يوم الصحة العالمي لعام 2022 يدعو إلى حماية كوكبنا وصحتنا
نيسان/ أبريل 2022، القاهرة - سيحتفل العالم بيوم الصحة العالمي لعام 2022 في 7 نيسان/ أبريل، مركِّزًا على التهديدات البيئية وأضرارها على صحة الكوكب.
وموضوع حملة هذا العام هو "كوكبنا، صحتنا"، وتهدف إلى الحفاظ على صحة البشر والكوكب، وتعزيز الحركة نحو إقامة مجتمعات أكثر تركيزًا على الرفاه.
إن القضايا البيئية تُعد من الأسباب الرئيسية للمشاكل الصحية في جميع أنحاء العالم. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 13 مليون وفاة تقع سنويًّا في العالم نتيجةً لأسباب بيئية يمكن تجنبها. وهذا يشمل أزمة المناخ التي تمثل أخطر تهديد صحي منفرد يواجه البشرية.
وفي إقليم شرق المتوسط، تتحمل المخاطر البيئية، ومنها تغيُّر المناخ، مسؤولية 23% من إجمالي العبء المرضي، وما يصل إلى 30% من العبء المرضي للأطفال. إذ يموت قبل الأوان ما يُقدَّر بمليون شخص سنويًّا نتيجة العيش والعمل في بيئات غير صحية.
ويقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "إن الأزمة المناخية هي أيضًا أزمة صحية، فمن المستحيل أن تجد مجتمعًا يتمتع بالصحة في بيئة ملوثة، ومن المستحيل أن تجد بيئة نظيفة في مجتمع يفتقر إلى الصحة. وقد أبرزت جائحةُ كوفيد-19 العالمية إلى أي مدى أصبح عالَمُنا متشابكًا وسريعَ التأثر، وإلى أي درجة بلغ به المرض".
إن بالإمكان تجنُّب الأسباب البيئية؛ إلا أن القرارات السياسية والاجتماعية والتجارية هي الدافع وراء أزمة المناخ والأزمة الصحية. فأكثر من 99% من سكان الإقليم يتنفسون هواءً غير صحي.
وتؤدي الظواهر المناخية الشديدة وتدهور الأراضي وندرة المياه إلى نزوح الناس والإضرار بصحتهم. فالأنظمة التي تنتج أطعمة ومشروبات كثيرة المعالَجة وغير صحية تؤدي إلى انتشار موجة من السمنة، وتزيد الإصابةَ بالسرطان والمرض القلبي، وفي الوقت نفسه تولِّد ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة (الاحتباس الحراري) على مستوى العالم.
وتؤدي الأخطار البيئية -مثل تلوُّث الهواء، والمواد الكيميائية السامة، وعدم الحصول على المياه المأمونة وخدمات الإصحاح- إلى تفاقم الضعف المتأصل في الإقليم أمام فاشيات الأمراض المعدية والأوبئة والجوائح، ومنها جائحة كوفيد-19 المستمرة.
وهناك أدلة متزايدة على وجود صلة مباشرة بين التغير البيئي وظهور كوفيد-19 أو سريانه، ومن ناحية أخرى، فإن الجائحة استقطبت الموارد المُوجَّهة إلى جهود التنمية، وفرضت ضغوطًا إضافية على النظم الإيكولوجية والنظم الصحية. ومع ذلك، أسفرت جائحة كوفيد-19 عن بعض الآثار البيئية الإيجابية القصيرة الأمد، من خلال انخفاض حركة السفر العالمية، بعد فرض إجراءات الحَجْر الصحي في جميع البلدان، وانخفاض عدد التجمعات الحاشدة، وزيادة الالتزام بتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها التي أدت جميعها إلى تحسينات بيئية. وعلينا أن نحرص على استدامة هذه التحسينات.
ويضيف الدكتور المنظري: "إن التعافي من كوفيد-19 يتيح فرصةً تاريخيةً لإعادة البناء على نحو أفضل وإنشاء نُظم ومجتمعات أنظف وأوفر صحة وإنصافًا؛ كما أن معالجة المخاطر البيئية جزءٌ أساسي من رؤية المنظمة المتمثلة في الصحة للجميع وبالجميع في إقليمنا".
وهناك بعض التطورات الإيجابية التي حدثت في الإقليم؛ فقد التزم 11 بلدًا بتطوير نُظُم صحية مستدامة وقادرة على التكيُّف مع تغير المناخ خلال مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف المعني بالتغير المناخي في غلاسكو العام الماضي، ويجري حثُّ المزيد من البلدان على الانضمام إلى هذه المبادرة المهمة خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين المقبل في مصر.
ويوضح يوم الصحة العالمي الحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية لاعتلال الصحة التي تتجاوز كثيرًا القطاع الصحي. ويلزم اتخاذ إجراءات متضافرة من جانب العديد من الجهات الفاعلة المختلفة عبر شتى القطاعات، مع التركيز على التدخلات الأولية للوقاية من المخاطر البيئية أو تقليلها أو تخفيفها.
وفي يوم الصحة العالمي، تدعو منظمة الصحة العالمية الجميع -الحكومات والشركات والمهنيين الصحيين والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية والأفراد- إلى حماية كوكبنا وصحتنا.
اجتماع منظمة الصحة العالمية واليونيسف وقطر والشركاء لمناقشة الأولويات الصحية المؤقتة في أفغانستان

القاهرة/الدوحة/كابول/كاتماندو، 31 آذار/مارس 2022 – اجتمع مندوبون من منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، ، وممثلون عن أفغانستان ، والمانحون، وغيرهم من الشركاء في مجال العمل الإنساني في اجتماع رفيع المستوى استضافته دولة قطر لمناقشة الأولويات الصحية المؤقتة لأفغانستان خلال المدة 18-24 شهرًا القادمة. وخلال الاجتماع الرفيع المستوى الذي استمر 3 أيام، ونُظِّم في قطر من 29 إلى 31 آذار/ مارس، اشترك خبراء صحيون في استعراض الوضع الحالي والثغرات الموجودة في الخدمات الصحية، وتحديد خيارات لضمان الرعاية الصحية لجميع الأفغانيين. وناقش المندوبون أيضًا الفرص المتاحة لتحسين حوكمة قطاع الصحة والتنسيق عامةً، لتلبية الاحتياجات الإنسانية للأطفال والنساء والفئات الضعيفة الأخرى.
قال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "نشعر بقلق بالغ إزاء التهديدات الصحية المتجمعة العديدة التي تواجه أفغانستان مثل: انتشار سوء التغذية، وحالات الحصبة وغيرها من الفاشيات المرضية، وكوفيد-19، والنزوح". وأضاف: "وبالتعاون مع شركائنا في أفغانستان، وإذ نشكر دولة قطر لكونها دائمًا شريكًا رئيسيًّا وداعمًا لاستجابتنا، فإن منظمة الصحة العالمية ملتزمة بمواصلة التدخلات المنقذة للحياة وتعزيزها من أجل شعب أفغانستان".
يقول جورج لاريا أدجي، المدير الإقليمي لليونيسف في جنوب آسيا: "على الرغم من التقدم المحرز في السنوات العديدة الماضية، تموت آلاف الأفغانيات كل عام لأسباب مرتبطة بالحمل، أيضًا تخسر أُسرٌ عديدة في أفغانستان أطفالها دون داعٍ لأسباب يمكن الوقاية منها. وخلال رحلتي الأخيرة إلى أفغانستان، رأيت مستشفيات مكتظة بالأطفال يعانون من أمراض يمكن علاجها. فالآباء منهكون وقلقون وغير قادرين على تحمُّل تكلفة الغذاء أو الدواء". وأضاف: "نحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية لتعزيز الخدمات الصحية والتغذوية للأمهات والأطفال، لا سيما على مستوى المجتمع. ويشجعني ما أبداه شركاؤنا من دعم قوي. ومع ذلك، لا يزال هناك المزيد الذي يتعين بذلُه لضمان نموِّ جميع الأطفال في أفغانستان، وهم يتمتعون بالصحة والتغذية الجيدة".
وقال الدكتور صالح المري مساعد وزير الصحة العامة للشؤون الصحية بدولة قطر: "لقد استند الاجتماع إلى الشراكة التعاونية التي أقامتها دولة قطر مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء، والتي ساعدت مساعدةً كبرى في تلبية احتياجات البرامج الإنسانية الحيوية، والتصدي لجائحة كوفيد-19 وفاشيات الأمراض، وتقديم الدعم الحيوي للمجتمعات المحلية الضعيفة ليس في أفغانستان وحدها، بل في جميع أنحاء العالم". وأضاف: "إن دولة قطر تُقدِّم، منذ أيلول/ سبتمبر 2021، دعمًا بالغ الأهمية لعمليات الاستجابة الإنسانية في أفغانستان، حيث تُقدِّم الإمدادات الطبية الأساسية المنقِذة للحياة، ومن ضمنها مجموعات علاج الصدمات وكوفيد-19، التي تلبي احتياجات الملايين من البشر. وفي نهاية المطاف، تتماشى هذه الاستجابة في الوقت المناسب مع رؤيتنا الإنسانية لتعزيز الجهود الحالية، وتساهم في التغطية الصحية الشاملة والتصدي للتحديات الصحية العالمية".
ويقول الدكتور لو دابينغ، ممثل منظمة الصحة العالمية في أفغانستان: "على الرغم من الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية واليونيسف والشركاء في مجال تقديم الخدمات الصحية في أفغانستان، لا يزال هناك حوالي ألف مرفق صحي دون أي دعم، ونحو 10 ملايين أفغاني يعيشون في مناطق لا تصل إليها الخدمات الصحية". وأضاف: "نحن نحتاج إلى دعم عاجل لمواصلة عملنا في إنقاذ الأرواح، فكل يوم نتأخر فيه يعني فقدان حياة أُم بسبب الولادة، أو إصابة طفل بمرض يمكن الوقاية منه، أو فقدان أسرة لمعيلها بمرض يمكن علاجه".
وفي هذا العام، يحتاج ما يقرب من 25 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، ويحتاج ما يقدر بنحو 18.1 مليون شخص إلى خدمات صحية عاجلة. ويعمل النظام الصحي في البلاد أيضًا جزئيًّا فقط، وهو ما يُعرِّض للخطر المكاسبَ الصحية الكبيرة التي تحققت خلال العشرين سنة الماضية.
ملاحظات للمحررين
نبذة عن منظمة الصحة العالمية
تضطلع منظمة الصحة العالمية بدور قيادي عالمي في مجال الصحة العامة ضمن منظومة الأمم المتحدة. وتعمل المنظمة مع 194 دولة عضوًا، على امتداد ستة أقاليم ومن خلال 149 مكتبًا، من أجل تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء. ويتمثل هدف المنظمة للأعوام 2019-2023 في ضمان حصول مليار شخص إضافي على التغطية الصحية الشاملة، وحماية مليار شخص إضافي من الطوارئ الصحية، وتمتُّع مليار شخص إضافي بمزيد من الصحة والعافية.
وفي أفغانستان، تضطلع المنظمة بدور رائد في تنسيق الجهات الفاعلة في مجال الصحة، وتشمل وزارة الصحة العامة، وأكثر من 50 منظمة. وقد كانت المنظمة أول وكالة إنسانية تسلِّم الأدوية والمستلزمات الطبية في آب/ أغسطس 2021.
تفضل بزيارة الموقع: http://www.emro.who.int/index.html وتابع منظمة الصحة العالمية على: تويتر، فيسبوك، إنستغرام، لينكد، تيك توك، بي إنترست، سناب شات، يوتيوب ، ولمزيد من المعلومات عن عمل منظمة الصحة العالمية في أفغانستان - انقر هنا.
نبذة عن اليونيسف
تعمل اليونيسف في بعض أصعب الأماكن في العالم للوصول إلى الأطفال الأشد حرمانًا في العالم. وفي أكثر من 190 بلدًا وإقليمًا، نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، لبناء عالم أفضل للجميع.
وفي أفغانستان، تعمل اليونيسف على تعزيز وحماية حقوق الأطفال والنساء. وطوال ما يزيد على 70 عامًا من الخدمة، فإن اليونيسف تُعَدُّ واحدة من أطول المنظمات الدولية خدمةً في البلد. ونواصل دعم انتقال البلد من عقود من الحروب والكوارث الطبيعية إلى وضع يتيح للأطفال والمراهقين والنساء الحصول على الخدمات التي يحتاجون إليها، ويوفي حقهم في البقاء والنمو والحماية والمشاركة. ومنذ بداية الأزمة الإنسانية في أفغانستان، تعمل اليونيسف على مدار الساعة مع الشركاء في المجال الإنساني، لمواصلة تقديم المساعدة المنقذة للحياة إلى الأطفال والأسر. للمزيد من المعلومات عن عمل اليونيسيف في أفغانستان - انقر هنا.
يعمل مكتب اليونيسف الإقليمي لجنوب آسيا مع المكاتب القُطرية لليونيسف في أفغانستان وبنغلاديش وبوتان والهند وملديف ونيبال وباكستان وسري لانكا للمساعدة في إنقاذ حياة الأطفال، والدفاع عن حقوقهم ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم. للمزيد من المعلومات عن عمل اليونيسف لصالح الأطفال في جنوب آسيا، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.unicef.org/rosa ، ومتابعة عمل مكتب اليونيسف الإقليمي لجنوب آسيا على تويتر وفيسبوك.
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
منظمة الصحة العالمية
جوي ريفاكا كاميناد، رئيس الاتصالات، منظمة الصحة العالمية - مكتب ممثل منظمة الصحة العالمية في أفغانستان، هاتف +93782200354،
منيرة المهدلي، مسؤولة اتصالات الطوارئ، المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، القاهرة، مصر، هاتف: +20 127 599 3676،
اليونيسف
برافاران ماهات، اختصاصي الاتصالات الإقليمي، مكتب اليونيسيف الإقليمي لجنوب آسيا، الهاتف: +977-98020 48256،
سلام الجنابي، اختصاصي الاتصالات، اليونيسف أفغانستان، الهاتف: +93 799 98 7111،
قطر
نايف الشمري، المدير التنفيذي للعلاقات الإعلامية في مؤسسة حمد الطبية، هاتف: +974 5586 9992،
لولوه عبد الله صالح، منسقة العلاقات الدولية، إدارة العلاقات الصحية الدولية، الهاتف: +974 33377951،
بيان المدير الإقليمي بشأن أداء شعائر شهر رمضان المبارك بأمان في عام 2022

أهلي وأصدقائي وزملائي الأعزاء في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وفي العالم أجمع،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في نهاية هذا الأسبوع، سيستقبل أكثر من مليار ونصف مسلم حول العالم شهر رمضان المبارك. ومن بركات هذا الشهر الكريم أن المسلمين يُعوِّلون عليه كل عام لإحياء وتجديد شعائرهم الروحية والدينية، التي قد تَخْفِتُ في خضم صخب الحياة اليومية وضجيجها. وفي أثناء إحيائهم لتلك الشعائر، يُعاد كل عام تعريف المسلمين وتذكيرهم بالتعاليم الأساسية التي ربما غفلوا عنها أو نسوها طوال الأحد عشر شهرًا الأخرى.
وخلال المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19، وجدنا أنفسنا نحتفي بشهر رمضان بطريقةٍ مختلفة ووسط أجواء جديدة علينا. ونتيجةً لذلك، توصلنا إلى طرقٍ لممارسة شعائرنا الدينية وتقاليدنا الاجتماعية المُعتادة من خلال اتباع عادات جديدة لنتمسك بديننا، وفي الوقت ذاته نحمي أنفسنا وأحباءنا.
وأما هذا العام، فلا يزال كوفيد-19 جزءًا من حياتنا اليومية، ويكاد يؤثر على كل قرار نتخذه وعلى كل إجراء نقوم به. وقد وجدنا جميعًا سبلًا للتكيف، ولكن هذا لا يعني تجاهل مدى خطورة الوضع الذي لا يزال قائمًا. فلا يزال الناس يصابون بالعدوى ويموتون - مع احتياج بعض المُصابين إلى الاحتجاز بالمستشفى، لا سيما كبار السن وأولئك الذين يعانون من حالات طبية سابقة.
وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، فُجِعْنَا بوفاة أكثر من 340 ألف شخص منذ بداية الجائحة، بينما أُصيب أكثر من 21.5 مليون شخص بالعدوى. ونتوجه بتعازينا ودعواتنا إلى الذين فقدوا أقرباءهم وأحباءهم، ونسأل الله عز وجل أن يتغمَّد جميع المتوفين برحمته وأن يسكنهم فسيح جناته.
ويتمثل أحد تعاليم شهر رمضان في التوعية بواجبنا الإسلامي لحماية أنفسنا والآخرين من كل سوء. ويكمن المفهوم العام لرمضان في أن الصيام خلال الشهر الكريم يمنع المسلمين من الطعام والشراب من طلوع الشمس حتى غروبها. غير أن الصيام أكثر من ذلك بكثير، إذ يجب على المسلمين أيضًا أن يمتنعوا عن أصغر تصرَّف - أو حتى انفعال - يمكن أن يُسبب أدنى ضرر لإنسان آخر. ومن هذا المنطلق، ينبغي أن نكون على استعداد لاتخاذ كل تدبير اجتماعي من شأنه أن يحمينا ويحمي الآخرين من الإصابة بالعدوى أو الوفاة.
ورغم أننا شهدنا انخفاضًا عامًّا في الإصابات والوفيات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، فإننا ما زلنا نعيش في ظل الجائحة إلى حد بعيد، ولا بد أن نظل متيقظين لتجنب المزيد من الحزن والمعاناة. وباستطاعة كل فرد منا أن يحرص على ألا تؤدي قراراتنا وأفعالنا في نهاية المطاف إلى نتيجة كارثية لأي شخص قد ننقل إليه العدوى دون أن ندري، مما يتسبب في زيادة انتشار الجائحة. ولا يمكن وقف سلسلة انتقال العدوى إلا إذا اتخذنا جميعًا قرارًا واعيًا وجماعيًا لوقف انتشار هذا المرض تمامًا.
ولكننا نحتفل أيضًا ببداية شهر رمضان هذا العام في ظل بصيص من الأمل، حيث تقترب نسبة الحاصلين على جرعة واحدة أو أكثر من اللقاحات في إقليمنا من 40%. فاللقاحات هي أكثر الدروع الواقية فعاليةً ضد الأعراض الوخيمة للمرض والوفاة، خاصةً عندما تقترن اللقاحات بتدابير وقائية أخرى مثل نظافة الأيدي، واستخدام الكمامات، والتباعد البدني.
وفي الوقت الذي تواصل فيه البلدان إلغاء أو تقليص التدابير الخاصة بالصحة العامة والتدابير الاجتماعية، تظل اللقاحات من أفضل الطرق لضمان الحفاظ على الحماية لكم ولغيركم. وقد لا تؤدي اللقاحات دائمًا إلى الوقاية من العدوى، ولكنها ستقلل بدرجة كبيرة من خطر الإصابة بالأعراض الوخيمة للمرض أو الوفاة.
وبينما نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، لا يزال بإمكان مَنْ يُحيُون هذه المناسبة الدينية الجليلة الحصول على اللقاح عندما يُدعَون إلى ذلك، حتى وإن كانوا صائمين. فالحقن في العضل جائزٌ في الشريعة الإسلامية، ولا يُفطر الصائم لأنه لا يمده بأي غذاء ولا يصل إلى المعدة.
ورغم كل الصعوبات التي واجهناها على مدار العامين الماضيين، فإننا نستطيع المحافظة على روح شهر رمضان المبارك وأجوائه. فلنحرص على أن تهتدي تلك الأجواء برغبتنا في حماية الأرواح والحفاظ على إنسانيتنا. ولنتذكر قول الله عز وجل في القرآن الكريم: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا». وسواء كنا مسلمين أو غير مسلمين، فإن مسؤوليتنا الاجتماعية وواجبنا كبشر أن نبذل كل ما في وسعنا للعمل سويًا ولوقف انتشار الفيروس الذي قتل ستة ملايين من الضعفاء. وتتجلى أيضًا روح التضامن هذه في رؤيتنا الإقليمية المتمثلة في تحقيق "الصحة للجميع وبالجميع".
أتمنى لكم جميعًا رمضانًا مباركًا مليئًا بالأمل، والسلام، والصحة الجيدة، والبركات.
وزيرة الصحة العامة ومدير عام منظمة الصحة العالمية والمدير الإقليمي يفتتحون مكتب المنظمة في قطر

الدوحة، في 30 آذار/ مارس 2022 - افتتح كل من معالي الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة، وسعادة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط اليوم مكتب المنظمة في دولة قطر. ويهدف المكتب إلى تطوير التعاون بين دولة قطر ومنظمة الصحة العالمية، ودعم تحقيق الأهداف الصحية الوطنية في الدولة، والإسهام في العمل الإقليمي والعالمي للصحة العامة.
وسيعزز المكتبُ عملَ منظمة الصحة العالمية مع الجهات الصحية في دولة قطر، والعديد من الشركاء على الصعيد الوطني كوكالات الأمم المتحدة، والشركاء المعنيين بالأعمال الإنسانية والتطوير، والمنظمات غير الحكومية، والمراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية، والقطاع الخاص.
وأكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري ان افتتاح المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في دولة قطر، سيساهم في تعزيز ودعم الشراكة القوية بين قطر والمنظمة، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى تحسين صحة السكان وعافيتهم.
وأشارت سعادتها إلى ان العديد من المشاريع المشتركة بين دولة قطر والمنظمة ومن أبرزها التعاون المميز في دعم جوانب الصحة والسلامة خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، لتمثل البطولة منارة لتعزيز الصحة البدنية والنفسية، ونموذجاً لضمان إقامة أحداث رياضية كبرى صحية وآمنة في المستقبل.
وأشادت سعادة وزيرة الصحة العامة بالدور البارز للمنظمة في الاستجابة للتحديات الصحية غير المسبوقة التي يواجهها العالم، والدعم الاستراتيجي والتقني الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية للبلدان وتعزيز التعاون الدولي " من أجل عالم أكثر صحة."
وتُسهم دولة قطر إسهامًا بارزًا في دعم مبادرات منظمة الصحة العالمية، كدعم برنامج العمل العام الثالث عشر للمنظمة (2019-2023)، إضافةً إلى دعم الاستجابة لجائحة كوفيد-19، ومبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، والعديد من مبادرات المنظمة وبرامجها.
وقال الدكتور تيدروس غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "لقد قدَّمت دولة قطر، بوصفها مانحًا رئيسيًّا للمساعدات الإنسانية، دعمًا سخيًّا لعمل منظمة الصحة العالمية، لا سيما في مجال الاستجابة لحالات الطوارئ. وفي الوقت نفسه، حققت قطر العديد من المكاسب الصحية في الداخل. لذلك، من دواعي سروري أن أشارك في افتتاح مكتب المنظمة الجديد في قطر، الذي سيُساعد على تعزيز تعاوننا الوثيق. وسيُقدِّم المكتب الدعم الاستراتيجي والسياسي والتقني لمساعدة قطر على النهوض بالصحة والعافية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية".
ومن جانبه، شدَّد الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، على أهمية افتتاح المكتب القَطري قائلًا: "إننا حريصون على تعزيز أواصر التعاون الوطني والإقليمي مع دولة قطر، فذلك يمثل أولوية كبرى لعملنا. وبافتتاح مكتب منظمة الصحة العالمية اليوم نكون قد قطعنا خطوة مهمة على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دولة قطر، التي كانت، ولا تزال، شريكًا رئيسيًّا على الساحتين العالمية والإقليمية للصحة".
وأضاف الدكتور المنظري: "لطالما اضطلعت قطر بدورٍ استراتيجي بصفتها دولة عضوًا في إقليم شرق المتوسط، وأثق أن شراكتنا ستمضي قُدمًا إلى آفاق أرحب، تمكننا معًا من تعزيز العمل الصحي في إقليمنا وخارجه، من خلال مبادراتٍ وبرامجَ وسياساتٍ تبني على ما شهدته قطر من تطور، وما حققته من إنجازات صحية، وتنسجم مع رؤيتنا الإقليمية 2023 "الصحة للجميع وبالجميع"، وتُمكِّننا من مواصلة تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030".
وقالت الدكتورة ريانة بوحقة، مسؤولة شؤون دولة قطر ومديرة وحدة دعم البلدان في المكتب الإقليمي: "يأتي افتتاح المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في قطر تتويجًا لشراكة تاريخية ومثمرة بين المنظمة ووزارة الصحة العامة، كذلك يُبرز الأهميةَ البالغة للاتصال الوثيق بالدول والحكومات في عمل منظمة الصحة العالمية".
وأضافت الدكتورة ريانة: "إننا نتطلع بحماس إلى العمل على الأرض مع السلطات الصحية الوطنية، وإلى ما يمكن أن يوفره المكتب الجديد من إسهامات على طريق تعزيز قدرة المنظمة على تقديم الدعم، من خلال التدخلات البرنامجية الميدانية الرامية إلى تعزيز توفير الخدمات الصحية، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات وتبادل الدروس المستفادة على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، والتعاون مع سائر وكالات الأمم المتحدة والوزارات والمؤسسات الحكومية".
