المركز الإعلامي | الأخبار | الهجمات على الرعاية الصحية في السودان يجب أن تتوقف فورًا

الهجمات على الرعاية الصحية في السودان يجب أن تتوقف فورًا

أرسل إلى صديق طباعة PDF

بيان الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط

القاهرة، مصر، 11 كانون الثاني/يناير 2022 - تتابع منظمة الصحة العالمية بقلقٍ بالغٍ الأزمة المتصاعدة في السودان، التي شملت 15 هجومًا أُبلِغ عنها على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 في الخرطوم ومدن أخرى؛ تأكَّد منها وقوع 11 هجومًا.

وقد ارتُكب معظم هذه الهجمات ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتراوحت بين الاعتداء البدني، والإعاقة، والتفتيش العنيف، وما يتصل بذلك من تهديدات نفسية وترهيب. وأُبلِغ أيضًا عن حادثتين أغارت فيهما قوات عسكرية ودهمت مرافق الرعاية الصحية. وهذه الأفعال يمكن أن تُقيِّد بشدة وصول المرضى إلى الرعاية الصحية، وهو ما يُمثِّل مشكلة خاصة في ضوء جائحة كوفيد-19 المستمرة وغيرها من التهديدات المحدِقة بالصحة العامة.

كما وردت تقارير عن اعتقال مرضى وعاملين في مجال الرعاية الصحية، فضلًا عن وقوع إصابات في صفوف العاملين الصحيين واحتجازهم وتفتيشهم قسريًا. وأدت هذه الأحداث إلى تعليق خدمات الطوارئ في بعض المرافق الصحية، وفرَّ المرضى والطواقم الطبية دون استكمال العلاج الطبي. وتدرك المنظمة أيضًا عمليات اعتراض سيارات الإسعاف والطواقم الطبية والمرضى في محاولاتهم لطلب السلامة.

وهذه الهجمات، التي تستهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى والمرافق الصحية، انتهاكٌ صارخٌ للقانون الإنساني الدولي، ويجب وقفها على الفور. ويجب السماح للعاملين في مجال الرعاية، الذين أدوا قسمًا مهنيًّا أن ينقذوا حياة الآخرين، بالعمل دون خوف أو قلق على سلامتهم الشخصية أو سلامة مرضاهم. ويتعين أن يكون المرضى، الذين يتلقون الرعاية الطبية في المرافق الصحية، قادرين على تلقِّي العلاج في مكان آمن ومأمون.

إن منظمة الصحة العالمية تدين جميع الهجمات ضد مرافق الرعاية الصحية والعاملين بها، بغض النظر عن الدافع أو السياق. وبينما لا تزال جائحة كوفيد-19 تمثل تهديدًا كبيرًا، ويتعرض الناس أيضًا لخطر الإصابة بأمراض مثل حمى الضنك والملاريا والحصبة والتهاب الكبد E، يتحتم على المرافق الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية أن يواصلوا عملهم دون عوائق.

وتدعو المنظمة إلى وقفٍ فوري لكل الأنشطة التي تُعرِّض حياة العاملين في الرعاية الصحية والمرضى للخطر، أو تعوق تقديم الخدمات الصحية الأساسية. كذلك، تدعو المنظمة السلطات السودانية إلى إنفاذ القانون السوداني بشأن حماية الأطباء والطواقم الطبية والمنشآت الصحية لعام 2020 وتنفيذ أحكامه، وإلى الامتثال له في إطار القانون الإنساني الدولي.

إن قدسية الرعاية الصحية وسلامتها، التي لا تنفصم عن قدسية وسلامة العاملين والمرضى والمرافق، يجب احترامها، ويتعين تحييدها دائمًا حتى في سياق مُسيَّس للغاية.

‏ملاحظة إلى المحررين‎

يثير تزايد عدد الحوادث ضد الرعاية الصحية في السودان قلقًا كبيرًا، خاصة وأن السودان وثَّق عددًا منخفضًا نسبيًا منها في السنوات السابقة (حادثة واحدة في عام 2020، و7 حوادث في عام 2019)، حتى خلال الاضطرابات الاجتماعية والسياسية في عام 2019.

ففي عام 2021، سجَّل السودان 26 حادثة اعتداء على الرعاية الصحية، منها 4 وفيات و38 إصابة في صفوف العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى. ووقع معظم هذه الحوادث بسبب الاعتداءات المباشرة على العاملين في مجال الرعاية الصحية، وهو نمط غير عادي مقارنةً بالبلدان الأخرى التي تبلغ عن حوادث مماثلة.

وتضطلع منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية السودانية والشركاء، بدور بالغ الأهمية لضمان استمرار عمل المستشفيات والأنشطة الطبية في جميع الظروف، الذي يشمل تقديم الأدوية الأساسية للمناطق التي تحتاج إليها.

وفي عام 2019، فعّلت المنظمة نظامًا لترصُّد الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية والعاملين الصحيين في السودان والإبلاغ عنها. ومنذ ذلك الحين، تواصل المنظمة تدريب العاملين والشركاء في مراكز مكافحة الطوارئ، وتقديم الدعم التقني لضمان حماية المؤسسات الصحية والعاملين الصحيين، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية والشركاء والجهات الفاعلة المعنية.

وقد درّبت المنظمة العشرات من الأطباء والكوادر الطبية في جميع الولايات للتعامل مع حالات الطوارئ والإسعافات الأولية وخدمات العيادات الخارجية المجتمعية، لا سيما في المناطق الشديدة الخطورة. ووزَّعت المنظمة أيضًا، بدعمٍ من الشركاء، العديد من سيارات الإسعاف الحديثة لنقل الحالات الحرجة والطارئة في جميع الظروف.

ومنذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2021، وزَّعت المنظمة على الخرطوم وعدة ولايات ذات أولوية 856 مجموعة أدوات للاستجابة السريعة تحتوي على أدوية وإمدادات طبية أساسية تكفي لتلبية احتياجات 1.1 مليون نسمة لثلاثة أشهر.