المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2010 | اليوم العالمي للامتناع عن التبغ 2010

اليوم العالمي للامتناع عن التبغ 2010

طباعة PDF

عشية الاحتفاء باليوم العالمي للامتناع عن التبغ الذي يطرح موضوع التبغ والجنسين، حذّرت منظمة الصحة العالمية من تزايد استهداف شركات التبغ للنساء، وخاصةً في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض. وحذّرت المنظمة من تكرار ما فعلته شركات التبغ في منتصف الثمانينات عندما أدّت الدعايات والأنشطة التسويقية المكثفة لشركات التبغ إلى أن قفزت نسبة المدخنات في اليابان من حوالي 8% إلى أكثر من 18% في غضون بضع سنوات. وقد أظهر المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين الشباب أن استخدام الفتيات ما بين عمر 13-15 عاماً حول العالم للتبغ في تزايد وأن الفجوة بين الفتيات والفتيان أصبحت ضئيلة، وفي بعض الدول يدخن كثير من الفتيات الآن مثل الفتيان.

وتمثل النساء نحو 20% من المدخنين الذين يزيد عددهم على المليار مدخن حول العالم، وهذا الرقم في تزايد مستمر. كما أن نسبة استخدام المنتجات الأخرى للتبغ مثل الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين، تتزايد بين النساء في العديد من الدول، وخاصة في إقليم شرق المتوسط. وتحذِّر اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ من "تزايد التدخين والاستخدامات الأخرى للتبغ بين النساء والفتيات حول العالم".

وكما في سائر أنحاء العالم، فإن الفجوة بين تدخين الفتيات وتدخين الفتيان في بعض دول إقليم شرق المتوسط قد تضاءلت في السنوات الأخيرة، وارتفع استخدام التبغ بين النساء في دول الإقليم، وخاصةً بين الفتيات حيث تروِّج شركات التبغ القناعة بأن التدخين يحافظ على رشاقة المرأة ويجعلها أكثر جاذبية، وأن استخدام التبغ يمثِّل رمزاً لتحرُّر المرأة واستقلالها.

وتشهد نسبة تدخين الفتيات في سن الدراسة تزايداً سريعاً، حيث بلغت 19.5% في جمهورية إيران الإسلامية، و22.4% في الصومال، و26.8% في الجمهورية العربية السورية، و27.7% في الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية)، و54.1% في لبنان.

ويبلغ معدَّل التدخين بين النساء البالغات نسباً مرتفعة تصل إلى 10% في الأردن، و7% في لبنان، و6% في تونس واليمن.

كما يشهد إقليم شرق المتوسط ثاني أعلى معدَّل عالمي (9%) لاستخدام الفتيات لمنتجات أخرى للتبغ من غير السجائر، والتي تشمل الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين (الممضوغ أو المستنشق)، بنسبة تتجاوز 30% في لبنان، و20% في الأردن والجمهورية العربية السورية والإمارات العربية المتحدة والأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية).

ومع تغيُّر العادات الاجتماعية، أصبح المجتمع أكثر تقبُّلاً لاستخدام النساء للتبغ في كثير من الدول رغم وخامة مشكلة تدخين النساء، إذ تفيد الدراسات أن النساء أكثر استعداداً لإدمان النيكوتين من الرجال، مما يجعل إقلاعهن عن استخدام التبغ أصعب.

ويزيد استخدام الأم للتبغ من المخاطر الصحية والسلوكية بين الأطفال والرضّع، مثل اضطراب ضغط الدم، وانشقاق سقف الفم والشفة، وفقر الدم، ومغص الأطفال، وأزيز الصدر، ومشاكل الجهاز التنفسي، ومشاكل العين، والتخلف العقلي، واضطراب نقص الانتباه، والاضطرابات السلوكية ومشاكل النمو.

وتعاني النساء من وجه آخر لمشكلة التدخين هو كَونهن ضحايا للتدخين السلبي. فبالرغم من أن معظم المدخنين هم من الرجال، إلا أن كثيراً من الأطفال والنساء يتأثرون بالتدخين السلبي الذي يتسبب في وقوع 600 ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً على مستوى العالم، معظمها من النساء (64%). ويعيش الكثير من صغار السن في إقليم شرق المتوسط في منازل غير خالية من التدخين، وهم كذلك معرضون للتدخين السلبي في الأماكن العامة. والتدخين السلبي هو مزيج من الدخان الناتج عن احتـراق طرف السيجارة، والدخان الخارج من زفير المدخن. وهو يسبب سرطان الرئة لغير المدخنين، ويزيد من مخاطر التعرُّض لأمراض الشرايين التاجية، والمؤسف أن النساء غالباً ما تجد صعوبة في المطالبة بمكان خالٍ من التدخين، حتى داخل منازلهن.

كيف يتم استهداف النساء ؟

تمثل المرأة بالنسبة لصناعة التبغ، فرصة تسويق كبيرة بوصفها عميلاً محتملاً، لاسيّما في البلدان النامية حيث إن معدّلات التدخين بين النساء تُعَدُّ منخفضة في الوقت الحاضر. ويتم استخدام أسماء العلامات التجارية التي تروق للمرأة، واستحضار المعاني المحببة لها مثل استحضار الرشاقة واستحضار العطور والربط بين التدخين والرومانسية والسحر. كما تربط الإعلانات بين التدخين وبين المرأة العصرية الحرة وهي تستخدم صوراً مركبة تصوِّر نساء مليئات بالحيوية والرشاقة والجمال، وكذلك استخدام ألفاظ تجارية مضللة مثل "خفيف"، "خفيفة للغاية"، "قطران منخفض"، وتُقبل النساء على هذه الأنواع من السجائر أكثر من الرجال تبعاً للاعتقاد الخاطئ بأنها أكثر مأمونية.

وقد وجد المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين الشباب أن هناك مساحات كبيرة للإعلان عن التبغ في الإقليم سواء من خلال اللوحات الإعلانية، أو في الصحف والمجلات. كما وجد أن 15% من الذين تـتـراوح أعمارهم ما بين 13-15 عاماً في الإقليم لديه أحد الأغراض التي تحمل شعار لشركة تبغ أو سجائر، في حين عرض على 9% سجائر مجانية.

الحماية من التدخين السلبي

وتؤكِّد منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد مستوى آمن من التعرُّض للتدخين السلبي. ويحتاج النساء والأطفال إلى الحماية من التعرُّض للتدخين السلبي داخل المنازل والمدارس وأماكن العمل. وبالرغم من أن المرأة لا تملك عادة القدرة على المطالبة بمكان خالٍ من التدخين، حتى في منزلها، إلا أنه من الممكن توفير حماية إضافية من خلال منع التدخين على مستوى الدولة التزاماً باتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.