يشهد اليمن، الذي صنفته المنظمة على أنه حالة طارئة من المستوى الثالث، أزمةً معقدةً ومستمرةً تتمثل شواهدها في استمرار الصراع، وتدمير البنية الأساسية بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية، والفقر، والجوع، وزيادة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وكان اليمن خاليًا من فيروس شلل الأطفال البري منذ عام 2006، ولكن أُعلِن في عام 2020 عن فاشية لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 1. وحتى يومنا هذا، أصيب 35 طفلًا بالشلل بسبب الفاشية التي يقع مركزها في محافظة صَعْدَة، وهي منطقة لم يُسمَح فيها بالتطعيم عن طريق الزيارات المنزلية لعدة سنوات، وهو المعيار الذهبي لخلق مناعة قوية ضد فيروس شلل الأطفال. وفي أواخر عام 2021، اكتُشِفت أيضًا حالات إصابة بشلل الأطفال المسبب للشلل والناجم عن فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 2.
الكشف عن فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 1 والاستجابة لها
تأخَّر الكشف عن فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 1 في اليمن: وتراكمت داخل البلاد عينات من الأطفال المصابين بالشلل الرخو الحاد، وعندما بدأ نقل العينات إلى المختبرات في أوائل عام 2020، جرى اختبار أحدث العينات وأعلاها أولوية أولًا. وكان ذلك ضروريًا لتمكين البرنامج من اكتشاف فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 1.
وظهرت أعراض الشلل على إحدى وثلاثين حالة من أصل 35 حالة في عام 2020. وأُصيب طفلٌ واحدٌ بالشلل في عام 2019، على الرغم من تأخّر اكتشاف حالته إلى عام 2020، وأصيب ثلاثة أطفال بالشلل في عام 2021. ويُعتَقَد أن الفيروس بدأ في الانتشار في وقت مبكر من عام 2017.
ولا تزال أنشطة الاستجابة للفاشية مستمرة، وتشمل:
جولة واحدة من أيام التمنيع الوطنية في الفترة من تشرين الثاني/ نوفمبر إلى كانون الأول/ ديسمبر 2020.
جولة واحدة من أيام التمنيع دون الوطنية في 13 محافظة شمالية، باستثناء محافظة صعدة، في أيار/ مايو 2021.
وأجريت أربع جولات للتوعية المتكاملة في محافظة صعدة في كانون الأول/ ديسمبر 2020، وآذار/ مارس 2021، وحزيران/ يونيو 2021، وتشرين الأول/ أكتوبر 2021؛ وتلقَّى الأطفال لقاح شلل الأطفال الفموي الثنائي التكافؤ، والحصبة، والحصبة الألمانية، والدفتريا، وخدمات التغذية. كما يجري إضافة لقاح شلل الأطفال الفموي الثنائي التكافؤ إلى حملة التطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية التي أجريت في محافظة صعدة في كانون الأول/ ديسمبر 2021.
فاشية ثانية متزامنة: فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، تأكدت حالتان لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 2 في منطقة مأرب بمحافظة مأرب، ومديرية ذباب بمحافظة تعز. وهذه الفاشية لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 منفصلة ومختلفة عن الفاشية المستمرة لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 1، التي يوجد مركزها في محافظة صعدة، في شمال غرب البلاد. وترتبط الحالتان ببعضهما البعض، ولكن ليس بأي فيروس آخر من نوع فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النمط 2، وبذلك تمثل تلك الإصابة ظهورًا جديدًا للفيروس. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2021، تأكدت ست حالات أخرى من أربع محافظات (عدن وتعز ومأرب وصعدة)، وحتى آذار/ مارس 2022، أصابت الفاشية 27 طفلًا بالشلل، ومن المتوقع ظهور مزيد من الحالات بعد فحص عينات البراز المتراكمة.
ويعمل البرنامج مع وزارة الصحة العامة على تنفيذ ثلاث حملات لمكافحة شلل الأطفال على الصعيد الوطني باستخدام اللقاح الفموي الثلاثي التكافؤ. ونُفِّذت حملات في المحافظات الجنوبية لليمن في شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2022، ومن المقرر إجراء جولة ثالثة في أيار/ مايو 2022. ويعيش سبعة من كل 10 أطفال يمنيين دون سن العاشرة في المحافظات الشمالية للبلاد، مما يؤكد الحاجة المُلحّة لاستكمال التغطية الوطنية بحملات تطعيم عالية الجودة عن طريق الزيارات المنزلية.
ترصُّد شلل الأطفال في اليمن
في حين توجد تأخيرات في نقل عينات البراز إلى المختبر، فإن لدى اليمن شبكة راسخة للكشف عن حالات الشلل الرخو الحاد في المجتمعات المحلية. ويوجد في كل محافظة مُنسِّق إلى ثلاثة منسِّقين مُخصَّصين لترصُّد الشلل الرخو الحاد، كما يوجد فريق واحد على الأقل للاستجابة السريعة في كل محافظة من أجل الاستجابة للحالات المشتبه فيها. وهناك نقاط اتصال معنية بالشلل الرخو الحاد تتمركز في المرافق الصحية الرئيسية في البلد، ويتلقى العاملون فيها تدريبًا دوريًا من جانب البرنامج، وتجرى زيارات متكررة لهم أثناء زيارات الترصُّد النشطة للتأكد من عدم إغفال أي حالة من حالات الشلل الرخو الحاد. وبالإضافة إلى ذلك، ينظم البرنامج دورات توجيهية مجتمعية لزيادة الوعي بأعراض شلل الأطفال، كما تسأل فرق التطعيم ضد شلل الأطفال الأسر أثناء حملات شلل الأطفال عما إذا كانت على علم بأي من حالات الشلل الرخو الحاد في المناطق المجاورة لها.
وفي عام 2021، بدأ برنامج شلل الأطفال الترصُّد البيئي في صنعاء وعدن والحديدة للكشف عن الفيروس حتى في غياب حالات شلل الأطفال البشرية.
وتُشحَن عينات الشلل الرخو الحاد والمعزولات البيئية من اليمن إما إلى المختبر الوطني لشلل الأطفال في مسقط، عُمان، أو إلى معهد البحوث الطبية في كينيا بالعاصمة نيروبي، كينيا. وفي الوقت نفسه، يجري وضع خطط لتحسين قدرات الفحص المختبري في اليمن، إذ تُعَد أحد أُسُس أي نظام قوي لترصّد شلل الأطفال.