الإطلاق الرسمي للدبلوم المهني الإقليمي في طب الأسرة

القاهرة، 14 آذار/ مارس 2022 - أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والمجلس العربي للاختصاصات الصحية دبلومًا مهنيًّا إقليميًّا في طب الأسرة مدته عامان.
وقد افتتح هذا الإطلاقَ الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والدكتور عمر الرواس، الأمين العام للمجلس العربي للاختصاصات الصحية، وذلك عبر الإنترنت من مقر المكتب الإقليمي للمنظمة في القاهرة، مصر، يوم 28 شباط/ فبراير.
ويُعدُّ هذا الدبلوم إحدى ثمار اتفاق تعاوني بين منظمة الصحة العالمية والمجلس العربي للاختصاصات الصحية، لتعزيز ممارسة طب الأسرة في الإقليم في إطار الجهود الرامية إلى إحراز تقدُّم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة في العالم العربي. وهذا الاتفاق الطموح المُوقَّع في عام 2021 والممتد لخمس سنوات يهدف إلى تحسين قدرة النظم الصحية على الصمود في إقليم شرق المتوسط، عن طريق بناء القدرات المستقبلية في مجالَي الصحة العامة وطب المجتمع، ويشمل ذلك تعزيز التدريب التخصصي بعد الجامعي في مجال طب الأسرة في الإقليم.
وقال الدكتور أحمد المنظري في كلمته الافتتاحية: «إضافةً إلى تخريج أطباء أسرة مؤهلين، سيؤدي هذا الدبلوم المهني الإقليمي دورًا رئيسيًّا في الارتقاء بمهارات آلاف الأطباء العامين الحاليين الذين لم يتلقوا تدريبًا نظاميًّا بعد التخرج، ويقدمون حاليًّا خدمات صحية بناء على تعليمهم الطبي الأساسي».
ويطرح النقصُ العالمي في الأطباء الممارسين لطب الأسرة تحدياتٍ كبيرةً، لا سيما في إقليم شرق المتوسط. فلا يتخرج كل عام سوى 700 طبيب أسرة ممارس في الإقليم بأكمله، في حين أن الاحتياج يُقدَّر بنحو 21000 ممارس كل عام. ويهدف هذا الدبلوم إلى المساعدة على سد هذه الفجوة الهائلة.
وقد أقرَّ المجلس العربي للاختصاصات الصحية هذا الدبلوم في اجتماعٍ عقده مجلسه التنفيذي يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر 2021. ولدى المجلس العربي للاختصاصات الصحية ومنظمة الصحة العالمية خططٌ موسعةٌ لتنفيذ الدبلوم في معظم بلدان الإقليم، ابتداءً بالبلدان الاثني عشر التي لديها بالفعل مراكز معتمدة للتدريب على طب الأسرة.
وقد تحقق هذا الدبلوم بفضل التعاون بين منظمة الصحة العالمية، والمجلس العربي للاختصاصات الصحية، وعدة شركاء آخرين، منهم المنظمة العالمية لأطباء الأسرة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، تحت رعاية عامل التسريع الأول لخطة العمل العالمية بشأن تمتُّع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية، وهو تجمُّع لوكالات متعددة الأطراف معنية بالصحة والتنمية والعمل الإنساني، من أجل تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
وخلال هذه الفعالية، عرَضَ معالي الأستاذ الدكتور فراس إبراهيم الهواري، وزير الصحة في الأردن، ومعالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي، وزير الصحة في عُمان، ومعالي الدكتورة مي الكيلة، وزيرة الصحة في فلسطين، الإنجازاتِ الموفقةَ التي حققتها بلدانهم في مجال ممارسة طب الأسرة.
وألقى الدكتور عوض مطرية، مدير إدارة التغطية الصحية الشاملة/ النُّظُم الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، كلمةً ختاميةً شدَّد فيها على ضرورة تقوية النُّظُم الصحية من أجل تحسين الأمن الصحي، وهو ما أبرزته جائحة كوفيد-19، وقال: «إننا نعمل على إعادة تشكيل أدواتنا من أجل تعزيز النُّظُم الصحية، ولذلك نود أن نرى أن البلدان تستثمر في بناء نُظُم صحية قادرة على الصمود تنهض بالهدفين المزدوجين المتمثلين في التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي».
وشارك في هذا الإطلاق عبر الإنترنت ممثلون عن المجلس العربي للاختصاصات الصحية، ووزراء صحة من بلدان الإقليم، وممثلون عن منظمة الصحة العالمية، وخبراء من المكتب الإقليمي للمنظمة.
ويتماشى هذا الدبلوم والأولويات الاستراتيجية لرؤية المكتب الإقليمي 2023 "الصحة للجميع وبالجميع" الرامية إلى توسيع التغطية الصحية الشاملة- ولاسيما في مرافق الرعاية الصحية الأولية- وبناء القدرات في مجال الصحة العامة، وتقوية الشراكات.
للاطلاع على مزيد من المعلومات عن الدبلوم وتفاصيل التسجيل، تفضل بزيارة: www.emro.who.int/rpdfm/register.html
اليوم الدولي للمرأة: دعوة إلى المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام

8 آذار/ مارس 2022 - يحتفل العالم، في 8 آذار/ مارس من كل عام، باليوم الدولي للمرأة الذي يسلط الضوء على الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تحققها المرأة في كل مكان. ويهدف موضوع هذا العام «المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام» إلى الإقرار بمساهمة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، اللائي يقدن الطريق نحو التكيُّف مع تغيُّر المناخ والتخفيف من آثاره والتصدي لها، من أجل بناء مستقبل أوفر صحة وأكثر مساواة واستدامة للجميع.
وفي هذه المناسبة، أشار الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إلى الصلة الحاسمة بين النوع الاجتماعي والمناخ والصحة والمساهمة الأساسية للمرأة في تحويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى حقيقة واقعة، لا سيما في ضوء التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد -19 وتغيُّر المناخ.
وقال الدكتور أحمد المنظري: «تدعو رؤيتنا الإقليمية 2023 -الصحة للجميع وبالجميع- إلى اتخاذ إجراءات شاملة وتعاونية من قبل الجميع، لإحراز تقدُّم لبلوغ أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، ومن دون مشاركة قوية للمرأة في المجالات الاقتصادية والسياسية والعامة، سيظل العالم بعيدًا عن تحقيق أهدافه».
وتُعَد أزمة المناخ وعدم المساواة بين الجنسين قضيتين أساسيتين في صميم أهداف التنمية المستدامة. ومع ذلك، فإننا نرى النساء يتعرضن للتبعات الأشد لأزمة المناخ، التي تفاقم أوجه عدم المساواة القائمة بين الجنسين، وتزيد المخاطرَ التي تواجهها النساء. وهن من بين أكثر الفئات تعرضًا للآثار الناجمة عن تغير المناخ، إذ يشكلِّن النسبة الكبرى من السكان الذين يعتمدون على الموارد الطبيعية المهددة بسبب مخاطر تغيُّر المناخ. ولذلك، ينبغي أن تسير الاستدامة والجهود المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين جنبًا إلى جنب، فالنمو الاقتصادي والتنمية يعتمدان اعتمادًا حاسمًا على تمكين النساء والفتيات.
وأشارت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إلى الدور المهم الذي تؤديه النساء في حماية مجتمعاتهن خلال جائحة كوفيد-19. وقالت: «إن العاملات في مجال الرعاية الصحية، في إقليمنا وفي جميع أنحاء العالم، ضربن أروع الأمثلة على التفاني والشجاعة والمهنية والقيادة في الاستجابة لكوفيد-19. وبينما كن في الخطوط الأمامية للاستجابة، واصلن في الوقت نفسه أداء أدوارهن، بوصفهن مقدمات للرعاية وقائدات داخل مجتمعاتهن. وتتحمل النساء عبئًا غير متناسب، وإننا فخورون برؤية النساء في إقليمنا يتولين أدوارًا قيادية في المجالات الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ بيد أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لتمكين النساء والفتيات لضمان مستقبل أكثر استدامة للجميع».
وبينما نحتفل بالإسهامات الكبيرة للنساء والفتيات، ندعو البلدان إلى العمل الجماعي وتحمُّل المسؤولية المشتركة، حتى يكون اليوم الدولي للمرأة يومًا مؤثرًا في تحسين حياة النساء، وتمكينهن، وضمان مشاركتهن القوية وعلى قدم المساواة في صنع القرار لتحسين وضع الخطط المتصلة بالمناخ، ورسم السياسات، وتنفيذ تدابير فعالة لضمان التنمية المستدامة. ولن نستطيع المضي قدمًا نحو تحقيق السلام والازدهار للجميع إلا بالحد من أوجه عدم المساواة، التي تشمل الإجحاف القائم على النوع الاجتماعي. وتمكين النساء والفتيات هو الضمانة لمستقبل أفضل وأكثر استدامة، وعامل يسهم في تحقيق الرؤية الإقليمية «الصحة للجميع وبالجميع».
بيان يدين مقتل 8 عاملين صحيين في مكافحة شلل الأطفال في أفغانستان

الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط
24 شباط/ فبراير 2022، القاهرة، مصر - أشعر بالصدمة والأسى البالغ إزاء الأخبار الواردة من أفغانستان بمقتل ثمانية عاملين صحيين في مكافحة شلل الأطفال، منهم أربع سيدات. وأتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أُسر هؤلاء العاملين الذين فقدوا حياتهم، وإلى أصدقائهم وزملائهم.
وبسبب هذه الهجمات، عُلِّقت الحملة الوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال، التي انطلقت في 21 شباط/ فبراير 2022، في ولايتَي قندوز وتخار. ويترك هذا التعليق آلافَ الأطفال دون حماية، ويجعلهم عرضةً للإصابة بمرض يُهدِّد حياتهم، ويمكن أن يؤدي إلى إصابتهم بالشلل الدائم.
ولا بد أن تتوقف هذه الهجمات النكراء، التي ترفضها الفطرة السوية وتمقُتها الإنسانية، وتُحرِّمها جميع الأديان تحريمًا قطعيًّا. وهذه الأعمال الجبانة لا تضر، في نهاية المطاف، إلا بالأطفال الأبرياء الذين يجب أن تُتاح لهم كل فرصة حتى يعيشوا حياتهم بأمان وصحة.
وتدين منظمة الصحة العالمية بأشد العبارات جميعَ الهجمات على العاملين الصحيين، وتناشد سلطات طالبان بضرورة تحديد الجناة على الفور، وتقديمهم إلى العدالة.
وقد أحرز برنامج شلل الأطفال، الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية واليونيسف وشركاء آخرون، تقدمًا كبيرًا في السيطرة على انتقال فيروس شلل الأطفال البري في أفغانستان، وهو ما أسهم في استئصال هذا المرض عالميًّا. ففي عام 2021، أبلغت أفغانستان عن 4 حالات للإصابة بفيروس شلل الأطفال البري، وأُبلِغ حتى الآن عن حالة واحدة فقط في عام 2022.
وكان من المُخطَّط أن تستهدف حملة هذا الشهر نحو 10 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 0 و59 شهرًا في جميع أرجاء البلد. ومن المقرَّر إطلاق أربع حملات أخرى في عام 2022، إلى جانب هذه الجولة. ويتطلب برنامج شلل الأطفال دعمَ الجميع لضمان تنفيذه، دون أن يتعرَّض العاملون الصحيون أو مَن يقدمون الخدمات إليهم لأي خطر.
وتُعرِب منظمة الصحة العالمية، وسائر الشركاء الوطنيين والدوليين، عن مواصلة التزامهم بدعم جهودنا الرامية إلى استئصال شلل الأطفال في أفغانستان.
منظمة الصحة العالمية تقر بالقضاء على التراخوما بوصفها مشكلة صحية عامة في المملكة العربية السعودية

15 شباط/فبراير 2022 - في 26 كانون الثاني/ يناير 2022، أقرت منظمة الصحة العالمية بأن المملكة العربية السعودية قد قضت على التراخوما، بوصفها إحدى مشكلات الصحة العامة، وبذلك تكون المملكة العربية السعودية البلد الرابع في إقليم المنظمة لشرق المتوسط الذي يحقق هذا الإنجاز المهم. والتراخوما مرض من أمراض العيون المُهمَلة المنتشرة في المناطق المدارية. ويُصاب الأطفال بهذه العدوى في سن مبكرة. ويمكن أن يؤدي الالتهاب إلى ظهور ندوب متفاقمة في الجفن، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على المدى الطويل، بعد سنوات أو حتى بعد عقود من الزمن، قد تُفضي إلى العمى.
ويعود الفضل في نجاح المملكة العربية السعودية في القضاء على التراخوما، إلى حدٍّ كبير، إلى الجهود التي تبذلها وزارة الصحة بعد إدماج برنامج شامل لرعاية العيون في خدمات الرعاية الصحية الأولية، وبالتعاون مع الجهود التي تبذلها قطاعات عامة أخرى، مثل وزارة التعليم ووزارة البيئة والمياه والزراعة.
وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «إن هذا إنجاز كبير ينقذ الناس من الإصابة بضعف البصر أو العمى اللذين يمكن الوقاية منهما، ويهدف هذا الإنجاز إلى تحسين جودة الحياة والعافية». وأضاف: «إن قصص النجاح هذه مُشجِّعة، وتساعدنا في القضاء على المزيد من الأمراض في إقليمنا».
وستواصل المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية الرصد الدقيق للمناطق التي كانت موبوءة في السابق، لضمان الاستجابة السريعة والمناسبة لأي عودة لظهور المرض. كذلك، تتصدى المملكة العربية السعودية، بدعم من منظمة الصحة العالمية، لأمراض المناطق المدارية المهملة الأخرى، ومنها داء البلهارسيات، وعدوى الديدان المكتسبة من المشي بأقدام حافية، وداء الليشمانيات. وتُعَد الجهود المتواصلة التي يبذلها العاملون الصحيون حاسمة في القضاء على هذه الأمراض.
ولا تزال التراخوما متوطنة في خمسة بلدان بإقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، غير أن تقدُّمًا قد أُحرز على مدار السنوات القليلة الماضية. وانخفض عدد المحتاجين إلى علاج التراخوما بالمضادات الحيوية في الإقليم بنحو 28 مليون شخص: من 39 مليونًا في عام 2013 إلى 11 مليونًا في عام 2020. وللقضاء على التراخوما طوال التاريخ الطبيعي للمرض، توصي منظمة الصحة العالمية بتنفيذ استراتيجية SAFE التي ترمز حروفها إلى جراحة الأهداب، والمضادات الحيوية، ونظافة الوجه، وتحسين البيئة، لتحقيق القضاء على التراخوما بوصفها مشكلة صحية عامة. وتشمل هذه الاستراتيجية: 1) الجراحة لتصحيح المضاعفات المرتبطة بانقلاب الجفن؛ 2) استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى؛ 3) نظافة الوجه لمنع انتقال العدوى بين الأطفال؛ 4) تحسين البيئة على النحو الذي يؤدي إلى تحسين النظافة. إن القضاء على التراخوما غير مكلف، وبسيط، وعالي المردود للغاية، ويؤدي إلى ارتفاع معدل العائد الاقتصادي الصافي.
لقد ساهم التقدم المحرز في مكافحة التراخوما، وغيرها من أمراض المناطق المدارية المهملة، في تخفيف العبء البشري والاقتصادي الذي تُثقِل به هذه الأمراض كاهل المجتمعات الأشد حرمانًا في العالم. وتسعى خريطة الطريق لأمراض المناطق المدارية المهملة للفترة 2021-2030 إلى الوقاية من 20 مرضًا أو مكافحتها أو القضاء عليها أو استئصالها بحلول عام 2030.