكافية، والالتزام بهذه التدابير».
وهناك تحديات عديدة تقف في وجه نشر اللقاحات في الإقليم، منها تردُّد عموم الناس في أخذها، والإجحافات الكبيرة المتزامنة مع نشرها، والنقص الحاد في الإمداد وسط ارتفاع مستوى الطلب والقضايا اللوجستية المتصلة بتخزين بعض اللقاحات في سلسلة التبريد، خاصة عند وصول المزيد من دفعات اللقاحات. ويحث المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط البلدان على إذكاء الوعي بالحصول على اللقاحات، والتصدي للمعلومات المغلوطة، وضمان عدم إغفال الفئات الضعيفة عند وضع الخطط الوطنية لنشر اللقاحات.
وأكَّد الدكتور المنظري أنه «للتغلب على هذا الفيروس، يجب علينا، على وجه عاجل، أن ننشر الحقائق والعلم، وأن نحد من الهلع والخوف. وكلما زادت أعداد الأشخاص الذين يحصلون على اللقاحات، زادت فعالية اللقاحات في إبطاء انتشار الفيروس، وخفض معدلات الإصابة به، وحماية المجتمع بأسره».
نبذة عن مرفق كوفاكس
مرفق كوفاكس هو ائتلاف عالمي يسعى إلى ضمان الحصول العادل والمنصف على لقاحات كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم. وانضم إلى مبادرة كوفاكس حتى الآن 190 بلدًا، من بينها 22 بلدًا من إقليم شرق المتوسط. ويهدف مرفق كوفاكس إلى إتاحة ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 لتوزيعها في جميع أنحاء العالم بنهاية عام 2021، ويستهدف الأشخاص الأشد عرضة للخطر (كالعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية) والأشد عرضة للإصابة بالأمراض الوخيمة والوفاة (كالمسنين والمصابين بأمراض مشتركة).
روابط ذات صلة
أداة منظمة الصحة العالمية لمتابعة حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) والوفيات الناجمة عنه
تونس تتسلَّم الدفعة الأولى من لقاح كوفيد-19 ضمن مبادرة كوفاكس

تونس 17 آذار/ مارس 2021- تسلَّمت تونس اليوم الدفعة الأولى المكوَّنة من 93600 جرعة من لقاحات فايزر المضادة لكوفيد-19، وهي جزء من مبادرة كوفاكس العالمية. ويأتي هذا التسلُّم في إطار الموجة الأولى من الدفعات التي ستستمر خلال هذا العام، بهدف تلقيح 20% من السكان المستهدَفين بهذا اللقاح في تونس.
وأشار مدير عام الصحة، دكتور فيصل بن صالح، إلى أن "هذه الشحنة تمثل خطوة مهمة في مكافحة كوفيد-19، ويسعد تونس أن تتسلَّم هذه الدفعة الأولى من اللقاحات من خلال مبادرة كوفاكس. وقد استعدت البلاد جيدًا لحملة التلقيح، وتلتزم بتوفير اللقاح مجانًا، وبما يضمن حصول جميع السكان في تونس (في عمر 18 عامًا فأكثر) على اللقاح دون أي تمييز". وأضاف: "نحن على ثقة بأن حملة التلقيح الوطنية، التي انطلقت يوم السبت 13 آذار/ مارس، واستفادت منها طواقم التمريض على سبيل الأولوية، ستتيح لنا تلقيح مَن يتمتعون بالأولوية في كل مكان في البلاد".
واختتم الدكتور فيصل كلمته بتوجيه الشكر إلى جميع الشركاء الذين أتاحوا لتونس الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 عبر مرفق كوفاكس، ومنهم نواب مجلس نواب الشعب الذين ساهموا في تسريع وتيرة إجراءات الشراء والتسليم.
وشدد الدكتور إيف سوتيراند، ممثل منظمة الصحة العالمية في تونس، على أن "اليوم هو تاريخ مهم، وعلامة مميزة على الجهود التي تبذلها تونس في حربها مع كوفيد-19. فالتلقيح من شأنه أن ينقذ الأرواح، ويحمي النظام الصحي التونسي. ويسرنا أن يستطيع البلد الحصول مجانًا على اللقاحات التي تستفيد من جميع ضمانات الجودة والسلامة والفعالية. وسيجري الحصول على اللقاح تدريجيًّا، ومن المهم الاستمرار في اعتماد الحواجز والتباعد الجسدي، وتطبيق تدابير الصحة العامة التي أثبتت فعاليتها في منع انتقال الفيروس. وستواصل المنظمة دعم تونس من أجل حماية صحة التونسيين".
وأشارت السيدة ماريلينا فيفياني، ممثلة اليونيسيف في تونس، إلى أنه "في إطار هذه المبادرة، تقود اليونيسيف عملية الشراء والتسليم، فضلًا عن المساهمة في إعداد البلدان للتلقيح ضد كوفيد -19". وقالت إنها "سعيدة لتلقي تونس اليوم الدفعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد-19 من خلال آلية كوفاكس، وترحب بقرار تونس إتاحة هذا اللقاح لجميع المستحقي على نحو مجاني وعادل.
وقد زوَّدت مبادرة كوفاكس أيضًا وزارة الصحة بمجموعة تتكون من 506400 حقنة و1100 صندوق أمان. وخلال شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل، ستتلقى تونس أيضًا، في إطار هذه المبادرة، 412000 جرعة من لقاحات كوفيد-19 وكميات أخرى بنهاية العام.
وتغتنم منظمة الصحة العالمية واليونيسيف هذه الفرصة لتؤكدا من جديد شكرهما لجميع الشركاء الماليين لمبادرة كوفاكس، ولا سيما الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي ودُوَله الأعضاء، والمملكة المتحدة، واليابان، وكندا، والنرويج، والمملكة العربية السعودية، على مساهماتهم المالية لضمان الحصول العادل على اللقاح المضاد لكوفيد-19 في العالم.
ومبادرة كوفاكس هي شراكة عالمية بين التحالف العالمي للقاحات والتمنيع، وتحالف اللقاحات، والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف. وتهدف المبادرة إلى التعجيل بتطوير لقاحات كوفيد-19 والحصول عليها. وتستند إلى التعاون مع شركات تصنيع لقاحات كوفيد-19، وتهدف إلى ضمان الإتاحة المنصفة للَّقاحات للبلدان في جميع أنحاء العالم، التي تفي بمعايير السلامة والفعالية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. وتخطط لتوفير ملياري جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 خلال العام الحالي.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
منظمة الصحة العالمية
ليلى مروان
اختصاصية اتصالات
+ 216 29 372 100
اللجنة الفرعية الإقليمية لاستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته تعقد اجتماعها الافتتاحي
القاهرة، 16 مارس 2021 | دعا الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إلى انعقاد الاجتماع الافتتاحي للجنة الفرعية الإقليمية لاستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته اليوم.
وتهدف اللجنة الفرعية الإقليمية الجديدة إلى جمع الدول الأعضاء في الإقليم للتركيز على تجديد التضامن والالتزام الإقليميين اللازمين لتحقيق هدف استئصال شلل الأطفال. وقد وافقت الدول الأعضاء رسمياً على إنشاء اللجنة بموجب قرار اعتمدته اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط في دورتها السابعة والستين التي انعقدت في تشرين الأول/أكتوبر 2020.
ويقول الدكتور أحمد المنظري: "نسعى، من خلال عقد لقاءات بين وزراء الصحة في الإقليم، إلى تسليط مزيدٍ من الضوء على طوارئ شلل الأطفال، وحشد الدعم السياسي والمالي، وضمان العمل الجماعي في مجال الصحة العامة كإقليم وتكتلات، بدلاً من العمل مع كل بلد على حدة". ويضيف: " إن هذه اللجنة الفرعية هي تطبيق حقيقي على أرض الواقع لرؤية المكتب الإقليمي لشرق المتوسط 2023 ؛ الصحة للجميع بالجميع: دعوة للتضامن والعمل ".
وأصبح انتشار شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط يُشكِّل حالة طوارئ مُلحَّة، ولا يزال يمثل طارئة صحية عامة تثير قلقاً دولياً بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005). واستمر فيروس شلل الأطفال البري في الانتشار ليتجاوز المستودعات الرئيسية في البلدين الموطونين به (وهما أفغانستان وباكستان)، وحدثت فاشيات لفيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات من النمطين 1 و2، ويشهد الإقليم اتساعاً كبيراً في رقعة فاشيات فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات من النمط 2.
ويأتي اجتماع اليوم بعد عام واحد من إعادة توجيه البنية الأساسية لبرنامج استئصال شلل الأطفال ومقوماته والعاملين به للاستجابة لمرض كوفيد-19، وأظهر الاجتماع بجلاء ما للبرنامج من قيمة تأسيسية عظيمة لنظم الصحة العامة في جميع الدول الأعضاء بالإقليم تقريباً. وبوجه أعم، استطاع البرنامج أن يثبت فائدته وجدواه في الاستجابة لجائحة كوفيد-19.
وخلال الاجتماع الافتتاحي، أقرت اللجنة الفرعية ترشيح الرؤساء المشاركين: وزيرة الصحة والسكان في مصر الدكتورة هالة زايد، ووزير الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة عبد الرحمن العويس.
وقالت الدكتورة هالة زايد خلال كلمتها أمام اللجنة الفرعية: “يجب أن نعتبر انتشار فيروس شلل الأطفال في الإقليم بمثابة جرس إنذار. ولكن هذه أيضًا فرصة لدعم جهودنا المنسقة لاستئصال شلل الأطفال وتكثيفها وأيضًا دعم جهودنا الجماعية لضمان وصول الأطفال لجميع اللقاحات اللازمة".
وألقى الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية والصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور حسين الرند كلمة بالنيابة عن معالي عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وقال: "من خلال مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقضاء على شلل الأطفال، سنواصل دعم باكستان وأفغانستان لمحاربة شلل الأطفال. ونحن ملتزمون بالتعاون مع وزارات الصحة وجميع الدول الأعضاء".
واتفقت الدول الأعضاء خلال الاجتماع الافتتاحي على أربعة مجالات استراتيجية للتركيز تهدف إلى اتخاذ إجراءات مُنسَّقة ودعم الجهود الإقليمية الرامية إلى استئصال شلل الأطفال. وكان هناك إجماع عام بين الوزراء الحضور أن المبادرة تمثل منتدى هاماً لتسليط مزيد من الضوء على طوارئ شلل الأطفال في الإقليم، مع الدفع صوب العمل الجماعي في مجال الصحة العامة، وتعزيز الجهود من أجل توجيه البنية الأساسية لبرنامج استئصال شلل الأطفال ومقوماته، والدعوة إلى تعبئة الموارد المالية وطنياً ودولياً من أجل مواصلة جهود استئصال هذا المرض.
ويقول الدكتور حامد جعفري، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط ومُيسِّر اللجنة الفرعية الإقليمية: "ما زلنا نعاني من تعليق حملات التطعيم ضد شلل الأطفال منذ آذار/ مارس وحتى يوليو/ تموز من العام الماضي بسبب جائحة كوفيد-19، وما ترتب على ذلك من آثار. وضاعت 80 مليون فرصة تقريباً للحصول على التطعيم، لكننا نمضي قُدُماً. فمن خلال هذه اللجنة الفرعية الإقليمية الجديدة، نهدف إلى تعويض الفرص المفقودة والاستفادة من المصداقية التي بناها برنامج استئصال شلل الأطفال من خلال دعمه لجهود الاستجابة لجائحة كوفيد- 19 والعودة للتركيز على هدفه الأساسي، وهو استئصال شلل الأطفال".
وعُقد الاجتماع الافتتاحي للجنة الفرعية الإقليمية افتراضياً امتثالاً لأفضل الممارسات التي اقتضتها جائحة كوفيد-19. ووافقت اللجنة الفرعية على الاجتماع كل ثلاثة أشهر، بدعم من أمانة المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية.
ملاحظات للمحررين:
عدد حالات شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط في 2020:
140 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري:
56 في أفغانستان
84 في باكستان
29 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 1 ، جميعها من اليمن.
515 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 2:
308 في أفغانستان.
135 في باكستان.
58 في السودان.
14 في الصومال.
الكشف عن سلالات من فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 2 في أنظمة الصرف الصحي في مصر.
الكشف عن سلالات من فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 2 في مياه الصرف الصحي في جمهورية إيران الإسلامية، من دون دليل على الانتشار المحلي.
لمزيد من المعلومات:
إيما سايكس، مسؤولة الإعلام لبرنامج شلل الأطفال
+962 7 9021 6115
مجموعة العمل الوزارية الإقليمية تٌسلط الضوء على الإنجازات والتحدِّيات المواكبة لبدء نشر اللقاحات في الإقليم

16 آذار/ مارس 2020، القاهرة، مصر - عقد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط اجتماعه الوزاري الأول في عام 2021، بمشاركة 13 وزيرًا من بين 22 وزيرًا للصحة، وممثلي المنظمة في الإقليم. وركَّز الاجتماع، الذي أداره المدير الإقليمي للمنظمة الدكتور أحمد المنظري، على استعراض مستجدات "كوفيد-19" والاستجابة له، والإنجازات التي تحققت على المستوى القُطري، والتصدِّي للتحديات المشتركة من أجل تعزيز دعم المنظمة للبلدان. ونوقشت المشاكل المتعلقة بوصول اللقاحات من مرفق كوفاكس، ومنها تأخُّر وصول بعض الشحنات، فضلًا عن دور المنظمة في التأكد من تأهب البلدان لاستلام اللقاحات وإطلاق حملات التلقيح.
استجابة غير مسبوقة في ثلاث مراحل
أعرب الدكتور المنظري، في كلمته الافتتاحية، عن تقديره لمستوى التنسيق والالتزام والقيادة والاستجابة الذي أظهرته البلدان. وقال: "إننا إذ نستذكر مرور عام على إعلان المنظمة أن كوفيد-19 جائحة عالمية، إلا أن إقليمنا قد نجح في جمع ثروة من الخبرات برغم جميع التحديات". وأضاف: "إن المكتب الإقليمي يضع، بتنسيق وثيق مع الدول الأعضاء، خُططَ الاستجابة استنادًا إلى البيِّنات والعلوم والتعاون". وأكَّد الدكتور المنظري أيضًا على أن الجائحة قد أوضحت الدور الجوهري للقيادة والتنسيق بين بلدان الإقليم.
وأعلن الدكتور المنظري أن المكتب الإقليمي للمنظمة يتعاون مع وزارات الصحة في الإقليم من أجل التحضير للاجتماع القادم للَّجنة الإقليمية (ل إ.67.6) في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 في القاهرة. ويهدف الاجتماع السنوي إلى التفكير في الاحتياجات المتغيِّرة للإقليم، وهو يُعقد بالتوازي مع اجتماعات تنسيقية مهمة أخرى، تنظر عن كثب في تمهيد الطريق نحو تعظيم الابتكار، وتحقيق عام آمِن وصحي لجميع بلدان الإقليم.
وصنَّف الدكتور المنظري، خلال الاجتماع، الاستجابة الجارية لكوفيد-19 إلى ثلاث مراحل. ركَّزت المرحلة الأولى، مع ظهور المرض الجديد، على فهم المرض ومصادره ودينامياته وأعراضه وبنيته الجينية وملامحه والعلوم التي تكمن وراءه. وقال: "حتى الآن، وبدعم من شركائنا، حققنا الكثير في هذا المجال". وركَّزت المرحلة الثانية على الجهود المشتركة لوضع خطط الاستجابة لمواجهة التهديد الجديد في الإقليم. وقد تُرجم ذلك إلى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الـمُنقِذة للحياة، التي اشتملت على معدات الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين، فضلًا عن تعزيز القدرات المختبرية الوطنية، والاستعداد لإجراء الاختبارات ووسائل التشخيص الشاملة. ونتيجة للحشد العلمي العالمي غير المسبوق، والبحث عن الحلول، والالتزام بالتضامن، شهدت المرحلة الثالثة من الاستجابة إنتاج اللقاح وطرحه بعد عام واحد فقط من الإعلان عن الجائحة.
عام من الإنجازات والتحدِّيات
أبلغ الدكتور ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الصحية، وزراء الصحة أن حالات كوفيد-19 وصلت إلى 117.5 مليونًا حتى 11 آذار/ مارس 2021، ووفاة 2,610,925 عالميًّا، وهو ما يظهر انخفاضًا حادًّا في عدد الحالات المُبلغ عنها. ومع ذلك، ارتفع عدد الحالات المبلغ عنها في جميع أنحاء الإقليم خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وقال برينان: "في الأسبوع الماضي، أبلغت 17 بلدًا عن زيادة في الحالات، ووثقت 16 بلدًا زيادة في الوفيَات في إقليمنا." وأضاف: "حتى الآن، سجَّل إقليمنا رقمًا قياسيًّا بلغ 6.77 ملايين حالة و149,164 وفاة، مع إبلاغ 14 بلدًا عن مخاوف من ظهور أنواع مقلقة من التحورات".
وأضاف الدكتور برينان قائلًا: "مع تطوُّر الجائحة، وثَّق إقليمنا إنجازات وقصص نجاح كبرى. وصعَّد المكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط التوسُّع والتحسين السريعين للقدرات المختبرية والجودة، مع إنشاء أكثر من 650 مختبرًا. وركَّزت الاستجابة الإقليمية أيضًا على إعادة تحديد أهداف النظم والقدرات القائمة، فضلًا عن تعزيز القيادة والتنسيق. وساعدت دراسات النمذجة التنبئِية على إثراء جهود الاستجابة الوطنية، إذ تستخدم سبعة بلدان في الإقليم النمذجة بانتظام لإثراء التعاون في إدارة الصحة العامة. أيضًا أدى تحسين التدبير العلاجي السريري وقدرات وحدات الرعاية المركَّزة إلى تحقيق نتائج أفضل للمرضى".
وقال الدكتور برينان: "كان العام الماضي غير مسبوق، إذ واجهت استجابتنا لكوفيد-19 عدة تحديات". وأضاف قائلاً: "اشتمل ذلك على نظم البيانات المُجزَّأة، والعمل على تيسير التدابير الاجتماعية للصحة العامة، وعدم كفاية تبادُل البيانات مع منظمة الصحة العالمية وبين البلدان، والإرهاق الناجم عن كوفيد-19، وعدم كفاية سياسات الوقاية من العدوى ومكافحتها، وانتشار الشائعات والمعلومات المضلِّلة، والعمل على تبنِّي سياسات التصدي للجائحة".
وذكر الدكتور برينان أن الطريق إلى الأمام في مكافحة هذه الجائحة أصبح ممهدًا. فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي الأهداف الاستراتيجية المُحدَّثة لعام 2021، التي جمعت بين الجهود المشتركة اللازمة لوقف العدوى، والحد من التعرُّض لها، ومعالجة المعلومات المضلِّلة، ووقاية الضعفاء بالتلقيح، وخفض الوفيَات والمراضة لجميع الحالات، وتسريع الوصول العادل إلى الأدوات الجديدة لمكافحة كوفيد-19. إن هيكل دعم إدارة الأحداث العالمي والإقليمي والوطني الشريك للمنظمة يركِّز على التنسيق والتخطيط والتمويل والرصد. ويقدم الدعم التشغيلي واللوجستيات وسلاسل الإمداد، ويدعو كذلك إلى البحث والابتكار.
مرفق كوفاكس يفي بالوعد
قالت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرنامج: "حتى اليوم 11 من مارس، بدأت 15 بلدًا حملات للتلقيح تستهدف عاملي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة وأمراض مصاحبة". وسلَّم مرفق كوفاكس لقاحات إلى السودان والصومال وأفغانستان وجيبوتي، ويُتوقَّع وصول المزيد من الشحنات إلى فلسطين والعراق وتونس في الأيام المقبلة. وقُدِّمت أوامر لشراء اللقاحات لفلسطين وليبيا وعُمان.
وشددت الدكتورة رنا على أنه "مع تحوُّل لقاحات كوفيد-19 إلى حقيقة واقعة، أصبح كوفيد-19 الآن مرضًا يمكن الوقاية منه باللقاحات. ولكن، حتى ينتهي تلقيح الجميع، يجب على البلدان الامتثال للاحتياطات الأساسية لمنع وقوع مزيد من العدوى".
وأكَّدت الدكتورة رنا على أنه برغم حالة الكآبة التي فرضها كوفيد-19، ينبغي ألَّا ننسى حالات الطوارئ المربكة الأخرى في إقليمنا. وتتسم هذه الأزمات بسنوات من الصراع المستمر، والاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي عصفت بحياة الملايين.
بلدان إقليم شرق المتوسط الرائدة في إطلاق اللقاحات على الصعيد العالمي
تُعتبر بلدان إقليم شرق المتوسط من بين البلدان الأولى على الصعيد العالمي التي تطرح لقاحات كوفيد-19 للسكان. وحتى 13 آذار/ مارس، أعطت 15 بلدًا ما مجموعه 13 مليون جرعة.
ومن الإنجازات المميزة أن الإمارات العربية المتحدة تقدَّمت في نشر اللقاحات في الإقليم، إذ وفرت أكثر من 6.28 ملايين جرعة لتغطي بها حوالي 45٪ من إجمالي السكان حتى 11 آذار/ مارس 2021. وأشار معالي وكيل الوزارة المساعد للمراكز والعيادات الصحية، الدكتور حسين الرند، ومديرة إدارة الأمراض السارية، الدكتورة فريدة الحوسني، إلى أن استجابة البلد لكوفيد-19 استندت إلى التقييم والتقدير المستمرين للوضع الوبائي لتقليل آثار المرض إلى أدنى حد، مع التركيز على مدى استعداد الرعاية الصحية، واعتماد التكنولوجيات، وتوحيد جهود الاتصال، وضمان التعاون الفعَّال، وإنشاء نظام وطني لحالات الطوارئ.
محلوظة بشأن مجموعة العمل الوزارية
في إطار الاستجابة الواسعة النطاق لدعم البلدان في الاستجابة لكوفيد-19، شارك مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط مع وزراء الصحة على نحو منتظم ومستدام لبناء توافق في الآراء، وتعزيز صنع القرارات المسندة بالبيِّنات، وتحديد مجالات دعم المنظمة. ويواصل المكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط العمل مع البلدان لتقديم الإرشادات التقنية والحفاظ على النُّظُم الصحية وبروتوكولات الصحة العامة بالتوازي مع مساعي المكتب الإقليمي، لضمان حصول الجميع على رعاية صحية أفضل، من خلال العمل الجماعي الوثيق مع بلدان الإقليم من أجل تحقيق الصحة والرفاهية للناس، من خلال الاستفادة من جميع الفرص المتاحة وتعبئة جميع الأصول الإقليمية، بما يتماشى مع رسالة المنظمة العالمية لتعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء.