المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2006 | مبادرة مشتركة للحد من العمى الناجم عن السكري

مبادرة مشتركة للحد من العمى الناجم عن السكري

طباعة PDF

يمثل مرض السكري مشكلة كبرى من مشكلات الصحة العمومية في العالم وكذلك في إقليم شرق المتوسط. ونظراً لنقص النشاط الحركي والتغيرات التي لحقت بالنظم الغذائية فقد ارتفعت معدلات الإصابة بالسكري إلى مستويات منذرة بالخطر. فالسكري يصيب أكثر من 230 مليون شخص في العالم ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى 370 مليون مصاب بالسكري عام 2030.

وعلى الصعيد الإقليمي تبدو أعداد المصابين بالسكري مفزعة ولاسيَّما في البلدان العربية ومنها بلدان مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص حيث تـتـراوح نسبة الإصابة بين 15 – 25% من السكان.

ويمثل اعتلال الشبكية الناجم عن الإصابة بالسكري أحد الأسباب الرئيسية لضعف البصر والعمى الذي يمكن توقيه.

كما أن احتمالات تعرُّض المصابين بالسكري لفقدان البصر الناجم عن بعض أنواع الجلوكوما والكتاراكت تزيد خمسة وعشرين مرة عنها بين غير المصابين بالسكري.

ويقدَّر أن 33% من مجموع المصابين بالسكري سوف يعانون من نوع من أنواع اعتلال الشبكية الناجم عن الإصابة بالسكري. وسيعاني ثلث هؤلاء من مضاعفات مهددة للإبصار. ومن الأهمية بمكان الاكتشاف المبكر للإصابة باعتلال الشبكية السكري في مراحله الأولى، إذْ من شأن ذلك أن ينقذ الكثير من الأعين من فقدان البصر. وقد أثبتـت تجارب سريرية أُجريت على عينات عشوائية عديدة أن برامج الرعاية التي تـتضمَّن مناهج الاكتشاف المبكر والمعالجة الفعَّالة وتصحيح البصر تقلل للغاية مخاطر الإعاقة البصرية والعمى.

وقد حدا ذلك بالمنظمات الدولية المعنية مثل المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية والمكتب الإقليمي للوكالة الدولية للوقاية من العمى (IAPB) ومؤسسة إمباكت للحق في الإبصار إلى التحالف من أجل وضع استراتيجية إقليمية للوقاية من العمى الناجم عن السكري، وذلك من خلال حلقة عمل تعقد في مقر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في المدة من 20 – 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2006. وسيفتـتح حلقة العمل في السادسة والنصف مساء الاثنيـن 20 تشرين الثاني/نوفمبر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد، رئيس مؤسسة إمباكت والمدير الإقليمي للوكالة الدولية للوقاية من العمى، ومعالي الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة والسكان المصري مع الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية.

لقد لاحظت دراسات عديدة أن نقص وعي مرضى السكري باحتمالات تعرضهم لمضاعفات تهدد إبصارهم، وعدم التزامهم بالفحوص الدورية على العيون تحدان من الأثر الإيجابي للاكتشاف والمعالجة المبكرة لاعتلال الشبكية السكري.

وعلى هذا، ينبغي أن تـتجاوز الوقاية من العجز البصري الناجم عن اعتلال الشبكية السكري المجال السريري الخالص إلى تثقيف مرضى السكري ولمسألة الاكتشاف المبكر للإصابة، بما في ذلك مسح الفئات السكانية المستهدفة وإدماج فرق توفير الرعاية لمرضى السكري إلى القائمين على مكافحة العمى وأمراض البصر.

يشارك في حلقة العمل خبراء من 14 دولة بالإقليم من البلدان التي تعاني من العبء المرضي للسكري وهي البحرين ومصر وجمهورية إيران الإسلامية والعراق والأردن ولبنان وتونس واليمن والجماهيرية العربية الليبية والمغرب وباكستان والمملكة العربية السعودية والسودان والجمهورية العربية السورية. كما تشارك المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية والدولية غير الحكومية وعدد من المؤسسات الدولية المعنية بالإبصار مثل مؤسسة النور، ومؤسسة البصر الدولية ومستشفى الشفا، ومستشفى الملك خالد المختصة بأمراض العيون، وكذلك الاتحاد الدولي للسكَّري ومؤسسة كريستوفر بليند إن ميش. وأندية الليونز الدولية ومؤسسة منقذي البصر الدولية، ومؤسسة فريد هالو، ومنظمة المنهل الخيرية.

يقول الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط (( إن الوقاية من العمى الناجم عن اعتلالات الشبكية السكري هي قضية بالغة الأهمية وواحدة من المجالات ذات الأولوية التي تتطلب اهتماماً عاجلاً منا جميعاً. علينا أن نعمل كفريق واحد لمكافحة العمى )).

ويلقي داء السكري ومضاعفاته المزمنة لاسيما المتعلقة بأمراض العيون بأعباء صحية ومالية على كاهل البلدان التي ينتشر بها هذا المرض انتشاراً واسعاً وقد بلغت التكلفة التي تحملتها المملكة العربية السعودية 400 مليون دولار في عام 2003. وقد عقد مؤخراً المكتب الإقليمي بالتعاون مع صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد حلقة عمل بقطر حول الوقاية من العمى الناجم من الاعتلال الشبكي السكري في بلدان مجلس التعاون الخليجي.

وقد وجه عدد من البلدان من بينها مصر مؤخراً اهتماماً ملحوظاً إلى مكافحة أسباب العمى الذي يمكن توقيه ومنها السكري. ويحظى هذا البرنامج حالياً برعاية مباشرة من سيدة مصر الأولى سوزان مبارك.

إن الرسالة الأكثر أهمية لحلقة العمل هذه هي (( مالم نوجِّه اهتمامنا عاجلاً للوقاية الأولية والنظم الغذائية والنشاط الحركي ومكافحة أمراض ضغط الدم فإن معدلات الإصابة بالعمى الناجم عن السكري ستواصل الارتفاع )).