المركز الإعلامي | الأخبار | النهوض بالأمن الصحي في إقليم شرق المتوسط

النهوض بالأمن الصحي في إقليم شرق المتوسط

أرسل إلى صديق طباعة PDF

إنشاء مركز عمليات لطوارئ الصحة العامة لرصد بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحيةمرحلة التقييم الذاتي للجولة الثانية من التقييم الخارجي المشترك في العراق. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية/منظمة الصحة العالمية في العراق

15 تشرين الأول/أكتوبر 2023، القاهرة، مصر - أسفرت الجهود المتضافرة الرامية إلى تعزيز الأمن الصحي من خلال الرصد وبناء القدرات الأساسية المطلوبة وفقًا للّوائح الصحية الدولية عن نتائج إيجابية في إقليم شرق المتوسط الذي يتسِمّ بالتنوّع.

وقد أدت المبادرات التعاونية التي تدعمها المنظمة إلى إحراز تقدم ملحوظ في قدرة الإقليم على الوقاية من تهديدات الصحة العامة والتأهب لها والكشف عنها والاستجابة لها. وقد أدت هذه الجهود المشتركة أيضًا إلى زيادة القدرات في مختلف المجالات التقنية البالغة الأهمية للأمن الصحي. ويشمل العمل الذي ساعد على إرساء أساس متين لنُظُمٍ صحيةٍ أكثرَ قدرة على الصمود في جميع أنحاء الإقليم اعتماد نهج الصحة الواحدة، ودعم التعاون والتنسيق عبر الحدود، وتعزيز الإبلاغ عن المخاطر والمشاركة المجتمعية.

واستخدم المكتب الإقليمي لشرق المتوسط أدوات إطار رصد اللوائح الصحية الدولية وتقييمها لدعم جميع بلدان الإقليم وأراضيه البالغ عددها 22 بلدًا وأرضًا في استكمال التقارير السنوية للتقييم الذاتي للدول الأطراف على أساس سنوي. وقد أكمل عشرون بلدًا وأرضًا في الإقليم التقييم الخارجي المشترك (الجولة الأولى)، مع وجود 4 بلدان على الطريق الصحيح لاستكمال الجولة الثانية بحلول نهاية عام 2023. وإضافةً إلى ذلك، وضع 19 بلدًا وأرضًا في الإقليم خطة عمل وطنية في مجال الأمن الصحي، في حين استعرض بلدان آخران خطط العمل الوطنية القائمة في مجال الأمن الصحي وحدّثتها.

وقد عززت أنشطة التأهب المتعمقة هذه دفاعات الإقليم ضد تهديدات الصحة العامة ومهدت الطريق لتقديم مقترحات إلى صندوق الجوائح. ويوجِّه الصندوق الموارد التي تشتد الحاجة إليها إلى الأنشطة الرامية إلى تعزيز الوقاية من الجوائح وقدرات التأهب والاستجابة لها على الصعيدين الوطني والإقليمي. ويُمثّل الصندوق استثمارًا حيويًا، لا سيّما في إقليمنا، حيث لا تزال خطط العمل الوطنية في مجال الأمن الصحي تعاني من نقص التمويل. ومن بين 14 بلدًا وأرضًا في الإقليم تقدمت بطلبات إلى الصندوق في الجولة الأولى من الدعوة إلى تقديم المقترحات، نجحت الأرض الفلسطينية المحتلة واليمن في تأمين التمويل.

أنشطة التأهب الأخرى

يتواصل العمل أيضًا على التأهب لجميع الأخطار في حالات الطوارئ والاستجابة لها في العديد من البلدان. وشمل ذلك بذل جهود لتعزيز مراكز عمليات طوارئ الصحة العامة بوصفها منصة لإدارة الطوارئ الصحية. كما تعكف سبعة بلدان، وهي الأردن والإمارات العربية المتحدة وتونس وجمهورية إيران الإسلامية والعراق وقطر والمملكة العربية السعودية، على تطوير أفرقتها الطبية المعنية بالطوارئ لنشرها على المستويين الوطني والدولي في حالات الطوارئ.

مرحلة التقييم الذاتي للجولة الثانية من التقييم الخارجي المشترك في العراق. مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية/منظمة الصحة العالمية في العراقإنشاء مركز عمليات لطوارئ الصحة العامة لرصد بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية

وتدرك المنظمة التحديات التي تواجهها البلدان في محاولة إيجاد مسارٍ شاملٍ للرعاية أثناء حالات الطوارئ. واستجابةً لذلك، أعدَّت المنظمة أداةً شاملةً لتقييم نُظُم الرعاية الطارئة، وما فتئت تدعم بلدان الإقليم وأراضيه في تقييم خرائط الطريق وتطويرها لتعزيز نُظُم الرعاية الطارئة الوطنية وفقًا لذلك.

ويُعدُّ الاستعداد للتجمعات الحاشدة مجالًا مهمًا آخر يزداد فيه تقدير خبرات الإقليم بوصفها أصلًا عالميًا. ولقد دعمت المنظمة البلدان في الاستعداد لمواسم الحج السنوية مثل موسم الحج في المملكة العربية السعودية والأربعين في العراق، وكذلك التجمعات الحاشدة الأخرى رفيعة المستوى مثل معرض إكسبو 2020 في دبي، وبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، ومؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين بشأن تغير المناخ (مؤتمر الأطراف السابع والعشرين) في مصر. وقد عززت هذه المبادرات قدرة الإقليم على التعامل مع الأحداث الواسعة النطاق، وقدمت رؤى ودروس قيّمة للتخطيط المستقبلي.

ويمتد الالتزام بالتأهب إلى ما هو أبعد من فعاليات محددة. وقد دَعَمَ المكتبُ الإقليمي أيضًا البلدانَ في إجراء تقييمات لجميع المخاطر وإعداد مرتسمات قُطرية للمخاطر. ‏واستُخدِمَت تلك التقييمات فيما بعد في وضع خطط التأهُّب والاستجابة في مجال الصحة العامة لمواجهة طيفٍ واسعٍ من التهديدات والطوارئ الصحية‎. ومن عملية محاكاة أُجريت في البحرين إلى حلقات عمل لبناء القدرات المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية في الصومال، تساعد هذه المبادرات التي تقودها منظمة الصحة العالمية على تعزيز ثقافة التأهب في جميع أنحاء الإقليم.

وقال الدكتور ريتشارد برينان، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ بالمنظمة: "إن هذه النتائج المحققة في إقليم شرق المتوسط دليلٌ على قوة التعاون والتفاني والرؤية المشتركة للأمن الصحي. ووفقًا للرؤية الإقليمية 2023 التي تؤكد على التضامن والعمل المتضافر لتحقيق الصحة للجميع وبالجميع، تعكس هذه الإنجازات الجهود المشتركة للبلدان والأراضي، والدعم الذي لا يتزعزع المُقدَّم من أفرقة المكتب الإقليمي. وقد أرسينا معًا أساسًا قويًا لنُظُم صحية أكثر قدرة على الصمود في جميع أنحاء الإقليم."