المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2020 | مرضى السرطان في اليمن - بين آلام المرض ومعاناة الحرب

مرضى السرطان في اليمن - بين آلام المرض ومعاناة الحرب

طباعة PDF

مريم وجميلة يتلقيان العلاج في مركز الأورام في عدن المدعوم من قبل منظمة الصحة العالميةمريم وجميلة يتلقيان العلاج في مركز الأورام في عدن المدعوم من قبل منظمة الصحة العالمية 

20 أيلول/سبتمبر 2020 - تتفاقم معاناة مرضى السرطان في اليمن نتيجة للنزاع الدائر والنزوح وانتشار الفقر والجوع.

نزحت جميلة البالغة من العمر 40 عاماً بسبب الصراع المسلح. وإضافة إلى معاناة النزوح، تعاني جميلة من مرض السرطان.

تقول جميلة، التي تتلقى علاج مرض السرطان مجاناً في أحد مراكز الأورام الذي تدعمها منظمة الصحة العالمية: "نعاني من صعوبة في تأمين الأدوية، خاصة في الوقت الحاضر. فقد اصبحت كلفتها مرتفعة جداً ولا املك ثمنها لأني بدون مصدر دخل"،

تسبب الصراع المستمر في اليمن في أكبر أزمة إنسانية من صنع الإنسان في العالم، وحرمان شعبه من الاحتياجات الأساسية مثل الرعاية الصحية. حيث يحتاج أكثر من 19.7 مليون شخص في 2020 إلى خدمات الرعاية الصحية، بينما نصف المرافق الصحية فقط تعمل. هناك أيضًا حوالي 1.5 مليون نازح يعانون من تدهور الظروف الانسانية.

وأدى انهيار الاقتصاد والقيود المفروضة على الاستيراد إلى ندرة الأدوية والمعدات الطبية التي تتوفر بديهياً في الدول الأخرى بحيث يتوفر العلاج إلا في خُمس (1/5) المرافق الصحية في اليمن.

وتقول مريم البالغة من العمر 60 عامًا والتي تتلقى العلاج في أحد مراكز الأورام المدعومة من قبل منظمة الصحة العالمية: "من أجل الوصول للعلاج نضطر الى السفر حوالي 350 كم. وقد ارتفعت تكلفة النقل بشكل كبير، ناهيك عن تكلفة الإقامة".

ويعاني ما يقرب من 35,000 شخص في اليمن حالياً من مرض السرطان، بينما يتم تشخيص 11,000 مريض كل عام. وفي 2016، تم إغلاق العديد من مراكز علاج مرض السرطان بسبب نقص في العاملين الصحيين والأدوية والمعدات، مما أدى إلى تمديد فترات الانتظار لتلقي العلاج. ويجبر المرضى على السفر من المحافظات الى المراكز المتاحة من أجل الحصول على العلاج المنقذ للحياة، وإلا فإن الألاف منهم سيكونون عرضة للموت الحتمي بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية.

وتقول مريم التي تخشى ألا يتمكن أطفالها يوماً ما من تأمين العلاج لها: " الكثير من أساسيات الحياة التي تعتبر أمرواً مفروغ منها في بلدان أخرى، تعد بعيده كل البعد عن متناول أيدينا في اليمن. ففي بلادنا، نكافح من أجل الحصول على الاحتياجات الأساسية، وحقنا في الوصول الى الصحة والحياة بات مهددا".

ويقول الدكتور عبد الوهاب النهمي، مسؤول الأمراض غير المعدية بمنظمة الصحة العالمية: "سيواجه المرضى في اليمن خطراً حقيقياً بالموت الوشيك والمؤلم ما لم يستمر الدعم الذي يمكننا من إنقاذ حياتهم."

تعمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها، بما في ذلك مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية ودولة الكويت على إعطاء الأولوية لشراء وتوفير الإمدادات لتغطية احتياجات العلاج المنقذة للحياة للمرضى الذين يعانون من حالات مزمنة ومميته بما في ذلك مرض السرطان. وقامت منظمة الصحة العالمية بدعم المركز الوطني للأورام بالعديد من الأدوية المضادة للسرطان وأدوية العلاج الكيميائي المنقذة للحياة. ويتم توزيع الأدوية المضادة للسرطان ضمن الدعم المقدم من المنظمة على سبعة مراكز للسرطان في جميع أنحاء البلاد، مما يساعد في إنقاذ حياة آلاف المرضى. كما قامت المنظمة بتوفير المسكنات مثل المورفين والفنتانيل التي تساعد على تخفيف ألم ومعاناة المرضى في المراحل المتقدمة من المرض.

كما تدعم منظمة الصحة العالمية ورش عمل حول التشخيص المبكر لسرطان الثدي، ودعم الصحة النفسية والدعم النفسي لمرضى السرطان. وبفضل الدعم السخي من الشركاء، أعيد فتح جميع مراكز علاج السرطان في الوقت الحاضر لتقديم الرعاية لمرضى السرطان في جميع أنحاء البلاد. . بفضل الدعم السخي من الشركاء، أعيد فتح جميع مراكز علاج السرطان في الوقت الحاضر لتقديم الرعاية لمرضى السرطان في جميع أنحاء البلاد.

تقول مريم: "لولا تكفل منظمة الصحة العالمية بمصاريف علاجي، لكنت الآن في المنزل بانتظار الموت".

وتضيف: "آمل أن يستمر هذا الدعم من أجل أسرتي وأطفالي".