مشاركة رفيعة المستوى خلال الجلسة الخاصة بشلل الأطفال في الدورة الثامنة والستين للَّجنة الإقليمية لشرق المتوسط

13 تشرين الأول/أكتوبر 2021- انعقد الاجتماع الثالث للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته، يوم الثلاثاء 12 تشرين الأول/ أكتوبر، في إطار الدورة الثامنة والستين للَّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
وقدمت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان بمصر، والرئيسة المشاركة للَّجنة الفرعية، تقريرًا إلى الدول الأعضاء عن الإنجازات الرئيسية للَّجنة الفرعية، والتقدم المحرز في عام 2021 بشأن استئصال شلل الأطفال في الإقليم. وقد اجتمعت اللجنة الفرعية أول مرة في آذار/ مارس، ومنذ ذلك الحين اجتذبت مشاركةً متزايدة ومستمرة على مستوى رفيع من القادة الإقليميين الرئيسيين وأصحاب المصلحة العالميين، مع إقبالهم على المناقشات المنبثقة عن المستوى الإقليمي.
وقد دُعي أصحاب المصلحة الرئيسيون المعنيون باستئصال شلل الأطفال إلى الانضمام إلى الجلسة، ومن بينهم رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال، الدكتور كريس إلياس (رئيس مؤسسة بيل وميليندا غيتس)، والأعضاء الدكتورة روشيل والينسكي (مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها)، والدكتور سيث بيركلي (المدير التنفيذي، تحالف غافي للقاحات)، والدكتور مايكل ماكغوفرن (رئيس اللجنة الدولية لشلل الأطفال، الروتاري الدولية). إن هذه المشاركة الرفيعة المستوى للشركاء العالميين الأساسيين، جنبًا إلى جنب مع النظراء الإقليميين الرئيسيين مثل السيد جورج لاريا أدجي (المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا)، والدكتور ماتشيديسو مويتي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، تبعث برسالة واضحة للدول الأعضاء، مفادها أن شلل الأطفال من طوارئ الصحة العامة الرئيسية في الإقليم، وأن الحل الذي نسعى إليه يجب أن يكون إقليميًّا.
وشاركت عدة دول أعضاء، منها البحرين، وباكستان، وجمهورية إيران الإسلامية، والجمهورية العربية السورية، وجيبوتي، والسودان، ومصر، والمملكة العربية السعودية، بمداخلات عن شلل الأطفال، الأمر الذي يعكس مشاركة واسعة النطاق بشأن شلل الأطفال من غير المجموعة الأساسية من البلدان التي تكافح فيروس شلل الأطفال البري وفاشيات فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات. وكثيرًا ما قيل إن شلل الأطفال في أي مكان يهدد الأطفال في كل مكان، والخبرة التي اكتُسبت خلال العامين الماضيين، سواء من حيث انتشار جائحة كوفيد-19، أو الانتشار السريع لفاشيات فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات في القرن الأفريقي، تؤكِّد أن كل الدول معرضة للخطر، لأن الفيروسات لا تتوقف عند الحدود الدولية. وشلل الأطفال مشكلة يعاني منها الإقليم بأسره، وينبغي حلها.
وكانت التطورات الأخيرة في أفغانستان، وهشاشة النظام الصحي في البلاد وتأثيره على استئصال شلل الأطفال، من الشواغل التي ظهرت بوضوح على جدول أعمال الاجتماع. وأكَّد الدكتور كريس إلياس أهميةَ استئناف حملات التلقيح ضد شلل الأطفال من منزل إلى منزل في البلاد على نحو عاجل، وأن يُعطى هذا الأمر أولوية.
أما تحالف غافي، وهو أحدث شريك في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، فقد تحدث أيضًا عن التحديات المتبقية التي يواجهها البرنامج في أفغانستان وباكستان. وأكد الدكتور سيث بيركلي مجددًا على «الدعم المستمر الذي يقدمه تحالف غافي لتعزيز توفير التمنيع الروتيني»، وأشاد بالتزام الاستراتيجية الجديدة للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بالتركيز على تكثيف الجهود لإدراج التلقيح ضد شلل الأطفال والبرنامج الموسَّع للتمنيع خلال الميل الأخير.
وحيث لم يُبلَغ هذا العام سوى عن حالتين فقط لفيروس شلل الأطفال البري: حالة من أفغانستان وحالة من باكستان، ولتزايد النقاش في مغزى ذلك، وصفت الرئيسة المشاركة للَّجنة الفرعية الدكتورة هالة زايد اللحظة بأنها "فرصة غير مسبوقة" لوقف شلل الأطفال؛ وهي حقًّا "منعطف حرج".
وكررت الدكتورة روشيل والنسكي هذه النقطة في مداخلتها، مشيرة إلى أن "فرصة استئصال شلل الأطفال الآن هي أفضل من أي وقت مضى"، برغم التحديات التي تفرضها حالات الطوارئ المتعددة في جميع أنحاء الإقليم، وبرغم جائحة كوفيد-19 الحالية. وشددت كذلك على دعم الولايات المتحدة الثابت للبلدين اللذين لا يزال شلل الأطفال يتوطن فيهما، مشيرة إلى أن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة "ملتزمة بتحديد سبل مساعدة الأطفال الأفغان، بغضِّ النظر عن مكان وجودهم، وتحديد سبل الوصول إلى الأطفال الذين فاتهم التلقيح بشكل مزمن في باكستان".
وأكد الدكتور مايكل ماكغوفرن من جديد دعمَ الروتاري للدول الأعضاء في الإقليم، وأشاد بالعاملين في الخطوط الأمامية الذين "يُلهِموننا كل يوم".
وما يتضح بجلاء متزايد، بينما تتسارع وتيرة عمل اللجنة الفرعية الإقليمية، أن الدول الأعضاء في الإقليم وشركاءها تعتقد أن أمامنا فرصتين مزدوجتين: فرصة وبائية يتيحها أدنى عدد على الإطلاق للإصابات بفيروس شلل الأطفال البري، وفرصة سياسية وعملية يتيحها وجود العديد من أصحاب المصلحة الرئيسيين على الطاولة نفسها، والتزامهم بالوفاء بالوعد الذي قطعناه لأطفال الإقليم - معًا.
إعادة البناء على نحو أفضل وأكثر إنصافًا: الدورة الثامنة والستون للَّجنة الإقليمية لشرق المتوسط تبدأ جلساتها العادية

12 تشرين الأول/أكتوبر 2021، القاهرة - بدأت الدورة الثامنة والستون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية جدول أعمالها اليوم بعرض قدَّمه الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، للتقرير السنوي لعام 2020.
وبيَّن الدكتور المنظري الإجراءات الأساسية التي اتُّخذت على مدار العامين الماضيين في التصدي لجائحة
كوفيد-19، واصفًا إياها بأنها مثالٌ فريد على التضامن وطريقةٌ مثلى للعمل ينبغي تطبيقها فيما يخص كافة أولويات الصحة العامة.
"لقد حشدنا معًا مزيدًا من الموارد في الاستجابة لجائحة كوفيد-19 أكثر من أي إقليم آخر من أقاليم المنظمة. ونحن لم نتجاوز خطر الجائحة حتى الآن. وقد فقد إقليمنا بالفعل ما يقرب من 000 300 شخص. ومتحوِّر دلتا ينتشر على نطاق واسع، وأمامنا الكثير لنفعله في نشر اللقاحات على نحو منصف في جميع البلدان. ولكن الرسالة الرئيسية من اللجنة الإقليمية لهذا العام هي: حان الوقت للبدء في إعادة البناء على نحو أفضل وأكثر إنصافًا".
وأعرب الدكتور المنظري عن القلق حيال سائر الأولويات الصحية المهمة، ومنها الأمراض غير السارية الأخرى التي تتسبب في الوفاة المبكرة لملايين الأشخاص كل عام، وانخفاض معدلات التمنيع، والتغيرات المناخية والبيئية الشديدة، وكلها تحديات صحية ملحَّة تواجه الإقليم.
وقال: "اليوم، أدعو الجميع - منظمة الصحة العالمية، والدول الأعضاء، والشركاء - إلى التصدي لهذه التحديات بالزخم نفسه، والابتكار، والشعور بالملكية، والروح الجماعية التي أظهرناها في مكافحة كوفيد".
وأشاد الدكتور المنظري ببلدان الإقليم لقدرتها الرائعة على الصمود، والتقدم الذي أحرزته في التصدي لجائحة كوفيد-19 وسائر حالات الطوارئ. وشدد على أننا "نستطيع، بالالتزام القوي، أن نجد سُبُلًا للمضي قُدُمًا".
وأضاف: "علينا أن نستفيد من الزخم الناتج عن الاستجابة للجائحة من أجل تحقيق مكاسب دائمة في الأمن الصحي، وتسريع وتيرة التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة، وتعزيز أنظمتنا الصحية، وإعداد مجتمعات قادرة على الصمود".
وقال أيضًا: "لقد تعلمنا طرقًا لتحسين إدماج خدمات الأمراض السارية وغير السارية في الرعاية الصحية الأولية وغيرها من الخدمات، وخاصة في حالات الطوارئ".
وقُدِّمت لمحة عامة عن استعراض خطة منتصف المدة للمضي قُدُمًا لرؤية إقليم شرق المتوسط 2023، مع إبراز الإنجازات والدروس المستفادة، والتحديات قصص النجاح، والوقوف على سبل محددة للمضي قدماً في تنفيذ رؤية 2023.
وقد استعرض أعضاء اللجنة الإقليمية أيضًا التقدم الـمُحرَز في استئصال شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط، وهو الإقليم الوحيد الذي لا يزال يتوطن به شلل الأطفال البري، كما استعرضوا عمل اللجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال. وأشادوا بالتقدم الـمُحرَز حتى الآن، وأعربوا عن دعمهم للجهود الدؤوبة المبذولة، والتزامهم المستمر باستئصال شلل الأطفال البري قريبًا من البلدين اللذين لا يزال متوطنًا فيهما.
وحصلت اللجنة الإقليمية أيضًا على آخر المستجدات بشأن حالات الطوارئ في الإقليم، والجهود المتواصلة لتنفيذ التوصيات التي خلص إليها الاستعراض العالمي الذي أُجري في هذا الصدد. وينوء الإقليم بالعبء الأعلى من حالات الطوارئ في العالم، إذ يواجه خمسة عشر بلدًا حاليًّا حالات طوارئ بسبب الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية. ونوقشت ورقة تقنية عن تسريع وتيرة التأهُّب للطوارئ الصحية والاستجابة لها في الإقليم، حظيت بدعم من الدول الأعضاء لتنفيذ توصياتها.
وعُقِدت حلقة نقاش عن أهداف التنمية المستدامة، عرضت آخر مستجدات التقدم المحرَز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة في الإقليم، مع الإشارة إلى إحراز تقدم في أكثر من نصف المؤشرات بين عامي 2015 و2019. ومع ذلك، لا يزال علينا بذل جهود كبيرة، لا سيما في خفض وفيات الأمهات والأطفال والحديثي الولادة، وتحسين التغطية بالتلقيح، وتقليل حالات الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والملاريا، وخفض معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتلوث. وشددت حلقة النقاش على أهمية النهج المتعدد القطاعات والشراكات بين القطاعات المتعددة للتغلب على التحديات وسد الثغرات، والإسراع بوتيرة التقدم نحو تحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
افتتاح الدورة الثامنة والستين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في القاهرة

القاهرة، 11 تشرين الأول/أكتوبر 2021 - افتتح الدورةَ الثامنة والستين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط اليوم في القاهرة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور أحمد المنظري، مدير المنظمة لإقليم شرق المتوسط، ومعالي الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في مصر ورئيسة دورة العام الماضي. ويحضر اللجنةَ الإقليمية عبر الإنترنت وزراءُ الصحة، وممثلون رفيعو المستوى من البلدان الاثنين والعشرين في إقليم المنظمة لشرق المتوسط، وممثلون عن منظمات دولية وإقليمية ووطنية. وموضوع دورة هذا العام هو "إعادة البناء على نحو أفضل وأكثر إنصافًا: نظم أقوى، مجتمعات قادرة على الصمود".
وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور المنظري: "على الرغم من التحديات والصعوبات الكبيرة التي واجهتنا، لم نسمح لها أن تَعُوقَنا عن التقدم، بل حوَّلنا معظمها إلى فرصٍ فتحت أمامنا آفاقًا جديدة للعمل في الإقليم، وشجعتنا على الإقدام، دون تردد، على عدد من الإجراءات التقويمية، بجهود جماعية متضافرة، تنفيذًا لرؤيتنا الإقليمية الداعية إلى التضامن والعمل من أجل تحقيق الصحة للجميع بالجميع".
وسلَّط الدكتور المنظري الضوء على الحاجة الماسة إلى نُظُم صحية قوية وصامدة، تَسنُدها وتَدعمها نُظُمٌ اقتصاديةٌ واجتماعيةٌ وأمنيةٌ أكثر قوةً ومتانة. وأشار إلى أن الأزمات التي تعاني منها بلدان إقليم شرق المتوسط أدت إلى تعرُّض أكثر من 32 مليون شخص للنزوح القسري، وهو ما يمثل 40% من النازحين قسرًا على مستوى العالم. وأوضح أيضًا أن شلل الأطفال البري لم يعد متوطنًا الآن في أي بقعة من العالم إلَّا في إقليم شرق المتوسط، حيث يواصل إصابة الأطفال وإعاقتهم.
وفي كلمتها أمام اللجنة الإقليمية، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، إنه في الوقت الذي لا تزال الجائحة تهيمن فيه على حياتنا وعملنا، ما زلنا نتكيف مع واقعنا الجديد، ونواصل معًا بصمود معركتنا ضد كوفيد-19.
وقالت: "أرجو أن يكون ما أديناه من عملٍ على مدار العام الماضي قد تكلل بالنجاحِ، وإن كنا على ثقة أن هناك الكثير مما يجب فعله، وإنني أتطلع إلى الانضمام إليكم في مناقشة أولويات الصحة العامة في إقليمنا في إطار جدول أعمال اللجنة الإقليمية لهذا العام. وبخاصة الحرص على استمرار تقديم الخدمات الصحية الأساسية وعدم توقفها في ظل الوضع الخاص الذي تمر به البلاد ... ليس فقط وجود جائحة كورونا، ولكن أيضًا في ظل الوضع الحرج الذي تمر به منطقة شرق المتوسط من نزاعات وحروب".
وتطرَّق الدكتور تيدروس غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، في كلمته الافتتاحية، إلى الظروف الصعبة التي يواجهها بعض البلدان في إقليم شرق المتوسط، لا سيّما أفغانستان ولبنان، وأكد مجددًا أن المنظمة تواصل العمل على دعم النظم الصحية، وتقديم الخدمات الأساسية في ظل هذه الظروف العصيبة.
وقال الدكتور تيدروس: "يؤثِّر انهيار الخدمات الصحية على توفر الرعاية الصحية الأساسية والضرورية، وكذلك الاستجابة للطوارئ، واستئصال شلل الأطفال، وجهود التطعيم ضد كوفيد-19".
وفي معرض حديثه عن وضع كوفيد-19 في الإقليم، أشار الدكتور تيدروس إلى أن حالات الإصابة والوفيات بلغت أدنى مستوياتها منذ عام، ولكن بعض البلدان لا تزال تواجه وضعًا خطيرًا للغاية.
وأضاف الدكتور تيدروس: "نحن في حاجة إلى حوكمة عالمية أفضل تتسم بالشمول والإنصاف والخضوع للمساءلة. ونرجو منكم الالتزام بمواصلة اتباع تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية التي نعلم فعاليتها وجدواها، إلى جانب التطعيم، ونلتمس دعمكم لفكرة التوصُّل إلى اتفاق دولي بشأن التأهُّب والاستجابة للجوائح، ونلتمس دعمكم لتعزيز منظمتنا وتمكينها وتمويلها على نحوٍ مستدام".
تبدأ غدًا الجلسات العادية للجنة الإقليمية الثامنة والستين
لمزيد من المعلومات
منى ياسين
المسؤولة الإعلامية
رقم الواتسآب: +201006019284
الموقع الإلكتروني للجنة الإقليمية
للتسجيل: https://rc68.emro.who.int/
الدورة الثامنة والستون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تفتتح عن بعد في القاهرة

7 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، القاهرة - في ظل استمرار جائحة كوفيد-19، ستُعقَد الدورة الثامنة والستون للَّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلكترونيًّا للعام الثاني على التوالي. وسيتواصل عبر الإنترنت وزراء الصحة وممثلون رفيعو المستوى من بلدان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الاثنين والعشرين، إلى جانب المنظمات الشريكة والمجتمع المدني، لمناقشة قضايا الصحة العامة ذات الأولوية، وذلك في الفترة من 11 إلى 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
وستُلقَى في الجلسة الافتتاحية بيانات من سعادة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وسعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ومعالي الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في مصر ورئيسة الدورة السابعة والستين للجنة الإقليمية.
وستناقش اللجنة الإقليمية مجموعة من القضايا الرئيسية ذات الأولوية في مجال الصحة العامة، منها التأهب لحالات الطوارئ الصحية ومواجهتها، والترصد المتكامل للأمراض، وبناء مجتمعات قادرة على الصمود، وتزايد وباء السكري، مع شغل تأثير جائحة كوفيد-19 لموقعٍ بارزٍ على جدول الأعمال.
وقال الدكتور أحمد المنظري: "بينما نناقش قضايا مهمة تتعلق بالصحة العامة، علينا أن نتذكر أن التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه هو حق أساسي لكل إنسان. وفي إطار سعينا إلى تحقيق رؤية "الصحة للجميع وبالجميع" على أرض الواقع، ينبغي لنا أيضًا أن نتذكر أن الصحة يمكن أن تكون جسرًا يُفضي إلى السلام. وفي الأعوام السابقة، نجحنا في الدعوة إلى جعل الصحة جسرًا للسلام، وفي التفاوض بشأن وقف إطلاق النار من أجل حملات التطعيم وغيرها من الأنشطة المُنقذة للأرواح. وقد أصبحت هذه الجهود أكثر أهمية الآن في ظل المضي قُدمًا في استجابتنا الجماعية لمكافحة جائحة كوفيد-19، والتصدي لحالات الطوارئ المستمرة التي تواجه إقليمنا".
لقد شكلت جائحة كوفيد-19 أزمة غير مسبوقة على الصعيد العالمي، وكذلك على صعيد إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الذي يعيش فيه نحو 700 مليون شخص، ويضم بعضًا من أعلى بلدان العالم دخلًا، ولكنه، رغم ذلك، يضم أيضًا دولًا هشة متضررة من الصراعات وتعاني من الأزمات والنزوح الداخلي. فقد فاقمت هذه الجائحة معاناة البشر، وقلبت حياة الملايين رأسًا على عقب، وأثرت تأثيرًا كبيرًا على القطاعات الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وطرح تنوع الإقليم العديد من التحديات أمام الاستجابة لجائحة كوفيد-19، كما أن هذا التنوع أكد أهمية إشراك المجتمعات المحلية في دعم مختلف تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية المتخذة لإدارتها.
وقال الدكتور أحمد المنظري: "أود أن أشير إلى عمل اللجنة المعنية بالمُحدِّدات الاجتماعية للصحة في إقليم شرق المتوسط، التي أُنشئت في عام 2019 بوصفها لجنة خبراء مستقلة، وإلى تقريرها المُعنون «إعادة البناء على نحو أكثر عدلًا: تحقيق الإنصاف الصحي في إقليم شرق المتوسط». فهذا التقرير يقدم تحليلًا مفصلًا لحالة الإجحافات الصحية، وقائمة توصيات قابلة للتنفيذ، من أجل وضع العدالة الاجتماعية والإنصاف الصحي في صميم جميع الإجراءات الرامية إلى التصدي للمُحدِّدات الاجتماعية للصحة".
وكشفت الجائحة عن وجود ثغرات في مجال الاستثمار في التأهب لحالات الطوارئ الصحية، وهو ما جعل النظم الصحية في العالم غير مهيئة إلى حدٍّ بعيد لمواجهة تفشي مسببات الأمراض التي يمكن أن تتحول إلى جوائح. وإذا تُركت هذه الثغرات دون معالجة، فستُضعِف قدرتنا على التصدي لخطر الأوبئة والجوائح في المستقبل. وستُعرَض على اللجنة الإقليمية خطة عمل لإنهاء جائحة كوفيد-19 وللوقاية من الطوارئ الصحية المستقبلية ومكافحتها في الإقليم، لكي تنظر اللجنة الإقليمية في هذه الخطة وفي إمكانية إقرارها.
أيضًا، أكدت جائحة كوفيد-19 ضرورة وجود ترصد فعال للصحة العامة. فالكشف المبكر عن التهديدات المحتملة للصحة العامة، ورصد حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن الأمراض أمر بالغ الأهمية لتوجيه التدابير الفعالة للوقاية من الأمراض ومكافحتها. كذلك تعاني أنظمة الترصد، في بلدان كثيرة، من التجزؤ عبر برامج خاصة بأمراض معينة، وهو ما يضعف قدرتها على الكشف عن التهديدات المحتملة. ومن ثَم، تقترح المنظمة اتباع نهجٍ متكاملٍ لترصد الأمراض في الإقليم باستخدام منصة إلكترونية واحدة من أجل تحسين كفاءة نُظُم المعلومات الصحية وفعاليتها في استخدام البيانات، للاسترشاد بها في القرارات والكشف المبكر عن الأوبئة وضمان زيادة فعالية تحديد الأولويات، والتخطيط وتخصيص الموارد والرصد والتقييم، الأمر الذي قد يؤدي إلى تجنب وقوع اضطراب اقتصادي واسع النطاق بسبب الأوبئة والجوائح في المستقبل.
ولا يزال مرض السكري أيضًا أحد تحديات الصحة العامة الكبرى في الإقليم، إذ وصل إلى مستويات وبائية تؤثر على أكثر من 55 مليون شخص بالغ، وأثره الاجتماعي والاقتصادي آخذ في الازدياد. ويتسبب ارتفاع معدل انتشار المرض في زيادة العبء على قدرة البلدان على ضمان الحصول المنتظم والميسور التكلفة على الأدوية الأساسية والرعاية المناسبة، كما أن الاضطرابات التي طرأت على الخدمات الصحية بسبب الجائحة أكدت الحاجة إلى استعادة الخدمات الصحية والحفاظ على استمرارية تقديمها وتعزيزها، من أجل الوقاية من السكري ومكافحته، في إطار الخطط الاستراتيجية الوطنية للتأهب والاستجابة لمرض كوفيد-19.
وفي المدة بين 1 كانون الثاني/ يناير 2020 و30 تموز/ يوليو 2021، حشدت المنظمة مبلغًا قدره 445 مليون دولار أمريكي دعمًا لأنشطة التأهب والاستجابة لجائحة كوفيد-19، وجُمع 57% من هذا التمويل على المستوى القُطري. وحصلت أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية واليمن على الجزء الأكبر من التمويل، بينما قدَّمت أربع جهات مانحة كبيرة 54% من جميع الإيرادات المحصَّلة أثناء الجائحة، وهذه الجهات المانحة هي المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، وألمانيا، والكويت، ومن داخل المفوضية الأوروبية: المديرية العامة للتعاون الدولي والتنمية. إضافة إلى المساهمات السخية لمركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتمويل العمليات الإنسانية في اليمن. وبسخاء كبير تبرعت 41 جهة مانحة بأموال لتخفيف أثر جائحة كوفيد-19 في الإقليم، وتعرب المنظمة عن امتنانها للدعم المقدم من جميع الجهات المانحة.
ولا يزال استئصال شلل الأطفال بندًا بارزًا في جدول أعمال اللجنة الإقليمية هذا العام. فحتى 8 آب/ أغسطس 2021، أُبلغ عن إصابة طفل واحد فقط بفيروس شلل الأطفال البري في أفغانستان وطفل واحد في باكستان – وهو عدد أقل كثيرًا من عدد الإصابات المسجلة في المدة نفسها من العام الماضي (34 طفلًا في أفغانستان، و63 طفلًا في باكستان). ومع ذلك، تعرقلت جهود استئصال شلل الأطفال بسبب الاضطرابات الكبيرة والواسعة النطاق التي تعرَّضت لها مبادرات التمنيع وغيرها من مبادرات الصحة العامة بسبب الجائحة، بالإضافة إلى انعدام الأمن والتردد في أخذ اللقاحات، وحظر حملات التمنيع في مناطق واسعة من أفغانستان.
وسيطلع أيضًا الممثلون في اللجنة الإقليمية على التقدُّم المُحرَز في مجال تغير المناخ، ومكافحة التبغ، وتنفيذ اللوائح الصحية الدولية، وصحة الأمهات والحديثي الولادة والأطفال والمراهقين، والرعاية في المستشفيات، وتنمية قدرة المؤسسات الوطنية على رسم السياسات المستنيرة بالبيِّنات في مجال الصحة، وتنفيذ الإعلان السياسي الصادر عن الاجتماع الثالث الرفيع المستوى للجمعية العامة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، والصحة النفسية، والاستجابة الصحية العامة لتعاطي المواد.
وتتولى اللجان الإقليمية تنظيم أعمال المنظمة على المستوى الإقليمي. وتُعقَد اللجنة الإقليمية لشرق المتوسط كل عام في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، ويحضرها جميع بلدان الإقليم لصياغة السياسات، والإشراف على البرامج الإقليمية، والاستماع إلى التقارير المرحلية، والنظر في المبادرات الجديدة ومراجعتها وإقرارها. وفضلًا عن اعتماد القرارات، تتولى اللجنة اتخاذ مقررات إجرائية تسترشد بها أعمال المكتب الإقليمي والمكاتب القُطرية للعام القادم.
لمزيد من المعلومات
منى ياسين
مسؤولة الإعلام
هاتف محمول: 201006019284+
رابط ذات صلة
الموقع الكتروني للدورة الثامنة والستون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط