المركز الإعلامي | الأخبار | كوفيد-19 يهيمن على مناقشات الدورة السابعة والستين للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط

كوفيد-19 يهيمن على مناقشات الدورة السابعة والستين للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط

أرسل إلى صديق طباعة PDF

القاهرة، 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 - بدأ الاجتماع السنوي للجنة منظمة الصحة العالمية الإقليمية لشرق المتوسط اليوم الاثنين، 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2020، بتركيز قوي على جائحة كوفيد-19.

وناقش وزراء وممثلون من جميع أنحاء الإقليم تأثير الجائحة على النُّظُم الصحية والمجتمع بشكل عام، وقد تأثر المؤتمر نفسه بالجائحة، إذ اجتمع المشاركون إلكترونياً عبر الإنترنت وليس بالحضور الشخصي.

وفي خطابه الافتتاحي، تقدَّم الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بخالص تعازيه إلى الضحايا والأسر والمجتمعات التي تضرّرت بشدة في الأشهر الأخيرة. وأشاد بالعاملين الصحيين وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية، الذين دَفع بعضهم حياتهم ثمناً لحماية وخدمة مجتمعاتهم.

وأشار الدكتور المنظري إلى أن جائحة كوفيد-19 سلطت الضوء على الحاجة إلى التضامن والتعاون بين البلدان. وذكر أن جهود الاستجابة للجائحة في الإقليم قد عزَّزها الدعم السخي المُقدَّم من الجهات المانحة والبلدان، الذي بلغ مجموعه 400 مليون دولار أمريكي حتى الآن، ولكن هناك حاجة إلى المزيد. وأضاف أن الجائحة قد كشفت عن ثغرات خطيرة ونقاط ضَعف أساسية في المؤسسات والاقتصادات والنُظم الصحية، ليس في الإقليم فحسْب، بَل وعلى الصعيد العالمي أيضاً، وأن هناك عواقب اقتصادية فادحة محتملة. ويواجِه العديد من بلدان الإقليم بالفعل عدم استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، ونزاعات، وكوارث طبيعية، وفقراً، ونزوحاً للسكان، ومن المرجح أن تدفع الجائحة أكثر من 34 مليون شخص إلى براثن الفقر المدقَع بحلول نهاية العام.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، متحدثاً عن بُعد في الجلسة السابعة والستين للّجنة الإقليمية، إنه على الرغم من أن معظم بلدان الإقليم ليست من بين أكثر البلدان تضررًا من جائحة كوفيد-19، فإن العواقب الاجتماعية والاقتصادية وخيمة. وشدَّد الدكتور تيدروس على ضرورة مواصلة التحلي باليقظة لأن عدد الحالات مستمر في التزايد، مما يجعل معظم الناس على مستوى العالم عرضة للإصابة. وأكَّد أن السكان الأصحاء والتغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي أمورٌ لا ينفصِل بعضها عن بعض، وأن الاستثمار في الصحة أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. وحذر البلدان من أن التقدُّم والمكاسب التي تحققت بشِق الأنفُس في مجال الصحة العامة يمكن أن تضيع بسهولة لأن الجائحة تعرقِل الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.

وطمأن المدير العام البلدان بأن المبادرات الدولية من شأنها أن تساعد على ضمان التوزيع العادل لأي لقاح مأمون وفعّال يصبح متاحاً على جميع البلدان في الإقليم وخارجه. وتقود منظمة الصحة العالمية وشركاؤها هذه الجهود من خلال مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة مرض كوفيد-19 (ACT) ومرفق كوفاكس. ولكن يجب ألا تكتفي البلدان بانتظار لقاح فحَسْب، بل يتعيّن عليها أن تُركِّز على تدابير الصحة العامة من أجل التصدّي للجائحة في غضون ذلك،

ومن جانبه، حذَّر رئيس الدورة السابقة للّجنة الإقليمية، معالي الدكتور سعيد نمكي، وزير الصحة والتعليم الطبي في جمهورية إيران الإسلامية، من انخفاض مستوى الحصول على الخدمات الصحية الأساسية. وقال إن جائحة كوفيد-19 تُلقِّن العالَمَ دروساً مهمةً، منها الحاجة إلى قيادة قوية، وتضامُن أكبر بين الناس والبلدان، واستخدام التدخلات القائمة على البراهين، وإنشاء بنية أساسية سليمة لتكنولوجيا المعلومات لمواكبة طرق العمل الجديدة في زمن كوفيد-19. وأشاد الدكتور سعيد بالدور القيادي العالمي لمنظمة الصحة العالمية في دعم الجهود القُطرية الرامية إلى القضاء على الأمراض السارية والحد من انتقالها وتحسين الصحة العامة.

وقالت معالي الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في مصر، ورئيسة اللجنة الإقليمية لهذا العام، إنه من أجل التغلب على الفيروس يجب تعزيز الاستجابة الجماعية والتعاونية بين البلدان بدعم تقني من منظمة الصحة العالمية. وأشادت بقيادة المنظمة في الاستجابة لهذا التحدّي الصحي العالمي، وأعربَت عن تقديرها لمبادرة المدير الإقليمي إلى إنشاء مجموعة عمل وزارية معنية بـجائحة كوفيد-19 وتسهيل تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين البلدان لمواجهة تحدياتها المشتركة.

عَرَض المدير الإقليمي على اللجنة الإقليمية تقريرَه حول أعمال منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط خلال عام 2019 . وركز عرضه على جائحة كوفيد- 19 والآثار المترتبة عليها. وذكر أن الجائحة أدت إلى اضطرابات جسيمة في النظم الصحية والاقتصادات و المجتمعات، إذ حدث ما يقرب من2.6 مليون حالة إصابة في الإقليم، ولقي أكثر من 66 ألف شخص حتفهم، وتأثرت فرص الحصول على الرعاية الصحية. ولكنه أشار إلى أنه في الوقت الذي تمثل فيه هذه الجائحة اختباراً للنظم الصحية فقد مثل أيضاً فرصة لإحداث تغيير إيجابي وحشد الدعم من أجل الاستثمار في الصحة، وتحفيز الابتكار في تقديم الرعاية الصحية. وأكد أن الرؤية الإقليمية، الصحة للجميع وبالجميع، باتت أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى، فقد أظهرت الجائحة أن أي تهديد لصحة شخص واحد هو تهديد للجميع.

وسلطت المداخلات التي قدمها السادة وزراء الصحة وغيرهم من ممثلي الدول الأعضاء الضوء على التحديات التي يواجهونها أثناء الاستجابة لـ جائحة كوفيد-19، ومع ذلك ، عكست العديد من الأمثلة طرقًا جديدة في معالجة الجائحة. كما أعربوا عن دعمهم القوي لتعددية القطاعات، ونهج الصحة في جميع السياسات ، ونُهج الحكومة بأسرها والمجتمع ككل ، فضلاً عن التضامن داخل البلدان وفيما بينها.

وتم عرض تجارب الدول الأعضاء كجزء من المبادرات الإقليمية والجهود البحثية الدولية التي أظهرت حرصاً شديداً على تعلم الدروس وإعادة البناء بشكل أفضل في فترة ما بعد الجائحة.

واختتم الدكتور المنظري الجلسة بتوجيه الشكر إلى جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية أينما يخدمون، وإلى كل مَنْ يعمل على تحقيق أهداف الصحة العامة.