World Health Organization
منظمة الصحة العالمية
Organisation mondiale de la Santé

تدريس اللغة الإنكليزية بكلية الطب، جامعة دمشق

Print

PDF version

قاسم طه السارة

الخلاصة: تولي منظمة الصحة العالمية أهمية خاصة لإعداد وتدريب الموارد البشرية الصحية ولتحسين فرص وصولهم إلى المصادر العلمية الموثوقة والمحدَّثة، وتهدف هذه الدراسة إلى التعرُّف على قدرات طلاب الطب في جامعة دمشق على الاستفادة من مصادر المعلومات المتاحة باللغة الإنكليزية، ولاسيَّما أنهم يدرسون العلوم الطبية باللغة العربية، ويخصّصون 4 ساعات كل أسبوع لدراسة اللغة الإنكليزية. وخلصت الدراسة إلى أن استفادة الطلاب من دراسة اللغة الإنكليزية محدودة جداً، وأن مستوى كفاءتهم في اللغة الإنكليزية بقي كما كان عليه منذ التحاقهم بالسنة الأولى للدراسة في الكلية (المستوى B1 المستخدم المستقل وفقاً للإطار الأوروبي العام) واستمروا على ذلك المستوى حتى تخرجهم. إن هذه النتيجة توضِّح ضرورة تعديل منهج تدريس اللغة الإنكليزية في كلية الطب، جامعة دمشق. وللدراسة جوانب مهمة للتعرُّف على دور أساتذة اللغة الإنكليزية وعلى تأهيل الطلاب للوصول إلى المعلومات ولاجتياز الامتحانات الدولية.

Teaching English at Damascus University Medical School

ABSTRACT The World Health Organization gives special attention to developing and training human resources and improving their accessibility to reliable and updated scientific resources. This study aims to determine the ability of students in Damascus University Medical School to benefit from English sources of information: they study medical sciences in Arabic but 4 hours per week are allocated for the study of English. The study shows that the benefit to the students from these classes is minor: their proficiency remains at level B1 (according to the General European Framework). This makes it essential to modify the English classes. It is important to determine the role of medical sciences teachers and to qualify students to be able to pass international examinations.

Enseignement de l’anglais à la faculté de médecine de Damas

RÉSUMÉ L’Organisation mondiale de la santé accorde une attention particulière à la valorisation et à la formation des ressources humaines ainsi qu’à l’amélioration de leurs possibilités d’accès à des ressources scientifiques fiables et actualisées. Cette étude vise à déterminer la capacité des étudiants de la faculté de médecine de Damas à tirer parti des sources d’information en anglais. En effet, l’enseignement de la médecine leur est dispensé en arabe, mais quatre heures par semaine sont consacrées à la langue anglaise. Cette étude montre que les étudiants ne retirent pas un grand bénéfice de ces cours : leur maîtrise de la langue ne dépasse pas le niveau B1 (selon le Cadre européen commun de référence). Changer les cours d’anglais est donc indispensable. Il est important de définir le rôle des professeurs de médecine et de permettre aux étudiants d’acquérir les compétences requises pour réussir des examens internationaux.

قسم الإعلام الطبي والصحي، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، القاهرة، مصر
(البريد الإلكتروني: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it )
الاستلام: 08/10/05، القبول: 08/10/13

K. Sara. Health & Biomedical Information Unit, World Health Organization Regional Office for the Eastern Mediterranean, Cairo, Egypt.
EMHJ, 2009, 15(3): 653-664 


1- مقدمة

يعرض هذا التقرير نتائج البحث الذي أُجري لبرنامج تعليم اللغة الإنكليزية في كلية الطب، جامعة دمشق. وقد أُجري هذا البحث بإشراف منظمة الصحة العالمية و المجلس الثقافي البريطاني في سورية وعمادة الكلية.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية السلطة المسؤولة عن تنسيق الأنشطة المتعلقة بالصحة في منظومة الأمم المتحدة، وأحد أهدافها الاستـراتيجية تحسين مهارات التواصل بين العاملين الصحيِّـين. وقد سعت المنظمة إلى تنفيذ مشروع ارتيادي في سورية لوضع استـراتيجيات لتقييم تلك المهارات. ويعتبر هذا البحث المرحلة الأولى لهذا المشروع الارتيادي. وقد حرصت المنظمة على تنفيذ المشروع في سورية نظراً لأن العلوم الطبية والصحية لاتزال تُدرَّس فيها باللغة العربية، ولأن الدروس المستفادة من هذا المشروع سيسهل نقلها إلى بلدان أخرى. كما حرصت المنظمة على الشراكة مع المجلس البريطاني في هذا المشروع، نظراً لأن للمجلس البريطاني نشاطاً في بلدان الشرق الأوسط.

ويوضِّح هذا التقرير المعلومات الأساسية للبحث الذي أُجري في سورية، والمنهجية المتَّبعة فيه، والأساس المنطقي له، ونتائج البحث وتحليل النتائج. كما يعرض التقرير مجموعة من التوصيات التي تعتبر دليلاً إرشادياً للمنظمة ولكلية الطب والمهتمين بالتعليم العالي في البلدان العربية بشكل عام حول كيفية تحسين طُرُق تعليم وتعلُّم اللغة الإنكليزية في كليات الطب والعلوم الصحية.

2. المعلومات الأساسية

عُقد في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 اجتماع في كلية الطب،جامعة دمشق، شارك فيه عمادة الكلية، والمستشار الإقليمي للإعلام الطبي والصحي، بالمنظمة، و نائب مدير المجلس البريطاني في سورية. وكان الهدف من الاجتماع تنفيذ مشروع ارتيادي في كلية الطب لتقييم وتحسين مهارات التواصل وإتقان اللغة الإنكليزية لدى الطلاب، وتأثيره على الالتحاق ببرامج الدراسات العليا وعلى إجرائهم لمزيد من البحث عن المعلومات عن طريق الإنتـرنت أو التعلُّم عن بُعد. وقد اتَّفق المجتمعون على تحديد مستوى النظام الدولي لاختبارات اللغة الإنكليزية بوصفه المستوى المطلوب بلوغه من قِبَل الطلاب لدى استكمالهم درجاتهم العلمية في الطب. واتفقوا على منهجية البحث.

3. منهجية البحث

1.3 الطلاب

هدفت منهجية البحث إلى فهم منحنى مستوى الطلاب وخبرتهم في اللغة الإنكليزية، وذلك بتنظيم امتحان لتحديد مستوى الطلاب لنسبة 10% من الطلاب (حوالي 50 طالباً) من كل عام دراسي، وذلك باستخدام اختبار تحديد المستوى الخاص بالمجلس الثقافي البريطاني، والذي يتوافق مع الإطار الأوروبي العام. فمن شأن هذا الاختبار أن يقدِّم بعض المعطيات الكمية.

كما اتُّفق على تنظيم فِرَق مناقشة مع عينة من الطلاب من كل سنة دراسية، بُغْيَة الحصول على معطيات وصفية حول خبرة الطلاب في تعلُّم اللغة الإنكليزية. ولضمان أن تكون عينات الطلاب ممثلة لجميع الطلاب، وقد تم انتقاء الطلاب عشوائياً من قِبَل عمادة الكلية.

أهداف فِرَق المناقشة

المدة

ساعة إلى ساعة ونصف لكل فريق مناقشة.

المشاركون

المكان

عُقدت جميع اجتماعات فِرَق المناقشة في كلية الطب.

2.3 المدرِّسون

وبُغْيَة فهم مستوى اللغة والقدرة على التدريس لدى مدرِّسي اللغة الإنكليزية الأربعة في الكلية اتُّفق على إجراء اختبار تحديد المستوى لكل مدرس، مع ملاحظة كل مِّدرس بشكل رسمي أثناء تدريسه محاضرتين. أما بالنسبة للسنة الثالثة في الكلية حيث يتم تدريس عدد محدود من المواد الطبية باللغة الإنكليزية، فقد اقترح ملاحظة ثلاثة من هذه الدروس. إضافة إلى ذلك، اقترح مقابلة المدرِّسين لاستطلاع مؤهلاتهم وخبراتهم في تدريس اللغة الإنكليزية.

أغراض المقابلات للمدرِّسين

المدة

ساعة واحدة لكل مقابلة.

المشاركون

تاريخ ومكان المقابلة

تمت جميع المقابلات في المجلس البريطاني في المدة 8 إلى 14 أيار/مايو 2007.

كما اتفق على إجراء اختبار لتحديد مستوى عدد من أساتذة الكلية، لقياس قدراتهم على الوصول إلى النصوص الإنكليزية المستخدمة في البحوث، وقدرتهم على متابعة التطورات الحديثة في مجالهم.

3.3 هيكل المناهج والمقررات الدراسية

اتفق الباحثون عل أن يقوم المجلس البريطاني بمراجعة هيكل المقررات الدراسية الحالية، لتحديد المجالات التي يمكن تحسينها. ويمكن القيام بذلك عن طريق المعلومات التي تُجمع من الطلاب والمدرِّسين ومن مراجعة مواد التعليم.

وقد صُمِّم الهيكل البحثي المذكور لتمكين المجلس البريطاني من إعداد مقترح للمرحلة الثانية التي ستشمل ما يلي:

4. النتائج

1.4 تعريف الإطار الأوروبي العام

يتوافق امتحان المجلس البريطاني لتحديد المستوى مع الإطار الأوروبي العام. وهذا الإطار أداة مهنية أعدها المجلس الأوروبي من أجل وضع معايير واضحة يمكن تحقيقها في مختلف مستويات تعلم اللغة، وهو حصيلة بحوث استمرت عشر سنوات. ويمثل هذا الإطار كذلك نموذجاً مفصّلاً لوصف وتنظيم استخدام اللغة ومختلف أنماط المعارف والمهارات اللازمة، مما يتيح سهولة المقارنة بين المعايير المختلفة على المستوى الدولي. ومن المقرر استخدام هذا الإطار كأساس عام لوضع المناهج والمقررات، وتحديد الاختبارات والمؤهلات، وللتدريب وتصميم الاختبارات.

ويحدد الإطار الأوروبي العام ثلاث مراحل رئيسية لمستوى الكفاءة في اللغة: المستوى A (للمستخدم الأساسي)، المستوى B (للمستخدم المستقل)، المستوى C (للمستخدم المتقن). وتُقسَّم كل مرحلة إلى مستويين: A1، A2، B1، B2، C1، C2. وقد صُمِّم هذا المقياس العالمي للاستخدام مع أية لغة، مما ييسر استخدام هذا المقياس في جميع اللغات وفي مختلف البلدان. ويترافق مع كل مستوى وصف مفصل لما يمكن لكل دارس أن يقوم به لاكتساب مختلف المهارات والاستراتيجيات، وممارساتها في مختلف مواقف الحياة الواقعية. ويوضَّح ذلك بشكل جلي في قوائم ((ما يمكن عمله)) في الإطار الأوروبي العام. ويبين الجدول التالي المقياس العالمي للإطار الأوروبي العام الذي يستند إليه اختبار تحديد المستوى للمجلس البريطاني.

المستويات المرجعية العالمية العامة لتعلُّم اللغات، المحدَّدة في الإطار الأوروبي العام والمعتمدة من قِبَل المجلس الثقافي البريطاني

المستخدم الـمُتْقِن C2 يمكن أن يفهم بسهولة كل ما يسمعه أو يقرأه. ويمكنه أن يلخِّص المعلومات الآتية من مصادر مكتوبة أو منطوقة، وأن يعيد بناء المناقشات بطريقة متناسقة. ويمكنه التعبير عن نفسه تلقائياً، بطلاقة ودقة عاليتَيْن، وأن يفرق بين الظلال الدقيقة للمعاني حتى في الأوضاع الأكثر تعقيداً.

C1 يمكنه أن يفهم طيفاً عريضاً من النصوص الطويلة التي تتطلَّب جهداً لفهمها، وأن يدرك المعنى الضمني للنص. ويمكنه التعبير عن نفسه بطلاقة وتلقائية دون بحث كثير عن الجمل والتعبيرات. ويمكنه كذلك أن يستخدم اللغة بمرونة وفعالية للأغراض الاجتماعية والأكاديمية والمهنية. وبمقدوره أن يكتب نصوصاً واضحة وجيدة الصياغة ومفصلة حول مواضيع معقَّدة، وأن يُظهر مهارة في استخدام التراكيب المختلفة للجمل وأدوات الربط وأدوات تناسق النص.

المستخدم المستقل B2 يمكنه أن يفهم الأفكار الرئيسية للنصوص المعقَّدة حول مواضيع ملموسة أو مجردة، بما في ذلك المناقشات التقنية في مجال تخصُّصه. ويمكنه أن يتفاعل بسهولة مع أهل اللغة بدرجة من الطلاقة والتلقائية، دون عناء من أيٍّ من الطرفين. وبمقدوره كذلك أن يكتب نصوصاً واضحة ومفصلة حول طيف عريض من المواضيع، وأن يشرح وجهة نظره حول موضوع محدَّد، وأن يحدِّد مزايا ومساوئ خيارات متنوعة.

B1 يمكنه أن يفهم النقاط الرئيسية لنصوص معيارية واضحة حول أمور مألوفة يصادفها عادة في العمل أو المدرسة أو في أماكن قضاء وقت الفراغ، وما إلى ذلك. ويمكنه أن يتعامل مع معظم الأوضاع التي من الأرجح أن يصادفها أثناء السفر في مكان يتحدَّث فيه الناس هذه اللغة. ويمكنه كذلك أن يكتب نصوصاً بسيطة ومترابطة حول مواضيع مألوفة أو تنال اهتمامه الشخصي. كما يمكنه أن يصف التجارب والأحداث التي يصادفها، وأن يعبِّر عن أحلامه وآماله وتطلعاته، وأن يعبِّر بإيجاز عن أسباب ومبررات خياراته وخططه.

المستخدم المبتدئ A2 يمكنه أن يفهم الجمل والتعبيرات التي يتكرَّر استعمالها في المجالات ذات العلاقة المباشرة به (مثل المعلومات الشخصية الأساسية عنه وعن أسرته، وعن التسوُّق والجغرافية المحلية، والعمل). كما يمكنه التواصل حول المهام الروتينية والبسيطة التي تتطلَّب تبادلاً بسيطاً ومباشراً للمعلومات حول أمور مألوفة وروتينية. ويمكنه كذلك أن يقدِّم بألفاظ بسيطة معلومات أساسية عن نفسه وعن البيئة المباشرة المحيطة به، وعن الأمور المتصلة بمجالات احتياجاته المباشرة.

A1 يمكنه فهم واستخدام التعبيرات اليومية الشائعة والتراكيب الأساسية جداً التي تلبـِّي احتياجات ملموسة. كما يمكنه أن يقدِّم نفسه والآخرين، وأن يطرح ويجيب عن أسئلة حول المعلومات الشخصية، مثل مكان سكنه، والناس الذين يعرفهم، والأشياء التي يمتلكها. ويمكنه كذلك أن يتفاعل بطريقة مبسطة، شريطة أن يتحدث ويحادث ببطء ووضوح، وأن يكون محادثه مستعداً لمساعدته.

2.4 الربط بين أحراز (درجات) النظام الدولي لاختبارات اللغة الإنكليزية وبين الإطار الأوروبي العام لمجلس أوروبا

يبين الرسم التخطيطي الوارد أدناه العلاقة بين أحراز (درجات) النظام الدولي لاختبارات اللغة الإنكليزية وبين مستويات الإطار الأوروبي العام. تعتمد هذه العلاقة على تزايد حجم البحوث، وتقترن بالخبرات المعتمدة الطويلة في الاختبارات في إطار التعليم والمجتمع، كما تعتمد على المعلومات المرتجعة من طيف كبير من المعنيين بالاختبارات في ما يتعلق باستخدام نتائج الاختبارات لأغراض محددة.

النظام الدولي لاختبارات اللغة الإنكليزية الإطار الأوروبي العام
9 #
8 C2
7 C1
6 B2
5 B1
4 A2
3 A1

3.4 نتائج اختبارات تحديد مستوى الطلاب

تبين الرسومات البيانية التالية نتائج اختبارات تحديد مستوى الطلاب لكل سنة دراسية. وقد وُضعت نتائج الاختبارات التحريرية والشفوية في رسومات مستقلة حتى يتسنّى لنا التعرُّف بشكل أفضل على الأنماط المختلفة.

نتائج اختبارات تحديد مستوى الطلاب

4.4 نتائج مجموعات المناقشة مع الطلاب

آراء الطلاب تجاه الطرق الحالية لتدريس اللغة الإنكليزية في الكلية

لوحظ تشابه كبير بين الطلاب في السنوات الأكاديمية الخمس. فلم يتعامل الطلاب مع دروس اللغة الإنكليزية على أنها ذات أولوية، كما أفاد عدد من الطلاب بأنهم لا يحضرون هذه الدروس، لعدة أسباب، هي العدد الكبير للطلاب في حصص اللغة الإنكليزية، والشعور العام بأن الكتب المستخدمة ومستوى التدريس أقل من مستواهم في اللغة، وعدم وجود فرصة كبيرة لممارسة مهارات المحادثة. وفي ما يتعلق بتقييم الطلاب، فإنهم يرون أن بإمكانهم الحصول على درجات عالية دون مجهود كبير، إذ إن حفظ المصطلحات والمفردات يكفي للنجاح، برغم عدم حدوث أي تحسُّن في قدرتهم على التواصل باللغة الإنكليزية.

وبالنسبة لآراء الطلاب حول المدرِّسين، فيرى الطلاب أن مدرِّسيهم يتفاوتون في مستوى اللغة والقدرة على التدريس والنطق. وفي ما يخص التدريس، يرى الطلاب أن التدريس يتم بطريقة تقليدية ومملة. وقد ذكر طالب ((أن المدرس يطلب من أحد الطلاب أن يقرأ من الكتاب، وهذا هو الدرس)). وقال طالب آخر ((إن الطلاب يعرفون آلاف المفردات الطبية ولكن لا يستطيعون استخدامها)). وقد اقترح الطلاب التغيـيرات التالية لتحسين تدريس اللغة الإنكليزية في الكلية:

آراء الطلاب حول موارد اللغة الإنكليزية المتاحة في الكلية (الموارد المادية والموارد المتاحة على الإنتـرنت)

وقد أفاد الطلاب بوجود نقص في موارد اللغة الإنكليزية الجيدة، إضافةً إلى أن معظم الموارد المتاحة يعود تاريخها إلى ثمانينات القرن الماضي. كما أن حجرة الإنتـرنت نادراً ما تُستخدم، ويصعب حجزها، وأن المكتبة تفتقر إلى أمناء المكتبة المؤهَّلين الذين يمكنهم مساعدة الطلاب، وتفتقر كذلك إلى معدَّات التدريس والمواد السمعية الحديثة.

الدعم الخارجي وموارد اللغة الإنكليزية المتاحة

تبيَّن بوضوح أن الطلاب لا يبدأون التفكير الفعلي في تحسين لغتهم الإنكليزية إلا بعد التخرج. وعند ذلك يبذل بعضهم جهداً لقراءة الكتب أو المواد المنشورة على الإنتـرنت، أو يشتـركون في مكتبة، أو يحضرون دورات لتعلُّم اللغة الإنكليزية في مركز تدريس اللغة الإنكليزية للأغراض الخاصة، أو في المجلس البريطاني، أو في مركز تعليم الكبار. ولا يحاول الطلاب قبل هذه المرحلة تحسين مواردهم عن طريق الموارد الخارجية.

5.4 نتائج استطلاع الآراء حول الدروس والتدريس

كشفت ملاحظات الطلاب حول مدرسي اللغة الإنكليزية ما يلي:

لا تنطبق الملاحظات الواردة أعلاه على جميع مدرسي اللغة، فبعضهم أثبت قدرة فنية وتدريسية أفضل من غيره.

6.4 نتائج المقابلات مع المدرسين

الخلفية الأكاديمية والتدريبية العملية للمدرسين

من بين مدرِّسي اللغة الأربعة في الكلية، حصل اثنان منهم على دبلوم في التـربية من جامعة دمشق. أما المدرِّسان الآخران فقد حصلوا على تدريب في مركز تدريس اللغة للأغراض الخاصة في جامعة دمشق، وشاركوا أيضاً في حلقات دراسية تدريبية للمدرسين في جامعتَيْ دمشق وحلب، وشاهدوا غيرهم من المدرسين أثناء التدريس.

الموارد المستخدمة في إعداد الدروس

يعتمد المدرِّسون على المواد الواردة في كتاب التدريس، وأفاد بعض المدرسين بأنهم يبحثون عن مواد ذات صلة على الإنتـرنت وأنهم يتبادلون الآراء مع زملائهم. غير أن المدرسين يشعرون بأن الموارد المتاحة لهم عفا عليها الزمن ولا تناسب احتياجات الطلاب. كما يرى المدرِّسون أن هناك مشكلات تـتعلق بالتقيـيم، فأسئلة الامتحان بالغة السهولة مما لا يشجع الطلاب على حضور الدروس، نظراً لشعورهم بأنهم سيجتازون الامتحانات بغض النظر عن الحضور.

الموارد التي يشعر المدرسون بفائدتها لعملهم

7.4 هيكل المناهج والمقرر الدراسي

عدد ساعات تدريس اللغة الإنكليزية

يدرس طلاب السنتَيْن الأولى والثانية أربع ساعات أسبوعية. وتدرَّس هذه المقرَّرات من قِبَل مدرِّسين للغة الإنكليزية وليس من قِبَل إخصائيـِّين في مواد التدريس.

كما سيدرس طلاب السنوات الثالثة والرابعة والخامسة أيضاً أربع ساعات أسبوعية. ولاتركز الدراسة على تنمية مهارات اللغة الإنكليزية، وإنما يتم تدريس مواد تخصُّصية، مثل طب الأعصاب، باللغة الإنكليزية على يد أساتذة في الطب.

الكتب الدراسية

يستخدم طلاب السنة الأولى كتاب New English File Intermediate

أما طلاب السنة الثانية فيستخدمون كتاب Language of Medicine in English

وهو كتاب لناشر أمريكي. وهناك خطط لتغيـير الكتب. وأما طلاب السنوات الثالثة والرابعة والخامسة فلا يستخدمون كتاباً دراسياً، وإنما توزع عليهم نشرات من محاضري المواد التخصُّصية.

المقرَّر الدراسي

لا يوجد مقرر دراسي، ولا أهداف ولا نتائج للتعلم.

التقيـيم

يجري المدرِّسون للغة الإنكليزية بعض التقيـيم غير الرسمي أثناء وجود الطلاب في قاعة المحاضرات. وهذا الأمر يعتمد على الانطباع الشخصي ويواجه صعوبة بالغة في ظل وجود حوالي 500 طالب في المحاضرات. وعادةً ما يهتم الطلاب بالنجاح في الامتحانات وليس التقدُّم في مستوى اللغة. ويضع مركز تعليم اللغة للأغراض الخاصة اختبارات اللغة الإنكليزية لطلاب السنة الأولى، ولطلاب السنة الثانية أيضاً. غير أن الملاحظ أن حضور الطلاب للدروس بالغ الضعف، إذْ يحرص الطلاب على الحضور عندما يشعرون فقط بأن محتوى الدرس ذو صلة بالامتحانات، وهو أمر غير صحيح. فمعظم الامتحان ينصب على القواعد، فهو يختبر معرفة الطلاب بتـراكيب اللغة (عن طريق الاختيارات المتعددة) مع إيلاء أهمية قليلة للمعنى. كما يحتوي الاختبار على جزء صغير للمفردات، ويتم الاختبار عن طريق ملء المسافات الفارغة بالكلمات.

ولا يوجد في الاختبار شيء ذو علاقة مباشرة بكتاب الدراسة، ولا بالمهام التواصلية، وإنما ينصب التـركيز في المقام الأول على الدقة.

5. الاستنتاج

تبيَّن نتائج امتحان تحديد مستوى الطلاب صورة (( مسطحة )). فمعظم الطلاب في السنوات الخمس متـركِّزون في المستوى B1 (المستخدم المستقل). بالإضافة إلى ذلك، لا يبدو أي تحسُّن في مستوى اللغة مع تقدُّم الطلاب في السنوات الدراسية. وينم ذلك عن عدم استفادة الطلاب كما ينبغي من دروس اللغة في الكلية. ويُعزى ذلك إلى ضعف نسبة الحضور بسبـب تدنِّي جودة التدريس، وكبر حجم الفصول، وتعدُّد المستويات في الفصول؛

يتطلَّب تدريس اللغة الإنكليزية إجراء بعض التحسينات في الكم والكيف، مع توجيه عملية التدريس نحو تنمية مهارات الاتصال الفعلي وإجراء التقيـيم بناءً على ذلك. والواقع أن المقرَّرات الحالية تفتقد المنهج ولا تـركِّز على الاستخدام الفعلي للغة. ويؤدي ذلك إلى ضعف حضور الطلاب وضعف الدوافع لديهم؛

يتفاوت مستوى المدرِّسين في الكلية من حيث قدراتهم الفنية وخلفياتهم التدريبية والتعليمية. ومع ذلك، نجد أن التدريس الذي لاحظناه لم يكن على المستوى المطلوب، ولم يسهم في توفير بيئة تواصلية تـتيح للطلاب ممارسة اللغة الإنكليزية فيها؛

الموارد المتاحة للمدرِّسين والطلاب، للمساعدة في عملية التعلُّم شديدة المحدودية ومتخلفة.

6. التوصيات

التوصية الأولى:

يحتاج المدرِّسون في الكلية إلى مزيد من التطوير لمهاراتهم التدريسية. وتقترح الدراسة أن يحضر المدرسون مقرراً تمهيدياً لاختبار معارفهم التدريسية، ثم حضور اختبارات هذا المقرَّر المعتمدة من مركز كامبريدج لتعليم اللغة لمتحدِّثي اللغات الأخرى ESOL. على أن يغطي المقرَّر الدراسي والاختبار المواضيع والوحدات التدريبية التالية:

هذا المقرَّر الدراسي يعرِّف المدرِّسين بالنظرية الأساسية لتدريس اللغة الإنكليزية. ويمكن أن يلي ذلك حضور مقُررٍ كمبريدج لنيل شهادة تدريس اللغة الإنكليزية ICELT، والذي يتم تقيـيمه من قِبَل المدرسين أنفسهم. وينقسم مقرَّر كمبريدج لنيل شهادة تدريس اللغة الإنكليزية إلى وحدتَيْن تدريـبيتَيْن، هما:

الوحدة الأولى: لغة المدرِّسين:

يستكمل المدرِّسون 4 إلى 6 مهام مصمَّمة لتحسين استخدام اللغة لأغراض التدريس. ويعتمد عدد المهام على ما إذا كان الدارس سيحضر الوحدة الأولى فقط أم الوحدتَيْن الأولى والثانية معاً.

الوحدة الثانية: التدريس والمنهجية:

يقوم المدرِّسون بتخطيط وتدريس وتقيـيم أربعة دروس، ويتم تقيـيمها من قِبَل الموجِّه المسؤول عن المقرَّر الدراسي؛

يستكمل المدرِّسون أربعة واجبات دراسية كتابية.

التوصية الثانية:

إنشاء مركز لموارد اللغة الإنكليزية ذاتي الاستخدام في الكلية، يسهل استخدامه من قِبَل المدرسين والطلاب على السواء من أجل تطوير وتنمية قُدراتهم. وينبغي أن يشمل هذا المركز ما يلي: