12 أيار/ مايو 2025
سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، حفظها الله،
الضيوف الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني أن أشارك معكم في هذا المنتدى الرفيع، الذي يجسد التزامًا راسخًا من مملكة البحرين، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الصحة العالمية، بالإتاحة المنصفة للأدوية الأساسية، والارتقاء بصناعة المستحضرات الصيدلانية واللقاحات في ربوع إقليمنا.
وأود أن أشيد، مع خالص التقدير، بالدور الريادي لمملكة البحرين وجامعة الدول العربية في تضمين مبادئ جوهرية ضمن إعلان البحرين الصادر عن القمة العربية الثالثة والثلاثين، التي تستهدف الارتقاء بالرعاية الصحية للمجتمعات المتأثرة بالنزاعات، وتيسير سبل الحصول على الأدوية والعلاجات الأساسية، وتعزيز قدرة الصمود لدى صناعة الأدوية واللقاحات في أرجاء الإقليم.
ولطالما كان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نصيرًا للنهوض بالصحة في منطقتنا العربية - حيث دعا جلالته إلى تحقيق الاعتماد على الذات إقليميًا في مجال الأدوية وإنتاج اللقاحات.
السيدات والسادة،
تواجه النظم الصحية في شتى أنحاء إقليم شرق المتوسط تحديات بالغة الخطورة، لا سيما في الأوضاع المتضررة من النزاعات، إذ يقوض غياب الإنصاف في الحصول على الأدوية الأساسية جهود الحفاظ على الأمن الصحي الإقليمي.
وتتجلى العقبات الرئيسية التي تعترض سبيل نظمنا الصحية في شح الكوادر الماهرة، وقصور البنية التحتية، وتفتت البيئات التنظيمية. وعلاوةً على ذلك، لا يمكن ضمان جودة الأدوية أو مأمونيتها باستمرار في العديد من البلدان.
ولا يزال الإنتاج المحلي محدود النطاق، وخصوصًا فيما يتعلق باللقاحات والمواد المتماثلة بيولوجيًا والمنتجات البيولوجية الأخرى. وتعاني البحوث من
شح التمويل، في حين أن الاعتماد على الواردات يجعل سلاسل الإمداد عرضةً للاضطراب، ويزيد الأعباء المالية، ويوجه القيمة الاقتصادية إلى الخارج.
وفي الوقت ذاته، تفتقر مرافق الصحة العامة إلى ما يقرب من نصف الكمية اللازمة من الأدوية الأساسية المنخفضة التكلفة. وهناك الملايين من الناس الذين يضطرون إلى الإنفاق من أموالهم الخاصة، حتى لا يحرموا من العلاج. وفي الأوضاع الهشة لا يتوافر كثير من الأدوية، حتى الأساسية منها.
واستجابةً لهذه التحديات الـملحة، أطلقت المنظمة مبادرةً إقليميةً بشأن توسيع نطاق الحصول المنصف على المنتجات الطبية، واستراتيجيةً لتعزيز الإنتاج المحلي للقاحات.
ونحن بدورنا ندعم الدول الأعضاء من خلال تقديم الخبرة التقنية، وتحسين الأطر التنظيمية، وتحديث سلاسل الإمداد، وتعزيز آليات الشراء المجمع لتعزيز الإنصاف والقدرة التفاوضية.
فقد حققت هيئة الدواء المصرية مستوى النضج الثالث للقاحات والأدوية.
ويعد تحقيق مستوى النضج الثالث وما فوقه شرطًا مسبقًا لمنظمة الصحة العالمية للاختبار المسبق لصلاحية اللقاحات، وهو ما سيضمن استدامة القدرة المحلية على إنتاج اللقاحات من خلال الوصول إلى الأسواق العالمية.
وحققت الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية مستوى النضج الرابع، وتعد حاليًا إحدى السلطات التنظيمية الوطنية الرائدة عالميًا في مجال الأدوية واللقاحات.
وتشارك كل من مصر وتونس في برنامج منظمة الصحة العالمية لنقل تكنولوجيا الرنا المرسال. وشرع المغرب في تصنيع اللقاحات من خلال شراكة مثمرة بين القطاعين العام والخاص، الأمر الذي يؤكد التزامه الراسخ بتعزيز القدرات المحلية لإنتاج اللقاحات.
وكل هذا تقدم يبعث فينا الأمل من جديد، ورغم ذلك، لا يزال الطريق أمامنا طويلًا.
إن حضور مصنعي المستحضرات الصيدلانية الدوليين والإقليميين في هذا المحفل اليوم يعكس زخمًا متناميًا نحو شراكات مثمرة بين القطاعين العام والخاص، يمكنها أن تدفع عجلة التغيير الحقيقي.
وإنني أتطلع بكل اهتمام إلى توثيق أواصر تعاوننا المشترك لضمان إتاحة أدوية ولقاحات أكثر وفرةً، وأعلى جودةً، وأكثر مأمونيةً للجميع في كل ربوع إقليمنا العزيز.