الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية | الأخبار | الرعاية المركزة في العراق: الفرق بين الحياة والموت ل 1.5 مليون إنسان

الرعاية المركزة في العراق: الفرق بين الحياة والموت ل 1.5 مليون إنسان

طباعة PDF

الرعاية المركزة في العراق: الفرق بين الحياة والموت ل 1.5 مليون إنسانالطبيب يجهز المريضة في وحدة العناية المركزة في مستشفى صلاح الدين (تصوير: مريم سامي / منظمة الصحة العالمية في العراق)

بشحوب وصوت متقطع أنهكه المرض تصف جنان سبع الألم الفظيع الذي أحسّت به في معدتها قبل أسبوعين والذي استدعى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى.

تقول جنان: "لقد كنت أصرخ من الألم وأركل الأرض، أركل بقوة من شدة الألم." اتصلت جنان بسيارة إسعاف نقلتها إلى مستشفى صلاح الدين العام في تكريت علي بعد 90 دقيقة من مكان إقامتها. وهناك ألحقت على الفور بوحدة رعاية مركزة أنشئت منذ خمسة أشهر.

كانت جنان صائمة وكانت تعاني من آلام بالحالب في السابق وتسبب الجفاف في مضاعفات حادة التي نجم عنها معاناتها من الآلام المبرحة لمدة أسبوعين قبل أن يتم نقلها لغرفة العناية المركزة.

افتتحت هذه الوحدة في 30 يناير/كانون الأول 2018 بمنحة من جمهورية ألمانيا الفيدرالية قدرها 112 ألف دولار أمريكي. وتعد وحدة العناية ذات الأسّرة الخمسة الوحيدة المتوفرة لسكان محافظة صلاح الدين الذين يقارب عددهم 1.5 مليون نسمة.

يقول الدكتور نوفل حداد الذي يرأس المستشفى ووحدة الرعاية المركزة: "حتى اليوم عالجت هذه الوحدة 67 مريضاً من بينهم 15 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين ساعات قليلة و15 عاماً".

كانت منظمة الصحة العالمية قد دعمت مستشفى صلاح الدين والذي تبلغ سعته 200 سرير بتوسيع أقسامه وتوفير الأثاث الطبي وغيره من المعدات المتخصصة الضرورية لوحدة العناية المركزة وأثناء احتدام العمليات العسكرية في 2016 زودت المنظمة المستشفى بأجهزة طبية بقيمة 200,000 دولار.

وعلى الرغم من أن وجود غرفة رعاية مركزة وحيدة لخدمة محافظة يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة يبدو بمثابة نقطة في بحر إلا أنها أنقذت أناساً مثل جنان من الموت.

يضيف الدكتور حداد بفخر: "نحن نستقبل الحالات التي تحال إلينا من بغداد وديالى والموصل وسامراء. يتصلون بنا ليسألونا عن توفر أسرّة للحالات لديهم ونحن نساعدهم."

ومنذ افتتاحها، تصل تتوافد على وحدة الرعاية المركزة بصفة مستمرة العديد من الحالات ومن بينها الإصابة بالصدمات الشديدة جراء أعمال العنف والتي ما تزال حقيقة مريرة للعديد من ضحاياها بالعراق.

في القسم الأخر من غرفة الرعاية المركزة المجاور لجنان، يرقد أمجد البالغ من العمر 38 عاماً. وقد تم نقل أمجد مصاباً بالإغماء إثر تعرضه لحادث سيارة. ومن تحت الغطاء تظهر ساقه التي وضعت في الجبيرة بينما يتحلق الأطباء حول سريره.

يقول سعد سليمان كبيراختصاصي التخدير إن أمجد "استفاق بالأمس ورد على اسئلتي" موضحاً أنه تم تخدير أمجد لإجراء المزيد من العلاج الذي يتطلب أن يكون هادئا لا يتحرك. وليس معلوماً حالياً متي سيخرج أمجد من العناية المركزة لكن وجوده بها يعني أنه تحت الرقابة الطبية المستمرة وأطبائه متفائلون لتحسن حالته.

خلال زيارة مؤخراً كانت طرقات المستشفى تضج بالمرضى وأحبائهم المنتظرين لنتائج الفحوصات الطبية والعاملين الصحيين المنهمكين في أداء مهام عملهم. ويقول الدكتور حداد إنه "توجد خطط لزيادة سعة المستشفى. ويضيف أن حلمه الشخصي هو إضافة غرفتي عمليات الى الغرف الخمسة الحالية".

ويضيف الدكتور حداد إننا في المستشفى "نقدم الرعاية التخصصية الثالثية أي الجراحة والرعاية المركزة، كما أن لدينا متخصصات عاليات الكفاءة. ولا تنس أن هذا المستشفى يضم مركزا للتدريب على أمراض النساء والولادة."