عدن | صنعاء، 21 يوليو 2022 – جودة الرعاية في المرافق الصحية هي الاساس لنظام رعاية صحية أفضل وعالي الأداء. لتحقيق ذلك، يجب تزويد المدراء وكبار المسؤولين بالمهارات والمعارف اللازمة لتصحيح المسار عند مواجهة التحديات، وقيادة العمل من أجل تحسين مستمر في تقديم الخدمات.
في عام 2019، وفي إطار مشروع للصحة والتغذية الطارئ، بدعم من البنك الدولي، وضعت منظمة الصحة العالمية برنامج رعاية وإدارة المستشفيات في اليمن، للمساعدة في معالجة القضايا الرئيسية في إدارة المستشفيات. تم في البداية ومن خلال المرحلة التجريبية تدريب 150 من مدراء المستشفيات ثم انطلق البرنامج التدريبي ليغطي 1,410 من كبار العاملين الصحيين.
منذ مارس 2,022 حتى الآن، وفي إطار مشروع رأس المال البشري الطارئ والذي يأتي لمواصلة فعاليات ودعم المشروع المذكور أعلاه، شارك 430 عاملا صحيا إضافيا في التدريب في محافظات المهرة وحضرموت، ومأرب، وشبوة، وسقطرى. وبذلك يكون البرنامج الآن قد وصل إلى جميع المستشفيات التي يدعمها البنك الدولي في اليمن.
وهنا نود الإشارة بانه قد استفاد من التدريب أكثر من 1,700 من كبار العاملين الصحيين موزعين على جميع أنحاء المحافظات اليمنية البالغ عددها 22 محافظة. وكان من ضمن المشاركين 1,380 بين مدير مستشفى وطواقم ادارية، و210 مدير مكتب صحة على مستوى المديرية و 250 مدير مكتب صحة على مستوى المحافظة.
يغطي التدريب خمسة محاور أساسية لتحسين أداء المستشفيات: الحوكمة، القيادة والتخطيط الاستراتيجي؛ الجودة وسلامة المرضى؛ إدارة المعلومات الصحية؛ إدارة الطوارئ والكوارث في المستشفيات؛ وإدارة سلسلة التوريد والامداد الطبي. يستغرق التدريب على كل محور 4 أيام تعقد خلالها ورش العمل الحضورية. قد ينضم المشاركون إلى اكثر من محور، اعتمادا على طبيعية عملهم وعلاقته بالمحور التدريبي، يتم تقديم المنهج والمحاور باللغة العربية، وباستخدام التعليم التفاعلي والذي يتضمن محاضرات، نقاشات عامة، حلقات عمل جماعي، دراسات حالة، مشاريع عملية صغيرة وزيارات ميدانية.
ولضمان الجودة، تشرف منظمة الصحة العالمية مباشرة على أنشطة هذا البرنامج التدريبي في كل محافظة من خلال عدة قنوات، بما في ذلك التواجد الميداني، والتقييم الإلكتروني اليومي المباشر للمتدربين، وزيارات فريق الرصد والتقييم الداخلي للمنظمة، ووجود مشرفين على مستوى المحافظات ترشحهم السلطات الصحية المركزية. وتتم مراجعة تقييمات المشاركين يومياً حيث يتم تعديل أنشطة التدريب وفقا للتقييمات المتلقاة، لتناسب احتياجات كل مجموعة من المتدربين.
تم إعداد المواد التدريبية لبرنامج رعاية وإدارة المستشفيات من قبل مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط بالتعاون مع أخصائيين وأكاديميين دوليين في مجال رعاية المستشفيات وإدارتها ومدربي من الاتحاد الدولي للمستشفيات (IHF). وقد تم تنفذ هذا البرنامج أيضا في أفغانستان وإيران والعراق بدعم من منظمة الصحة العالمية.
في اليمن، هناك 48 مدرباً في مجال رعاية وإدارة المستشفيات يقودون تنفيذ البرنامج. وينتمي هؤلاء المدربون الى وزارة الصحة، الجامعات الحكومية في عدن وحضرموت وصنعاء، المجلس اليمني
للاختصاصات الطبية، والمؤسسات الخاصة مثل كلية بلقيس وجامعة الرازي.
تولى المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في اليمن زمام المبادرة في ترجمة جميع مواد الدورة إلى اللغة العربية، وجعل النسخة العربية متاحة للمهتمين من البلدان الأخرى. في نوفمبر 2021، عقد اجتماع مراجعة المنهج التدريبي بحضور المدربين لتبادل الخبرات والتحقق من جميع الترجمات العربية تعديل المواد والسيناريوهات العملية لملائمة السياق والوضع في اليمن. وساعد ذلك على تعزيز استعداد المدربين ليصبحوا جاهزين بشكل جيد للبدء في البرنامج على المستوى الوطني.
وأوضحت الدكتورة سيلة عوض، مديرة عام مستشفى زنجبار بمحافظة أبين وأحد المشاركين في البرنامج التدريبي، تأثير هذا التدريب على مهامهم اليومية، قائلة: "هذا التدريب يستهدفنا في وحدة الإدارة، من حيث كيفية تنفيذ مهامنا بشكل صحيح لتحسين الخدمة المقدمة للجمهور".
يُظهر تحليل البيانات التي يتم جمعها وبشكل مستمر لبرنامج رعاية وإدارة المستشفيات نسبة رضاء عالية (97٪) بين المشاركين عن البرنامج. وأقر جميع المشاركين تقريبا (98٪) بأهمية مواضيع التدريب لتحسين وتعزيز جودة الخدمات المقدمة في منشآتهم.
كما تشير مراجعة البيانات أيضا الي أن المدراء وكبار العاملين قد اكتسبوا المهارات والمعرفة الازمة للقيام بأدوارهم بأمان وفعالية. ويظهر التحليل الأولي تحسنا ملحوظاً في درجات الاختبار القبلي (32٪) ومقارنتها بدرجات الاختبار بعد التدريب (88٪). وقال الدكتور أدهم رشاد إسماعيل عبد المنعم، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "تشير هذه النتائج الأولية إلى أن برنامج رعاية وإدارة المستشفيات يساعد على سد الفجوات الحرجة في المعرفة التي من شأنها أن تسهم في تعزيز أداء المستشفيات نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة في اليمن."
ستكون الخطوات التالية لآلية التنسيق القطرية في اليمن هي إطلاق المرحلة الثانية من البرنامج بإضافة محورين أخريين حول إدارة الموارد البشرية والإدارة المالية. وسيبدأ هذا العمل في النصف الثاني من عام 2022، بدعم مستمر من البنك الدولي من خلال مشروع اليمن لرأس المال البشري الطارئ.