المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2007 | جائحة الإنفلونزا .. هل تلوح بالأفق؟

جائحة الإنفلونزا .. هل تلوح بالأفق؟

طباعة PDF

القاهرة: اختـتمت مؤخراً منظمة الصحة العالمية اجتماعاً عُقـد على مدى ثلاثة أيام (من 13 إلى 15 شباط/فبراير 2007) ضمَّ خبراء عالميـِّين، ركَّزوا خلالـه على الاتصالات أثناء وقوع جائحة للإنفلونزا البشرية. وقد افتـتح الاجتماع كل من الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة والسكان المصري، والدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

وقد حضر هذا الاجتماع عدد يربو على المئة مشارِك يمثـِّلون أكثر من خمسين دولة، إضافةً إلى عدد من منظمات الأمم المتحدة الأخرى، وغيرها.

وقد اختيرت القاهرة مقراً لهذا الاجتماع في ضوء ما أظهرته من التـزام بالشفافية في إعلام الشعب المصري والعالم، بحالات الإصابة البشرية بإنفلونزا الطيور.

(( لقد أرست مصر المعيار الخاص بالشفافية ))، ذكر ذلك ديك تومسون، رئيس مجموعة منظمة الصحة العالمية المعنيَّة بالاتصالات عند تفشِّي الجائحات، وأحد مسؤولي تنظيم الاجتماع. واستطرد قائلاً (( إن اللقاحات سوف تشح ويتأخر وصولها عند وقوع الجائحة، كما سيكون هناك نقص في مضادات الفيروسات في كل مكان، وستمثـِّل المعلومات الصحية الرسمية الموثوقة الأداة الأقوى في مجال الصحة العمومية. ورغم أنه ما من أحد يستطيع معرفة موعد وقوع الجائحة، إلا أن جميعنا يعرف أن الاستعداد من شأنه أن يقلل من الأضرار التي يمكن أن تنجم عن الجائحة، وإن ما تقوم به مصر الآن هو بمثابة بناء صرح من الثقة قد تدعو الحاجة إليه إذا ما وقعت الجائحة، لا قدر الله )).

وقد تـركَّزت المناقشات والمداولات في هذا الاجتماع على جوانب التعبئة الاجتماعية، وبث المعلومات والرسائل قبل حدوث الجائحة وبعدها، إضافةً إلى الربط بالشبكات بين الأطراف المعنيَّة.

وشدد معظم المشاركين في الاجتماع على أهمية دور التعبئة الاجتماعية بوصفه واحداً من العناصر الحاسمة في إطار الاستعداد الفعَّال لمواجهة جائحة الإنفلونزا والتصدي لها. وقد اتُّفق على أن وضع المخطَّطات وتبنِّي السلوكيات الصحيحة أثناء الجائحة وبعد وقوعها من شأنه أن يخفف من الإصابات المرضية والوفيات، وكذلك من الخلل الاجتماعي والاقتصادي.

وبُغْيَةَ تمكين البلدان من وضع استـراتيجيات التعبئة الاجتماعية، اتفق المشاركون على ضرورة مراجعة الأدوات الحالية لتقيـيم جوانب التعبئة الاجتماعية، والتي يمكن للبلدان استخدامها لإجراء تحليلات للثغرات الموجودة. ومن شأن هذه التحليلات، لدى اكتمالها، أن تعين على التعرُّف على الموارد المطلوبة لإعداد وتنفيذ حملات التعبئة الاجتماعية على الصعيدَيْن القُطري والمجتمعي. كما سيتم، خلال العام المقبل، الإعداد لإطار عمل للتعبئة الاجتماعية، والذي سيتضمَّن المبادئ الإرشادية والقوائم التفقُّدية، والإرشاد النوعي للتدخلات السلوكية الصحيحة.

وكانت الجوانب الخاصة ببث الرسائل والتسميات من بين القضايا الحاسمة التي نوقشت في هذا الاجتماع الدولي الثاني المعني بالاتصالات أثناء وقوع جائحة الإنفلونزا، حيث اعتُبر هذا الموضوع من الموضوعات الأساسية بالنظر إلى أن حدثاً عالمياً طارئاً مثل الجائحة، من شأنه أن يثير العديد من التساؤلات والاعتبارات التي تطرح كلها في وقت واحد، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الارتباك.

وعلى ذلك، فسوف تدعو الحاجة إلى قيام السلطات الصحية، وغيرها، بالتعامل مع مثل هذه المواقف من خلال نشر رسائل معلومات تـتسم بالاتساق والثبات، مما يعين مسؤولي الصحة العمومية على التعامل مع الأوضاع التي يكتنفها الغموض، وتجنُّب الارتباك، والاستمرار في كسب ثقة الجمهور، في وقت عصيب. وبحث الاجتماع كذلك الحاجة إلى توحيد المصطلحات الخاصة بإنفلونزا الطيور وجائحة الإنفلونزا وأوصافها.

وشملت التوصيات الأساسية التي تمخض عنها الاجتماع، التأكيد على الحاجة إلى وضع قائمة أولويات خاصة بالموضوعات التي يتطلَّب الأمر إعداد رسائل إعلامية لها، إلى جانب الحاجة إلى إعداد قوائم تفقُّدية لمساعدة البلدان في التخطيط لأنشطة الاتصالات بها. كما أقرَّت الحلقة العملية مسرداً لمصطلحات إنفلونزا الطيور وجائحة الإنفلونزا. واتُّفق في الحلقة على أنه بالرغم من تحقيق قدر كبير من التقدُّم في هذا الاجتماع، إلا أنه لايزال هناك الكثير من العمل المطلوب إنجازه من أجل تحقيق الاجتماع لأهدافه، ومن بين ذلك مساعدة البلدان في التخطيط لهذا الأمر. وأوصت الحلقة، في هذا الإطار، بتشكيل مجموعة استشارية معنيَّة ببث المعلومات، تكون مسؤولة عن أنشطة المتابعة المرحلية لهذه التوصيات والمضي قدماً بها. وقد ذكرت السيدة دنيس كارتـر تايلور، التي تـرأست هذه الجلسة من الحلقة (( أن الحلقة العملية الخاصة ببث المعلومات والتسميات، والتوصيات التي صدرت عنها، تُعدُّ إسهاماً جيداً لمساعدة البلدان على ضمان بقاء الاتصالات عنصراً هاماً في إطار تخطيط الاستعداد لمواجهة الإنفلونزا البشرية وإنفلونزا الطيور )).