المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2008 | المستشفيات المأمونة من الكوارث الطبيعية

المستشفيات المأمونة من الكوارث الطبيعية

طباعة PDF

من منّا لا يتذكر أهوال (( تسونامي ))؛ أكبر كارثة طبيعية عرفتها البشرية منذ قرون؛ من منّا لم تمر بلده أو بلد مجاور له بزلزال مدمر؛ أو فيضان مكتسح أو إعصار لا يبقي ولا يذر؟

الكوارث الطبيعية واقع لا يمكن إيقافه أو منعه أو تغيـيره. والأهوال التي تخلفها أفظع من أن يتم احتواؤها. والمضارون كثرٌ من البشر وسائر الكائنات إلى المنشآت. ولإقليم شرق المتوسط نصيب وافر من هذه الكوارث مثل الزلزال الذي ضرب مصر عام 1992، والآخر الذي دك مدينة بام عام 2003، والثالث الذي دمر مدن باكستانية عديدة عام 2005، مروراً بالفيضانات التي يشهدها السودان، و(( سيكلون )) الذي ضرب عُمان 2007، أمثلة عديدة لكوارث تخلف تداعيات رهيبة، لعل من أصعبها تدمير المستشفيات والمنشآت الصحية التي يفترض أن تقدم الدعم والرعاية والعلاج للمضارين من هذه الكوارث، أو توقفها عن العمل لتوقف الإمدادات كالكهرباء ودمار الأجهزة ولعدم قدرة العاملين الصحيِّـين على العمل في هذه الأوضاع. بل وفي أحيان كثيرة لأنهم من المضارين بهذه الكوارث. وبدلاً من ذلك يصبح قاطنوها – من مرضى وعاملين صحيـين – بين الضحايا. ويفقد الآخرون رافداً من أهم روافد توفير الرعاية التي يحتاجونها.

العمل من أجل حماية المستشفيات من الكوارث هاجس جمع أمانة الاستـراتيجية الدولية للحد من الكوارث، التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي في جهد مشتـرك تبلور في إعداد حملة دولية ضخمة لحث كافة المعنيـين من حكومات وجهات مانحة ووكالات دولية ومنظمات أهلية ومهندسين وفنيـين على إيلاء المستشفيات الاهتمام الكافي، وضمان أن كل المستشفيات الجديدة تبنى وفق مقاييس ومستويات من المتانة والتجهيزات التي تقوي قدرتها على الاستمرار في أداء مهامها خلال الكوارث، وكذلك تنفيذ إجراءات من شأنها تقوية المستشفيات والمنشآت الصحية القائمة ولاسيَّما التي تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية.

وتستمر حملة (( حماية المستشفيات من الكوارث )) لمدة عامين بدءاً من موعد انطلاقها في 3 فبراير 2008 وحتى نهاية 2009.

(( لا تجعل المستشفى أحد ضحايا الكوارث ))

هكذا يوجه الدكتور علاء الدين علوان، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية السابق للعمل الصحي في أوقات الأزمات، النداء لكافة أقطاب المجتمع الدولي. ويضيف (( بينما تصل أنباء وقوع كارثة أو طارئة ما إلى أسماع المجتمع الدولي، تنصرف أفكارنا في الحال إلى العواقب الإنسانية؛ وفي مقدمتها مشاعر القلق على الحالة الصحية ومعافاة الشعوب التي حلت بها الكارثة. لقد عملت المنظمة لعقود طويلة على إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة إبان الأزمات. ومن بين الطرق التي اتبعتها لتحقيق ذلك تقوية قدرات ومتانة المنشآت الصحية والنُظُم الصحية والبلدان كي تمكن من إدارة الكوارث والتغلب عليها )).

وتنبع أهمية المنشآت الصحية من تعدد أدوارها فهي ليست مجرد مكان لإسعاف المرضى لكنها مركزاً لخدمات صحية حيوية مثل مختبرات الصحة العمومية وبنوك الدم ومراكز التأهيل الطبي والصيدليات. وهي تسهم في منح المجتمعات إحساساً بالأمن والمعافاة.

لقد كانت الكوارث الأخيرة مناسبة تنتبه السلطات إلى أهمية تعزيز كفاءة ومتانة منشآتها الصحية. مثلاً أدى زلزال بام عام 2003 إلى دمار مستشفيين بالمدينة لكنه لم ينل من هيكل إحدى المستشفيات التي كانت تحت الإنشاء في ذلك الوقت. لم يكن مؤكداً إذا كان نوع الحديد المستخدم هو الذي أنقذ الهيكل الجديد من الزلزال لكن دراسة تخطيط المبنى أدى إلى القيام بتعزيزات مؤثرة. ولم يعرف على وجه الدقة كلفة هذه التعزيزات، لكنها بكل تأكيد أقل من كلفة تبعات سقوط مستشفى أثناء كارثة طبيعية وهو ما يؤكد الجدوى الاقتصادية لتأمين متانة المستشفيات وقدرتها على تحمل الكوارث الطبيعية.

والمأمول أن تتمكن حملة (( حماية المستشفيات من الكوارث )) التي ستنطلق من مقر منظمة الصحة العالمية بالقاهرة في العاشرة من صباح الأحد 3 فبراير 2008، من إعطاء زخماً وقوة دفع في اتجاه الاهتمام بتقوية المنشآت على الأقل من خلال إقناع الحكومات والسلطات المعنية بحتمية التصميم السليم والتنفيذ الدقيق لمشروعات بناء المستشفيات بحيث تواكب مواصفات الأمن والمتانة ويكون بمقدورها تحمل تبعات الكوارث الطبيعية وسائر حالات الطوارئ التي يواجهها الإقليم من جراء الحروب والصراعات.

يفتـتح الاحتفال الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة والسكان، والسيد سلفاتو بريسينيو، مدير الاستـراتيجية الدولية للحد من الكوارث.