تراجَع التركيزُ على الكوليرا في إقليم شرق المتوسط نسبيًّا بسبب اشتداد بعض الأزمات الناشئة والبلاغات عن فاشيات أمراض أخرى. ومع ذلك، لا تزال الكوليرا حاضرة بوصفها تهديدًا مستمرًّا للصحة العامة في 9 بلدان في الإقليم. وهذه البلدان تُبلِغ باستمرار عن حالات متفرقة، فضلًا عن فاشيات كوليرا شديدة، وهذه الحالات والفاشيات متكررة ومتزايدة.

وما فتئت أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية والعراق وباكستان والصومال والسودان واليمن تبلغ عن حالات إصابة بالإسهال المائي الحاد/ الكوليرا ووفيات ناجمة عن ذلك منذ عام 2021. وظهرت الكوليرا منذ ذلك الحين في لبنان وسوريا - اللتين كانتا خاليتين من الكوليرا لأكثر من عَقد من الزمن.

ومؤخرًا، عادت الكوليرا لتعصف بلبنان والسودان وسوريا واليمن، فهي تنتشر بشدة في ظل النزاعات (تنتشر بشدة بين النازحين داخليًّا واللاجئين)، والأزمات المتصلة بتغير المناخ، وضعف البنية الأساسية للمياه والنظافة العامة والصرف الصحي، وهشاشة نُظم ترصد الأمراض واكتشافها والإبلاغ عنها.

وفي عام 2023، أبلغ إقليمُ شرق المتوسط عن 63 فاشية إجمالاً - بالمقارنة مع 60 فاشية في عام 2022. وبهذا تظل فاشيات الكوليرا أحد العناصر الرئيسية لعبء الأمراض في الإقليم.

وبحلول 2 كانون الأول/ ديسمبر 2023، أبلغت 8 دول أعضاء في الإقليم عن 403402 حالة إسهال مائي حاد وحالة كوليرا مؤكدة أو مشتبه بها خلال العام، ومنها 344 وفاة مرتبطة بالمرض. وأبلغت أفغانستان عن معظم الحالات (212805 حالات؛ 95 وفاة)، تليها سوريا (161620 حالة؛ 7 وفيات)، والصومال (16514 حالات؛ 43 وفاة)، والسودان (5456 حالة؛ 178 وفاة)، واليمن (3279 حالة؛ 14 وفاة)، ولبنان (2197 حالة؛ 0 وفاة)، والعراق (1332 حالة؛ 7 وفيات)، وباكستان** (199 حالة؛ 0 وفاة).

والإصابات بين الرجال والنساء متساوية تقريبًا. ويشكل الأطفال دون سن الخامسة أكثر من 50% من الحالات في أفغانستان والصومال وسوريا.

* أُعلن رسميًّا عن فاشية الكوليرا في لبنان في 5 حزيران/ يونيو 2023.
** لا تبلغ باكستان إلا عن حالات الكوليرا المؤكدة مختبريًّا.

الكوليرا مرضٌ مُهدِّد للحياة يمكن أن يسبب الإسهال المائي الحاد، الأمر الذي يؤدي إلى جفاف شديد. وتنتشر الكوليرا بالأساس من خلال المياه والغذاء الملوثين ببكتيريا ضمَّة الكوليرا.

وإذا تُركت الكوليرا دون علاج، فإنها يمكن أن تقضي على المصاب في غضون ساعات قليلة. ولا تظهر أعراض على معظم المصابين، وقد تظهر على بعضهم أعراض خفيفة، ويمكن علاجهم بنجاح باستخدام محلول لتعويض السوائل عن طريق الفم. أما الحالات الوخيمة، فإنها تحتاج إلى علاج سريع باستخدام السوائل الوريدية والمضادات الحيوية.

ويمكن أن تنتشر الكوليرا بسرعة داخل البلد الواحد ومن بلد لآخر، ولا سيما عند حدوث أزمات تؤدي إلى نزوح جماعي.

ويشهد كل عام ما بين 1.3 مليون و4.0 ملايين إصابة بالكوليرا، وما بين 21000 143000 وفاة مرتبطة بها على مستوى العالم.

يُعد تغيُّر المناخ أحد الدوافع التي تزيد خطرَ الإصابة بالأمراض المعدية المستجدة والأمراض المعاودة الظهور، ولا سيما الكوليرا. ويسبب تغيُّر المناخ الجفاف والفيضانات وغيرها من الكوارث، الأمر الذي يسبب نزوحًا جماعيًّا يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض فرص الحصول على المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة الصحية.

ويُنتظر من البلدان المتضررة من أزمات مرتبطة بتغير المناخ الإبلاغ عن حالات الإصابة بمرض الإسهال المائي الحاد/ الكوليرا والوفيات التي يُحتمل أن تكون مرتبطة به.

توجد لقاحات فموية مضادة للكوليرا. عادة ما يتكون نظام لقاح الكوليرا من جرعتين، وتُعطى الجرعة الثانية بعد 14 يومًا إلى 6 أشهر من الجرعة الأولى.

ومع ذلك، يُستخدَم حاليًّا نهج الجرعة الواحدة في حملات الاستجابة لفاشية الكوليرا، بسبب النقص الحاد في اللقاحات. والاستخدام المؤقت لاستراتيجية الجرعة الواحدة هذه، حسب توصيات فريق التنسيق الدولي المعني بتوفير اللقاحات، سيتيح تطعيم المزيد من الناس وتوفير الحماية لهم على المدى القريب.

ويظل الأسلوب الأمثل لمكافحة الكوليرا على المدى الطويل يرتكز على توفير مياه الشرب المأمونة والنظيفة وخدمات الصرف الصحي، وتعزيز ممارسات النظافة العامة السليمة لجميع السكان.

يتعين اكتشاف الكوليرا وتشخيصها بسرعة. ويمكن تعزيز الترصُّد بتعزيز الإبلاغ وضمان جودة البيانات وحسن توقيتها، ومثال ذلك نشر النظم الإلكترونية. ومن شأن تعزيز القدرات المختبرية والتدبير العلاجي لحالات الكوليرا إنقاذ الأرواح وخفض معدلات الوفيات.

ولا يمكن تحقيق هدف القضاء على الكوليرا إلا من خلال نهج شامل يتضمن ما يلي:

الترصُّد القوي؛

الوصول إلى المياه النظيفة والمأمونة؛

تحسين الصرف الصحي وتعزيز النظافة العامة؛

المشاركة المجتمعية؛

التشخيص المبكر والعلاج المناسب؛

استخدام اللقاحات للاستجابة للفاشيات.

تدعم المنظمة جميع البلدان المتضررة من الكوليرا والمعرضة لمخاطرها في تنفيذ أنشطة متعددة القطاعات للاستجابة للكوليرا، وتعزيز تدابير الاستعداد والتأهب. وتشمل هذه الجهود ضمان التنسيق السليم بين الجهات المشارِكة في الاستجابة، والدعم التقني واللوجستي، وتوفير اللوازم الطبية، وتعزيز توافر المياه ومرافق الصرف الصحي، وتعزيز نُظم الإنذار المبكر بالأمراض والتصدي لها.

وتقدم المنظمة دعمًا قويًّا للمشاركة المجتمعية وحملات التطعيم الفموي ضد الكوليرا، بوصفه إجراءً وقائيًّا للمناطق المتضررة من الأزمات.

يضم إقليم شرق المتوسط معظم النازحين داخليًّا واللاجئين على مستوى العالم بسبب النزوح الجماعي الناجم عن النزاعات، والظواهر المرتبطة بتغير المناخ، وغيرها من حالات الطوارئ. وعدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة في الإقليم يفوق 127 مليون إنسان، وهو أيضًا مصدر أكثر من 64% من اللاجئين في العالم.

وتضع التحرُّكات السكانية الجماعية وعمليات النزوح داخل إقليم شرق المتوسط ضغوطًا مستمرة على البنية التحتية والنُّظم الضعيفة للمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية والصحة. ويؤثر ذلك سلبًا على قدرة البلد على إعادة هذه البنى التحتية للعمل وإعادة تأهيلها. وعلاوة على ذلك، يزداد خطر دخول الكوليرا وانتشارها بسبب محدودية فرص الحصول على المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وقلة النظافة الشخصية.

ولقد حدثت زيادة مستمرة في تواتر فاشيات الكوليرا وشدتها في سياقات تتسم بعدم الاستقرار السياسي والنزاعات الطويلة الأمد، الأمر الذي يؤثر على ملايين الأشخاص المعرضين للخطر في الإقليم. وتؤدي هذه الأوضاع إلى تدهور مستويات توفير المياه والصرف الصحي، ويُضاف إلى ذلك الظروف المعيشية السيئة، وزيادة تنقلات السكان، وضعف النُّظم الصحية، وقلة الوعي العام بمخاطر الكوليرا.

وعلاوة على ذلك، دأبت بعض بلدان الإقليم على تجنب الإعلان عن حدوث فاشيات للكوليرا، وتلجأ إلى الإبلاغ عنها بوصفها إسهالًا مائيًّا حادًّا- إن أبلغت عنها بالأساس. ويسبب ذلك التأخر في تشخيص فاشيات الكوليرا والاستجابة لها في الوقت المناسب باستخدام تدابير مناسبة، وكلاهما أمر حيوي للحد من انتشار المرض.

الكوليرا عدوى إسهالية حادة تنجم عن شرب مياه ملوثة أو تناول طعام ملوث ببكتيريا ضمّة الكوليرا. والكوليرا مرض شديد الخطورة يمكن أن يتسبب في إسهال مائي حاد وخيم مع جفاف شديد. ويستغرق ظهور الأعراض ما بين 12 ساعة و5 أيام بعد تناول طعام أو ماء ملوث. وتصيب الكوليرا الأطفال والكبار على حد سواء ويمكن أن تتسبب في الوفاة في غضون ساعات.

الكوليرا مرض سهل العلاج. ويمكن علاج معظم الناس بنجاح من خلال الإسراع بإعطاء محاليل الإمهاء الفموي.

وإذا كان المرض شديدًا، يلزم دخول المستشفى لإعطاء السوائل الوريدية بسرعة ولوصف المضادات الحيوية المناسبة، حسب الحاجة.

ويُعد الزنك علاجًا مساعدًا مهمًا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ويقلل أيضًا من مدة الإسهال، وقد يمنع نوبات الإسهال المائي الحاد في المستقبل. كما ينبغي التشجيع على الرضاعة الطبيعية للأطفال الذين يُشتَبَه في إصابتهم بأعراض الكوليرا.

* إذا كنت تشك في إصابتك بالكوليرا، استشر الطبيب على الفور في أقرب مرفق صحي، وابدأ بشرب محلول الإمهاء الفموي.

محلول الإمهاء الفموي هو محلول صوديوم وجلوكوز يُحضر بتخفيف كيس واحد من محلول الإمهاء الفموي المتوفر بسهولة في لتر واحد من المياه النظيفة المأمونة.

ومحلول الإمهاء الفموي توليفة خاصة من الأملاح الجافة التي يمكن عند خلطها بالماء الصالح للشرب أن تساعد على ترطيب الجسم عند فقدان الكثير من السوائل بسبب الإسهال.

لقاح الكوليرا آمن وفعال، والفئة العمرية المستهدفة هي أي شخص يزيد عمره على عام واحد.

ويوجد حاليًا 3 لقاحات فموية ضد الكوليرا اعتمدتها منظمة الصحة العالمية: دوكورال (Dukoral®) وشانشول (Shanchol™) ويوفيشول (Euvichol®). وتتطلب اللقاحات الثلاثة جرعتين لتحقيق الوقاية الكاملة.

مزيد من المعلومات عن لقاح الكوليرا

نعم، آمن.

في كل من دراسات ما قبل الترخيص والترصد اللاحق للطرح في السوق، أظهرت لقاحات الكوليرا المتاحة مواصفات سلامة جيدة، بما في ذلك عند استخدامها أثناء الحمل وبين الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية أو الأفراد الآخرين منقوصي المناعة (الأفراد الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي). وفي التجارب السريرية التي شملت حوالي 240 000 مشارك، لم تكن الأحداث الضارة أكثر شيوعًا في اللقاحات من متلقي الدواء الوهمي.

مزيد من المعلومات عن لقاح الكوليرا

نعم.

لتجنب انتشار الكوليرا، احرص على التدابير التالية:

اغلِ الماء حتى يصل إلى مرحلة الغليان كامل لمدة دقيقة واحدة على الأقل.

اطهُ الطعام جيدًا لمدة 30 دقيقة على الأقل عند درجة حرارة 60 مئوية، وأبقه مغطى.

تناول الطعام وهو ساخن وقشّر الفواكه والخضروات.

اغسل يديك قبل تناول الطعام أو إعداده وقبل إطعام أطفالك.

اغسل يديك بعد استعمال المرحاض.

اغسل يديك بعد الاعتناء بشخص مصاب بالإسهال أو لمسه أو لمس برازه أو قيئه أو ملابسه.

تجنب التغوّط في موارد المياه المفتوحة أو بالقرب منها، واستعمل المراحيض أو مرافق الإصحاح الأخرى للتخلص من البراز.

استخدم أحد منتجات معالجة المياه المتوفرة محليًا للشرب.

أضف مادة التبييض المنزلية (الكلور) إلى الماء وانتظر 30 دقيقة قبل استعمالها لغسل اليدين وتنظيف الأسطح أو الملابس.

المزيد من المعلومات حول إرشادات الغسيل

البشر هم المستودع الوحيد لضمّة الكوليرا. ويمكن للشخص المصاب بالعدوى أن ينشر البكتيريا في البيئة عن طريق البراز، وإذا لم يُعالَج هذا البراز ويُتَخلص منه بشكل جيد فإنه يصبح مصدرًا للتلوث البيئي وسينقل مسببات الأمراض إلى الآخرين من خلال جزيئات البراز الدقيقة عن طريق الفم.

إذا كنت تعتني بشخص مصاب بالكوليرا، فتأكد من اتخاذ التدابير الوقائية التالية:

كيف أعرف إذا كنت مصابًا بالكوليرا؟

• ينبغي دائمًا ارتداء القفازات عند أية ملامسة مباشرة لقيء المريض أو برازه.
• احرص دائمًا على غسل يديك بالماء والصابون والماء المأمون والنظيف، بعد ملامسة المريض ملامسةً مباشرةً، واحرص دائمًا على تنظيف الأسطح والملابس بالماء المأمون المعالَج بالكلورين.
• احرص دائمًا على تنظيف الخضروات والفواكه النيئة وغسلها بشكل جيد وكامل قبل استهلاكها .
• احرص دائمًا على غسل يديك بالصابون والماء الآمن والنظيف قبل إعداد الطعام أو تناول الطعام أو إطعام الآخرين.