المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2007 | أسلوب جديد للتعامل مع مشكلة سوء التغذية

أسلوب جديد للتعامل مع مشكلة سوء التغذية

طباعة PDF

أثبت أسلوب علاجي جديد تقدُّمـاً في التصـدِّي لسـوء التغذية الحـاد الوخيـم الذي يعاني منـه مـا يقدَّر بحوالي 20 مليون طفل دون الخامسة من العمر. ويجمع هذا الأسلوب بين الرعاية المجتمعية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الوخيم وبين المعالجة التقليدية في المستشفيات.

وقد ألقي بيان أصدرته منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ولجنة التغذية التابعة للأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف الضوء على إثباتات جديدة تبين أن ثلاثة أرباع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الوخيم - ويتمتَّعون بشهية جيدة ولا يعانون من مضاعفات طبية - يمكن معالجتهم في المنزل باستخدام أغذية علاجية عالية القيمة وجاهزة للاستخدام.

ويتعلق الأمر بتـركيبة من مغذِّيات مقبولة الطعم رخوة وقابلة للمضغ وأطعمة غنية بالطاقة يمكن للأطفال فوق عمر ستة أشهر تناولها دون إضافة الماء إليها مما يقلص خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية. وتوفر هذه التـركيبة المغذِّيات اللازمة لمعالجة الأطفال في المنازل التي لا يوجد بها أجهزة تبريد وحتى في الأماكن التي لا تـتوافر فيها شروط النظافة التامة. والتقنية المستخدمة في إنتاج هذه التـركيبة من المغذِّيات والأغذية بسيطة نسبياً ويمكن استخدامها في كافة البلدان التي تعاني من مستويات مرتفعة من سوء التغذية الحاد الوخيم.

لطالما كانت الاستجابة التقليدية لمرضى سوء التغذية الحاد الوخيم هي إحالة الأطفال إلى المستشفيات أو احتجازهم في الوحدات المتخصِّصة حيث يـتم تطبيق أنظمة غذائية تعتمد أساساً على اللبن. وعلى الرغم من فعالية هذه المعالجة فربما كان من الصعب على أسر المرضى أن تصل بسهولة إلى المنشآت الصحية التي يمكنها توفير هذه المعالجة ولاسيَّما في البلدان الشديدة الفقر حيث يعيش معظم الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم.

كما أن المعالجة التي تـتطلَّب إقامـة المرضى داخـل المنشـآت الصحيـة قـد لا تكون خيـاراً مناسبـاً للأهالي الذيـن لا يستطيعون تـرك منازلهم لعدة أسابيع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم شديدو التعرُّض لأشكال العدوى المختلفة من جراء ضعف مناعتهم ومن ثـَمَّ فإن احتجازهم في المستشفيات المزدحمة بالمرضى يعرِّضهم للخطر.

ويمكن للعناية المجتمعية بمرضى سوء التغذية الحاد الوخيم أن تمنع وقوع مئات الآلاف من الوفيات بين الأطفال كل عام، إذا ما تم تطبيقها على نطاق واسع والجمع بينها وبين المعالجة في المستشفيات للأطفال الذين يعانون من مضاعفات.

لقد أدَّت هذه المقاربة بالفعل إلى تحسُّن كبير في معدلات البقاء على قيد الحياة بين الأطفال المصابين بهذا المرض في بلدان تعاني من الطوارئ الصحية مثل إثيوبيا ومالاوي والنيجر والسودان. والهدف الآن هو التوسُّع في تطبيق هذه المقاربة للوصول إلى أعداد أكبر من الأطفال المصابين الذين يعيشون في بلدان لا تعاني من الطوارئ.

ويقتل سوء التغذية الحاد الوخيم ما لا يقل عن مليون طفل سنوياً – أي بمتوسط طفـل واحـد كل ثلاثـين ثانيـة. وتـزيد احتمالات تعرُّض هؤلاء الأطفال للوفاة عشرين ضعفاً عن الأطفال الذين يتمتعون بتغذية جيدة.

وتعلِّق الدكتورة مرغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية قائلة: (( هنالك عشرون مليون طفل دون الخامسة من العمر من الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم يحتاجون بشدة للمعالجة )) وتضيف: (( إنه لأمر عاجل أن تضاف هذه المقاربة، جنباً إلى جنب مع العمل الوقائي – إلى قائمة التدخلات ذات المردود الاقتصادي المستخدمة لتحسين التغذية وتقليص وفيات الأطفال )).

مؤكِّدةً على أهمية اشتـراك وكالات الأمم المتحدة الثلاث في هذا الجهد، قالت جوزيت شيران، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي (( مع هذه المقاربة الجديدة، لدينا التـركيبة الصحيحة لإنقاذ الملايـين من الأرواح الصغيرة – وهذا مثال للتكنولوجيا الجديدة والقدرة اللتين تجعلانا أقرب إلى تحقيق أول مرمى من المرامي التنموية للألفية )).

وبمقدور هذا الأسلوب القائم على المشاركة المجتمعية أن يقرب الخدمات الصحية من بيوت الناس حتى تـتمكَّن الأسر من اكتشاف إصابة أطفالها بسوء التغذية الحاد الوخيم قبل أن تظهر المضاعفات المهدِّدة للحياة. ويقوم بمعالجة الأطفال عاملون صحيون باستخدام أدوية أساسية تؤخذ عن طريق الفم مع تـزويد الأطفال بإمدادات من تـركيبة الأغذية والمغذِّيات. وفي الوقت نفسه يتعلَّم الأبوان كيف يساعدان الأطفال المصابين ويلفتان النظر إلى علامات الخطر.

وتقول آن فينمان، المديرة التنفيذية لليونيسف: (( لقد أثبتـت الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام فعاليتها العالية في التصدِّي لمرض سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال، الذي يلعب دوراً في حوالي 53% من وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر، لهذا فإن هذه التدخلات الجديدة هي أداة هامة لخفض وفيات الأطفال )).

ويؤكِّد البيان المشتـرك على أهمية بعض الإجراءات بما فيها تغذية الرضَّع والأطفال الصغار، وضمان توافر الأغذية الجيدة، ونُظُم الإصحاح المحسَّنة والممارسات الخاصة بالنظافة الشخصية وتعزيز فرص الوصول إلى الخدمات الصحية.