أوفد فريق المنظمة الإقليمي لعمليات الطوارئ بعثات دعم قُطرية إلى 15 بلداً في الإقليم على مدار العام، وبلغ إجمالي العمل الذي اضطلعت به 291 يوم عمل، في حين وسَّع فريق دعم العمليات واللوجستيات سعةَ مستودعات مركز الإمدادات اللوجستية في دبي من 3000 إلى 14000 متر مربع. وفي عام 2019 وحده، بلغت قيمة المنتجات المستوردة 26 مليون دولار أمريكي، بينما تجاوزت قيمة السلع المرسلة 11 مليون دولار أمريكي.

وأُوفِد موظفو اللوجستيات ودعم العمليات إلى جيبوتي والأردن ولبنان وليبيا وعُمان واليمن لدعم عمليات الطوارئ في المكاتب القُطرية، وتبادل أفضل الممارسات، وتحسين إدارة سلسلة الإمداد، كما أُوفِدت وحدات متنقلة للاحتواء المختبري إلى 13 بلداً عبر الإقليم لتعزيز التأهب لمسببات الأمراض الشديدة الخطورة.

وقد وقّعنا ثلاثة اتفاقات مع الشركاء لتقديم الخدمات الصحية للمحتاجين في مختلف أنحاء الإقليم. فعلى سبيل المثال، قدمنا في عام 2019 أكثر من 210 أطنان من الإمدادات إلى شركاء الصحة العاملين في شمال شرق الجمهورية العربية السورية، الذين أجروا أكثر من 2500 عملية جراحية، وقدمنا التدخلات المنقذة للحياة إلى 5500 مريض من ذوي الإصابات الخطيرة، ودعمنا حالات الأمراض المزمنة لعدد من السكان بلغ 630000 نسمة، ووفرنا أدوية الطوارئ لعدد من السكان بلغ 558000 نسمة.

واصل فريق المنظمة المعني بمعلومات الطوارئ الصحية وتقييم المخاطر عمله على تعزيز القدرة على اكتشاف أحداث الصحة العامة وإدارتها، وتقييم المخاطر، وإبلاغ مراكز الاتصال الوطنية من خلال موقع معلومات الأحداث. وأدار الفريق 47 حدثاً من خلال نظام إدارة الأحداث خلال العام، وأجري 15 تقييماً للمخاطر، ونشر 33 تحديثاً على موقع معلومات الأحداث.

وشملت الأنشطة الرامية إلى تحسين الترصُّد ورصد المخاطر عقد دورات تدريبية للمساعدة في إنشاء شبكة لنظم المعلومات الجغرافية في الإقليم. وقد أُعِدَّت إجراءات تشغيلية موحدة لدعم الترصُّد القائم على الأحداث في المغرب، كما وُسِّعَ نطاق المبادئ التوجيهية للترصُّد في الأردن لتشمل جميع المخاطر.

وعقدت دورة للقيادة في مجال إدارة الأحداث في نهاية العام ضمت 32 موظفاً في منظمة الصحة العالمية من المكاتب القطرية والمكتب الإقليمي للتدريب على الاستجابة لحالات الطوارئ باستخدام نظام إدارة الأحداث الخاص بالمنظمة.

يشهد العديد من بلدان الإقليم أزمات إنسانية ممتدة. وحافظت جميع البلدان التي تعاني من حالات طوارئ معقّدة على أنظمة الترصّد لشبكة الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة من أجل الاكتشاف السريع لأي تحذيرات أو إشارات للأمراض المحتمل تحولّها إلى أوبئة والتحقق منها واستقصائها.

واتسع نطاق شبكة الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة لتشمل ثمانية بلدان، حيث انضمت جيبوتي إلى أفغانستان والعراق وليبيا والصومال والسودان والجمهورية العربية السورية واليمن. وتواصل منظمة الصحة العالمية دعمها لتنفيذ نظم شبكة الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة، ورصد هذه النظم وتقييمها بغرض تحسينها وتحديثها. وشمل العمل على تعزيز الشبكة في عام 2019 أيضاً بدء عملية لتحديث بروتوكول التقييم المستخدم لتحديد الثغرات التقنية والتشغيلية في نُظُم شبكة الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة. وعقدت منظمة الصحة العالمية حلقة عمل أقاليمية في عمان، الأردن، في الفترة من 21 إلى 24 تشرين الأول/أكتوبر 2019 لتبادل ومناقشة خبرات البلدان في استخدام بروتوكول التقييم.

كان إقليم شرق المتوسط هو الإقليم الوحيد على الصعيد العالمي الذي اكْتُشِفت فيه حالات لفيروس شلل الأطفال البري في عام 2019. ولا يزال فيروس شلل الأطفال البري متوطناً في الإقليم، ولا يزال خطر انتشاره على الصعيد الدولي يمثّل طارئة صحية عامة مثيرة للقلق الدولي. ويلتزم فريق المنظمة ودولنا الأعضاء التزاماً قوياً باستئصال هذا التهديد العالمي.

ومع ذلك، كان عام 2019 عاماً صعباً على برنامج شلل الأطفال، ففيه عاودت سراية فيروس شلل الأطفال البري الظهور في البلدين اللذين لا يزال يتوطنهما شلل الأطفال، وهما أفغانستان وباكستان، حيث أُبلغ عن إجمالي 176 حالة (29 في أفغانستان و147 في باكستان؛ انظر الشكل 4). وتشير أنماط كل من الحالات البشرية والعيّنات البيئية الإيجابية إلى اتساع سريان الفيروس من مناطق المستودعات المعروفة في كلا البلدين. كما حدثت فاشيات لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في باكستان والصومال.

وتُعَدُّ هذه نكسة مخيبة للآمال ومصدر قلق بالغ. فقد قطع الإقليم -والعالم بوجهٍ عام- أشواطاً هائلة في مكافحة شلل الأطفال في العقود الأخيرة بفضل تفاني الجهات المانحة والحكومات والعاملين الصحيين والشركاء. ولكن ما دام سريان فيروس شلل الأطفال البري مستمراً في أي مكان، فقد يعاود الفيروس الانتشار.

وهناك ثلاثة بلدان في الإقليم، هي الصومال والجمهورية العربية السورية واليمن، معرَّضة بشدة لخطر فاشيات شلل الأطفال، بالإضافة إلى أربعة بلدان أخرى، هي جيبوتي والعراق وليبيا والسودان، معرَّضة لخطر مرتفع (انظر الشكل 5). وهذه البلدان جميعها تعاني درجاتٍ متفاوتةً من حالات طوارئ مُعقَّدة ولديها قيود مرتبطة بتعذر الوصول أو الأمن، مما يعوق جهود الحفاظ على مستوى مرتفع من مناعة السكان وعلى نظام دقيق للترصُّد. وتُقدِّم المنظمة الدعم التقني واللوجستي إلى هذه البلدان لتنفيذ أنشطة التمنيع التكميلي والترصُّد. ومن الأولويات الرئيسية في الإقليم استئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، وإنهاء فاشياته، وزيادة التمنيع الروتيني.

استمرت فاشيتا فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمطين 2 و3 في الصومال في عام 2019، واكْتُشِفت في باكستان فاشية للفيروس المشتق من اللقاحات من النمط 2. وبلغ مجموع الإصابات بفيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات 25 إصابة في الإقليم في عام 2019 (22 إصابة في باكستان وثلاث إصابات في الصومال).

وتشير أنماط كل من الحالات البشرية والعيّنات البيئية الإيجابية إلى استمرار سريان الفيروس في مناطق المستودعات المعروفة في كلا البلدين.

ويَدُلُّ استمرار اكتشاف فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات في الصومال على وجود فجوة كبيرة في تمنيع السكان، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تعذُّر الوصول إلى أعداد كبيرة من الأطفال في المناطق التي تسيّطر عليها جماعات مسلحة غير تابعة للدولة.

وخلال عام 2019، وضع برنامج شلل الأطفال استراتيجية عالمية جديدة تستهدف فاشيات فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات. وكجزء من الاستراتيجية، سيطرح البرنامج لقاحاً فموياً جديداً يهدف إلى معالجة الفاشيات المشتقة من اللقاحات، ومن المحتمل أن يكون ذلك في حزيران/يونيو 2020. وأيد المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية هذا القرار في شباط/فبراير 2020.

وفي غضون ذلك، ظلت الجمهورية العربية السورية خالية من شلل الأطفال بعد عام من انتهاء فاشية خطيرة لفيروس مشتق من اللقاحات في كانون الأول/ديسمبر 2018. ونجح برنامج شلل الأطفال جنباً إلى جنب مع الشركاء الإقليميين في إنهاء فاشية لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات الذي كان قد توطد في المناطق المتضررة بالنزاعات في الجمهورية العربية السورية، مُسبباً شلل 74 طفلاً. وفي ظل استمرار انعدام الأمن والتحركات السكانية الضخمة، سعى البرنامج طوال عام 2019 إلى الحفاظ على مستويات المناعة وتعزيزها في صفوف الأطفال دون سن 5 سنوات. وشمل ذلك تنفيذ حملات تلقيح منتظمة بمساعدة شركاء الأمم المتحدة في مخيمات النازحين داخلياً. ولا يزال الترصُّد البيئي مستمراً في البلد لإجراء اختبارات فيروس شلل الأطفال.

يلتزم برنامج شلل الأطفال بالتعاون مع برامج التمنيع الروتيني وتكوين شراكات جديدة مع مبادرات صحية أوسع نطاقاً. وفي عام 2019، استُقبل التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع بالترحيب في إطار شراكة شلل الأطفال لتوفير الخبرات لهذا المشروع، لا سيّما في البلدين اللذين يتوطن فيهما المرض، وهما أفغانستان وباكستان.

ويضطلع مركز استئصال شلل الأطفال بوظيفة مُحَدَّدة لتعزيز الخدمات التي تتجاوز شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، وذلك بقيادة منظمة اليونيسف وبدعم من منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين. ويُركِّز العمل حتى الآن على تعزيز خدمات التمنيع الأوسع نطاقاً من خلال تقديم الدعم التقني، وزيادة الخدمات في المناطق التي تعاني نقصاً في الموارد، وبناء القدرات، وذلك بوسائل منها دعم تدريب العاملين الصحيين.

وفي العديد من بلدان الإقليم، يقوم الموظفون الذين يموّلهم برنامج شلل الأطفال بدعم برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية والبرامج الوطنية الموسَّعة للتمنيع. وقد خلصت دراسة أُجريت في السودان في أوائل عام 2019 إلى أن الموظفين الطبيين الوطنيين الذين يدعمهم برنامج شلل الأطفال قضوا ما يصل إلى 45% من وقتهم في العمل على دعم مشاريع صحية أخرى.

يُعَدُّ نوع الجنس مُحدِّداً مهماً من مُحدِّدات الصحة، إذ يؤثر على كل من مقدمي الخدمات الصحية ومَنْ يتلقون هذه الخدمات. وبرنامج شلل الأطفال هو أول برنامج خاص بمرض معين في المنظمة يضع استراتيجية جنسانية مُخَصَّصَة. وفي عام 2019، أطلق البرنامج استراتيجيته الجنسانية، ويعمل الآن على دمج المنظور الجنساني في جميع مسارات العمل. وعلى المستوى الإقليمي، يشمل ذلك تجميع البيانات المُصنَّفة حسب نوع الجنس بشأن التغطية بالتمنيع وتقديمه، ثم تحليلها لتعزيز نطاق خدمات التلقيح. وقد وُضِعَت خطط عمل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمساواة بين الجنسين. وتُظهر مؤشرات الإقليم أن الفتيات والفتيان دون سن الخامسة يتمتعون بحالة تمنيع متشابهة للغاية فيما يخص التلقيح ضد شلل الأطفال، ويجري تمثيلهم على قدم المساواة بصفة عامة في عملية الترصُّد. كما أُحرِزَ تقدم كبير في باكستان، وأُحرِزَ بعض التقدم في أفغانستان، فيما يخص تعيين مشرفات وقائمات بالتمنيع من المجتمعات المحلية لتعزيز القدرة على الوصول إلى كل طفل في أنشطة التمنيع من منزل إلى منزل. 

أُحرِز تقدُّم كبير في عام 2019 في احتواء فيروسات شلل الأطفال من النمط 2، وفقاً لخطة العمل العالمية للمنظمة للتقليل إلى أدنى حد من مخاطر فيروس شلل الأطفال المرتبطة بالمرافق عقب استئصال فيروسات شلل الأطفال البرية من نمط معين والوقف التدريجي لاستعمال لقاح شلل الأطفال الفموي. وقامت جميع البلدان التي دمَّرت أو أزالت مواد فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاحات من النمط 2 بتوثيق عمليات التدمير.

وقد عُيِّنت ثلاثة مرافق في إقليم شرق المتوسط كمرافق أساسية معنيّة بشلل الأطفال. وفي كلا البلدين اللذين توجد فيهما المرافق (وهما جمهورية إيران الإسلامية وباكستان)، رُشِّحَت السلطات الوطنية المعنيّة بالاحتواء لضمان تنفيذ تدابير الاحتواء تنفيذاً صارماً. وتساعد المنظمة كلا البلدين على الاستعداد للمراجعة المسبقة في إطار عملية الإشهاد وعلى تحقيق أهداف الاحتواء الأخرى.

وفي الوقت نفسه، شرع العديد من البلدان في جميع أنحاء الإقليم في الترصُّد لاكتشاف الأطفال المصابين بأمراض العوز المناعي الأولي، وهي مجموعة من الأمراض الناجمة عن عيوب جينية في الجهاز المناعي. ويرتبط بعض أنواع أمراض العوز المناعي الأولي بخطر الإفراز الممتد لفيروس شلل الأطفال، وبالتالي خطر انتشاره. ويمثّل ذلك تهديداً حقيقياً لبرنامج شلل الأطفال بعد استئصاله، حيث ستتضاءل مستويات المناعة لدى السكان بعد التخلّص التدريجي من استخدام اللقاح في نهاية المطاف. كما أن الترصّد الدقيق سيسمح بالكشف في الوقت المناسب عن إفرازات فيروس شلل الأطفال من أي مريض مصاب بالعوز المناعي الأولي، مما يتيح فرصاً لاتخاذ تدابير وقائية صحية عامة وعلاج المرضى.