المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2007 | توفير الدعم للمُضَارين نفسياً من الكوارث والصراعات

توفير الدعم للمُضَارين نفسياً من الكوارث والصراعات

طباعة PDF

أقرَّت 27 وكالة من وكالات الإغاثة الإنسانية الدولية، من بينها منظمة الصحة العالمية، ووكالات الأمم المتحدة المعنيَّة، والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، ومنظمات غير حكومية أخرى، مجموعة جديدة من الدلائل الإرشادية التي تـتناول الاحتياجات النفسية - الاجتماعية والعقلية للناجين من الصراعات والكوارث، بوصفها جزءاً من التصدِّي لهذه الطوارئ.

وهذه الدلائل الإرشادية الجديدة، التي أَعَدَّتها اللجنة الدائمة المشتـركة بين الوكالات، تؤكِّد بجلاء على أن حماية وتعزيز الصحة العقلية والنفسية - الاجتماعية هما مسؤولية وكالات الإغاثة الإنسانية والعاملين في هذا المجال. وليس كما كان مُتَعارفاً عليه حتى الآن، بين الكثيرين من المنخرطين في مجال التصدِّي للطوارئ من أن الصحة النفسية- الاجتماعية والعقلية هي مسؤولية الأطباء النفسانيـين وعلماء النفس وحدهم.

ويقول الدكتور عـلاء الديـن علـوان، المدير العام المساعد المعني بالعمل الصحي في الأزمات بمنظمة الصحة العالمية (( إن هذه الدلائل الإرشادية خطوة واسعة نحو توفير رعاية أفضل ودعم أقوى للناس، في المناطق التي أضيرت بالكوارث والصراعات في العالم قاطبة )).

وتـتسبَّب الصراعات والكوارث الطبيعية الأخيرة التي ضربت كلاً من أفغانستان، وإندونيسيا، وسريلانكا، والسودان وغيرها من البلدان، في معاناة نفسية شديدة على المدى القصير، يمكن – إن لم يتم التعامل معها على نحو مناسب - أن تؤدي إلى مشكلات عقلية ونفسية- اجتماعية طويلة المدى. ومن شأن هذا الوضع أن يهدِّد السلام والتنمية والحقوق الإنسانية للبشر. في حين أنه عندما توفر المجتمعاتُ ونُظُم الرعاية، ما يلزم من حماية ودعم، فإن معظم الأفراد الـمُضَارين يعودون إلى سابق عهدهم بقدر ملحوظ.

وفي الوقت الذي تـتأكَّد فيه هذه الحقيقة، فقد أكَّد أفراد عديدون من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، الحاجةَ إلى أسلوب متماسك ومنتظم، يمكن تطبيقه في حالات الطوارئ الكبرى. وما الدلائل الإرشادية الجديدة إلا محاولة لتخطِّي هذه الفجوة.

والجدير بالذكر، أنه قد تم نشر الدلائل الجديدة، من قِبَل اللجنة الدائمة المشتـركة بين الوكالات، وهي لجنة مسؤولة عن السياسة الإنسانية في العالم قاطبة، وتضمّ رؤساء وكالات الأمم المتحدة ذات العلاقة وسائر الوكالات المشتـركة بين الحكومات، وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، والمنظمات غير الحكومية.

وقد عكف على إعداد الدلائل الإرشادية فِرَق عمل من 27 وكالة من خلال عملية تشاركية عالية المستوى.

وعن ذلك يقول السيد جيم بيشوب، نائب رئيس وكالة أنـتـرأكشن للسياسة والممارسات الإنسانية، وهي رابطة المنظمات غير الحكومية الدولية التي تـتَّخذ من الولايات المتحدة مركزاً لها: (( لقد كانت صياغة الدلائل الإرشادية الجديدة جهداً مشتـركاً لطَيْفٍ واسعٍ من العاملين الأساسيـِّين في القطاعات المتعدِّدة للمعونة الإنسانية، وإننا لسعداء أن نرى هذا القدر من التعاون والالتـزام )).

وترسم هذه الدلائل الإرشادية، الخطوات الأساسية الأولى في مجال حماية وتعزيز الصحة العقلية والنفسية – الاجتماعية للناس في خضم الطوارئ. وهي تحدِّد الممارسات المفيدة، وتحذر من الممارسات ذات الأضرار المحتملة، وتوضح كيف يمكن لأساليب العمل المختلفة أن تـتضافر ويكمل أحدها الآخر.

ويضيف السيد روفيندريني مينيكدويلا، نائب مدير قسم خدمات الحماية الدولية بمكتب المفوضيَّة العليا للاّجئين بالأمم المتحدة (( أن الدلائل الإرشادية الجديدة تمثل خطوة كبرى للأمام، على طريق توفير حماية أفضل للصحة النفسية - الاجتماعية والعقلية للنازحين، وذلك باستخدام أسلوب متكامل وبالتعاون مع كافة الشركاء )).

وتركز الدلائل الإرشادية بوضوح على التدخلات وأشكال الدعم الاجتماعية. وهي تؤكِّد على أهمية البناء على الموارد المحلية مثل المدرسين، والعاملين الصحيِّين، والمطبـِّبين، والمجموعات النسوية، لتعزيز السواء النفسي - الاجتماعي. كما تـركِّز على تقوية الشبكات الاجتماعية، والبناء على الأساليب الراهنة التي يواجه من خلالها أفراد المجتمع معاناتهم الحياتية.

وتوجِّه الدلائل الإرشادية جانباً من اهتمامها، إلى إيلاء الحماية والرعاية للمتعايشين مع الاضطرابات النفسية الحادة، بما في ذلك الاضطرابات الحادة الناجمة عن الصدمات، وكذلك سُبُل توفير الإسعافات النفسية الأولية للذين يعانون معاناة شديدة.

ويمكن للطُرُق التي يتمُّ بها تقديم المساعدة الإنسانية، أن يكون لها بالغ الأثر على الصحة العقلية والنفسية - الاجتماعية للناس. وهذا ما تؤكِّده الدلائل الإرشادية الجديدة. فمعاملة الناجين بطريقة تحفظ عليهم كرامتهم، وتمكينُهم من المشاركة في تنفيذ وتنظيم جهود الدعم أثناء الطوارئ، أمورٌ بالغة الأهمية وبعيدة الأثر.

وكما هو معروف فإن تنسيق جهود دعم الصحة النفسية - الاجتماعية والعقلية أثناء حالات الطوارئ الكبرى، أمرٌ بالغ الصعوبة، في ظل انخراط عدد كبير من الوكالات في عمليات الإغاثة. فقد تغمر الفئات المضارة عشراتٌ من وكالات الإغاثة الخارجية، في حين يصبح من السهل تهميش مقدِّمي الرعاية النفسية والعقلية المحليـِّين أو تقويض دورهم.

وقد علق على ذلك الدكتور بروس إيشايا- تشوفين، رئيس قسم الصحة والرعاية بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قائلاً:

(( يتطلَّب تحقيق دعم نفسي جيد للفئات المضارة بالأزمات، عملاً منسَّقاً بين مختلف الهيئات الحكومية وغير الحكومية، وسائر المعنيـِّين بالإغاثة الإنسانية. وهذه الدلائل الإرشادية تقدِّم النصح حول كيفية تحقيق ذلك، مع مراعاة حساسية الأوضاع )).

وتقول السيدة مانيشا توماس، القائمة بأعمال منسق المجلس الدولي للوكالات التطوعية:

(( تحتاج الدلائل الإرشادية الآن إلى أن تُـتَـرجَم من الورق إلى عمل صلد على الصعيد الميداني، حتى يستفيد المضارون من الكوارث والصراعات من الجهود التي تبذل لصالحهم. ويمكن للمنظمات غير الحكومية أن تضطلع بدور كبير في هذا الصدد )).

وسوف تُـتاح الدلائل الإرشادية بمختلف اللغات، ويمكن الحصول عليها من الموقع الإلكتـروني للّجنة الدائمة المشتـركة بين الوكالات.