ما هي التراخوما؟
التراخوما هي المسبب الرئيسي للعمى في العالم. والتراخوما مرض يصيب العين، تسببه العدوى بجرثوم الكلاميديا التراخومية. وتنتشر العدوى بالتلامس الشخصي (عن طريق اليدين أو الملابس أو الفراش) وبالذباب الذي لامس إفرازات العين أو الأنف لشخص مصاب. ومع تكرار نوبات العدوى على مدى سنوات عديدة، يمكن أن تنسحب الرموش وتنقلب لداخل الجفن فتحك وتفرك سطح العين، وتسبب الألم والشعور بعدم الراحة، وتسبب تلفًا دائمًا للقرنية.
يصنِّف نظام تصنيف منظمة الصحة العالمية مرض التراخوما إلى خمسة مستويات:
- الالتهاب التراخومي – الجُرَيبِيّ – ويتطلب غالبًا معالجة موضعية.
- التهاب التراخوما – الشديد – ويُرَاعَى فيه أخذ العلاجات الموضعية والجهازية.
- التندّب التراخومي - عندما تكون الندوب مرئية كما هو الحال في ملتحمة الجفن والتي قد تحجب الأوعية الدموية الجفنية.
- انحراف أو انقلاب الرموش (الأهداب) التراخومي - وعندها يحال المريض إلى جراحة الجفن؛
- عتمة القرنية - مرحلة يصاب فيها المريض بعمى لا رجعة فيه.
إن برامج التخلص من التراخوما في البلدان الموطونة يجري تنفيذها باستراتيجية الجراحة والمضادات الحيوية ونظافة الوجه وتحسين البيئة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وتتألف من:
- الجراحة لعلاج مرحلة العمى (انحراف الرموش التراخومي)؛
- المضادات الحيوية للتخلص من العدوى، لا سيما العلاج الجموعي بالمضاد الحيوي أزيثروميسين، الذي تتبرع به الشركة المُصنِّعة لبرامج التخلص من التراخوما، من خلال المبادرة الدولية لمكافحة التراخوما؛
- نظافة الوجه؛
- تحسين البيئة لا سيما تحسين فرص الحصول على خدمات المياه والإصحاح.
إن المناطق المتوطّن فيها المرض في إقليم شرق المتوسط وتتطلب تدخّلات لمكافحة التراخوما هي أفغانستان ومصر وباكستان والسودان واليمن. واستنادًا إلى بيانات عام 2019، يعيش نحو 13 مليون شخص في هذه المناطق ويواجهون خطر الإصابة بالعمى بسبب التراخوما.
هناك ضرورة لمواصلة جهود القضاء على التراخوما للوفاء بالغاية التي حدّدها قرار جمعية الصحة العالمية ج ص ع 51-11، وتنص على التخلّص من التراخوما بوصفها إحدى مشكلات الصحة العامة. ومن الأهمية المشاركة الكاملة للعديد من الجهات الفاعلة المعنيّة بالمياه والإصحاح والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقد جرى التصديق على خلو أربعة بلدان في إقليم شرق المتوسط من التراخوما كمشكلة صحية عامة وهي: جمهورية إيران الإسلامية والمغرب وعُمان والمملكة العربية السعودية. وتستهدف منظمة الصحة العالمية القضاء على مشكلة التراخوما الصحية العامة في جميع البلدان المتبقية بحلول عام 2030.