Accueil

الجمهورية العربية السورية تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمنتجات الصيدلانية المنقذة للأرواح

Imprimer PDF

9 آب/أغسطس 2012، القاهرة، مصر – تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية وجود نقص حاد في الأدوية وسائر المنتجات الصيدلانية في الجمهورية العربية السورية جرّاء الأزمة الجارية فيها.

وقُبَيْل اندلاع الاضطرابات في شباط/فبراير 2011، كانت سورية تنتج محلياً 90% من احتياجاتها من الأدوية. غير أن العقوبات الاقتصادية، وانهيار قيمة العملة المحلية، وصعوبة تدبير العملات الصعبة، وزيادة تكاليف عمليات التشغيل الميدانية أثَّرت سلباً على إنتاج الأدوية وسائر المنتجات الصيدلانية.

كما أثَّر التصعيد الأخير في المواجهات على مصانع الإنتاج الصيدلاني في أرياف حلب وحمص وأرياف دمشق، حيث يتركَّز 90% من مصانع البلاد. وقد أغلق الكثير منها أبوابه جرّاء الصدامات الجارية، وارتفاع تكلفة الوقود، مما أدَّى إلى نقص حاد في الأدوية وغيرها من المنتجات الصيدلانية المنقذة للأرواح.

وتشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة السورية أن 52.7% من السكان كانوا قبل الاضطرابات يتلقّون المعالجة المضادة للأمراض الهضمية، والأمراض التنفسية، وأمراض القلب والأوعية، والكُلى وأمراض السرطان. ولايزال الكثيرون من هؤلاء المرضى يعتمدون على الأدوية المصنَّعة محلياً التي لم يَعُد بمقدورهم الآن الحصول عليها، ومن ثَمَّ فإن نقص هذه الأدوية ينذر بعواقب كارثية.

وقد وضحت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السورية الأدوية التي تمسُّ الحاجة إليها، والتي تشمل أدوية معالجة السل والتهاب الكبد وغيرها من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكّري، والثلاسيميا والسرطان وكذلك الأدوية الخاصة بمعالجة أمراض الكُلى.

وثَمَّة حاجة عاجلة للكواشف الكيميائية اللازمة لفحص الدم، وذلك لضمان سلامة ومأمونية الدم المستخدم في العمليات الجراحية والرعاية داخل المستشفيات.

ومنذ بداية الاضطرابات، عملت منظمة الصحة العالمية بتعاون وثيق مع وزارة الصحة، وجمعية الهلال الأحمر السورية وسائر الشركاء لتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة للحالات الحرجة والمزمنة بين السكان السوريين المتضررين من الأزمة. وقد تضمَّن هذا توفير عربات إسعاف، وإعادة تجديد وتجهيز أربع عيادات متنقلة، وتوفير أدوية وإمدادات طبية تكفي لمعالجة حوالي 700 ألف شخص.

ومع استمرار الأزمة، تدعو منظمة الصحة العالمية كافة الأطراف في سورية إلى تحمُّل مسؤولية حماية المرضى، والعاملين الصحيين والمنشآت الصحية، كما تدعو المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لسدّ الفجوة الحادة في إمدادات الأدوية داخل سورية.

وفي ظل وجود 120 ألف نازح سوري يقيمون حالياً وبصفة مؤقتة خارج بلادهم، فضلاً عن آلاف غيرهم قَيْد التسجيل، تدعو منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي للتوسُّع في الدعم ليشمل دول الجوار؛ الأردن ولبنان والعراق، لضمان إتاحة خدمات الرعاية الصحية الأساسية واستمرار الرعاية الطبية الباهظة التكاليف للحالات الصحية المقيمة بالمستشفيات مثل حالات الرعاية التلطيفية لمرضى السرطان (الأدوية المسكِّنة) وغيرها من الحالات المعقدة.

ولمواجهة هذا النقص الحاد في الأدوية التي تمسُّ الحاجة إليها تدعو منظمة الصحة العالمية إلى جمع إسهامات فورية تبلغ 17.5 مليون دولار أمريكي.