المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2018 | وجوه من الحديدة: مدنيون يعانون من الحرب والمرض والجوع

وجوه من الحديدة: مدنيون يعانون من الحرب والمرض والجوع

طباعة PDF

تفاقم الوضع في الحديدة- وهي واحدة من أشد المحافظات فقراً في اليمن- جراء الصراع الدموي الذي اندلع في منتصف يونيو الماضي. وتوقفت العديد من المرافق الصحية عن العمل فيما عَلَقَت بعض المرافق خدماتها بسبب المشاكل الأمنية. وتضررت أنظمة المياه والصرف الصحي، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه مثل الكوليرا. كما تنعدم خدمات الكهرباء في معظم المناطق وهو الأمر الذي يؤثر على استمرارية المرافق الصحية والمستشفيات. وتحت ضغط أعمال العنف وارتفاع درجة الحرارة وانتشار الأمراض، تزداد الاحتياجات الصحية بشكل كبير.

وفيما اضطر العديد من السكان للفرار من الحديدة إلى محافظات مجاورة بما فيها صنعاء وإب وذمار، قرر بعضهم العودة مرة أخرى لديارهم والمخاطرة بحياتهم بسبب عدم قدرتهم على تحمل أعباء النزوح. ولا تقتصر معاناة هؤلاء على الظروف المعيشية السيئة، فالعديد يعانون من الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والسكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان إضافة للأمراض المعدية مثل الكوليرا.

1 / 9

سند، البالغ من العمر عاماً واحداً، يعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم وهو يتلقى العلاج المتخصص في مركز التغذية العلاجي في مستشفى الثورة في الحديدة. ومثل معظم عائلات المرضى، تواجه والدة سند صعوبة في شراء الأدوية أو توفير تكاليف المواصلات للمستشفى.

وتقول: "نصحوني بإحضار طفلي إلى هنا لتلقي العلاج والحصول على الحليب مجاناً. لم يعد بإمكاني إرضاع طفلي لأني أيضاً أعاني من سوء التغذية الحاد. لم يعد بمقدورنا تحمل تكاليف العلاج، خصوصاً بعد أن فقد زوجي عمله بسبب هذه الحرب".

تصوير: صادق الوصابي/ WHO

2 / 9

فيما يستمر مستشفى الثورة في الحديدة بالعمل لاستقبال الأعداد الكبيرة من المرضى، حيث يعتبر المستشفى المرجعي الأساسي بالنسبة للمرافق الصحية في المحافظة والمحافظات المجاورة، تتزايد الاحتياجات الصحية في هذا المستشفى. ولضمان استمرار العمل في المستشفى دون انقطاع، توفر منظمة الصحة العالمية الوقود (٥٠٠٠٠ لتر شهرياً) والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية وسيارات الإسعاف للمستشفى. ويعاني معظم المرضى المرتادين لهذا المرفق الحيوي من الفقر الشديد وعدم القدرة على تحمل تكاليف الرسوم الرمزية البسيطة للاستشارات الطبية أو الفحص المخبري. ويتم إحالة العديد من المرضى لمستشفى الثورة من قبل المرافق والمراكز الصحية في المدينة والمديريات الأخرى ولكنهم يعانون من صعوبة توفير تكاليف المواصلات.

تصوير: صادق الوصابي/ WHO

3 / 9

يعيش محمد صغير في بيت صفيح خانق في مديرية الحالي بالحديدة، وهي أحد أشد المديريات تأثراً بوباء الكوليرا في البلد. فَقَد محمد ابنتيه بسبب مرض الكوليرا، فيما يعاني هو الآخر من الإسهال المائي الحاد بشكل متكرر. وفي الحي الذي يعيش فيه، تعطلت شبكة المياه ونظام الصرف الصحي وعادة ما يلجأ السكان في المنطقة إلى استخدام المياه غير الآمنة للشرب.

يقول محمد: " ليس بمقدورنا تحمل شراء المياه النظيفة للشرب. الخبز هو الشيء الوحيد الذي نتحصل عليه وأحياناً لا نستطيع حتى الحصول عليه".

تصوير: صادق الوصابي/ WHO

4 / 9

يعمل فريقان طبيان متحركان لتقديم الخدمات الصحية للنازحين في مدرستين بمديريتي الحوك والحالي في محافظة الحديدة بدعم من منظمة الصحة العالمية. ويحوي كل فريق على ٥ أشخاص- طبيب ممارس وأخصائي تحصين وصيدلي وممرضة وأخصائي تغذية. ويعمل الفريق في الميدان ثلاث مرات في الأسبوع لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية بما فيها الفحوصات الطبية والتحصين وخدمات الصحة الإنجابية. كما يوفر الفريق الأدوية والإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة. ويتم نقل الحالات التي تحتاج للإحالة للمستشفيات القريبة. ويعتبر الإسهال المائي والالتهابات الجلدية من أكثر الأمراض انتشاراً وسط النازحين.

تصوير: صادق الوصابي/ WHO

5 / 9

عبد الرحيم واحد من أكثر من ٥٠٠٠ مريض سرطان يتلقون الرعاية الطبية في مركز علاج الأورام في الحديدة والذي يواجه نقصاً مستمراً في الأدوية المضادة للسرطان وأدوية العلاج الكيميائي. تقول أم عبد الرحيم بأنها باعت العديد من ممتلكاتها البسيطة كي تتمكن من الاستمرار في علاج ابنها. وتقول: "حالياً، ليس لدينا أي خيار سوى استدانة المال لإحضار طفلي لهذا المكان. العلاج هنا مجاني لكني أحتاج القليل من المال للمواصلات والأدوية والفحوصات الطبية".

وعلى الرغم من الصراع الدموي في الحديدة، استمر المركز في فتح أبوابه لتوفير الخدمات للآلاف من مرضى السرطان لكن إدارة المركز تفيد بأنهم قد يضطرون إلى إغلاق المركز في حال عدم حصولهم على العلاجات الضرورية.

تصوير: صادق الوصابي/ WHO

6 / 9

تفاقمت محنة مرضى الأمراض المزمنة جراء عملية النزوح. عبدالله عُبيد، أحد سكان مديرية جبل راس في الحديدة، اضطر للهرب إلى محافظة إب مع ابنته التي تعاني من الفشل الكلوي. أحضر عبدالله ابنته إلى مركز الفشل الكلوي في مستشفى الثورة في إب لتلقي الجلسات المنتظمة غير أن جميع الأسِرة كانت مليئة بالمرضى، بما فيهم المرضى النازحين من تعز.

يقول عبدالله: "ناشدت إدارة المستشفى أن تجد لي حلاً لإنقاذ حياة ابنتي، حينها وفروا لنا جلسات غسيل كلوي في الليل بالمبنى القديم".

تصوير: صادق الوصابي/ WHO

7 / 9

تتعافى غزلان، البالغة من العمر ١٠ أشهر، من سوء التغذية الحاد الوخيم في مركز التغذية العلاجي في مستشفى الثورة بالحديدة. وعلى الرغم من التحديات الأمنية والهجوم الأخير على بوابة مستشفى الثورة، استمر المركز في فتح أبوابه لاستقبال الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم المصاحب لمضاعفات طبية. وحالياً، يستمر المركز في العمل على مدار الساعة لتقديم العلاج المتخصص للأطفال المحتاجين.

وتوضح سامية جردي، وهي إحدى الممرضات في المركز: "لم نغلق أبواب المركز مطلقاً حتى في خضم الصراع. واجهنا العديد من اللحظات المخيفة لكننا بقينا هنا لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال".

تصوير: صادق الوصابي/ WHO

8 / 9

عدد من مرضى الكوليرا يتلقون العلاج في إحدى مراكز علاج الإسهال في مديرية الحالي بالحديدة، حيث سُجلت العديد من حالات الكوليرا المؤكدة مخبرياً. ويعاني معظم هؤلاء المرضى من انعدام خدمات الإصحاح البيئي وعدم القدرة على شراء المياه النظيفة. ولمكافحة وباء الكوليرا والوقاية منه، تدعم منظمة الصحة العالمية عدداً من مراكز علاج الإسهال وزوايا علاج الجفاف عن طريق الإرواء الفموي في الحديدة من خلال توفير الأدوية والمستلزمات الطبية والحوافز المالية للعاملين الصحيين لضمان استمرار الخدمات الصحية دون انقطاع لمرضى الكوليرا/ الإسهال المائي الحاد.

تصوير: صادق الوصابي/ WHO

9 / 9

اضطرت حنين، تسعة أعوام، للهرب مع عائلتها من مديرية منظر في الحديدة، حيث تدور اشتباكات عنيفة على الأرض. والآن تعيش حنين مع عائلتها في إحدى المدارس المضيفة داخل مدينة الحديدة. وعلى الرغم من الظروف المعيشية القاسية، تُظهر حنين قوة تحمل كبيرة، وتقضي وقتها في اللعب مع الأطفال الذين يشاركوها نفس رحلة المعاناة مع النزوح.

تقول حنين: "لا أستطيع نسيان أصوات الانفجارات المرعبة قرب بيتنا، وحتى الآن ما أزال أسمع هذه الأصوات في المنام. أنا سعيدة بأني تمكنت من الهرب بسلام لكني أفتقد كثيراً لبيتي ومدرستي".

تصوير: صادق الوصابي/ WHO