المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2007 | ضمان سلامة الدم من العدوى

ضمان سلامة الدم من العدوى

طباعة PDF

يعزى وقوع ما بين 5% و10% من حالات العدوى بفيروس العوز المناعي البشري HIV، عالمياً، إلى تلوث الدم ومشتقاته.

وهنالك الكثيرون من متلقي الدم يصابون بالفيروسات الكبدية وداء شاغاس وغيرها من الأمراض التي ينقلها الدم. وعلى الرغم من أن الأخطاء التي تؤثر على سلامة الدم يمكن أن تقع في أية حلقة من حلقات سلسلة نقل الدم فإن أحد الأسباب الرئيسية لعدم سلامة عملية نقل الدم يتعلق حقيقة بأخطاء تقع حول أَسِرَّة المرضى. ولمواجهة هذه المشكلة ولجعل ممارسات نقل الدم أكثر أماناً سواء في البلدان النامية أو المتقدمة أصدرت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في التحالف الدولي للتعاون من أجل سلامة الدم مجموعة من الإجراءات الشاملة التي يتعين على البلدان تنفيذها بدعم من هذا التحالف الدولي.

وتشمل هذه الإجراءات:

• إعداد وثيقة إرشادية حول مراقبة وتحسين سلامة إجراءات نقل الدم من خلال الرصد المنهجي للآثار الجانبية الناجمة عن نقل الدم

• استرعاء عناية راسمي السياسات بشأن الحاجة إلى تطبيق نظم الرصد المنهجي للآثار الجانبية الناجمة عن نقل الدم، وإنشاء لجان لنقل الدم في كافة المستشفيات التي تجرى عمليات نقل الدم فيها، والتأكيد على أن نظم المراقبة وتطوير سلامة نقل الدم ينبغي أن تكون جزءاً من نظام شامل للجودة يطبق على سلسلة نقل الدم بكاملها.

• إدراج عنصر سلامة الدم في مبادرات سلامة المرضى على المستوى الوطني ودعم مبادرة منظمة الصحة العالمية لسلامة المرضى في دعوتها لتعزيز الرصد المنهجي للآثار الجانبية الناجمة عن نقل الدم كجزء لا يتجزأ من نظم جودة المستشفيات.

يذكر أنه حتى في البلدان التي تكاد تنعدم فيها المخاطر الصحية الناجمة عن نقل الدم، يظل القلق قائماً من المخاطر الصغيرة الناجمة عن عوامل تصيب الأشخاص عبر الدم المنقول إليهم. ومن الجلي أيضاً أن التكنولوجيا الحالية ستؤدي إلى اكتشاف المزيد من العوامل المسببة للمرض التي تنتقل عن طريق الدم. كذلك فإن الأخطاء المحتملة الأخرى لعملية النقل مثل الأخطاء في عملية نقل الدم ذاتها أو التلوث البكتيري للدم تنطوي على مخاطر سريرية حقيقية.

ويجري تسويق التقنيات الحديثة لسلامة الدم بشكل مستمر بين المهنيين، وبين عموم الناس وإن كان بشكل غير مباشر. وفي البلدان المتقدمة فإن الكثير من تلك الإجراءات الإضافية لسلامة الدم لا تؤدي إلا لتحقيق مكاسب صحية هامشية فقط ولكن بتكلفة باهظة. إلا أنه نظراً للضغوط الكبيرة للأخذ بأية إجراءات احترازية من شأنها تقليل مخاطر نقل الدم، فإن ظهور أية تقنية جديدة تتعلق بسلامة الدم في الأسواق، تضع راسمي السياسة المثقلين المسؤوليات ذات الأولوية، في مأزق حقيقي.

وعلى العكس من ذلك، فإن المرضى في البلدان النامية يتعرضون لمخاطر شديدة بسبب نقل الدم غير المأمون والملوث. وعلى مستوى العالم ككل، كثيراً ما تتم نقل الدم إلى المرضى بشكل لا يكون ضرورياً في جميع الحالات ويتم ذلك في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. والاستخدام غير الرشيد للدم وعمليات النقل غير الضرورية والممارسات غير المأمونة لاسيما في التعامل المباشر مع المريض يُضعف من سلامة الدم ومشتقاته ومدى توفره. وفي بعض البلدان تسهم حالات العدوى المرتبطة بالدم المنقول بشكل كبير في زيادة العب الكلي لحالات العدوى بين السكان. ثم إن حركة السفر العالمية وتنقل الدم ولاسيما البلازما ومشتقاتها تجعل من هذا الأمر هاجساً صحياً عالمياً فضلاً عن كونه هاجساً محلياً.

لقد أنشئ التحالف الدولي للتعاون من أجل سلامة الدم في أعقاب القرار القاضي باختيار على موضوع سلامة نقل الدم كاستراتيجية ذات أولوية، في قمة باريس لمكافحة الإيدز عام 1994. وقد تم التوصل وقتها لاتفاق جماعي على الحاجة الملحة لتعاون دولي لتحسين سلامة الدم من خلال زيادة المعرفة، والاستفادة من الخبرات المتوفرة، وتعزيز الحوار واقتراح آليات واقعية فعالة وعملية لتحسين سلامة الدم ومشتقاته.

وفي أيار/مايو 1995 اعتمدت جمعية الصحة العالمية قراراً يحمل رقم 48.27 وينص على دعم مبادئ التحالف الدولي. والهدف الأولي للتحالف الدولي للتعاون من أجل سلامة الدم هو تعزيز التعاون الدولي من أجل تحسين سلامة الدم ومشتقاته وذلك من خلال تشجيع وتسهيل تبادل المعلومات ووضع معايير لجودة الممارسات التصنيعية للدم ومستلزمات نقله، وإنشاء شراكات لضمان سلامة كل من المتبرع والمتلقي للدم في جميع البلدان.

يلتقي أعضاء التحالف بصفة سنوية منذ عام 2000 وقد التقوا مؤخراً في القاهرة في مؤتمر عام نظمه المقر الرئيسي ولمنظمة الصحة العالمية ومكتبها الإقليمي لشرق المتوسط بمشاركة 54 خبيراً من 28 دولة.