Accueil

اليوم العالمي لمكافحة السل

Imprimer PDF

يقترب موعد اليوم العالمي للسل هذا العام (24 آذار/مارس 2007) حاملاً معه المزيد من التحديات على الصعيدين العالمي والإقليمي في ظل بقاء هذا المرض القاتل الأول للبالغين بين جميع الأمراض السارية (المعدية).

يحصد مرض السل أرواح مليونَيْ شخص كل عام على الصعيد العالمي يصل نصيب إقليم شرق المتوسط منهم مئة وأحد عشر ألف وفاة من الممكن تماماً تجنُّب وقوعها بمداخلات وقائية وعلاجية متاحة ومحتملة التكلفة، كما يقدَّر أن حوالي 560 ألف شخص يصابون بالسل كل عام في هذا الإقليم.

ويظل ضعف الاكتشاف المبكر لحالات الإصابة المشكلة الرئيسية في الإقليم إذ لا تتعدى نسبة اكتشاف حالات السل 44% مبتـعدة كثيراً عن الهدف العالمي الذي أعلن عام 2005 وهو اكتشاف 70% من الحالات. فلم تتمكن سوى سبع بلدان بالإقليم من الوصول إلى هذا الهدف. ويتناقض هذا الوضع مع نجاح تسعة بلدان هي أفغانستان والعراق والأردن والجمهورية العربية السورية و تونس، والصومال، وعُمان، ولبنان، والمغرب، في الوفاء بالهدف العالمي المتعلق بمعالجة 85% من الحالات المكتشفة، واقتراب سائر البلدان من تحقيق الهدف نفسه بمتوسط 83%.

وبالنظر الى مشكلة اكتشاف الحالات‘ فإن خمسة من بلدان الاقليم فقط هي التي تمكنت من تحقيق المعدل المستهدف للاكتشاف والمعالجة معاً .

(( ما ظهر السل في بلد إلا انتشر)) هذا الشعار اللافت اختارته منظمة الصحة العالمية وعرّبه المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمناسبة اليوم العالمي للسل لهذا العام ليدق أجراس الخطر ويذكّر بعدة حقائق كما يصحح مفاهيم خاطئة طالما تعلقت بالأذهان حول السل.

يقول الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لشرق المتوسط: (( السل ليس مرضاً من الماضي وهو ليس مشكلة الفقراء فحسب، واكتشاف المرضى بالسل ومعالجتهم أمران لا تقع مسؤوليتهما على عاتق وزارات الصحة وحدها. فظهور هذا المرض في بقعة ما يعني إمكانية ظهوره في أي مكان آخر ولن يكون بمقدور السلطات الصحية وحدها اكتشاف الحالات وتوفير الرعاية الصحية حتى لو ضاعفت جهودها مرتين أو ثلاثة أضعاف. وليس لنا إلا الشراكة التعاونية الفعَّالة والقوية بين كل الجهات، لنحصل على القوة اللازمة لبلوغ جمهور عريض مـمَّن يعنيهم الأمر، وللتغلُّب على التحدِّيات التي تواجهنا، ولوضع حد نهائي للمعاناة من السل في هذا الإقليم )).

ويتـركَّز 95% من عبء مرض السل في تسعة بلدان بالإقليم هي باكستان و أفغانستان والصومال والسودان والمغرب ومصر والعراق وجمهورية إيران الإسلامية واليمن. وهنالك بلدان مثل جيبوتي تُعَدُّ من البلدان ذات أعلى معدلات الإصابة بالسل في العالم.

وتـتعاظم التحدِّيات أمام برامج مكافحة السل من جرَّاء تفاقم وباء العوز المناعي البشري HIV المسبِّـب للإيدز واتِّساع انتشار السل المقاوم للأدوية المتعدِّدة ربما في شكل سلٍ شديد المقاومة للأدوية المتعدِّدة والعوامل المضادة وهو شكل غير قابل للشفاء.

وتشير مسوحات أجريت في بلدان مثل مصر والأردن ولبنان وعُمان والجمهورية العربية السورية وتونس واليمن إلى اكتشاف السل المقاوم للأدوية بين مختلف المستويات، وفي شتى الأماكن مما يضحد المفهوم الخاطئ بأن السل مرض الفقراء فحسب.

وفضلاً عن كونه مشكلة صحة عمومية بالغة الخطورة يمثِّل السل مشكلة تنموية هامة، فالمرض يصيب صغار البالغين حتى أن نسبة تـتـراوح بين 70% و80% من حالات الإصابة تحدث في الفئة العمرية من 15 إلى 54 عاماً. وهي الفئة الأعلى إنتاجية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وأصحابها هم المسؤولون عن الإنفاق على ذويهم. ونظراً لأن الإصابة بالسل تعني سنوات طويلة من المرض وشهورٍ طويلة من العلاج (من 6 إلى 8 أشهر على الأقل)، فإن إنتاجية، ومن ثـَمَّ، دخول المصابين تـتأثـَّر سلباً، وقد يتعرَّضون لكوارث مالية من جرَّاء الإنفاق الصحي.

ويحدث ذلك على الرغم من توافر الرعاية لمرضى السل وامتدادها إلى كل بقعة في الإقليم من خلال استـراتيجية المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر (DOTS) المطبقة في بلدان الإقليم منذ عشر سنوات، ونجاح هذه الاستـراتيجية في اكتشاف مليونَيْ حالة بين عامَيْ 1996 و2005 ومعالجتها بنجاح.

وحالياً تغطِّي هذه الاستـراتيجية 97% من سكان الإقليم. وتعمل المنظمة على توسيع نطاق الرعاية الصحية لمرضى السل من خلال تبنِّي استـراتيجية جديدة لدحر السل، وهي مجموعة شاملة من أنشطة الرعاية الصحية التي تعتـبر امتداداً لاستـراتيجية DOTS وتـتألَّف من ستة عناصر هي: مواصلة التوسُّع في تطبيق أنشطة استـراتيجية DOTS العالية الجودة، ومواجهة مشكلة السل المقاوم للأدوية المتعدِّدة ومشكلة الارتباط بين السل والإيدز، وتعزيز النُظُم الصحية، وإشراك كافة مقدِّمي الرعاية الصحية في جهود المكافحة، وتمكين مرضى السل ومجتمعاتهم، وكذلك تعزيز البحوث الصحية.

وقد حدَّدت منظمة الصحة العالمية أهداف استـراتيجية أخرى إضافةً إلى هدف اكتشاف 70% من الحالات المصابة ومعالجة 85% من الحالات المكتشفة بحلول عام 2010 ، وهذه الأهداف هي: خفض العبء الإقليمي لمرضى السل إلى نصف ما كان عليه في التسعينات بحلول عام 2015. وخفض حالات الإصابة إلى أقل من 1 لكل مليون نسمة بحلول عام 2050.

وفي إطار تفعيل اليوم العالمي لمكافحة السل تشارك منظمة الصحة العالمية في فعاليات المؤتمر العلمي السنوي الخامس للجمعية السعودية للأمراض الصدرية الذي يعقد بالتزامن مع الاجتماع الإقليمي السادس والعشرين للاتحاد الدولي ضد السل وأمراض الرئة، ومنتدى التطورات الحديثة في مجال الرعاية التنفسية، وذلك فـي المـدة مـن 20 إلـى 22 آذار/مارس 2007 بالعاصمة السعودية الرياض.

ولن يقتصر نشاط منظمة الصحة العالمية خلال دعمها لبرامج مكافحة السل في دول الإقليم على ....... اليوم العالمي، بل إن نشاطها يمتد ليشمل العام كله واضعةً نصب عينيها أن الهدف الأساسي هو اكتشاف المزيد من حالات المرض لتقديم العلاج المناسب لها، وهذا هو الطريق الذي يوصِّلنا إلى تحقيق الأهداف العالمية.