اليوم العالمي للإبصار 2007

طباعة PDF

يحمل اليوم العالمي للإبصار لهذا العام شعاراً إنسانياً هو في جوهره دعوة ونداء... (( الإبصار حق لكل طفل ))، ذلك الشعار الذي سيجتمع تحت لوائه كل من يؤمن بأن الرؤية حق لكل إنسان وسائر المعنيـِّين بصحة الطفل.

ومن المعلوم أنه في كل دقيقة، يصاب طفلٌ ما في مكانٍ ما بالعمى، لينضم إلى مليون وأربعمئة ألف طفل من مكفوفي البصر على مستوى العالم.

حقيقةٌ مؤسفة وموجعة في حدِّ ذاتها. لكن الأكثر إثارة للأسى وللألم، أن معظم حالات الإصابة بالعمى سواء بين الصغار أو الكبار يمكن – بسهولة – تجنُّبها. ومن ثـَمَّ يمكن إنقاذ ملايـين من الناس من الحياة في الظلام دون داع أو مبرر.

فبإمكان إجراءات بسيطة مثل الاهتمام بنظافة العين، والحفاظ على سلامتها، وتناول الأغذية الغنية بالفيتامين (أ)، والكشف المبكر على العين، أن تحفظ على الطفل نعمة البصر. وحتى في مراحل متقدِّمة عندما تظهر مشكلات في الرؤية لدى الأطفال، فإن نظارة طبية زهيدة التكلفة، أو عملية جراحية بسيطة لإزالة الغلوكوما (المياه الزرقاء) أو لتصحيح خطأ في انكسار عدسة العين قد تكون هي كل ما ينبغي عمله لاتِّقاء العمى وحفظ البصر الذي هو من أهم الحواس التي تمكِّن الإنسان من القيام بأنشطته اليومية وممارسة حياة طبيعية.

ولا يَخْفَى أن فقدان البصر، أو المعاناة من أي شكل من أشكال العجز البصري، له عواقب بعيدة الأثر اجتماعياً واقتصادياً وشخصياً. وعندما يفقد شخصٌ بصره، ولاسيَّما في مرحلة الطفولة، تقوم أمامه حواجز عديدة، تعوقه عن الـمُضي قُدُماً في حياته على النحو المرجو. فقد أظهرت الدراسات أن 90% تقريباً من الأطفال المكفوفي البصر يحرمون من حقهم في الذهاب إلى المدرسة. وفي البلدان النامية حيث يتـركَّز أكثر من 90% من مكفوفي البصر، تهوي الإعاقة البصرية بهؤلاء الأفراد في وهدة الفقر والعزلة الاجتماعية. وبينما تحد الإعاقة البصرية التي يبتلى بها الطفل من فُرَصه في التعلُّم وتنمية الذات، فإنه حتى في حالة فقدان أحد البالغين في الأسرة للبصر، ينتهي الأمر بطفل من أصغر أطفال هذه الأسرة إلى أن يتحمل على كاهله الصغير مسؤولية توفير الرعاية لمن كُفَّ بصره.

ويأتي اليوم العالمي للإبصار هذا العام في ظل أوضاع صحية صعبة، إذ تقـدر منظمـة الصحـة العالمية أن هنالـك 37 مليون كفيف و124 مليون مصاب بضعف البصر الحاد بين البالغين. ومن المؤسـف أن هنالك عـدداً يبلـغ نحـو 153 مليون شخص مـمَّن أصيبوا بإعاقات بصرية، لمجرد عجزهم عن إجراء فحص للنظر والحصول على نظارة طبية !

ولا يختلف الوضع في إقليم شرق المتوسط عن الوضع العالمي، حيث يعيش 200 ألف طفل محرومين من نعمة الإبصار. ويقع ثلثا حالات العمى داخل الإقليم بين أطفال البلدان ذات الدخل المنخفض، حيث تكون العواقب الاقتصادية للعمى أفدح على مكفوفي البصر الفقراء منها على مكفوفي البصر في البلدان الغنية.

إن العمل على وقاية الأطفال من العمى ينقذ حياة 60% من العميان. فقد أظهرت الدراسات أن 60% من الأطفال العميان يقضون نحبهم بعد عام واحد من فقدان بصرهم. أما من يبقون على قيد الحياة منهم، فيمضون أربعين عاماً على الأقل دون إبصار.

يقول الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، (( إن الأسباب الرئيسية المؤدِّية للعمى هي نفسها أسباب هامة للوفاة بين الأطفال. ومما لاشك فيه أن القضاء على هذه الأسباب له مردود إيجابي على فرص بقاء الأطفال على قيد الحياة. فقد ثبت مثلاً أن التـزويد بالفيتامين (أ) يقلص وفيات الأطفال بنسبة 23% في المجتمعات التي تعاني من عَوَز هذا الفيتامين. كما أن الحصبة والممارسات التقليدية الضارة والسادّ (الكاتراكت) والغلوكوما هي من أسباب العمى الذي يمكن توقِّيه بين الأطفال )).

إن الاحتفال الدولي باليوم العالمي للإبصار، الذي يواكب الحادي عشر من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، يتم في إطار مبادرة (( الرؤية 2020: الحق في الإبصار )) وهي مبادرة عالمية أطلقتها منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للوقاية من العمى ومؤسسة إمباكت العالمية التي يرأس مكتبها الإقليمي صاحب السموّ الملكي الأمير عبد العزيز ابن أحمد، مع تحالف دولي من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات المختلفة. وهدف المبادرة هو التخلُّص عالمياً من العمى الذي يمكن توقِّيه بحلول عام 2020.

وعلى الصعيد الإقليمي يقام الاحتفال بمقر المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر الخميس 18 تشرين الأول/أكتوبر 2007.