World Health Organization
منظمة الصحة العالمية
Organisation mondiale de la Santé

منظمة الصحة العالمية تعزز من جهود مكافحة سوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن

Print

يُلازم المرض الطفل شامخ منذ ولادته، ويعجز والديه على تحمل تكاليف المواصلات للمستشفى لتلقي العلاجيُلازم المرض الطفل شامخ منذ ولادته، ويعجز والديه على تحمل تكاليف المواصلات للمستشفى لتلقي العلاج

في غرفة الانتظار بمستشفى السبعين بصنعاء، تجلس إحدى الأمهات وهي تحتضن ابنتها ذات العشرة أشهر منعمة. كانت الرحلة من محافظة الجوف إلى صنعاء مرهقة للأم والطفلة التي تعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم وغيرها من المضاعفات الطبية بما فيها الالتهاب الرئوي والتهاب المعدة إضافة لالتهابات جلدية.

تقول أم منعمة: "لا أستطيع تحمل رؤية طفلتي وهي بهذا الشكل. لا توجد أم تتحمل ذلك. أعجز عن وصف شعوري ويأسي في كل مرة أرى طفلتي".

قبل زيارتها للمستشفى، كانت الطفلة منعمة تعاني بصمت لحوالي شهرين، ولم تتمكن من الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة بسبب ضعف جاهزية المراكز الصحية في محافظة الجوف.

"عندما أخذت ابنتي لإحدى المراكز الصحية في الجوف، أخبرنا الطبيب بأن منعمة تعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم وبأن التجهيزات اللازمة لعلاجها غير متوفرة، ونصحنا بأخذها إلى صنعاء".

وتوضح أم منعمة، وهي تحاول حبس دموعها، بأنهم غير قادرين على تحمل تكاليف المواصلات للمستشفى. "نحن بالكاد نستطيع تحمل تكاليف المعيشة. زوجي هو مجرد عامل والحصول على عمل هذه الأيام أقرب للمستحيل".

قصة منعمة هي واحدة من آلاف القصص. وحالياً، هناك حوالي 400,000 طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.

شامخ عبدالله، خمسة أشهر، هو الآخر يعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم، ويبلغ وزنه 4.2 كيلو جراماً؛ فيما الوزن الطبيعي لطفل بهذا العمر يصل إلى 6 أو 7 كيلو. تقول أم شامخ بأن المرض يلازم ابنها منذ ولادته. وما تزال العائلة غير قادرة على تحمل تكاليف المواصلات للمستشفى، لذا لجأت إلى الاستدانة لتتمكن من دفع تكاليف المواصلات للمستشفى لكنها فقدت الأمل في إمكانية تعافي الطفل.

"عندما وُلد شامخ، كان مريضاً للغاية. لم نستطع تحمل تكاليف وضعه في جهاز الحضانة. فزوجي يعمل موظفاً وبسبب هذه الحرب لم يتسلم راتبه منذ أكثر من عام".

وتستطرد أم شامخ وهي تنظر بحسرة لابنها: "شامخ ليس طفلنا الوحيد. لدينا طفلة أخرى عمرها سبعة أعوام وهي تعاني من مرض القلب ولا نمتلك المال لعلاجها هي الأخرى".

التكلفة المؤلمة للحرب الموجعة

منذ احتدام الصراع في مارس 2015، فقد العديد من اليمنيين وظائفهم. وفيما ارتفعت أسعار السلع والبضائع للضعف، فإن من فقدوا وظائفهم وجدوا أنفسهم محظوظين في حال تمكنوا من توفير وجبة واحدة في اليوم لأطفالهم. وقبل الحرب، كان يتم استيراد 80% من الأغذية، لكن بعد عامين بات حوالي 17 مليون شخص على شفا المجاعة، بما فيهم 1.8 مليون طفلاً يعانون من سوء التغذية.

ويقول الدكتور نيفيو زاغاريا، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "هذه الأرقام المخيفة توضح بأن اليمن على شفا المجاعة. منظمة الصحة العالمية تدعم وتكثف جهود الاستجابة في البلد من خلال تأسيس وتأهيل وتأثيث 20 مركزاً للتغذية العلاجية إضافة إلى 12 مركزاً تعمل بدعم منظمة الصحة العالمية".

ويضيف: "بعض المنظمات الدولية تابعت مأساة السكان في اليمن وقدمواً شيئاً. فقد تم توسيع نطاق جهود الاستجابة في 19 من أصل 22 محافظة بدعم من البنك الدولي والصندوق الإنساني المشترك ومكتب المساعدة الأمريكية الخارجية للكوارث".

استجابة منظمة الصحة العالمية

إضافة إلى إعادة بناء وتأهيل مراكز التغذية العلاجية، قامت منظمة الصحة العالمية بتوزيع 120 حزمة من مستلزمات الرعاية التغذوية العلاجية لجميع المراكز في اليمن، وهي تكفي لعلاج أكثر من 6000 حالة تعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم. كما تقوم المنظمة بتدريب العاملين الصحيين في هذه المراكز، وقد دربت حتى الآن 164 عاملاً صحياً في 10 محافظات متأثرة.

ويتعلق الأمر بالاستجابة وإعادة البناء، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى رصد وتقييم نوعية الرعاية المقدمة في هذه المراكز، مع التركيز على تدريب العاملين الصحيين بالوقت المناسب لضمان قدرة هذه المراكز على علاج حالات سوء التغذية بفعالية. وتُقدَم خدمات العلاج في هذه المراكز مجاناً حيث يتلقى المرضى الأدوية والحليب إضافة لخدمات التثقيف الصحي لمرافقي المريض.