بيان الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك في سياق كوفيد-19

القاهرة، مصر، الأول من أيار/ مايو 2022 - مع اقتراب شهر رمضان الكريم من نهايته، سيحتفل ما يقرب من ملياري مسلم في إقليم شرق المتوسط وجميع أنحاء العالم عما قريب بحلول عيد الفطر المبارك. وبهذه المناسبة، أتمنى للجميع في الإقليم وخارجه عيدًا مباركًا، وسعيدًا، وآمنًا، وصحيًا.
وهذا هو عيد الفطر الثالث الذي نحتفل به منذ تفشي جائحة كوفيد-19، حيث لا تزال حياتنا اليومية متأثرة جراء تلك الطارئة الصحية العامة غير المسبوقة. ومما يبعث على الأسى أن بعضنا سوف يحتفل هذا العام دون أفراد الأسرة أو الأحباء. وأود أن أبعث بخالص التعازي إلى أولئك الذين عانوا من خسارة لا يمكن تصورها.
وبعد مرور أكثر من عامين على تفشي الجائحة، لا يمكننا أن نسمح للحالة الراهنة بأن تصبح أمرًا واقعًا، أو أن نسمح لأنفسنا بالاستسلام والتراخي. فالأجيال الحالية تستحق أن تعيش في عالم أفضل يجري فيه احتواء الفيروس، وأن تتمتع بالحياة إلى أقصى حد ممكن؛ كما تستحق الأجيال القادمة أن تتسلح بالمعرفة والأدوات اللازمة لمنع الجوائح المستقبلية التي يمكن أن تُسبب خوفًا بالغًا، وحزنًا، واضطرابات شديدة في سُبل العيش والاقتصادات.
كذلك، يشعر الكثير منا بالتعب، ويتطلع إلى العيش في عالم لم تعد فيه كمامات الوجه، والتباعد البدني، وإغلاق المدارس، والقيود المفروضة على السفر هي القاعدة. إلا أن راحتنا الشخصية لا ينبغي أن تُعرض الآخرين لخطر الإصابة بالأعراض الوخيمة للمرض أو الوفاة. وصيرورة كوفيد-19 جزءًا من حياتنا اليومية لا تعني الاستسلام للفيروس والتخلي عن حذرنا.
وبينما نحتفل بعيد الفطر هذا العام، اجعلوا الشعور بالسعادة، والأمل، والرحمة، والوحدة الذي يأتي مع حلول هذه المناسبة يستمر إلى ما بعد العيد حتى يصبح جزءًا من حياتنا اليومية، ويحل التعافي والأمل محل الحزن والخسارة للجميع في كل مكان. ولا يكفي أن نتمنى عالمًا أفضل وخاليًا من كوفيد-19، فالإجراءات التي سنتخذها هي التي ستحدد وضعنا في هذا الوقت من العام المقبل. الأمر بأيدينا جميعًا أن نحقق ذلك كما يتجلى في رؤيتنا الإقليمية «الصحة للجميع وبالجميع».
عيد مبارك!
منظمة الصحة العالمية تُدين تصاعد العنف والهجمات على العاملين الصحيين في غرب دارفور بالسودان
القاهرة، مصر، 27 نيسان/ أبريل 2022 - تدعو منظمة الصحة العالمية إلى الوقف الفوري للعنف المسلح في غرب دارفور بالسودان، الذي أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين ومقتل اثنين من العاملين في الرعاية الصحية، وعن هجمات على مرفقين صحيين في الأيام الخمسة الماضية وحدها.
وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء أنباء تصاعد العنف في محلية كرينك وغيرها من المناطق في غرب دارفور. وتضم منظمة الصحة العالمية صوتها إلى صوت الممثل الخاص للأمين العام وسائر الوكالات الإنسانية والشركاء في الدعوة إلى الإنهاء الفوري لهذه الهجمات الوحشية العبثية على المدنيين والعاملين في الرعاية الصحية والمرافق الصحية".
ومنذ 22 نيسان/ أبريل، أفادت الأنباء بأن تجدُّد الاشتباكات المسلحة في محلية كرينك وحولها أدى إلى مقتل ما يقرب من 200 شخص بسبب إصابات شديدة ناجمة عن العنف، وأجبر آلاف المدنيين المشردين حديثًا على الالتجاء إلى الحامية العسكرية بالبلدة.
وفي يومي 23 و24 نيسان/ أبريل، هاجم مسلحون مستشفيين في بلدتي كرنيك والجنينة، وهو ما أسفر عن مقتل اثنين من العاملين في مجال الرعاية الصحية. وتُعدُّ هذه الهجمات انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي. وتطالب المنظمة جميع أطراف الصراع في السودان بمراعاة سلامة وحياد العاملين الصحيين والمرضى والمرافق الصحية. وتحث المنظمة جميع الأطراف على احترام القيم الأساسية المتمثلة في الرحمة والاحترام والثقة والتضامن، خلال شهر رمضان المبارك وبعده.
وأضاف الدكتور أحمد المنظري: "إن العاملين في الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية المنقذة لأرواح المدنيين المصابين مُنهَكون بالفعل، وينبغي ألَّا يكونوا عرضةً للترويع أو الهجوم. وفي ظل تزايد الاحتياجات الماسة إلى رعاية الإصابات الشديدة في شتى أنحاء السودان، وتراجع عدد الجهات الفاعلة الدولية في مجال العمل الإنساني القادرة على العمل على أرض الواقع بسبب مخاوف متعلقة بالسلامة والأمن، فإن المدنيين الأبرياء هم الذين يتحملون العبء الأكبر الناجم عن زيادة صعوبة الحصول على الرعاية الصحية".
وتواصل المنظمة العمل مع وزارة الصحة الاتحادية في السودان والوكالات الشريكة لضمان استمرار عمل المستشفيات وغيرها من المرافق الصحية، ولا سيَّما في غرب دارفور، وذلك من خلال تدريب العاملين في الرعاية الصحية وقادة المجتمعات المحلية على رعاية الإصابات الشديدة وتقديم الإسعافات الأولية، وإيصال أدوات الاستجابة السريعة التي تحتوي على الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، وتوفير سيارات إسعاف لضمان إسعاف المصابين ونقلهم إلى المرافق الصحية.
ملاحظة إلى المحررين
في عام 2019، فعَّلت منظمة الصحة العالمية نظامَ ترصُّد الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية والعاملين الصحيين في السودان والإبلاغ عنها. وقد أُبلِغ منذ ذلك الحين عن 55 هجومًا على الرعاية الصحية، الأمر الذي أسفر عن 10 وفيات و45 إصابة.
وتُعرِّف المنظمةُ الهجمات التي تتعرض لها الرعاية الصحية بأنها أي عمل من أعمال العنف اللفظي أو البدني أو العرقلة أو التهديد باستخدام العنف، التي تحول دون إتاحة الخدمات الصحية العلاجية أو الوقائية أو الحصول عليها أو تقديمها. وتتراوح هذه الهجمات بين العنف البدني والتهديدات النفسية والترهيب، وصولًا إلى استخدام الأسلحة الثقيلة ضد مرافق الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف والعاملين والمرضى والإمدادات والمستودعات.
كوكبنا، صحتنا: تونس تحتفل بيوم الصحة العالمي
معالي وزير الصحة الدكتور علي المرابط ومعالي وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة السيدة نائلة نويرة القنجي يوقعان اتفاقية لمواجهة تهديدات الصحة البيئية في تونس، في حضور ممثلة منظمة الصحة العالمية بالإنابة في تونس السيدة جومانة جورج هرمز (أقصى اليمين)
21 أبريل/ نيسان 2022 - نظَّم المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في تونس فعاليةً، في يوم الصحة العالمي، تحت شعار «كوكبنا، صحتنا»، للدعوة إلى تجديد الالتزام بمواجهة تهديدات الصحة البيئية.
وحضر الفعالية معالي وزير الصحة الدكتور علي المرابط، ومعالي وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة السيدة نائلة نويرة القنجي، وشارك فيها عدد من المسؤولين بوزارة الصحة وسائر الهيئات الحكومية وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وبعد مأدبة إفطار رمضانية تونسية تقليدية خلال حدث علمي نُظِّم بهذه المناسبة، أثنى معالي الدكتور علي المرابط على الدعم المتواصل الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية إلى النظام الصحي التونسي، وأعرب عن عزم وزارة الصحة على تقوية برامج صحة البيئة وإدماجها في الاستراتيجية الصحية الوطنية. وبعد كلمة ألقتها ممثلة المنظمة بالإنابة في تونس السيدة جومانة جورج هرمز، ورسالة مصورة للدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، عرَض الخبراء دراسات علمية لإذكاء الوعي بالأخطار البيئة على الصحة في تونس.
واختُتِمت الفعالية بتوقيع الوزيرين اتفاقية تعهدا فيها بالتصدِّي للتهديات البيئية والحدِّ من آثارها على الصحة. وسيوقِّع على هذه الاتفاقية في الوقت المناسب وزراء آخرون، منهم معالي وزير البيئة ومعالي وزير النقل.
بيان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشأن كوفيد-19
20 نيسان/أبريل 2022 - حتى 16 نيسان/ أبريل، أبلغ إقليم شرق المتوسط عن نحو 21,7 مليون حالة إصابة مؤكدة بمرض كوفيد-19، وعمَّا يقرب من 342 ألف حالة وفاة. ومقارنةً بالأسبوع الماضي، شهدنا هذا الأسبوع انخفاضًا بنسبة 21% في عدد حالات الإصابة المُبلَغ عنها حديثًا، وانخفاضًا بنسبة 24% في عدد الوفيات المُبلَغ عنها حديثًا. وعلى الرغم من أن هذه الاتجاهات قد تبدو مُشجعة، فمن المهم الإشارة إلى أننا شهدنا زيادة في حالات الإصابة الجديدة في بلديْنِ، وزيادة في الوفيات في ستة بلدان.
ولكن، على الرغم من أن الوفيات تشهد انخفاضًا يصل إلى بعضٍ من أقل الأعداد التي سُجلت منذ بدء الجائحة، لا يزال سريان المرض مرتفعًا، ولا تزال التغطية بالتطعيم مُنخفضة في العديد من البلدان، ويُلاحَظ أيضًا استمرار التخفيف من تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية على نطاق واسع، وهو ما يسمح باستمرار سريان المرض وانتقاله وخطر ظهور تحورات جديدة.
وخلال الأشهر المقبلة، سيستضيف إقليمنا عددًا من الأحداث المهمة التي تستدعي التجمعات الحاشدة، منها العمرة والحج في المملكة العربية السعودية، وكأس العالم لكرة القدم في قطر. وبالتعاون مع المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية وشركائها، نعمل مع السلطات في هذين البلدين للتأكد من وجود أنظمة قائمة لحماية ملايين المسافرين من جميع أنحاء العالم، ولمنع استمرار انتقال مرض كوفيد-19 وغيره من الأمراض المُعدية المُستجدة. وفي إطار ولاية المنظمة المتمثلة في تعزيز الصحة والعافية، نعمل أيضًا مع كلٍّ من الاتحاد الدولي لكرة القدم وقطر لاستغلال هذا الحدث العالمي الذي يُعد فرصةً لنشر الوعي بشأن أنماط الحياة الصحية لجميع الفئات العمرية في جميع أنحاء العالم.
كذلك، نواصل رصد التحوُّرات المُنتشرة من فيروس كورونا-سارس-2 المثيرة للقلق عن كثب، وتشجيع جميع البلدان على مواصلة وتوسيع كلٍّ من جهود الترصُّد، والفحوص المختبرية، والقدرة على إجراء تسلسل الجينوم لتحديد هذه التحوُّرات في وقت مبكر.
وحتى تاريخه، أبلغ 20 بلدًا من بلدان الإقليم عن وجود تحوُّر "دلتا" المثير للقلق، وأبلغ 17 بلدًا كذلك رسميًّا عن وجود تحوُّر "أوميكرون" المثير للقلق. ولا يزال أوميكرون هو التحوُّر السائد المُنتشر إقليميًّا وعالميًّا، وتواصل منظمة الصحة العالمية رصد العديد من السلالات الفرعية المُنحدرة من هذا التحوُّر، التي أبلغت عنها عدة بلدان، منها الولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب أفريقيا، وبعض البلدان في أنحاء أوروبا.
ويمتلك سبعة عشر بلدًا في الإقليم حاليًّا قدرات محلية لإجراء تسلسل الجينوم من أجل اكتشاف التحوُّرات المثيرة للقلق، وتتلقى البُلدان الخمسة المتبقية دعم المنظمة لإجراء تسلسل الجينوم على عينات داخل المختبرات المرجعية الإقليمية لمتواليات الجينوم. وقد شرعت المنظمة في عملية إنشاء شبكة إقليمية قوية لترصُّد الجينوم بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في الجهود الإقليمية لتعزيز وتوسيع نطاق القدرات الخاصة بإجراء تسلسل المُمرضات الشديدة الخطورة.
ولا يزال التلقيح والالتزام بتدابير النظافة الشخصية (مثل استخدام الكمامات، ونظافة الأيدي، والتباعد البدني) هما أفضل الطرق لمنع الفيروس من الانتشار والتسبب في العدوى أو الوفاة. كما أن الحصول على جرعة مُنشِّطة من لقاح كوفيد-19 يزيد الحماية ضد جميع النتائج.
لكن من المهم أن نشير هنا إلى أن الاستخدام المُكثف لجرعات مُنشطة مُتعددة في عدد قليل من البلدان لن يُنهي الجائحة. فالأولوية العالمية والإقليمية تتمثَّل في تحقيق الحماية الكاملة للمجموعات ذات الأولوية القصوى في جميع البلدان من خلال التلقيح الكامل وتلقِّي جرعة مُعزِّزة أولًا، ثم التقدم نحو المجموعات ذات الأولوية الأقل، بناءً على توفر اللقاحات وقدرات النظام الصحي.
وحتى 19 نيسان/ أبريل، تلقى 42% من سكان الإقليم التطعيم الكامل، بينما حصل 8% على التطعيم الجزئي، و9% على الجرعة المُعززة من التطعيم. ونجحت 5 بلدان فقط من بين 22 بلدًا بالإقليم في تحقيق الهدف العالمي المُتمثل في تلقيح 70% من السكان في كل بلد، على الرغم من توفر مخزونات كافية من اللقاحات. وينصبُّ محور تركيزنا الآن على العمل مع البلدان لضمان وصول حملات التلقيح إلى الجميع -ولا سيما الفئات الأكثر ضعفًا- ومعالجة تردد السكان في تلقي اللقاحات، من خلال عرض الحقائق التي مفادها: أن اللقاحات تُنقذ الأرواح، وأن الكثير من الناس، الذين يصابون بعدوى شديدة، أو يُحتَجزون في المستشفى، أو يُتوفون، هم ممَّن لم يتلقوا أي تطعيم، أو لم يتلقوا الجرعات الكاملة للتطعيم.
وفي مطلع هذا الشهر، اجتمعت لجنة الطوارئ المعنية بكوفيد-19، واتفقت على أن الجائحة لا تزال تُشكل طارئة صحية عامة تُسبب قلقًا دوليًّا. وهذا ليس الوقتَ المناسبَ للتخلي عن حذرنا. ونحن بحاجة إلى العمل معًا بجهد أكبر لإنقاذ الأرواح. فالأوبئة والجوائح حقيقة من حقائق الطبيعة، ونحن نعلم أن هذه قد لا تكون آخر جائحة. ولكن ما زال في أيدينا الحدُّ من الخطر المُحدِق بهذا الجيل وبالأجيال القادمة.
وينبغي أن نتذكر تجربتنا مع كوفيد-19 بوصفها درسًا إيجابيًّا أتاح لنا أن نتكاتف معًا، وأن نستخدم جميع الأدوات والموارد المُتاحة لنا، وأن نحقق تقدمًا مذهلًا في حماية الجميع في كل مكان، دون التخلي عن أي بلد، بغضِّ النظر عن الوضع السياسي أو الاجتماعي والاقتصادي.
ومنذ بداية الجائحة، شدَّدت منظمة الصحة العالمية على الدور الحاسم للأفراد والمجتمعات في الاستجابة العالمية والإقليمية. وقد رأينا كيف يمكن أن تؤثِّر الإجراءات الفردية على سريان الفيروس ومسار الجائحة. واليوم، ما زالت إجراءاتنا -أفرادًا ومجتمعات- تؤدي دورًا رئيسيًّا في هذه المعركة الجماعية ضد عدو مشترك. وأي إجراء نتخذه -بالالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية وتلقِّي التطعيم- يمكن أن يُحدِث فرقًا كبيرًا. وبينما نقترب من الخطوة الأخيرة، ليس هذا وقت التراخي. فينبغي أن يكون إنهاء هذه الجائحة وإنقاذ الأرواح على رأس أولويات الجميع.
رمضان كريم وعيد فصح سعيد.