التبغ والتنمية المستدامة‬

طباعة PDF

كيف يضرّ تعاطي التبغ بالتنمية المستدامة؟

إن تعاطي التبغ له عواقب صحية، واجتماعية، وبيئية، واقتصادية مدمرة. كما أنه يمثل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق التنمية المستدامة، حيث يؤثِّر تعاطي التبغ على الصحة، والفقر، والجوع في العالم، والتعليم، والنمو الاقتصادي، والمساواة بين الجنسين، والبيئة، والشؤون المالية، والحَوْكَمة.

يموت نحو 7.2 ملايين شخص سنوياً نتيجة لتعاطي التبغ. ومن هؤلاء يموت 900 ألف شخص من غير المدخنين نتيجة تعرُّضهم لدخان التبغ الصادر عن المدخنين. وتقع أكثر من 80% من حالات الوفيات في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.‬ وتتحمل هذه البلدان حوالي 40% من التكلفة الاقتصادية العالمية للتدخين من حيث النفقات الصحية والخسائر الإنتاجية، بما يُقدَّر بحوالي 1.4 تريليون دولار أمريكي.

كيف يؤثِّر التبغ على الصحة والازدهار الاقتصادي؟

التبغ يضر بالصحة ويسبِّب الأمراض والوفاة المبكرة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية. سيموت ما يصل إلى نصف جميع متعاطي التبغ لأسباب تنجم عن التبغ. يموت متعاطو التبغ قبل الأوان، ويخسر كل منهم نحو 15 عاماً من الحياة.

يزيد تعاطي التبغ من تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالتدخين، والتي تُقدَّر بنحو 422 مليار دولار أمريكي. كما يؤدي إلى فقدان الإنتاجية نتيجة للمرض والوفاة المبكرة.

كيف يؤثِّر التبغ على النساء والأطفال؟

تستهدف دوائر صناعة التبغ النساء، وتسيء استغلال عمالة الأطفال. فهي توظف المفاهيم والصور التي تروق للمرأة، وتصوّر تعاطي التبغ على أنه عمل مغرِ أو يدل على النجاح والمساواة مع الرجال ونيل حقوق المرأة، وتصمِّم المنتجات بطريقة تجذب انتباه النساء متعاطيات التبغ. كما أنها تستغل المواقع المعروضة على الإنترنت، ومن ضمنها وسائل الإعلام الاجتماعية، للوصول إلى النساء والتأثير على تصوراتهن حتى يكون التدخين مقبولاً على المستوى المجتمعي.

إن زراعة التبغ تضرّ بالنساء والأطفال على حدٍّ سواء. فمن كل 10 عمال في مزارع التبغ تعمل نحو 7 عاملات نساء، ويساء استغلال حوالي 1.3 مليون طفل في عمر 14 عاماً أو أقل في العمل في زراعة التبغ في اثني عشر بلداً من كبرى البلاد في زراعة التبغ. ويتعرَّض النساء والأطفال للخطر بسبب زراعة التبغ وإنتاجه، وما ينطوي على ذلك غالباً من مواد كيميائية خطرة. إن عمالة الأطفال هامة جداً لصناعة التبغ، فهي تعتمد اعتماداً كبيراً على الأطفال، وهذا يعني إضاعة فرصة الدراسة على الكثير من الأطفال بسبب عملهم في حقول التبغ.

يتعرَّض النساء والأطفال لخطر الموت نتيجة لتعرُّضهم لدخان التبغ الصادر عن المدخنين. ويموت نحو 900 ألف إنسان سنوياً نتيجة لتعرُّضهم لدخان المدخنين، ويتعرَّض نصف الأطفال والنساء في العالم بانتظام لهذا النوع من الدخان.

كيف يؤثِّر التبغ على الفقر والجوع؟

إن الفقراء هم الأكثر عرضة لتعاطي التبغ، وهذا يفاقم فقرهم ونقص تغذيتهم. والتبغ أكثر شيوعاً بين الفقراء، برغم قدرتهم المحدودة في الحصول على الموارد المالية والرعاية الصحية. والإنفاق على التبغ، بين من ينتمون إلى مجتمعات أشد فقراً، يعني استنزاف مواردهم المخصصة للإنفاق على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والتعليم والمأوى. ويضر تعاطي التبغ بالصحة ويسبب الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى إفقار من يعانون من هذه الأمراض، وكذلك إفقار أسرهم التي يتعيَّن عليها أن تنفق على الرعاية الصحية. هذا يحدث غالباً في بلدان ينعدم فيها الأمن الغذائي والإنتاجية وتعاني من مصاعب كبرى.

وتستنزف زراعة التبغ أراضي زراعية كان بالإمكان الاستفادة منها في زراعة المحاصيل الغذائية، ويفضي هذا إلى نقص التغذية. وتشير البيانات في بعض البلدان التي تزرع التبغ إلى معاناة أكثر من 10% من السكان من نقص التغذية.

كيف يؤثِّر التبغ على البيئة؟

تضر صناعة التبغ بالبيئة بطرق متعددة، مما يهدِّد كل من البيئة والصحة العامة.

تُستعمل المبيدات الحشرية، ومنظمات النمو الزراعي، والأسمدة الكيميائية استعمالاً كبيراً في زراعة التبغ، مما يؤدي إلى مشاكل صحية بيئية. هذه المشاكل هي الأكثر شيوعاً في البلدان المنخفضة والمتوسطة دخلاً بسبب ضعف القوانين لديها. وتحتوي نفايات التبغ أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة، من ضمنها مُركّبات مسبِّبة للسرطان. كما يؤدي دخان التبغ إلى انبعاث آلاف الأطنان من المُركّبات المسبِّبة للسرطان، والمواد السامة، وغازات الاحتباس الحراري في البيئة.

وتساهم زراعة التبغ أيضاً في إزالة الغابات. فتفقد شجرة واحدة مقابل كل 300 سيجارة أي مقابل كرتونة ونصف كرتونة من علب السجائر المنتَجة. وتسهم إزالة الغابات في التغيُّر المناخي، وذلك بإزالة الأشجار التي تقلِّل غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

وتسبِّب القمامة الناجمة عن السجائر تأسّن البيئة. وينتج عن استهلاك السجائر في جميع أنحاء العالم ما يصل إلى 680 مليون طن من النفايات سنوياً. وتمثّل أعقاب السجائر نحو 30-40% من جميع أصناف القمامة التي تلتقط سنوياً في عمليات التنظيف الساحلية والحضرية على الصعيد الدولي. والمواد التي تتسرب من مرشحات أعقاب السجائر هي مواد سامة للحياة المائية.