10 تشرين الأول/ أكتوبر - تضمنت الاجتماعات التقنية السابقة على اللجنة الإقليمية اليوم إطلاق المجلة الطبية البريطانية "العدد الخاص بالصحة العالمية حول الصحة من أجل السلام". واستنادًا إلى عمل المبادرة العالمية للصحة من أجل السلام، يوثق هذا العدد تجارب من جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية من أجل فهمٍ أفضل للعلاقة المعقدة بين الصحة وبناء السلام.
وقد بدأ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والذي له تاريخٌ طويلٌ في العمل في أوضاع صعبة، العمل على إقامة الروابط بين الصحة والسلام في عام 2019، بالشراكة مع وزارة الصحة في سلطنة عُمان والحكومة السويسرية. وفي وقت لاحق، جرى توسيع نطاق مبادرة الصحة من أجل السلام لتصبح المبادرة العالمية للصحة من أجل السلام، والتي تشمل جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية.
وقد ركزت المبادرة العالمية للصحة من أجل السلام باستمرار على الدعوة والتوعية وبناء القدرات وتعزيز الشراكات لدعم وضع البرامج والتدخلات على الصعيد القُطري. كما تهدف المبادرة إلى إعداد البيّنات من خلال البحوث والتحليل بشأن الصحة من أجل السلام على الصعيد العالمي.
إن العمل على تعزيز الصحة والعافية في الأماكن المتضررة من النزاعات والأوضاع الهشة والضعيفة - بدءًا من التفاوض بشأن الوصول إلى الفئات السكانية الضعيفة، وضمان تقديم الخدمات الأساسية في الأزمات، وإقامة حوار من أجل التخطيط والعمل المشترك، وتعزيز النظم الصحية - ظل مستمرًا لعقود.
توثيق التجارب
ويُعدُّ التوثيق عنصرًا أساسيًا من أجل فهم التحديات والفرص على نحو أفضل، والتعلم من التجارب السابقة لتوجيه العمل في المستقبل بصورة أفضل.
ويتضمن العدد الخاص من المجلة مشاركة لتجارب من البلدان المتضررة من النزاع والهشاشة وانعدام الأمن من سوريا إلى ميانمار، ويشمل ذلك بلدانًا في الأمريكتين وأفريقيا.
وتتمثل أحد أهداف هذه المبادرة في إعطاء قوة دافعة للتحول من العمل استجابةً لحالات الطوارئ إلى العمل من أجل السلام، وبالتالي تيسير تحقيق الأهداف المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ورؤية 2023 - الصحة للجميع وبالجميع، وبرنامج العمل العام الثالث عشر لمنظمة الصحة العالمية. وتسلط هذه العناصر الثلاثة الضوء على أهمية العمل بشأن الروابط بين الصحة والسلام لضمان تحقيق الصحة والرفاه للجميع، دون إغفال أحد. إن إعداد البيِّنات مثل تلك المقدمة في هذا العدد الخاص يُقرّبنا من هذه الأهداف.
فالسلام يُعدُّ أحد المُحددات الأساسية للصحة. ويُهدد غيابه بإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل النجاحات التي حُقِّقَت. وعلينا أن نتعلم كيفية تعظيم ما نتركه من أثر في أماكن تكتنفها التحديات، بما يضمن إسهام أعمالنا الرامية إلى تحسين الصحة والعافية في تحقيق السلام من خلال بناء القدرة على الصمود وتعزيزها، وتحسين التماسك الاجتماعي في ظل مبادئ الإنصاف والشمول، والمشاركة المجتمعية، والمسؤولية والقيادة على الصعيد المحلي.
ويُعد هذا العدد الخاص مساهمة مهمة مع عملنا من أجل عالمٍ أكثر عدلًا، ينعم فيه الجميع بالصحة والسلام.
الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس
يمكن الاطلاع على المقالات الافتتاحية والتعليقات والمقالات في العدد الخاص من المجلة الطبية البريطانية على الرابط: https://gh.bmj.com/content/7/Suppl_8