الأمراض غير السارية | الأخبار | مبادرة الترصُّد والتكامل والتعاون والتوعية والدعوة والتدريب (SUR I CAAN): مبادرة من المجتمع المدني أحدثت تحولًا في مكافحة أمراض القلب الروماتيزمية في السودان

مبادرة الترصُّد والتكامل والتعاون والتوعية والدعوة والتدريب (SUR I CAAN): مبادرة من المجتمع المدني أحدثت تحولًا في مكافحة أمراض القلب الروماتيزمية في السودان

طباعة PDF

ncd_case_study_sudan

مقدمة

شَكَّلَت أمراض القلب الروماتيزمية عبئًا كبيرًا على نظام الرعاية الصحية في السودان. واستجابةً لذلك، بادر أطباء القلب من جمعية القلب السودانية بإنشاء برنامج لمكافحة أمراض القلب الروماتيزمية. ووضعوا إطار عمل لمبادرة الترصُّد والتكامل والتعاون والتوعية والدعوة والتدريب (SUR I CAAN) الذي يركز على الترصُّد والتكامل والتعاون والتوعية والدعوة والتدريب. وبمرور الوقت، أُدمج هذا الإطار في حزم الرعاية الصحية القائمة في وزارة الصحة الاتحادية، وكان له دور حيوي في التصدي لأمراض القلب الروماتيزمية على الصعيد الوطني.

‫السياق‬

يُدير السودان نظامًا لا مركزيًا للرعاية الصحية، حيث تعمل كل ولاية من الولايات البالغ عددها 18 ولاية بنظام محلي خاص بها. وتتولى وزارة الصحة الاتحادية مسؤولية الإشراف على النظام بأكمله، ووضع السياسات الصحية، ورصد القدرات وتقييمها والإشراف عليها وتعزيزها. وتُقَدَّم خدمات الرعاية الصحية في السودان على ثلاثة مستويات: المستوى الأولي، والمستوى الثاني، والمستوى الثالث.

وفي إطار إصلاح النظام الصحي، تولّت ديرية مكافحة الأمراض مسؤولية الأمراض غير السارية. كما تضم هذه المديرية بعض الأمراض السارية، مما يسمح بتجميع الموارد عن طريق الأموال الواردة من مشاريع الأمراض السارية الممولة عالميًا. ومع ذلك، لم تُمثَّل الأمراض غير السارية تمثيلًا كافيًا في الهيكل التنظيمي، ومن ثَمَّ حصلت على درجة أقل على مستوى الأولويات. ويواجه السودان عبئًا كبيرًا بشأن أمراض القلب الروماتيزمية، فغالبية المرضى من الأطفال والشباب الذين تظهر عليهم أشكال وخيمة من المرض.

المبادرة

شرعت جمعية القلب السودانية التي تضم أطباء قلب للأطفال والبالغين، في برنامج لمكافحة أمراض القلب الروماتيزمية في عام 2012. وعلى الرغم من اعتماد وزارة الصحة الاتحادية للمبادئ التوجيهية للبرنامج، فقد نفذته المنظمات غير الحكومية باستخدام مصادر تمويل غير تقليدية، حيث إنها لم تتلق تمويلًا مخصصًا حتى عام 2019. وتولى البرنامج الدعوة إلى إطار عمل مبادرة الترصُّد والتكامل والتعاون والتوعية والدعوة والتدريب (SUR I CAAN).

الترصُّد في إطار الترصد، نفذ مركزان للإحالة سجلًا إلكترونيًا لعدد 1200 مريض، وأُجرِي فحص تخطيط صدى القلب باليد لعدد 1200 مريض في خمس ولايات.

التكامل أُدمِج برنامج مكافحة أمراض القلب الروماتيزمية في البرامج المستمرة لوزارة الصحة الاتحادية، ونُفِّذ بنجاح في إطار حزمة منظمة الصحة العالمية للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية. وأُدرِج البرنامج أيضًا في مناهج تعليم طلاب التمريض والطب.

التعاون أُجري تعزيز التعاون مع المنظمات غير الحكومية ومنظمة الصحة العالمية. وشارك السودان في الاجتماع الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بشأن أمراض القلب الروماتيزمية في عام 2019 عقب اعتماد قرار بشأن أمراض القلب الروماتيزمية من جانب جمعية الصحة العالمية (الجهاز الرئاسي للمنظمة) في عام 2018.

التوعية ولإذكاء الوعي، جرى إعداد مواد متنوعة للتثقيف الصحي وتوزيعها، ونُفِّذَت حملات توعية في المناطق التي تنوء بعبء ثقيل من خلال قنوات الإعلام المحلية.

الدعوة استهدفت أنشطة الدعوة الفئات الطبية والاجتماعية والسياسية.

التدريب أُعدت مواد تدريبية للأطباء والمساعدين الطبيين وغيرهم من العاملين الصحيين والجمهور العام. وتناولت الوحدات التدريبية موضوعات مثل التهاب البلعوم البكتيري والوقاية الأولية، والحمى الروماتيزمية الحادة والوقاية الثانوية، وأمراض القلب الروماتيزمية والوقاية الثالثية، بالإضافة إلى إعطاء البنزاثين بنسلين G.

وقد نُفّذت مبادرة (SUR I CAAN) في مركز كردفان لمكافحة أمراض القلب الروماتيزمية، ويقع هذا المركز في منطقة تنوء بعبءٍ ثقيلٍ من أمراض القلب الروماتيزمية. ونَفَّذَ المركز، الذي تقوده ممرضة تخدم المجتمع المحلي وثلاثة أطباء، تدريبًا للعاملين في مجال الرعاية الصحية، ورفع مستوى الوعي العام، كما أجرى جلسات فحص لتخطيط صدى القلب في مقاطعات شمال كردفان. وعُقدت تسع حلقات عمل تدريبية شارك فيها 500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، ونُظمت جلسات لتخطيط صدى القلب وحملات للتوعية العامة في أربع مقاطعات.

الأثر

كان للمبادرة أثرٌ كبيرٌ على رسم السياسات الوطنية. ففي شباط/فبراير 2019، أُدمجت وحدة فرعية جديدة مخصصة للوقاية من أمراض القلب الروماتيزمية في الهيكل التنظيمي لمديرية مكافحة الأمراض، وعُيّن موظف مخصص لهذه الوحدة الفرعية. وعلى الرغم من عدم قياس التأثير على الحصائل الصحية للمرضى حتى الآن، إلا أنه من المتوقع حدوث تحسن في اكتشاف الحالات.

الدروس المستفادة

التكامل أُدمِج بالفعل برنامج مكافحة أمراض القلب الروماتيزمية في الحزم التشغيلية لوزارة الصحة الاتحادية، ومن المقرر إدراجه في برنامج الإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة. وتُعد الوحدات الرئيسية، مثل الصحة الإنجابية والضوابط السابقة للولادة، نقاط انطلاق مهمة لتقديم العلاج والرعاية للحمى الروماتيزمية وأمراض القلب الروماتيزمية.

الكشف تُعدُّ استراتيجيات الكشف المبكر ضرورية عند تخطيط التدخلات الرامية إلى التصدي لأمراض القلب الروماتيزمية. كما يُعد الترصد من خلال السجلات الإلكترونية واستخدام أداة الفحص بالصدى المحمولة باليد من الاستراتيجيات المهمة للتشخيص المبكر لأمراض القلب الروماتيزمية.

التعاون يتمثل الجانب الأكثر نجاحًا في المبادرة في التعاون بين الأطراف المعنية المتعددة طوال العملية، مع توثيق دقيق في كل مرحلة. ويُعَدُّ التوسع الناجح في تدخلات جمعية القلب في السودان مثالًا قويًا على الجهود التعاونية بين المهنيين الصحيين والمجتمع المدني.

الفرص السانحة

يمثل برنامج مكافحة أمراض القلب الروماتيزمية ومبادرة (SUR I CAAN)، بقيادة أطباء القلب من خلال جمعية القلب السودانية في البداية، فرصة حاسمة لتسريع وتيرة برنامج أمراض القلب الروماتيزمية وتوسيع نطاقه في البلد. ومن الضروري الاستفادة من قيادة جمعية القلب السودانية في تنفيذ برنامج أمراض القلب الروماتيزمية.

وتتيح الخطة المقترحة من وزارة الصحة الاتحادية لعام 2020 فرصة لإدماج الأنشطة الخاصة بأمراض القلب الروماتيزمية في برنامج الأمراض غير السارية، بما في ذلك الخدمات الوقائية. وهناك أيضًا خطط لتقييم جدوى إدراج سجل أمراض القلب الروماتيزمية في نظام المعلومات الصحية التابع لوزارة الصحة الاتحادية. ومن المقرر أن يناقش الأطراف المعنية استراتيجية الوقاية من أمراض القلب الروماتيزمية ومكافحتها وأن تعتمدها وزارة الصحة الاتحادية في عام 2020.

ويُعد إعطاء الأولوية للتدخلات على مستوى المجتمع المحلي ومستوى الرعاية الصحية الأولية أمرًا حيويًا لضمان إمكانية الوصول. ويشمل مستقبل المبادرة تقييم قدرة المساعدين الطبيين ونظام الرعاية الصحية على توفير البنزاثين بنسلين G على مستوى الرعاية الصحية الأولية.

المراجع

المرتسمات القُطرية للأمراض غير السارية لعام 2018