منظمة الصحة العالمية تفتتح مركزًا لعمليات الطوارئ وتوفر الأدوية الأساسية المطلوبة على وجه السرعة في سوات

سوات، 13 أيلول/ سبتمبر 2022 - اجتاحت مياه الفيضان وادي سوات، مُخلفةً أثرًا عميقًا بما يكفي للشعور به لفترة طويلة.
وتظهر علامات أضرار الفيضان على الوادي، حيث تحولت المنازل على طول النهر إلى حطام، وتحولت الجسور إلى أكوام من الركام، مما يبرز ضعف الأبنية في مواجهة غضب المناخ.
وحتى أشهر موقع سياحي للشاي وطعام الباكورا قد انمحت الآن ملامحه. وقبل شهرين فقط، كان ذلك الموقع مزدحمًا بالسائحين الذين كانوا يتوقفون هنا لتناول كوب من الشاي وملء زجاجاتهم بمياه الينابيع. ولا يمكنك أن تتعرف على هذا المكان الآن، إلا أن يُخبرك أحد بذلك. فلم تبقَ أية علامة تنبئك عن الحياة التي كان يشهدها هذا المكان من قبل.
وقال الدكتور باليتا ماهيبالا، ممثل منظمة الصحة العالمية في باكستان، خلال زيارته إلى سوات يوم الخميس 8 أيلول/ سبتمبر: "من المؤلم رؤية علامات المعاناة هذه. لقد توقفت الأمطار ومرت الفيضانات، لكن هذه المواقع على طول النهر تحكي قصة الألم الذي يشعر به سكان هذه البقعة من الأرض. وسيبقى التأثير لأشهر، إن لم يكن لسنوات".
وزار ممثل منظمة الصحة العالمية، إلى جانب موظفين آخرين بالمنظمة، المراكز الصحية المحلية للوقوف على الاحتياجات على أرض الواقع. وخلال زيارة الدكتور ماهيبالا إلى مستشفى ميدان، جلس مع فريق الإدارة للاستماع إلى تحديات إتاحة الرعاية الصحية.
وقد تبرعت المنظمة بسيارات وأدوية أساسية لتلبية الاحتياجات العاجلة، وتنظر في إمكانية تجهيز المراكز الصحية بالطاقة الشمسية لضمان استمرار إمدادات الطاقة مع زيادة الحاجة إلى الرعاية الصحية.
كما تبرعت المنظمة أيضًا بمعدات أساسية مثل أضواء غُرف العمليات وأجهزة التخدير، وأنشأت مركزًا لعمليات الطوارئ ليكون المركز الرئيسي لتوزيع أقراص تنقية المياه، واللقاحات، والمكملات الغذائية.
وشدَّد الدكتور ماهيبالا، خلال زيارته لمركز عمليات الطوارئ الجديد، على أهمية تطعيم الأطفال ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها، حيث إن النزوح يزيد من المخاطر الصحية للفئات الأكثر ضعفًا.
وقال الدكتور ماهيبالا: "ينصب قلقي الأكبر على النساء والأطفال. فهناك العديد من المناطق داخل سوات ما تزال منفصلة عن العالم. كما أن الاحتياجات الغذائية والصحية ضخمة".
وأضاف: "يجب أن نضمن استمرار تَذَكُّر العالم لباكستان وشعبها. فحجم الاحتياجات الإنسانية في البلد لا يمكن تصوره".
الرعاية الصحية أصبحت أقرب مع افتتاح مركز جديد لمكافحة السل تابع لمنظمة الصحة العالمية في شمال غرب مدينة الباب السورية

12 أيلول/سبتمبر 2022 - مع افتتاح مركز جديد لمكافحة السل تابع لمنظمة الصحة العالمية في شمال غرب مدينة الباب السورية، لن يضطر المرضى بعد الآن إلى السفر بالسيارة لمدة ساعة ونصف إلى مدينة أعزاز، والتي كانت أقرب مكان لهم يوجد به مرفق لمكافحة السل.
وكان تقييم للاحتياجات أجرته المنظمة قد كشف عن أن 20% من مرضى السل الذين يتم تشخيصهم في مركز أعزاز من مدينة الباب. ولتلبية احتياجات هؤلاء المرضى، افتُتح مرفق جديد، هو الرابع في المنطقة، لخدمة 318330 نسمة، وذلك بالتعاون مع منظمة محلية غير حكومية.
ومركز مكافحة السل الجديد مجهز تجهيزًا كاملاً لتقديم خدمات عالية الجودة لمرضى السل تشمل التشخيص المبكر، والتصوير الشعاعي، والفحوص المختبرية، وصرف الأدوية مجانًا، والرصد وزيادة مستوى الوعي من خلال فريق الدعم المجتمعي، وزيارات المتابعة المنزلية، والدعم النفسي والاجتماعي.
ويهدف المشروع العام إلى تعزيز مكافحة السل في منطقة الباب والمناطق المحيطة بمحافظة حلب، وكذلك إلى زيادة توفر الخدمات الشاملة لمرضى السل، والتي تشمل التدبير العلاجي للحالات وخدمات الدعم العلاجي والتوعية. وستحقق المنظمة، بالتعاون مع شركائها، هذا الهدف من خلال اتباع نهج متعدد المستويات:
المساعدة في توفير تكاليف تشغيل مركز مكافحة للسل مستوفٍ للمعايير الدولية التي توصي بها المنظمة
تكوين فريق دعم علاج السل، وذلك نظرًا للأهمية البالغة لتناول المريض لأدوية السل بانتظام طوال مدة العلاج كاملةً
مساعدة عيادات الصحة العامة في شبكة شمال حلب في دعمها للوقاية من السل واكتشافه من خلال برامج بناء القدرات.
وقد ساعد الوجود الميداني للمنظمة في غازي عنتاب في دعم برنامج مكافحة السل في شمال غرب سوريا منذ عام 2019 بتقديم جميع الخدمات المطلوبة للتشخيص والعلاج والوقاية والمتابعة في ثلاثة مراكز تدعمها المنظمة لمكافحة السل في إدلب وأعزاز وعفرين. وقد تمكنت المنظمة من زيادة معدل الكشف عن حالات السل ونجاح علاجه زيادة كبيرة ليصل إلى 85% في المنطقة في الفترة من آذار/مارس 2019 إلى حزيران/يونيو 2022، مع تسجيل 1350 حالة إصابة مؤكدة بالسل، بالإضافة إلى 33 حالة إصابة مؤكدة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة، في برنامج مكافحة السل.
منظمة الصحة العالمية تنقل الإمدادات الطبية إلى باكستان وسط أزمة إنسانية بدأت تلقي بظلالها

9 أيلول/سبتمبر 2022، إسلام أباد، باكستان – وصلت شحنتان إلى كراتشي بباكستان اليوم تحملان إمدادات ومعدات طبية طارئة أصبحت البلاد في أمس الحاجة إليها لمواجهة النقص الحاد بعد الدمار الهائل الذي سببته الفيضانات التي تُعد الأشد في التاريخ الحديث. وتحتوي الشحنات على 15.6 طن من مجموعات علاج الكوليرا، والمياه والخيام متعددة الأغراض التي يمكن استخدامها كخيام طبية.
ويأتي تسليم الإمدادات، التي تُقدر قيمتها الإجمالية بمبلغ 174816 دولار أمريكي، إلى باكستان بدعم من حكومة دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية.
وقد أنشأت حكومة دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية جسرًا جويًا بين دولة الإمارات وباكستان يعمل الآن بكامل طاقته، حيث وصلت بالفعل عدة شحنات إلى باكستان تحمل الإمدادات الإنسانية بالغة الأهمية للتصدي لآثار الفيضانات الأخيرة.
ويقول الدكتور باليتا ماهيبالا، ممثل منظمة الصحة العالمية في باكستان "لقد أثرت الفيضانات على حياة الملايين في باكستان تأثيرًا بالغًا. ونعمل حاليًا مع السلطات الوطنية لضمان توفر الرعاية الصحية والإمدادات الطبية، والتخفيف من خطر تفشي الأمراض، وتنسيق جهود التصدي للأزمة لضمان سد أي ثغرات خطيرة، والاستعداد لمواجهة أي تفاقم للوضع على مدار الأسابيع المقبلة".
وأضاف الدكتور باليتا قائلاً "بفضل جهود حكومة دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية ومركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي، وصلت هذه الشحنة بالغة الأهمية في الوقت المناسب، وستفيد كثيرًا في المساعدة على تعزيز الخدمات الصحية الأساسية ومكافحة انتشار الأمراض، لا سيما في مخيمات النازحين التي تفتقر إلى المياه المأمونة والظروف الإصحاحية".
وتواجه المناطق التي ضربتها الفيضانات في باكستان أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل، حيث تضرر أكثر من 33 مليون شخص، وتعرض أكثر من مليون منزل لأضرار أو للدمار، ونزح أكثر من 600 ألف نسمة داخليًا في المخيمات، وتضرر أكثر من 1460 مرفقًا صحيًا.
وجميع ما سبق يمثل تهديدات صحية هائلة، ويزيد من احتمالات تعرض الفئات الأشد ضعفًا، ومنها النساء والأطفال، لخطر الإصابة بأمراض مثل الإسهال والكوليرا والملاريا وحمى الضنك والعدوى التنفسية الحادة والتيفود، وهي أمراض موجودة من قبل في المناطق المتضررة بالفيضانات.
وتؤدي المنظمة، بالتنسيق الوثيق مع وزارة خدمات الصحة الوطنية واللوائح والتنسيق والمعهد الوطني للصحة والشركاء، دورًا رائدًا في الجهود الصحية للتصدي للأزمة، وذلك بتقديم التوجيه وتنفيذ التدخلات الصحية على جميع الجبهات، مع التركيز على الآثار الصحية الحالية للفيضانات والتوسع، في الوقت نفسه، في رفع مستوى الاستعداد لمواجهة المخاطر الصحية المتوقع حدوثها.
بيان الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بشأن باكستان

القاهرة - إسلام أباد، 5 أيلول/ سبتمبر 2022 - نتابع عن كثب وبقلق بالغ الأزمة الإنسانية التي يواجهها شعب باكستان حاليًّا نتيجة الفيضانات الموسمية الهائلة.
إن قلوبنا مع شعب باكستان ودعواتنا لهم، وخاصة في المجتمعات التي تأثرت مباشرة، وفيهم زملاؤنا في منظمة الصحة العالمية وفي المؤسسات الوطنية الشريكة، ممن يواصلون العمل بلا كللٍ لتلبية الاحتياجات الصحية الهائلة، على الرغم من تأثرهم شخصيًّا بهذه الكارثة.
إن مستوى الأضرار والدمار الذي تسببت فيه الفيضانات غير مسبوق في باكستان، وذلك نتيجةً لتغير في المناخ العالمي حدث على مدار وقت طويل، وأدى إلى زيادة قسوة الظروف المناخية.
وهناك عشرات الملايين لم يعد أمامهم إلا استخدام مياه غير آمنة، سواء للشرب أو لغير ذلك من احتياجاتهم اليومية، مع تعرُّضهم أيضًا للعوامل الجوية بسبب تلف منازلهم ودمارها، فضلًا عن تشرد الكثيرين غيرهم. وقد ترتب على هذا زيادة التعرض للأمراض السارية مِن قَبلِ الفيضانات في البلد، التي تشمل الإسهال المائي الحاد والملاريا وحمى الضنك والتيفود والحصبة وعدوى الليشمانيا. وتشير تقارير ترصد الأمراض الأولية إلى أن حالات الإسهال والملاريا والتيفود قد زادت. وكذلك سوف تزداد مخاطر انتشار الأمراض الأخرى الموجودة في البلد، مثل شلل الأطفال وكوفيد-19، ما لم يُتدارَك الأمر سريعًا.
وهناك الآلاف من الحوامل اللاتي لم يعد باستطاعتهن الاستفادة من المرافق الصحية وخدمات الوضع الآمن لأطفالهن، بما يزيد من مخاطر تعرضهن لمضاعفات طبية بعد أن أصبحن مجبرات على الوضع في المنزل. أما من يحتاجون للرعاية الطبية لحالات يعانون منها من قبل، فستقل فرصتهم في الحصول على تلك الرعاية. وعلى صعيد الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات الصحة النفسية، فإن هناك عشرات الآلاف، ومنهم أطفال، يحتاجون إليها للتغلب على الضغوط النفسية الناتجة عن الخسائر الهائلة التي تعرضوا لها والدمار الذي يشهدونه.
ومع تضرر أو دمار 10% تقريبًا من المرافق الصحية في البلد، بادرت منظمة الصحة العالمية بالتدخل سريعًا لدعم الجهود الجارية لحكومة باكستان ووزارة الخدمات الصحية الوطنية واللوائح والتنسيق، لضمان توفر الخدمات الصحية الأساسية للمتضررين من الأزمة. وهدفنا هو الحيلولة دون تحوُّل هذه الأزمة الطبيعية إلى كارثة معقدة على الصحة العامة، تؤدي إلى خسائر أكثر في الأرواح يمكن تجنُّبها.
وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، كثفنا جهود رصد الأمراض في المناطق المتضررة من الفيضان، ووصَّلنا الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية ومجموعات الاختبار إلى المرافق الصحية والمختبرات التي ما زالت تعمل.
وقد وجَّهنا الفرق الصحية المتنقلة إلى المناطق المتضررة من الفيضانات لتقديم الخدمات الصحية وخدمات التغذية إلى الحوامل، والنساء اللاتي وضعن من قريب وأطفالهن الرضع، والأطفال. وأقامت الحكومة الباكستانية أيضًا ومنظمة الصحة العالمية والشركاء في مجال الصحة أكثر من 4500 معسكر صحي، لضمان توفر الخدمات الصحية الأساسية للناس.
ومع مواجهة باكستان لواحدة من أشد الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث، فإني أحث المجتمع الدولي، وخاصة الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، على التضامن والعمل من أجل تحقيق رؤية إقليمنا "الصحة للجميع وبالجميع". ومع فقدان ملايين الرجال والنساء لمنازلهم وسبل عيشهم، فينبغي أن نعمل حتى لا يفقدوا حقًّا آخر من حقوقهم الأساسية، ألا وهو الحق في الرعاية الصحية.
وباكستان، على الرغم من مواردها المحدودة، كانت من البلدان التي تسارع في تقديم الدعم عندما تواجه البلدان الأخرى الشقيقة في الإقليم أزمات إنسانية، ويشمل ذلك ضيافة باكستان الكريمة للَّاجئين يصل عددهم إلى 1.3 مليون لاجئ. ولا شك أن علينا مسؤولية الآن لنتكاتف، ونساعد شعب باكستان في هذا الوقت الذي تشتد فيه حاجته إلى دعمنا.