مقدمة

في عام 2019، بدأت منظمة الصحة العالمية تنفيذ استراتيجيتنا الجديدة لإقليم شرق المتوسط.

يَسرُّني تقديم هذا التقرير الذي يتناول أعمال منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط خلال عام 2019.

تضطلع المنظمة بطائفة واسعة من الأنشطة لدعم صحة الشعوب وعافيتهم في دولنا الأعضاء. وتشمل مجالات عملنا كل شيء ابتداءً من معالجة المحددات الاجتماعية الأساسية للمرض، والوقاية من الأمراض، وتعزيز الصحة، وصولاً إلى تقوية النظم الصحية والتصدي لحالات الطوارئ الصحية. وتتراوح أساليب عملنا من الحوار على مستوى رفيع مع القادة الحكوميين إلى التوفير المباشر للإمدادات والخدمات في حالات الطوارئ.

ولتنسيق برنامج عمل واسع النطاق من هذا القبيل، لا بد من وجود تَوجُّه واضح وأولويات جَلِيّة. ولذلك حينما تولّيتُ منصب المدير الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط في عام 2018، كانت على رأس أولوياتي قيادة عملية وضع رؤية جديدة لتوجيه جميع أعمالنا في الإقليم، بما يضمن تركيز أنشطتنا وربطها بنتائج قابلة للقياس. وقد لُقيت رؤية 2023 بترحيب كبير من الدول الأعضاء في تشرين الأول/أكتوبر 2018، وفي العام التالي أطلقنا استراتيجية جديدة بهدف تحويل رؤيتنا إلى واقع.

وتتوافق رؤية 2023 توافقاً وثيقاً مع أهداف التنمية المستدامة ومع الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية، أيْ برنامج العمل العام الثالث عشر. وتستند رؤية 2030 إلى مبدأ "الصحة للجميع وبالجميع"، فإننا نعتقد أن تحقيق التحسينات التي نسعى إليها في مجال الصحة والعافية لا يتسنى إلا بمشاركة الجميع كل حسب دوره - الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، والأفراد.

إنها رؤية طموحة، ولكن استراتيجيتنا تُحدِّد الخطوات الملموسة التي ستتخذها المنظمة للمساعدة على بلوغ تلك الرؤية، وتُحدِّد المؤشرات التي سنستخدمها لتقييم أداءنا.

وهذا التقرير يشمل العام الأول من تنفيذ رؤيتنا واستراتيجيتنا. ويتمحور حول أولوياتنا الاستراتيجية الأساسية الأربعة في الإقليم، وهي: توسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، ومواجهة الطوارئ الصحية، وتحسين صحة السكان، وتحوُّل المنظمة نفسها لضمان ملاءمتها للغرض المنشود منها.

ويبرز التقرير إنجازاتنا الرئيسية في عام 2019 والتحديات الرئيسية التي واجهناها. وتوجد روابط تُفضي إلى مزيد من المعلومات عن مسائل عديدة، وستجدون ثروة من الموارد الأخرى على موقعنا الإلكتروني: www.emro.who.int. وإضافةً إلى ذلك، يوجد تحديث منفصل يُركِّز على التقدم المحرز في تنفيذ مبادراتنا الاستراتيجية الرئيسية.

إنني فخور بالإسهام الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط. وكما يتضح من هذا التقرير، فإن موظفينا المهنيين والمتفانين في عملهم يحققون نجاحات بارزة في شتى أنحاء الإقليم، حتى في أصعب الظروف. ولكن يوضح هذا التقرير أيضاً أن المنظمة لا تستطيع تحقيق أي شيء من دون تعاون قوي مع طيف كبير من الشركاء، وأهمهم الدول الأعضاء. فنتطلع إلى مزيد من التعاون الناجح في الأعوام المقبلة.