المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2007 | التـراخوما المسببة للعمى لاتـزال تهدِّد المجتمعات الأشد فقراً

التـراخوما المسببة للعمى لاتـزال تهدِّد المجتمعات الأشد فقراً

طباعة PDF

التـراخوما أحد أقدم الأمراض الـمُعدية في العالم، وهي المسبِّب الأول للعمى الذي يمكن توقِّيه. وتصيب التـراخوما أشد المجتمعات فقراً حول العالم، وهي مرض مُهمَل في المجتمعات الـمُهمَلة. ويقدر عدد المصابين بالتـراخوما في مرحلتها الـمُعدية اليوم بحوالي ستين مليون شخص، معظمهم من الأطفال دون سن العاشرة، إلى جانب ستة ملاييـن شخص في المرحلة المفضية إلى العمى، أكثرهم من النساء اللاتي تكتنفهن مخاطر فقد البصر المباشر وغير القابل للاستعادة. ويتوطن هذا المرض المجتمعات الأشد فقراً في خمسة وخمسين بلداً حول العالم. وأفريقيا هي أكثر قارات العالم تأثـُّراً بهذا المرض الذي يساعد على إطالة أجل حلقة الفقر التي لا نهاية بها، مسبباً للعمى، ومستنزفاً الموارد النفيسة في أفقر البلدان على هذه الأرض.

ويعقد تحالف منظمة الصحة العالمية المعني بالتخلُّص من التـراخوما المسبِّبة للعمى، بحلول عام 2020، اجتماعه السنوي في مقر المكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط، بالقاهرة، في المدة من 2 – 4 نيسان/إبريل 2007، بغرض رصد جهود التخلُّص من هذا المرض، والعمل كمنتدى لتبادل المعلومات والخبـرات حول هذا المرض، وسُبُل مكافحته، بيـن جميع الشركاء، كالبلدان التي يتوطنها المرض، والمنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، والمراكز البحثية، والمانحين، إضافةً إلى مؤسسات القطاع الخاص.

وقد تم توجيه الدعوة إلى السيدة الفاضلة سوزان مبارك، سيدة مصر الأولى، وصاحب السموّ الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز آل سعود، ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم أفريقيا، ووزراء صحة مصر والمغرب والسودان، ووزراء الإسكان، والبيئة، والتعاون الدولي في مصر، ووسائل الإعلام، لحضور المؤتمر.

ويتيح هذا الاجتماع الحادي عشر، الذي يتزامن مع الاحتفال بمرور عشر سنوات على إقامة التحالف، الفرصة لتسليط الضوء، إقليمياً، على أعمال التحالف، ولاسيما في إقليم شرق المتوسط، حيث نجحت دول عدة في هذا الإقليم في تحقيق تقدم كبير في اتجاه التخلص من التـراخوما المسبِّبة للعمى، وذلك من خلال الجهود الكبيرة في قطاع الصحة العمومية، مستفيدة من الاستـراتيجية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والمتمثلة في جراحة العيون المقلوبة، واستعمال المضادات الحيوية، ونظافة الوجه وتحسين البيئة، إلى جانب التنمية الشاملة في المجال الاجتماعي والاقتصادي.

وهذه هي الاستـراتيجية التي أقرتها منظمة الصحة العالمية وأثبتت فعاليتها في التخلُّص من التـراخوما المسبِّبة للعمى، وتتمثل عناصرها في إجراء الجراحة للوقاية من الإصابة بالعمى الوشيك، واستخدام المضادات الحيوية (في شكل مرهم التتـراسيكلين أو أخذ عقار أزيثروميسين عن طريق الفم) لعلاج الالتهاب، ونظافة الوجه، ولاسيما لدى الأطفال، لوقف سراية المرض وانتقاله إلى الأشقاء، أو إلى مقدمي الرعاية الطبية، وتحسين البيئة لتعزيز المحيط والبيئة الصحية، واستخدام المراحيض، وتوفير واستخدام المياه لأغراض النظافة الشخصية. وسيحضر الاجتماع الشركاء في تحالف منظمة الصحة العالمية المعني بالتخلُّص من التـراخوما في العالم بحلول عام 2020، ومشاركون من الدول الأعضاء، والخبراء الدوليون المعنيون بالتخلُّص من التـراخوما، فضلاً عن الوكالة الدولية للوقاية من العمى في إقليم شرق المتوسط، ومؤسسة إمباكت في إقليم شرق المتوسط، واليونيسف، والبرنامج الخليجي العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، والبنك الإسلامي للتنمية، ومركز كارتـر، والمبادرة الدولية المعنيَّة بالتـراخوما، والبعثة الدولية المسيحية للمكفوفين، والوكالة الدولية لإنقاذ البصر، والمنظمة الدولية للرؤية العالمية، ومؤسسة النور، ومؤسسة النور على العالم، ومنظمة الوقاية من العمى، ومؤسسة هيلين كيلر الدولية، وجميع المنظمات اللاحكومية الأخرى، والمراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية.

وسيتناول المشاركون التحدِّيات العديدة التي تواجه أنشطة مكافحة التـراخوما، والتي يأتي في طليعتها حالياً، القصور الشديد في الموارد المالية المتاحة لتنفيذ الاستـراتيجية على المستويات الوطنية والدولية على حدٍ سواء، بل والأدهى من ذلك، فإن التمويل حتى في حالة توافره يوجَّه إلى تغطية جزء من الاستـراتيجية فقط، مما يقلِّص من فعاليتها الكلية واستمرار تأثيرها النافع على المدى الطويل. والحق أن التـراخوما من الأمراض التي طالما أغفلناها بالرغم مما تسببه من إعاقة للنساء والأطفال في المجتمعات الفقيرة في البلدان النامية، وللشرائح السكانية الأكثر تعرُّضاً للمخاطر في البلدان التي تمر اقتصادياتها بمرحلة انتقالية.

وقد أوضح الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أنه (( ينبغي التعاطي مع قضية التخلُّص من التـراخوما المسبِّبة للعمى في إطار التخلُّص من الأسباب الجذرية للفقر المدقع نفسه، وفي إطار التضافر معاً للربط بين عملية التخلُّص من التـراخوما وعملية التنمية على المستويات الوطنية والإقليمية. فالتـراخوما لا تحظى بالأولوية الواجبة في العديد من البلدان الموطونة، بيد أنـنا يمكنـنا إعطاء دفعة لعملية التخلُّص من التـراخوما من خلال التخلُّص من وطأة الفقر، والربط بين التـراخوما وتحقيق المرامي الإنمائية للألفية، والمبادرات المجتمعية )).

ومن الجدير بالذكر أن العديد من البلدان الموطونة نجحت بالفعل في التخلُّص من التـراخوما، حيث تنفذ ثلاثة بلدان في إقليم شرق المتوسط، وما يربو على 40 بلداً في شتَّى بقاع العالم استـراتيجية جراحة العيون المقلوبة، واستعمال المضادات الحيوية، ونظافة الوجه، وتحسين البيئة، على مختلف المستويات وقد أحرز تقدُّم ملموس صَوْب التخلُّص من التـراخوما المسبِّبة للعمى، في العديد من الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط، من بينها جمهورية إيران الإسلامية، والمغرب، وعُمان، وفي الإقليم الأفريقي أثيوبيا، وجامبيا، وغانا، والنيجر، والسنغال، وتنـزانيا، وذلك بفضل مجموعة من جهود الصحة العمومية الكبرى، بما فيها تطبيق استـراتيجية منظمة الصحة العالمية المتمثـِّلة في جراحة الجفون المقلوبة، واستعمال المضادات الحيوية ونظافة الوجه وتحسين البيئة، والتنمية الاقتصادية الكلية.