المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2007 | اللوائح الصحية الدولية تدخل حيِّز التنفيذ

اللوائح الصحية الدولية تدخل حيِّز التنفيذ

طباعة PDF

دخلت اللوائح الصحية الدولية المعدَّلة في حيِّز التنفيذ اعتباراً من الجمعة 15 حزيران/يونيو 2007. وهذه اللوائح هي مجموعة جديدة من القواعد والإجراءات التي وافقت عليها 193 دولة ومن شأنها أن تساعد في جعل العالم أكثر أمناً من التهديدات المحدقة بالصحة الكَوْنية.

لقد حظيت هذه اللوائح بموافقة جمعية الصحة العالمية عام 2005 وهي تمثـِّل خطوة كبرى إلى الأمام فيما يتعلَّق بتأمين الصحة العمومية على الصعيد الدولي.

وتـرسي اللوائح إطار عمل متفق عليه للالتـزامات والمسؤوليات من جانب البلدان ومنظمة الصحة العالمية للاستثمار في مجال الحد من انتشار الأوبئة وسائر الطوارئ الصحية فيما تحد أيضاً من القيود على السفر والتجارة والاقتصاديات. وفي ظل اللوائح الدولية الصحية المعدَّلة، ستكون البلدان مطالبة بالإبلاغ عن كافة الأحداث التي قد تفضي إلى طوارئ صحية تثير قلقاً دولياً بما في ذلك الطوارئ التي تنجم عن العوامل الكيماوية والمواد المشعة والأغذية الملوثة.

لقد أوجدت الضغوط الديموغرافية والاقتصادية والبيئية التي شهدها مطلع القرن الواحد والعشرين تـركيبة فريدة من الظروف التي تسمح بانتشار الأمراض المعدية الجديدة أو المنبعثة من مرقدها، انتشاراً غير مسبوق.

وتظهر التجارب التي شهدتها العقود الأخيرة أنه ما من بلد بمفرده يمكن أن يحمي نفسه من الأمراض وسائر التهديدات الصحية. فكل البلدان عرضة لانتشار العوامل المسبِّبة للمرض وعواقبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وقد كشف انبعاث مرض السارس في عام 2003 على نحو غير مسبوق إلى أي مدى أصبح العالم مرتبط بعضه بـبعض وبأي سرعة يمكن للمرض أن ينتشر. وأوجد هذا التشارك في القابلية للتعرُّض للمرض احتياجاً لأساليب دفاعية جماعية ومسؤولية مشتـركة في نجاح هذه الأساليب الدفاعية. وهذا هو جوهر اللوائح الصحية الدولية.

وقالت الدكتورة مرغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية (( كان مرض السارس بمثابة نفير الإيقاظ لنا جميعاً. انتشر المرض أسرع مما تنبأنا ولم يتم احتواؤه إلا من خلال التعاون المكثـَّف بين البلدان مما أوقف هذا المرض عن كسب موطئ قدم بين البشر )) وأضافت المديرة العامة (( واليوم، يتمثـَّل التهديد الأكبر للأمن الصحي الدولي في اندلاع وباء بشري من إنفلونزا الطيور .. الخطر لم يتـراجع ولكن تطبيق اللوائح الصحية الدولية يمكن أن يجعل العالم أفضل استعداداً، لاحتمال اندلاع الوباء )).

وتبني اللوائح على الخبرة المكتسبة من تجربة السارس وغيرها من الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها للتصدِّي لفاشيات الأمراض واحتوائها. وتظهر التجارب الأخيرة أن التعامل مع التهديدات الصحية من منبعها هي الطريقة الأكثر فعالية للحد من قدرة هذه الأمراض على الانتشار على نطاق دولي. وستساعد اللوائح على تأمين اكتشاف الفاشيات وسائر الطوارئ الصحية ذات الطابع الدولي وتقصِّيها بسرعة أكبر وضمان اتخاذ تحرك دولي جماعي لمساعدة البلدان المتضرِّرة على احتواء الطارئة الصحية ومنع انتشارها وإنقاذ الأرواح.

لقد قامت منظمة الصحة العالمية بالفعل بتطوير نظام محسّن لإدارة الطوارئ الصحية المحتملة. كما أنشأت مراكز عمليات استـراتيجية في مقرَّها الرئيسي بجنيف وفي مكاتبها الإقليمية حول العالم، وهي متاحة على مدار الساعة للتعامل مع حالات الطوارئ. كما أن المنظمة تعمل مع شركائها على تعزيز الشبكة الدولية للتأهُّب للفاشيات والتصدِّي لها، وهي تضم خبراء من مختلف مناطق العالم للتصدِّي لفاشيات الأمراض.

وقال الدكتور ديفيد هيمان، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الأمراض السارية (( إن تطبيق اللوائح الصحية الدولية مسؤولية جماعية ويعتمد على قدرة كل البلدان على الوفاء بالمتطلَّبات الجديدة. وستساعد منظمة الصحة العالمية البلدان على تقوية قدراتها اللازمة لتحقيق التطبيق الكامل للوائح. وأضاف (( هذه مسؤوليتنا ونتوقَّع من المجتمع الدولي بأكمله أن يلتـزم بالهدف نفسه الرامي إلى تحسين الأمن الصحي الدولي )).

اختبار النظام العالمي:

أجرت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة الماضي، أول تمرين لاختبار درجة استعدادها في ظل بنود اللوائح الصحية الدولية المعدَّلة. سيقيس الاختبار الإجراءات الجديدة لتلقِّي المعلومات حول احتمال نشوب طوارئ صحية وتحليل هذه المعلومات والاستجابة لها. كما ستختبر التوجُّه السياسي والتعاون وإدارة المعلومات والقدرة على تقيـيم الخطر وإجراء الاتصالات بين المكاتب الإقليمية ومكاتب البلدان والمقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية.

وهذا التمرين هو الأول في سلسلة يقصد بها اختبار الآليات داخل البلدان الأعضاء وفيما بينها وعلى مختلف المستويات في منظمة الصحة العالمية.