اليمن تستقبل 360 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19 عبر منظومة كوفاكس
عدن، اليمن، 31 مارس/آذار 2021 - تسلّمت اليمن اليوم 360 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19 والتي تم شحنها عبر منظومة كوفاكس، وهي عبارة عن شراكة بين كل من الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة (CEPI)، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات (غافي)، واليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية. ستعمل لقاحات استرازينيكا المرخصة والمصنعة من قبل معهد المصل في الهند على حماية العاملين الصحيين وغيرهم من الفئات السكانية ذات الأولوية والمعرضين لخطر الإصابة بكوفيد-19 ووقايتهم من الفيروس.
قام ممثل اليونيسف في اليمن السيد فيليب دواميل وممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور أدهم إسماعيل باستلام اللقاحات في مدينة عدن برفقة كل من وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح ووكيل الوزارة الدكتور علي الوليدي. وقد وصلت اللقاحات البالغ عددها 360,000 جرعة إلى جانب 13,000 صندوق لحفظ اللقاحات و1,300,000 من المحاقن اللازمة لبدء حملة التطعيم بشكل آمن وفعال. تمثل هذه الدفعة الأولى جزءًا من 1,9 مليون جرعة ستحصل عليها اليمن مبدئيا خلال العام 2021.
يقول فيليب دواميل، ممثل اليونيسف في اليمن: "يمثل وصول الجرعات الأولى للقاح كوفيد-19 لحظات حاسمة في مكافحة الفيروس في اليمن. بينما يستمر كوفيد-19 في حصد المزيد من الأرواح في جميع أنحاء العالم، أصبح بمقدور اليمن الآن حماية الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمن فيهم العاملين الصحيين والذين سيكون بمقدورهم الاستمرار في تقديم تدخلات منقذة لحياة الأطفال وعائلاتهم". كما أضاف: "إن اللقاحات فعالة ومنقذة للحياة. لننطلق الآن في إعطاء اللقاحات للناس".
ويقول الدكتور أدهم إسماعيل، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "تمثل هذه الشحنة خطوة هامة في مكافحة فيروس كوفيد -19 في اليمن، حيث ستساعد في جهود إنقاذ حياة الناس، بما في ذلك حياة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، كما ستساعد في حماية النظام الصحي". ويضيف: "سيكون لهذه اللقاحات الآمنة والفعالة دور في تغيير الكثير من المعطيات، لكن ينبغي علينا في المستقبل المنظور أن نستمر في ارتداء الكمامات، والتباعد الجسدي وتجنب الزحام".
ويقول السيد ريحان حافظ، المسؤول الإقليمي للتحالف العالمي من أجل اللقاحات في اليمن: "يسعدنا حصول اليمن على الشحنة الأولى من لقاحات كوفيد-19 عبر منظومة كوفاكس كما نتطلع إلى إطلاق حملة التطعيم ضد الفايروس". "وبفضل عمل الحكومة اليمنية وشركاء منظومة كوفاكس، وبدعم من المانحين، بات باستطاعتنا اليوم حماية الفئات السكانية الأكثر ضعفاً. عملنا ما زال في بدايته لكن وصول الجرعات الأولى من لقاح كوفيد-19 يشكل علامة فارقة في اليمن".
يتشارك كل من الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة (CEPI) والتحالف العالمي من أجل اللقاحات (غافي) ومنظمة الصحة العالمية في قيادة منظومة كوفاكس، والتي تمثل ركيزة اللقاحات لمسرّع الإتاحة ACT لمواجهة كوفيد-19، من خلال العمل المشترك مع اليونيسف كشريك منفّذ رئيسي، وكذلك بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني ومصنعي اللقاحات والبنك الدولي وجهات أخرى.
ملاحظات للمحررين
مواد الوسائط المتعددة ستكون موجودة على هذا الرابط حين توفرها
نبذة عن منظمة اليونيسف
تعمل اليونيسف في أصعب الأماكن في العالم للوصول إلى الأطفال الأشد حرماناً. في أكثر من 190 بلداً وإقليما، نبذل كل ما يلزم لمساعدة الأطفال في كل مكان لبناء عالم أفضل للجميع.
للمزيد من المعلومات حول اليونيسف وأنشطتها لصالح الأطفال، يرجى زيارة الرابط www.unicef.org/yemen. كما يمكن زيارة الرابط التالي لمزيد من المعلومات حول فيروس كوفيد-19 www.unicef.org/coronavirus.
تعرف على المزيد حول عمل اليونيسف بشأن توفير لقاحات كوفيد-19 من خلال الضغط هنا أو حول جهود اليونيسف في جانب التحصين بالضغط هنا.
نبذة عن منظمة الصحة العالمية
تقوم منظمة الصحة العالمية بدور ريادي عالميا في مجال الصحة العامة ضمن منظومة الأمم المتحدة. تأسست المنظمة في عام 1948، وتعمل مع 194 دولة عضواً تتوزع على ستة أقاليم، وعبر أكثر من 150 مكتباً، من أجل تعزيز الصحة والمحافظة على السلامة الصحية للعالم وخدمة الفئات المستضعفة. ويتمثل هدفنا للفترة 2019–2023 في ضمان توفير التغطية الصحية الشاملة لمليار شخص إضافي، وحماية مليار شخص إضافي من الطوارئ الصحية، وتوفير وضع صحي أفضل لمليار آخرين.
نبذة عن تحالف غافي للقاحات
تحالف غافي للقاحات هو عبارة عن شراكة بين القطاعين العام والخاص تساعد على تطعيم نصف أطفال العالم ضد بعض أشدّ الأمراض فتكاً في العالم. وقد ساعد التحالف منذ تأسيسه في عام 2000 على تحصين جيل بأكمله – أكثر من 822 مليون طفل – كما تلافى وقوع أكثر من 14 مليون حالة وفاة، مما ساعد على خفض معدل وفيات الأطفال إلى النصف في 73 من البلدان النامية. كما يؤدّي تحالف غافي للقاحات دوراً رئيسيّاً في تحسين الأمن الصحي العالمي من خلال دعم النظم الصحيّة، فضلاً عن تمويل المخزونات العالميّة من لقاحات الإيبولا والكوليرا والالتهاب السحائي والحُمّى الصفراء. وبعد عقدَين من الإنجاز، يركّز تحالف غافي للقاحات الآن على حماية الجيل القادم والوصول إلى الأطفال غير المطعّمين الذين ما زالوا متأخرين عن اللحاق بالبقية، باستخدام آليات مبتكرة للتمويل وأحدث التقنيّات - من الطائرات المسَيَّرة إلى الاستدلال البيولوجي - من أجل إنقاذ ملايين أخرى من الأرواح، والحيلولة دون اندلاع الفاشيات قبل انتشارها ومساعدة البلدان على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات من خلال زيارة الموقع www.gavi.org والتواصل معنا على Facebook وTwitter.
ويجمع تحالف اللقاحات بين البلدان النامية والحكومات المانحة ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والبنك الدولي ودوائر صناعة اللقاحات والوكالات التقنية وهيئات المجتمع المدني ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وغير ذلك من الشركاء من القطاع الخاص. ويمكن الاطِّلاع على القائمة الكاملة للحكومات المانحة والمنظمات الرائدة الأخرى التي تموِّل عمل تحالف غافي على هذا الرابط.
كافة الملاحظات للمحررين حول مبادرة كوفاكس في الرابط التالي
قائمة التعهدات لمنظومة كوفاكس عبر تحالف غافي للقاحات في الرابط التالي
صفحة منظمة اليونيسف الخاصة بمنظومة كوفاكس
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل بـ
أليكس ريبول-سالز
اليونيسف – اليمن
+967 712 223 001،
أحمد بن لسود
منظمة الصحة العالمية – اليمن
رسائل مكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط لشهر رمضان المبارك

حافِظ على صحتك خلال شهر رمضان
- اتبع نظامًا غذائيًّا صحيًّا،واشرب كميات وفيرة من المياه.
- تجنَّب التدخين، والوجبات غير الصحية، والأطعمة الغنية بالسكر.
- اتبع تدابير سلامة الغذاء.
- حافِظ على نشاطك، واحصل على قسط كافٍ من النوم.

حافِظ على سلامتك خلال شهر رمضان
- اغسل يديك جيدًا مِرارًا وتَكرارًا.
- ارتدِ الكمامة.
- التزِم بالتباعد البدني.
- حافِظ على آداب العطس والسعال الصحيحة.
- تجنَّب التجمعات والفعاليات الكبيرة، خصوصاً إن كنتَ من الفئات التي يرتفع خطر إصابتها بكوفيد-19 أو تشعر بوعكة صحية.

حافظ على روح رمضان من خلال
- التدبُّر والارتقاء والصلاة والمشاركة والرعاية - كل هذه الأمور من مسافة صحية.
- الدعاء للمرضى، وبث رسائل الأمل والمواساة.
- التفاعل مع العائلة والأصدقاء وكبار السن مع الحفاظ على التباعد البدني.
- تفقد أحبائك عن طريق الهاتف أو مكالمات الفيديو.

ابحث عن طرق جديدة لمساعدة الآخرين في رمضان
- تجنَّب التجمعات المزدحمة لمآدب الإفطار، وفكِّرْ في استخدام صناديق أو وجبات طعام فردية معبأة سابقًا.
- استخدِم التكنولوجيا الرقمية لتنظيم صرف الصدقات أو الزكاة.
- أكد مجمع الفقه الإسلامي الدولىي إمكانية استخدام أموال الزكاة لشراء ونشر لقاحات كوفيد-19

لا دليلَ على أن الصيام يزيد خطر العدوى بكوفيد-19
- الأشخاص الأصحاء بإمكانهم الصيام.
- يمكن لمن يعانون من استمرار أعراض كوفيد-19 بعد إصابتهم بالعدوى النظرُ في أن يأخذوا بالرخصة الدينية، وأن يُفطِروا بعد التشاور مع أطبائهم.

إذا كنت تستضيف السحور أو الإفطار أو غيرها من المناسبات الاجتماعية في رمضان
- فكِّر في اقامة تجمعات افتراضية وليقتصر الحضور الفعلي على الأشخاص الذين تعيش معهم .
- أقم مناسبات أصغر حجمًا مع عدد أقل من الحضور بدلاً من التجمعات الكبيرة.
- تأكَّدْ من وجود تهوية مناسبة في الأماكن المغلقة، أو استخدم الأماكن المفتوحة.
- فكِّر في اتخاذ تدابير لتيسير تتبُّع المخالطين عند اكتشاف مريض ممن حضروا الفعالية.

شجِّعْ على الممارسات الصحية في المساجد ودور العبادة
- شجِّعْ على الوضوء في المنزل، إن أمكن، و استخدم السُجادات الشخصية.
- تأكَّدْ من أن مرافق غسل اليدين مجهزة بالصابون والماء.
- تأكَّدْ من توفر منظف كحولي (يصل فيه تركيز الايثانول على الأقل إلى 80% أو 75% كحول ايزوبروبيل ) عند أبواب المساجد وداخلها
- نظِّم تدفق الوافدين والخارجين من المساجد ودور العبادة.
- تأكَّدْ من توافر مناديل وحيدة الاستعمال، وسلال مهملات بها بطانات يمكن التخلص منها .
- تأكَّدْ من تكرار تنظيف أماكن العبادة ومبانيها.

Iفي الأوضاع التي تُفرَض فيها قيود على التنقل، من المحتمل أن تزداد حوادث العنف المنزلي، ولا سيما مع النساء والأطفال والمهمشين
- يمكن لرجال الدين أن يلقوا خطبًا ومواعظ مؤثرة لرفض العنف، وأن يقدموا الدعم أو يشجعوا الضحايا على التماس المساعدة.

إذا كنت ستتلقى لقاح كوفيد-19 خلال شهر رمضان
- قضت هيئات فتوى بارزة ، مثل الأزهر الشريف، بأن أخذ لقاح كوفيد-19 لا يُفسد الصيام حيث تعطى اللقاحات عن طريق الحقن العضلي وليس عن طريق مدخل طبيعي كالفم أو الأنف.
- كما أعلنت هيئات فتوى بارزة ،مثل مجمع الفقه الإسلامي الدولي، أن لقاحات كوفيد-19 مسموح بها بموجب الشريعة الإسلامية .
- استمِر في الالتزام بالتدابير الصحية والاجتماعية العامة لحماية الأخرين من احتمالية انتقال العدوى حتى بعد حصولك على اللقاح.

في حال قيام أي بلد بنشر لقاح كوفيد-19 بين أفراده خلال شهر رمضان، نحثه على
- العمل مع رجال الدين المحليين لتعزيز أخذ لقاح كوفيد-19 واستمرار حملات التطعيم دون انقطاع.
- إعلام عامة الشعب بأن هيئات فتوى بارزة ،مثل مجمع الفقه الإسلامي الدولي، قد أعلنت أن لقاحات كوفيد-19 مسموح بها بموجب الشريعة الإسلامية، كما قضت هيئات فتوى أخرى، مثل الأزهر الشريف، بأن أخذ لقاح كوفيد-19 لا يُبطل الصيام.

رسائل رمضانية من الإقليم
ارتباط ذو صلة
تناول طعامًا صحيًا وكن نشيطًا في رمضان
لبنان يتسلَّم الدفعة الأولى من لقاحات كوفيد-19 من مرفق كوفاكس

25 آذار/ مارس 2021 سُلِّمت 33600 جرعة من لقاح أسترازينيكا من مرفق كوفاكس في هولندا عبر دبي إلى بيروت، لبنان. ووصول هذه اللقاحات يمثل الشحنة الأولى إلى لبنان، في إطار الجهود غير المسبوقة التي يبذلها مرفق كوفاكس لتقديم ما لا يقل عن ملياري جرعة من لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي حتى نهاية عام 2021. والهدف من إطلاق التلقيح في لبنان هو الوصول إلى ما لا يقل عن 20% من السكان، ومنهم اللاجئون والعمال المهاجرون.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان، الدكتورة إيمان الشنقيطي: "إن استلام كمية أولى صغيرة من لقاحات أسترازينيكا أمس يمثل خطوة كبيرة للتلقيح ضد كوفيد-19 في لبنان". وأضافت: "أشعر بالسعادة لأن لبنان كان من أوائل البلدان التي تلقت لقاحات ضد كوفيد-19 من مرفق كوفاكس، ونحن نسعى للتغلب على العديد من التحديات التي نواجهها للتأكد من حصول الناس في لبنان على اللقاحات المجانية".
وقال المدير العام لوزارة الصحة بالإنابة فادي سنان: "إنَّ تلقِّينا اليوم للدفعة الأولى من لقاحات أسترازينيكا يمثل منعطفًا إيجابيًّا في مسار مكافحة الجائحة".
وهذه الشحنة جزء من الموجة الأولى المخصصة للبنان.
ومن المتوقع وصول دفعة أخرى من اللقاحات من مرفق كوفاكس في أوائل نيسان/ أبريل 2021 تتألف من 130000 جرعة. وبالتوازي مع ذلك، يدعم القطاع الخاص في لبنان أيضًا توفير لقاحات كوفيد-19 في الأيام والأسابيع المقبلة.
ملاحظات للمحررين:
مدونة كاملة لأخبار كوفاكس للمحررين: https://www.who.int/initiatives/act-accelerator/covax/covax-news-note-to-editors
قائمة الجهات المانحة التي أعلنت تبرعاتها للتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع: https://www.gavi.org/sites/default/files/covid/covax/COVAX-AMC-Donors-Table.pdf
صفحة كوفاكس - اليونيسف https://www.unicef.org/supply/covax-ensure-global-equitable-access-covid-19-vaccines
جهات الاتصال الإعلامية:
منظمة الصحة العالمية، لبنان
هالة حبيب
9613870459 +
المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
إيناس همام
منظمة الصحة العالمية
41227912222 +
الملاحظات التي أدلى بها المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في الاجتماع الجانبي على هامش مؤتمر بروكسل لدعم سوريا
24 آذار/مارس 202 1أشكُركم على الانضمام إلينا اليوم في هذه الندوة الإلكترونية بشأن الاستجابة لمرض كوفيد-19 في سوريا.
لقد زرتُ دمشق وحمص وحماة قبل بضعة أشهر، وشاهدتُ بنفسي الأثر المدمِّر للصراع الذي دام عشر سنوات والأزمة الإنسانية الناجمة عنه، والتي تفاقمت الآن بسبب كوفيد-19.
وبينما كنتُ هناك، التقيتُ بالعاملين في الخطوط الأمامية الذين ما زالوا يتحدُّون ظروف العمل الخطيرة من أجل إنقاذ الأرواح. وتحدثتُ إلى آباء متلهّفين إلى مستقبل أفضل لأبنائهم. وفي دمشق، زرتُ أحد أجنحة الطوارئ التي أعادت المنظمة تأهيلها في مستشفى يعالِج كل يوم مئات الأطفال الذين يعانون من حروق، وإصابات، وأمراض تهدد الحياة. ومع ذلك، فقد أدهشني الصمود والروح الإيجابية لهذا الشعب الذي لا يزال مصمِّمًا على إعادة السلام والازدهار إلى سوريا.
ولا يزال الوضع في سوريا مُترديًا بعد 10 سنوات من القتال. وفي الواقع، فإن الاحتياجات الإنسانية آخذة في الازدياد. إذ يعيش اليوم 90٪ من السكان تحت خط الفقر وأكثر من نصفهم في حاجة ماسَّة إلى المساعدات الصحية الإنسانية - وازدادت هذه الإحصائية من جرّاء كوفيد-19.
ولا تتوافر مياه الشرب المأمونة والغذاء الكافي للكثيرين بسهولة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تعقيد حالة المرض. كما أن ثُلث السكان، ومعظمهم من النساء والأطفال، مشرَّدون داخل المخيمات وفي أماكن أخرى في المناطق الشمالية الغربية والشمالية الشرقية من البلاد.
ويمثِّل المشرَّدون داخليًا في سوريا، في المخيمات والمستوطنات، وفيما بين السكان المضيفين، الفئات الفرعية الأكثر ضعفًا في صفوف السكان. ومن الصعب تطبيق التدابير الصحية والاجتماعية للوقاية من كوفيد-19 بسبب اكتظاظ المخيمات وقلة النظافة الشخصية. ويمثِّل ذلك احتمالية تلوح باستمرار في الأفق لحدوث فاشية قد تكون كارثية، خاصةً وأن الصراع المستمر قد يؤدي إلى مزيد من التشريد.
وتشير بعض التقديرات إلى أن ما بين 60% و70% من المهنيّين الصحيّين غادروا البلاد، ولا يعمل من جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية سوى 53% وهي غير قادرة على تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة بسرعة. ويؤدي النقص الحاد في المعدات والإمدادات الطبية والأدوية الجيدة إلى زيادة تردِّي النظام الصحي المُدمَّر بالفعل. ثُم إن قلة فرص وصول المساعدات الإنسانية، والهجمات التي يتعرَّض لها العاملون في مجال الرعاية الصحية ومرافق الرعاية الصحية، مثل الهجوم الأخير الذي استهدف مستشفى في حلب قبل أيام قليلة، يحول دون حدوث استجابة صحية كاملة النطاق ومناسبة. ويستمر تزايُد أعداد السكان المستضعفين الذين يحتاجون إلى مساعدات صحية منذ عام 2020.
وأُبلِغ حتى الآن عن ما مجموعه 47966 حالة إصابة بمرض كوفيد-19 في سوريا، مع ما يقرب من 2168 حالة وفاة. ولاحظنا خلال الأسبوعيْن الماضييْن زيادة حادة في عدد الحالات، لا سيِّما في المناطق التي تُسيطر عليها الحكومة وفي شمال شرق البلاد. وهذا مماثل للاتجاهات التي نشهدها حاليًا في جميع أنحاء الإقليم، بل وفي أجزاء أخرى من العالم. وقد أُرسِلت عينات مؤخرًا إلى أحد المختبرات الإقليمية لمساعدتنا على تحديد ما إذا كان ينتشر في سوريا أحد التحوُّرات الجديدة التي تتسبب في زيادة الحالات في بلدان أخرى.
وهناك ضعف في التزام عموم الناس بتدابير الوقاية مثل ارتداء الكمامات والتباعد البدني. كما أن العاملين في الخطوط الأمامية معرَّضون بشدة لخطر الإصابة بالفيروس بسبب عدم كفاية مخزونات معدات الوقاية الشخصية. كما سيفرض شهر رمضان المبارك المُقبِل تحديات إضافية حيث يجتمع الناس عادةً للصلاة والإفطار.
ويمثِّل بدء استخدام لقاحات كوفيد-19 على الصعيد العالمي بارقة أمل لنا جميعًا. وأغتنم هذه الفرصة كي أُعرِب عن خالص تقديري لمرفق كوفاكس الذي يهدف إلى ضمان التخصيص العادل والمنصف للقاحات في جميع أنحاء العالم.
وفي ظل حالة الطوارئ الإنسانية الكبرى هذه، تعمل المنظمة عن كثب مع الشركاء لإطلاق استجابة شاملة لمرض كوفيد-19، بوسائل منها مرفق كوفاكس. وسوف نستفيد من برامج التمنيع القائمة لتطعيم 20% من سكان سوريا، بمَنْ فيهم العاملون في الخطوط الأمامية والسوريون المعرَّضون لمخاطر شديدة، بحلول نهاية عام 2021. وستشمل حملات التطعيم التي تُدار من كلٍ من دمشق وغازي عنتاب الفئات الضعيفة والمحرومة من الخدمات في جميع أنحاء سوريا؛ ويمثِّل "المخزون الاحتياطي" للمساعدات الإنسانية خيارًا إذا لم يمكن تغطية هذه الفئات بخدمات التطعيم من خلال الخطط الحالية والخطط المُصغَّرة. ونلتزم بالعمل مع السلطات الصحية والشركاء في مجال التوزيع والتخطيط الدقيق لضمان التوزيع العادل والمنصف للقاحات.
ولم يتلقَّ التطعيم سوى عدد قليل من العاملين الصحيين في سوريا حتى الآن؛ وعلى الرغم من نقص اللقاحات على الصعيد العالمي، فإننا نعمل بجِد مع مرفق كوفاكس لضمان حصول السوريين في جميع أنحاء البلاد على هذه الأدوات، بمَن فيهم الأشخاص الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها. غير أن المجتمع العالمي قد يواجه تحديات تتعلق بإنتاج اللقاحات أو تصنيعها، الأمر الذي قد يتسبب في بعض التأخير في تلقِّي التطعيم والبدء به فعليًا في مختلف بلدان العالم، على النحو المأمول في الربع الثاني من هذا العام.
وبالتوازي مع ذلك، نواصل توسيع نطاق قدرات الترصُّد والاختبار والعزل فيما يتعلق بكوفيد-19 في جميع أنحاء سوريا، وكذلك تدريب العاملين الطبيين على التدبير العلاجي السريري لمرض كوفيد-19، وتدريب أفرقة الصحة العامة على الاستجابة السريعة.
ولطالما كان التعاون والشراكة المتعددتا القطاعات عاملًا محوريًا في عمل المنظمة في سوريا على مر السنين - وكان ذلك أمرًا بالغ الأهمية على مدار العام الماضي بصفةٍ خاصة. وفي عام 2020، عملت المنظمة جنبًا إلى جنب مع الجهات المانحة والشركاء والمجتمعات المحلية من أجل توفير الخدمات الصحية الأساسية، ومن بينها أكثر من 11 مليون استشارة في العيادات الخارجية، و10 ملايين علاج، و271000 استشارة في حالات الرضوح، و241000 استشارة في مجال الصحة النفسية في جميع أنحاء سوريا.
وعلى الرغم من أن كوفيد-19 يأتي في صدارة أولوياتنا في الوقت الحالي، أوَدُّ أن أشيد بالجهود التي يبذلها الشركاء على أرض الواقع الذين يضمنون تقليل تعطيل الخدمات الصحية الأساسية إلى أدنى حد. وهذا المستوى من التعاون بالغ الأهمية لتوفير شريان الحياة للشعب السوري. وتلتزم المنظمة بمواصلة المشاركة مع الشركاء في إطار نهج "سوريا برمتها"، وتطبيق جميع الأساليب حتى نتمكن معًا من تحسين تقديم الخدمات الصحية الأساسية.
ويؤدي الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية دورًا حاسمًا في إبطاء سريان مرض كوفيد-19 وحماية المجتمعات المحلية. ويكتسب إضفاء الطابع المحلي على الاستجابة بصورة أكبر، والتواصل مع المجتمعات المتضررة في المناطق التي أمكن الوصول إليها مؤخرًا، أهمية محورية في هذا الصدد. ويُعد التحوُّل نحو المشاركة المجتمعية لضمان اتباع نهوج تشاركية، وبناء الثقة، والتماسك الاجتماعي أمرًا بالغ الأهمية لمكافحة كوفيد-19 والتخفيف من الآثار السلبية للجائحة. وفي نهاية المطاف، سيدعم التنسيق مع مختلف الجهات صاحبة المصلحة - ومنها الجهات الفاعلة غير الدول - وإعداد البيّنات هذه الجهود. ولا شك أن بناء القدرات عملية مستمرة، إلا أن ذلك يحتاج إلى توجيه وابتكار.
وتُعد سوريا واحدة من أكثر حالات الطوارئ تعقيدًا وتسييسًا في العالم. فنقص تمويل المساعدات الإنسانية يُهدِّد بشدة تقديم المساعدة إلى ملايين السوريين في هذه اللحظة الحاسمة للغاية، وسيؤدي إلى خسائر في الأرواح يمكن تجنُّبها. وبموجب رؤيتنا الإقليمية، نؤمن إيمانًا قويًا بأن "الصحة للجميع وبالجميع"، وهذا يعني عدم تخلُّف أحد عن الركب. ولتحقيق هذه الرؤية، فمن الأهمية بمكان أن نواصِل الاستثمار في الثغرات التي يواجهها القطاع الصحي.
وأدعو المجتمع الدولي إلى الوفاء بوعدنا للشعب السوري. ويجب أن نذكِّرهم بأن هناك أملًا في مستقبلٍ أفضل. وقد أثبَت لنا كوفيد-19 أن لا سبيل للنجاح لنا جميعًا إلّا بالتضامن. فلنواصِل الآن تعزيز هذا الزخم ولنعمل معًا للوفاء بالتزاماتنا الإنسانية والأخلاقية.
وسنظل مع الشعب السوري في كل خطوة على الطريق.
وصلات ذات صلة
بيان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بشأن مرور 10 سنوات على بداية الأزمة السورية .
15 آذار/مارس 2021