المركز الإعلامي | الأخبار | قصص بطولية للعاملين في الرعاية الصحية في وقت كوفيد-19 (الجزء الثاني)

قصص بطولية للعاملين في الرعاية الصحية في وقت كوفيد-19 (الجزء الثاني)

أرسل إلى صديق طباعة PDF

lab-worker

القاهرة، 3 شباط/ فبراير 2021 – لقد أثَّرت جائحة كوفيد-19 في حياة ملايين الناس وصحتهم في جميع أنحاء العالم. وتعرَّض كثير من العاملين الصحيين لأضرار بدنية ونفسية لم يسبق لها مثيل. وجاد كثير من مُقدّمي الرعاية الصحية في الصفوف الأمامية بأرواحهم، وفقد آخرون أصدقاء وزملاء لهم. تقول إحدى الممرضات من مدينة عدن اليمنية: "السؤال الذي يدور في الأذهان ولا يخرج على اللسان هو: على مَنْ سيأتي الدور؟"

في ساحة المعركة بلا درع

واجهت القابلات اللبنانيات منذ بداية الجائحة تحدياتٍ غير مسبوقة، لا سيّما التحديات التقنية والنفسية. ذكرت السيدة حنان عواضة، وهي قابلة مُسجَّلة في لبنان: "من الناحية التقنية، واجهنا نقصاً في معدات الوقاية الشخصية الطبية، خصوصاً الكمامات والقفازات".

يحتاجون إليهم، ولكن يتحاشونهم

"إننا ننقل المرضى المُشتبه في إصابتهم بكوفيد-19 أو الذين ثبتت إصابتهم به إلى المستشفى. وقد أُصِبنا بالعدوى، ولكن عُدنا إلى العمل فور تعافينا. ولأننا نخالط مرضى كوفيد-19 بانتظام وعن قرب، يتحاشانا الناس في مجتمعاتنا، وتعرَّضنا في بعض الأحيان لهجوم لفظي. وإذا تُوفي المريض في سيارة الإسعاف وهو في طريقه إلى المستشفى، فغالباً ما يلومنا أفراد أسرته ويتحدثون إلينا بجفاء وغِلظة. ولا تُغضبنا هذه الأمور. فنحن هنا لخدمة الشعب، لذلك نحاول تقديم المساعدة بقدر المستطاع. ونريد أن نبذل قصارى جهدنا للقضاء على كوفيد-19." سيد زمان سادات، مدير وأحد أفراد الطاقم الطبي، دائرة الإسعاف في كابول، أفغانستان.

zaman-sadaat

فِرَق الاستجابة السريعة في حالة تأهب دائم

مع استمرار احتدام الجائحة التي تعصف بالنُّظُم الصحية في شتى أنحاء الإقليم، أصبحت الاستجابة الفورية لإنقاذ الأرواح أمراً ضرورياً بالغ الأهمية‎. ويُعَدّ العمل الذي تقوم به فِرَق الاستجابة السريعة جانباً أساسياً من جوانب الاستجابة لكوفيد-19. وتؤدي هذه الفِرَق دوراً مهماً في ضمان استقصاء جميع الحالات المُشتبه فيها وعزلها وعلاجها على الفور لمنع انتشار العدوى.

"أعملُ مع هذا الفريق المعني بالاستجابة السريعة منذ أربعة أشهر. وحينما يتلقّى مركز الاتصالات مكالمةً، أذهب أنا وفريقي للاستقصاء لنرى هل يلزم أخذ عينات من المريض المشتبه فيه لإجراء اختبار كوفيد-19. وأقوم بدوري لكي نضمن أننا نستطيع هزيمة هذا الفيروس. وأخالط مرضى كوفيد-19 بانتظام، ولكنني أتخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة للحفاظ على سلامتي. وإضافةً إلى أخذ عينات الاختبارات، أنقل أيضاً الرسائل المتعلقة بالوقاية إلى كل مَنْ نزورهم حتى يتمكنوا من نقل تلك الرسائل إلى أسرهم وإلى الآخرين. فلن نستطيع إحراز الفوز إلا إذا عملنا جميعاً معاً." الدكتور نوروز أمين، فريق الاستجابة السريعة، هراة، أفغانستان.

أبطال المختبرات

قال الدكتور علي عبد الله، أخصائي المختبرات ومدير إدارة الصحة في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة في صنعاء: "لا أستطيع أن أقضي أكثر من نصف ساعة مع أطفالي السبعة كل يوم قبل أن أخرج إلى العمل في الصباح، لأن يوم عملي لا ينتهي قبل الساعة الثالثة صباحاً". وأضاف الدكتور علي: "نأمل ألا يُنسى العاملون الصحيون في المختبرات في جميع أنحاء البلد الذين يدعمون اختبارات كوفيد-19. فعائلاتنا تحتاج إلى الدعم، تماماً مثلما يحتاج النظام الصحي في اليمن إلى أن ندعمه".

وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "في الوقت الذي تواصل فيه الجائحة تحميل النُّظُم الصحية في إقليمنا ما لا تُطيق، تحرَّك مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط بسرعة لتعزيز قدرات المختبرات الوطنية في جميع بلدان الإقليم". وأضاف: "تُشدِّد المنظمة على أهمية إجراء الاختبارات التشخيصية في إطار استراتيجية استجابة واسعة النطاق للسيطرة على الزيادة المفاجئة في انتشار كوفيد-19 في إقليمنا، فإجراء الاختبارات هو الحل لكسر سلاسل انتقال العدوى".

منح الأولوية للعاملين في الرعاية الصحية

تعمل منظمة الصحة العالمية وشركاء الصحة على تدريب العاملين الصحيين في جميع البلدان على الوقاية من العدوى ومكافحتها، لا سيّما في المستشفيات، لضمان استعداد العاملين في مجال الرعاية الصحية استعداداً جيداً لمواصلة مكافحة كوفيد-19. وفي عام 2020، أرسلت المنظمة من خلال مركز دبي إمدادات طبية تجاوزت قيمتها 21.4 مليون دولار أمريكي، وتضمّنت معدات وقاية شخصية ووسائل تشخيص ومنتجات طبية حيوية. وشمل ذلك توزيع أكثر من 23 مليون كمامة جراحية، و2.5 مليون كمامة تنفس N95، فضلاً عن 1.2 مليون واق للوجه. وكان اليمن، وأفغانستان، ولبنان، وليبيا، وسوريا، وتونس، والصومال، والأردن، والعراق، والسودان على رأس البلدان المتلقية لهذه الإمدادات. ومع بدء توزيع اللقاحات، يُعدّ العاملون في مجال الرعاية الصحية إحدى الفئات ذات الأولوية في تلقي اللقاح، لا سيّما العاملون في الصفوف الأمامية للرعاية الصحية الذين يعملون في وحدات الرعاية المركزة، والعاملون في عنابر مرضى كوفيد-19. كما أن منح العاملين في مجال الرعاية الصحية أولوية الحصول على لقاحات كوفيد-19 سيُعزز مكافحة هذه الجائحة. فتلقيحهم سوف يحميهم، لكي يتمكنوا من الاستمرار في أداء واجبهم في تقديم الرعاية، ويواصلوا أعمالهم البطولية.