طفل مُبتسَر بوحدة العناية المركزة لحديثي الولادة المدعومة من منظمة الصحة العالمية في مستشفى الولادة التعليمي في أربيل، أربيل، إقليم كردستان العراق
أربيل في 24 أيار/مايو 2023: "أتمنى لو كان لي اسم، ولكن ليس لي اسمٌ حتى الآن. ما زلت أحمل اسم أمي، ولذا يمكنك أن تدعوني باسم "ابن نسرين" كما هو مكتوب على السوار الذي يضعونه على معصمي الصغير.
وُلدت في 8 نيسان/أبريل 2023 - قبل 9 أسابيع من موعد ولادتي، وكان وزني 800 غرام. أجل، 800 غرام فقط! وقبل ذلك، لم يكن الأطفال المبتسرين مثلي ممن يعانون من انخفاض الوزن عند الميلاد يبقون على قيد الحياة مثلي، لكن من الواضح أنني محظوظ. أنا محظوظ لأنني وُلدت في مستشفى أُعيد تأهيله مؤخرًا ومُجهز بأحدث التقنيات الطبية لإعطاء هبة الحياة للبشر الصغار مثلي.
قضيتُ أول 50 يومًا من حياتي في هذا الصندوق الشفاف الصغير المسمى "الحضَّانة". فأنا أنام فيها؛ وآكل فيها؛ وقضيت حتى الآن كل أيامي أستمتع بدفئها. نعم، أنا محظوظ، وبدايتي في الحياة قد تبدو صعبة، ولكن أيامي ليست في خطر بعد الآن.
وكل يوم، يأتي الناس الذين يرتدون العباءات والمعاطف البيضاء للاطمئنان عليّ، وبعضهم يداعبونني بقفازاتهم المطاطية. وبالأمس، أعطتني ممرضة حقنة مؤلمة. أردت أن أبكي، ولكن لم أستطع!... ولكن في الأيام القليلة الماضية، أرى الابتسامات على وجوه الأطباء في كل مرة يختلسون النظر من خلال زجاج صندوقي. فابتساماتهم تمنحني الراحة وأشعر أن حياتي خارج هذا الصندوق ليست بعيدة. أنا متحمسٌ جدًا لمقابلة أسرتي وليكون لي اسم أخيرًا.
أعرف أن أمي نسرين وأبي كروان ينتظران بفارغ الصبر تقديمي إلى أختي وبقية أفراد الأسرة. لم يظنوا أنني سأظل على قيد الحياة طوال هذا الوقت، لكن الأمور تبدو مُبشرة.
وكانت قصتي ستبدو طبيعية لو كنتُ وُلدت في موعد ولادتي الطبيعي في أي مستشفى ولادة في بلدتي، لكن قُدُومي إلى الحياة مبكرًا جدًا وصغيرًا جدًا جعلني في خطر لا يمكن إلا لمستشفى ولادة مجهز تجهيزًا جيدًا التعامل معه. أنا سعيد جدًا لأنني وُلدت في مستشفى الولادة التعليمي في أربيل حيث تتوفر به اليوم المُعدات المناسبة والأطباء وطواقم التمريض المناسبين لرعاية الصغار مثلي".
واستلهم فريق منظمة الصحة العالمية من قصة مير الصغير، وخلال زيارته للمستشفى، قيل للفريق أن مير يزن الآن 1800 غرام ويستعد لمغادرة الحضَّانة في المستشفى المذكور والذهاب للقاء أسرته. ولم تعد أيامه في خطر بعد أن أمضى ما يقرب من شهرين تحت رعاية أخصائيي الرعاية الصحية المدربين تدريبًا جيدًا في مرفق تدعمه منظمة الصحة العالمية. ولم يكن أمام مير والأطفال المُبتسَرين مثله فرص تُذكر في البقاء على قيد الحياة قبل افتتاح هذه الخدمة المتطورة للأطفال حديثي الولادة في أربيل.
وتعد رحلة مير برهانًا على تأثير الاستثمار في الرعاية الصحية الجيدة للأطفال المُبتَسرين. وهذا هو السبب في أن منظمة الصحة العالمية ومكتب شؤون السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية قد عقدا شراكة مع مديرية الصحة في أربيل ومستشفى الولادة التعليمي في أربيل من أجل الارتقاء بمستوى خدمات حديثي الولادة وغرفة الولادة التي لها تأثير كبير على عافية الأمهات والأطفال وبقائهم على قيد الحياة. وستزيد الشريحة الثانية من المشروع من تحسين خدمات التوليد وستوفر لمير وغيره من الأطفال المبتسرين من أربيل والمحافظات المحيطة بها بداية صحية في الحياة.
منظمة الصحة العالمية في زيارة لوحدة الرعاية المركزة لحديثي الولادة التي جرى تجديدها وتوسيع نطاقها في مستشفى الولادة التعليمي في أربيل بتمويل من مكتب الولايات المتحدة للسكان واللاجئين والهجرة