الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية | الأخبار | التحديّات التي تواجه مرضى السل في سوريا

التحديّات التي تواجه مرضى السل في سوريا

طباعة PDF

بين تموز/يوليو 2019 وأيلول/سبتمبر 2020، اكتشفت مئات الإصابات بالسل في شمال غرب سوريا. ولكن هناك تحديّات عديدة تشكّل عقبةً أمام التنفيذ الأمثل لاستراتيجية القضاء على السل وفقًا للمبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية. فالسل المقاوم للريفامبيسين والمقاوم للأدوية المتعددة يتطلب علاجًا أكثر تعقيدًا من السل الحساس للأدوية، ويُعد أكبر العقبات التي تحول دون بلوغ أهداف عام 2020 المرحلية للقضاء على السل.

ومنذ بداية تموز/يوليو 2020، أُبلِغ عن زيادة في حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة المكتشفة في شمال غرب سوريا، وبلغ مجموعها 12 حالة في أحدث فترة للإبلاغ.

لكن تظل الأدوية اللازمة لبدء علاج هذه الحالات نادرة. ونتيجة لذلك، تدهورت حالة هؤلاء المرضى الصحية العامة، كما حدث لمريض عمره 18 عامًا يدعى حسام* لم يحصل على العلاج الفعّال.

وحسام أحد الملايين الذين يعانون من ويلات الحرب في سوريا. وكان طفلًا يتمتع بالصحة، لكنه أصيب بالسل في سن 15 عامًا نتيجة للظروف التي عاناها خلال الحرب، كالظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة والنزوح الجماعي إلى شمال غرب سوريا. ولا يزال الحصول على أدوية السل يمثِّل تحدِّيًا لمعظم المدنيين في شمال غرب سوريا، بسبب ضعف النظام الصحي، وإغلاق أكثر من نصف المرافق نتيجة للأعمال العدائية المتزايدة، مما أدى إلى عدم اكتمال العلاج وعدم اتساق أدوية السل.

وفي أيلول/سبتمبر 2020، راجع حسام أحد مراكز مكافحة السل في شمال غرب سوريا وكان يعاني من السعال والتعرّق الليلي وفقدان الوزن. وتوافقت النتائج السريرية والمختبرية والإشعاعية التي أُجريت له في مركز مكافحة السل مع نتائج مرض السل. وقد اِخْتُبرت عينة من البلغم لديه بنظام «جين إكسبرت» وكانت النتيجة إيجابية واكتُشف مقاومة الريفامبيسين. استمرت حالة حسام في التدهور لعدم تأمين علاجه. وبعد شهر توفي حسام.

أما ليلى شقيقة حسام البالغة من العمر 32 عامًا فقد شُخِص إصابتها بالسل منذ نحو عام. وتلقت علاجاً للسل الحساس للأدوية مرتين دون فائدة قبل أن تُشَخَّص إصابتها بالسل المقاوم للريفامبيسين/والمقاوم للأدوية المتعددة، في نفس توقيت تشخيص حالة شقيقها. وقد عبرت بطريقة غير قانونية الحدود السورية التركية، على أمل أن تحصل على بطاقة الحماية التركية المؤقتة لتلقي العلاج في المستشفيات التركية حتى لا تواجه مصير شقيقها. وبينما تعمل منظمة الصحة العالمية عن كثب مع الشركاء لتأمين أدوية الخط الثاني الإضافية للسل المقاوم الأدوية المتعددة، لا تزال هناك تحديّات كبرى أمام شراء الأدوية.

*الأسماء خيالية وليست حقيقية