يوم التغطية الصحية الشاملة: بناء المستقبل الصحي الذي نصبو إليه
8 كانون الأول/ديسمبر 2022 - للاحتفال بيوم التغطية الصحية الشاملة في 12 كانون الأول/ديسمبر، ووفقًا لموضوع يوم هذا العام "بناء العالم الذي نصبو إليه: مستقبل صحي للجميع"، ينظم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط اجتماعًا حول الرعاية الصحية الأولية من أجل التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي في إقليم شرق المتوسط من 11 إلى 15 كانون الأول/ديسمبر.
وسيضُم الاجتماع أكثر من 100 جهة من الجهات المعنية من الحكومة والقطاع الخاص والجهات المانحة والأوساط الأكاديمية وقطاع الصحة لتجديد الالتزام بتحقيق التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي. وسوف يتبادل المشاركون الخبرات القُطرية بشأن دور الرعاية الصحية الأولية في حالات الطوارئ الصحية، ويسلّطون الضوء على العمل الجاري والتقدم المُحرَز بشأن مختلف المبادرات الصحية. وستشمل النتائج التوافق في الآراء بشأن خطة تنفيذ الإجراءات اللازمة الرامية إلى تلبية الأولويات الإقليمية البالغ عددها سبع أولويات للنهوض بالتغطية الصحية الشاملة وضمان الأمن الصحي، والتي عُرضِت خلال الدورة التاسعة والستين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط في تشرين الأول/أكتوبر 2022.
وتعني التغطية الصحية الشاملة إمكانية حصول كل الأشخاص على الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها متى وأينما يحتاجون إليها دون أن يعانوا من ضائقة مالية. وهي تشمل مجموعة كاملة من الخدمات الصحية الأساسية، بدءًا من تعزيز الصحة إلى الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل والرعاية الملطِّفة. ويعني ذلك أنه بإمكان كل فرد الحصول على المعلومات والخدمات التي تتيح له اتخاذ خيارات أوفر صحة والوقاية من الأمراض.
وتُعد الرعاية الصحية الأولية الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتقريب خدمات الصحة والعافية من الأفراد والمجتمعات. وتعني إعادة توجيه النُظُم الصحية نحو نَهج الرعاية الصحية الأولية المشاركة في العمل المتعدد القطاعات، وضمان المشاركة المجتمعية، وزيادة الإتاحة المنصفة للخدمات الصحية الجيدة، وتعزيز وظائف الصحة العامة الأساسية في إطار نهج المجتمع بأسره.
وستتركز المناقشة على تحديد الصلة بين الرعاية الصحية الأولية والأولويات الإقليمية للاسترشاد بها في إعداد خارطة طريق لتنفيذ أهم الركائز الاستراتيجية والتشغيلية المُبيَّنة في "الإطار التشغيلي للرعاية الصحية الأولية". كما سيكون الاجتماع بمثابة فرصة للاستعداد لاجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة المقرر عقده في أيلول/سبتمبر 2023.
وقد التزمت جميع بلدان إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بتحقيق التغطية الصحية الشاملة في عام 2015 في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030؛ ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لجعل هذا الهدف حقيقة واقعة. ويُمثِّل موضوع يوم التغطية الصحية الشاملة هذا العام خطوة في تحقيق هذا الهدف باعتباره فرصة للدعوة إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة والدور الحاسم للرعاية الصحية الأولية والأمن الصحي.
ويأتي ذلك في وقت تُعيد فيه البلدان بناء نُظُمها الصحية من آثار جائحة كوفيد-19. وعلى حد تعبير الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: «تمثلّ جائحة كوفيد-19 والصراعات وتغير المناخ تحديات رئيسية الآن أمام التغطية الصحية الشاملة. فقد أظهرت جائحة كوفيد-19 جوانب الضعف في نُظُمنا الصحية والاجتماعية والاقتصادية، لكننا شهدنا كيف تكاتف الجميع: الأفراد، والمجتمعات المحلية، والقطاع العام، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني وغيرهم لحماية الصحة وتعزيزها. ونحن متأكدون من المستقبل الذي نرغب جميعا في رؤيته - مستقبل صحي للجميع - بما يتماشى مع رؤيتنا الإقليمية للصحة للجميع وبالجميع".
وفي عام 2018، اعتمدت الدول الأعضاء إعلان صلالة الإقليمي بشأن التغطية الصحية الشاملة، وإعلان أستانا العالمي بشأن الرعاية الصحية الأولية. واليوم، بدأ العد التنازلي لاجتماع الأمم المتحدة الثاني الرفيع المستوى بشأن التغطية الصحية الشاملة في عام 2023 لتعزيز الالتزام ببناء عالم تُتاح فيه لكل إنسان في كل مكان فرصة التمتع بحياة صحية ومستقبل صحي.
الكوليرا تفاقم مواطن الضعف في سوريا
8 كانون الأول/ديسمبر 2022 - منذ إعلان أول حالة إصابة في 6 أيلول/سبتمبر 2022، انتشرت الكوليرا في جميع المحافظات السورية البالغ عددها 14 محافظة، مما أضاف فصلًا قاسيًا آخر من فصول المعاناة الإنسانية في البلد الذي مزقته الحرب.
وفي الفترة ما بين 25 آب/أغسطس و26 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أُبلغ عن أكثر من 52 013 حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا و98 وفاة في جميع أنحاء سوريا، وسُجلت أعلى الأرقام في دير الزور والرقة وحلب وإدلب والحسكة. وقد أبلغت المخيمات التي تستضيف النازحين داخليًا عن أكثر من 2100 حالة إصابة.
يقول سالم البالغ من العمر 35 عامًا ونشأ في قرية الكُبَر في منطقة دير الزور الريفية: "كنتُ على وشك الموت، شعرتُ بالضعف وفقدان القوة. كانت حالتي تتدهور مع استمرار الإسهال والقيء لساعات. لم يكن في مقدوري سوى الذهاب إلى أقرب صيدلية لأنه لا توجد مراكز صحية أو مستشفيات في قريتي".
ضعف الموارد المائية في ريف محافظة دير الزور. منظمة الصحة العالمية في سوريا
وواصل سالم حديثه قائلًا: «كنتُ قلقًا جدًا على حالتي الصحية؛ وكنتُ مستلقيًا على الأرض لمدة 4 ساعات أتلقى العلاج بالسوائل الوريدية. "أبلغ الصيدلي على الفور ضابط الاتصال المعني بنظام الإنذار المبكر والاستجابة للأمراض الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية، واشتبه ضابط الاتصال بإصابتي بالكوليرا، ويَسَّرَ رحلتي إلى أقرب مستشفى في مدينة الكسرة لتلقي العلاج الطبي اللازم".
وبسبب مزيج من العوامل التي شملت الأعمال العدائية المستمرة، وتدمير البنية التحتية على نطاق واسع، والحرمان من الخدمات الصحية الأساسية، ووجود عدد كبير من النازحين داخليًا، بالإضافة إلى الصدمات الناجمة عن المناخ والصدمات التي تسبب فيها البشر والتي تؤثر على الموارد الطبيعية - وخاصة المياه؛ عادت الكوليرا إلى سوريا للمرة الأولى منذ عام 2009.
وقد تراجع توفير المياه المأمونة لملايين السوريين تراجعًا بطيئًا، بالإضافة إلى تعرض البنية التحتية للمياه للدمار، إلى جانب انخفاض مستويات المياه بشكل قياسي في نهر الفرات.
نظام صحي مرهق دمرته الكوليرا
لقد أدى الصراع الذي دام أحد عشر عامًا، والانكماش الاجتماعي والاقتصادي، ونزوح السكان، ومخاطر الصحة العامة المتعددة، بما في ذلك فاشيات الأمراض، إلى فرض ضغوط كبيرة على النظام الصحي المُمزَّق في سوريا.
وتقول الدكتورة إيمان الشنقيطي، القائمة بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في سوريا: «ما زال ما يقرب من 30% من جميع المرافق الصحية العامة في سوريا متوقفة عن العمل وغير قادرة على تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة». "والشعب السوري يحاول جاهدًا منذ سنوات للبقاء على قيد الحياة فحسب، وتهديد الكوليرا كابوس غير مرحب به يطارد الملايين".
ويمثل النقص الحاد في العاملين في مجال الرعاية الصحية تحديًا آخر لا مفر منه. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الظروف المعيشية دون المستوى الأمثل، ومحدودية الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، ولا سيّما في المجتمعات المحلية المثقلة بالأعباء والمخيمات/المواقع التي تضم النازحين داخليًا، قد زادت من خطر التعرض لفاشيات الأمراض.
وتتطلب البنية التحتية للخدمات الصحية الأساسية قدرًا كبيرًا من الصيانة وإعادة التأهيل لتوفير حد أدنى من مستوى تقديم الخدمات.
مرفق صحي مدمر في محافظة حمص "المشفى الوطني بحمص". منظمة الصحة العالمية في سوريا
نهج سوريا الكامل للتصدي للكوليرا
بتمويل من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، وإيطاليا، والنرويج، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع، تدعم منظمة الصحة العالمية السلطات الصحية وغيرها من الشركاء في مجال العمل الإنساني للتصدي للفاشية من خلال تنفيذ نهج متعدد القطاعات لمكافحة الفاشية، وزيادة القدرة على الترصد والاختبار، وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتعزيز الوعي بين السكان، ورصد نوعية المياه في المناطق الشديدة التعرض للخطر.
وقد فعّلت المنظمة نُظُم تنسيق إدارة الأحداث في دمشق وغازي عنتاب، وفريق العمل المعني بالكوليرا في غازي عنتاب وشمال شرق سوريا للعمل عن كَثَب مع خلية التنسيق السورية بأسرها، لا سيّما بشأن الترصد والكشف الفعّال عن حالات الإصابة.
وتقول الدكتورة إيمان الشنقيطي: "بينما نشعر بقلق بالغ إزاء ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في البلاد، يمكن للنهج المنسق من جانب الحكومة والشركاء والمجتمعات المحلية السيطرة على هذه الفاشية".
ومنذ الإعلان عن حالة الإصابة الأولى في 6 أيلول/سبتمبر، سلمت منظمة الصحة العالمية شحنة تبلغ 60 طنًا من مجموعات أدوات الكوليرا، ومحاليل الإماهة الفموية، والاختبارات التشخيصية السريعة، والإمدادات الطبية للعلاج بالإماهة عن طريق الوريد، بالإضافة إلى الكلور لتنقية المياه. وقدمت المنظمة أيضًا 3.5 مليون قرص لتنقية المياه إلى مديريات الصحة لتوزيعها على نطاق أوسع داخل المحافظات التابعة لكلٍ منها.
وفي إطار الاستجابة لفاشية الكوليرا في سوريا، سَلَّمَت منظمة الصحة العالمية شحنة تبلغ 60 طنًا من مجموعات أدوات الكوليرا، ومحاليل الإماهة الفموية، والاختبارات التشخيصية السريعة، والإمدادات الطبية للعلاج بالإماهة عن طريق الوريد، بالإضافة إلى الكلور لتنقية المياه. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية في سوريا
وبالإضافة إلى ذلك، وصلت إلى دمشق في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 شحنة قوامها مليوني جرعة من اللقاحات الفموية المضادة للكوليرا بتمويل من التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع. وستستخدم اللقاحات في حملة تمنيع في 4 محافظات هي الحسكة، ودير الزور، والرقة، وحلب، تستهدف السكان الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد في المناطق التي ينتشر فيها المرض بسرعة، وتكون فرص وصول المجتمعات المحلية إلى المرافق الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي محدودة.
ومن خلال عمل منظمة الصحة العالمية بنشاط في 51 مستشفى مخصص لعلاج الكوليرا و 96 مركزًا صحيًا للعلاج بالإماهة الفموية، قدمت المنظمة 100 دورة تدريبية في جميع المحافظات البالغ عددها 14 محافظةً في جميع أنحاء البلد. وقد تلقى أكثر من 2500 مهني صحي يعملون في المرافق الصحية العامة والخاصة تدريبًا على التعريف المعياري لحالات الإصابة بالكوليرا، والتدبير العلاجي للحالات، والوقاية من العدوى ومكافحتها.
وتقدم المنظمة حاليًا الدعم التشغيلي إلى 101 فريقًا للاستجابة السريعة على المستوى المركزي وعلى مستوى المحافظات.
وفي شمال غرب سوريا، قدَّمت المنظمة الدعم إلى 6 مراكز لعلاج الكوليرا تعمل الآن بكامل طاقتها وتَسَعُ 126 سريرًا، بالإضافة إلى ثلاث نقاط عاملة للعلاج بالإماهة الفموية، ويجري حاليًا تجهيز 11 مركزًا آخر.
وفي شمال شرق سوريا، تواصل المنظمة تقديم الدعم لمراكز علاج الكوليرا، بما في ذلك توزيع أكثر من 30 طنًا من الإمدادات (مجموعات أدوات الكوليرا، وأقراص تنقية المياه، والإمدادات الطبية)؛ وعقد دورات تدريبية لبناء القدرات لعدد 200 من العاملين في الرعاية الصحية حول التدبير العلاجي للحالات؛ والترصُّد الفعال عن طريق الزيارات اليومية للمستشفيات العامة والخاصة، بالإضافة إلى الجهود المتواصلة لتكثيف فحص المياه.
يقول الدكتور باسل زينو، مدير مستشفى زاهي أزرق في حلب: "إن الكوليرا ليست مرضًا شائعًا في سوريا، ومنذ بداية الفاشية، نُظِّمت دورات تدريبية لبناء القدرات للأطباء والعاملين في المجال الطبي بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وبالإضافة إلى ذلك، دعمت المنظمة إعداد وحدة علاج الكوليرا في المستشفى".
مستشفى زاهي أزرق في حلب، مركز لعلاج الكوليرا. منظمة الصحة العالمية في سوريا
وتكمن الصعوبات في تزايد عدد الحالات، وعدم القدرة على التنبؤ بانتشار المرض في مناطق جديدة، والاستهلاك الكبير للسوائل الوريدية والأدوية والمستلزمات الطبية، مما أدى إلى نقص هذه الإمدادات والمستُهلَكَات. وفي الوقت الحالي، وبالتعاون مع السلطات الصحية المعنية والشركاء المعنيين، تتمثل مهمتنا في تأمين هذه المستلزمات".
وبالإضافة إلى ذلك، وفي إطار إذكاء الوعي بالكوليرا، وجَّهت منظمة الصحة العالمية وغيرها من الشركاء في مجال الصحة، بما في ذلك المروجون للنظافة الصحية، وموظفو التعبئة المجتمعية، والعاملون الصحيون، ومديرو المخيمات، رسائل رئيسية إلى أكثر من 700000 فرد بشأن الوقاية من الكوليرا ومكافحتها. كما جرى توزيع أكثر من 000 287 مادة إعلامية وتثقيفية.
الأولويات الرئيسية أثناء المضيّ قُدُماً
وبينما تتواصل أنشطة التصدي، تحتاج منظمة الصحة العالمية وشركاؤها إلى مزيد من الدعم لتوفير التمويل الكافي لأنشطة خطة التصدي للكوليرا في جميع أنحاء سوريا، وتوفير فرص توسيع نطاق العمل، لا سيّما فيما يتعلق بإعادة تأهيل منشآت المياه وتشييدها وصيانتها، وشراء الإمدادات الطبية اللازمة لعلاج الكوليرا.
نظرة على عام 2022: مع تأثر الحالة الصحية بالفيضانات ونوبات الجفاف الأخيرة في عدة دول بإقليم شرق المتوسط، منظمة الصحة العالمية تحذر: الظروف المناخية الشديدة ستؤدي إلى أمراض شديدة

القاهرة، 7 كانون الأول/ ديسمبر 2022 - مع جهودها لمواجهة عدة حالات طوارئ في وقت واحد في إقليم شرق المتوسط، قدمت المنظمة في الوقت نفسه دعمًا هائلاً لخمسة بلدان في الإقليم تضررت بتغير المناخ في عام 2022، وهي أفغانستان والصومال والسودان واليمن بالإضافة إلى باكستان التي كانت الأشد تضررًا من بين الخمسة.
ومع تسبب المخاطر البيئية والمناخية فيما يقرب من 23٪ من إجمالي عبء المرض في الإقليم، "تتضح العلاقة أكثر وأكثر بين تغير المناخ والأحوال الجوية القاسية، بما فيها الجفاف والفيضانات"، كما صرح الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط خلال زيارة له مؤخرًا إلى السودان. وجدير بالذكر أن السودان أحد سبعة بلدان في القرن الأفريقي الكبير، تضم معه جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان وأوغندا، التي تفتقر بشدة للأمن الغذائي بسبب الجفاف، وهو من الظواهر المناخية الأخرى التي لها عواقب مدمرة على الصحة.
وفي كلمته الافتتاحية في الدورة التاسعة والستون للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشـرق المتوسط والتي عُقدت في القاهرة في الفترة من 10 حتى 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة "إن انشغالنا بمواجهة الأزمة في باكستان يجب ألا ينسينا خطر تغير المناخ الذي يهدد وجود الإنسانية، والذي لو لم نواجهه فإننا سنضطر لمواجهة حالات طوارئ مثل هذه وأخطر منها على فترات متقاربة."
ومع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) في الفترة من 6 إلى 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، تنعقد آمال المهتمين بالشأن الصحي العالمي على أن تتصدر قضايا الصحة والإنصاف المفاوضات المتعلقة بالمناخ.
منظمة الصحة العالمية تعزز الجهود الوطنية الرامية للوقاية من انتشار داء الليشمانيات في سوريا
عمر ذو السنوات الأربع، بعد تعافيه من داء الليشمانيَّات
5 كانون الأول/ ديسمبر 2022، حلب، سوريا - يمكن لأي طفل يبلغ من العمر أربع سنوات أن يلعب بالخارج مع أصدقائه. لكن هذا الطفل ليس عمر بالتأكيد، فقد أُصيب عمر بآفة كبيرة على خده نقلتها إليه ذبابة رمل تحمل داء الليشمانيات.
وداء الليشمانيات داء خطير ينتشر عن طريق ذبابة الرمل التي تلدغ أجزاء الجسم المكشوفة. ويمر الداء دون اكتشافه خلال المراحل الأولى من العدوى به، إذ لا يشعر المرضى سوى بآثار تشبه تلك التي تُخلِّفها لدغة البعوضة المعتادة. وبعد مرور بضعة أشهر، تبدأ الآفة في التورُّم على نحو غير مألوف.
وتتعاون المنظمة مع مختلف الشركاء في مجال الصحة للحد من معاناة الشعب السوري الناجمة عن داء الليشمانيات، من خلال تقديم العلاج للمرضى المصابين بعدواه، أو من خلال توفير تدابير وقائية مثل شبكات الأسِرَّة المضادة لذباب الرمل، أو من خلال تنفيذ حملات الرش في المناطق الموبوءة بشدة.
تقول أم عمر من ريف حلب: «كانت هناك آفة على خد ابني عمر. لم أُلقِ بالًا للأمر في البداية، حتى مرَّ أكثر من شهرين والآفة ما زالت موجودة». وأردفت: «فور علمي بوجود عيادة متنقلة تدعمها المنظمة تزور القرية منذ بضعة أشهر، أسرعت إليها لالتماس المشورة. وشخَّص الأطباء إصابة عمر بداء الليشمانيات، وأحالوه على الفور إلى مركز الفرقان في حلب لتلقِّي العلاج المناسب».
وتقع معظم حالات الإصابة بداء الليشمانيات في سوريا في المناطق الريفية بحلب، حيث تسبَّب العنف الناجم عن الصراع الممتد في ضعف إمكانية الحصول على المياه المأمونة، وتردِّي الأوضاع المعيشية، ومن ذلك إقامة المنازل بين الأنقاض المتهدِّمة.
وخلال حملة مكافحة داء الليشمانيات التي تدعمها المنظمة في حلب وريفها في الفترة من تموز/ يوليو إلى أيلول/ سبتمبر 2022، رشَّ 140 عاملًا صحيًّا أكثر من 300 45 منزل يقطنه أكثر من 234600 شخص.
تقول الدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إن «داء الليشمانيات هو أحد أمراض المناطق المدارية المهملة التي تحظى بأولوية المنظمة. ونحن نبذل قصارى جهدنا لدعم الجهود الوطنية الرامية لمكافحة المرض وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030». وأضافت: «إننا بحاجة إلى توسيع نطاق جهودنا المشتركة مع الدول الأعضاء والجهات المانحة والشركاء التنفيذيين وخبراء الأمراض وجميع أصحاب المصلحة الآخرين لمواءمة استراتيجياتنا وخططنا الرامية إلى الوقاية من العدوى، والتخفيف من معاناة الأشخاص المصابين بداء الليشمانيات».
يقول سعيد أبو محمد، وهو من ريف حلب أيضًا، «على مدى السنوات الثلاث الماضية، أصيب ثلاثة من أفراد أسرتي بالمرض - أي بعبارة أخرى، أُصيبَ فرد واحد كل عام! وينطبق ذلك على معظم منازل القرية». وأردف: «لقد عانينا من هذا المرض حتى من قبل اندلاع الأزمة، ونحمد الله أن الجهود المتواصلة التي تبذلها الفرق الصحية المتنقلة تنعكس إيجابيًّا على الوضع العام في القرية».