المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2005 | تصدِّي للوباء العالمي المحتمل وقوعه من الإنفلونزا البشرية

تصدِّي للوباء العالمي المحتمل وقوعه من الإنفلونزا البشرية

طباعة PDF

مع ازدياد حالة الترقُّب لاحتمالات اندلاع وباء إنفلونزا الطيور بين البشر بتداعياته المدمِّرة على الصحة والاقتصاد والحياة الاجتماعية لمئات الملايـين من البشر في كافة بلدان العالم بما فيها بلدان إقليم شرق المتوسط، تواصل منظمة الصحة العالمية سباقها مع الزمن للانتهاء من إعداد خطط الاستعداد والتصدِّي لهذا الوباء، وتوجيه ضربة استباقية له واحتواء عواقبه في مراحلها الأولى. وفي إقليم شرق المتوسط، يقوم فريق عمل مكوَّن من 14 مسؤولاً وخبيراً بالمنظمة بإشراف مباشر من المدير الإقليمي لشرق المتوسط، بإعداد خطة عمل إقليمية تتَّسم بالشمول والتعامل مع مختلف الموضوعات والمشكلات المتعلقة بالصحة، والتي من شأنها التأثير والتأثـُّر بأنفلونزا الطيور.

وفي إطار سلسلة من الفعاليات الرامية إلى بلورة خطة العمل هذه والتعاون مع بلدان الإقليم على تطويرها وتطبيقها على المستوى الوطني، يعقد المكتب الإقليمي لشرق المتوسط اجتماعاً بلدانياً عن إنفلونزا الطيور والاستعداد لوباء الإنفلونزا البشرية، في المدة من 28 إلى 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2005 بفندق كونكورد السلام بالقاهرة، في الساعة الواحدة بعد الظهر من يوم الأربعاء 30/11/2005. يختتم بمؤتمر صحفي للإجابة على كافة التساؤلات المتعلقة بإنفلونزا الطيور واحتمالات اندلاع وباء عالمي من الإنفلونزا البشرية.

ويهدف الاجتماع إلى تحقيق ما يلي:

● تعزيز القدرات الوبائية والمختبرية للعاملين في القطاعَيْن الصحي والحيوان للتصدِّي لوباء الإنفلونزا؛

● مناقشة المداخلات غير الصيدلانية والأمصال ومضادات الفيروسات المتعلقة بمكافحة الوباء؛

● مساعدة بلدان الإقليم على تطوير خططهم الوطنية للاستعداد للوباء والتصدِّي له؛

● ضمان تبادُل سريع للمعلومات التقنية الملائمة ذات العلاقة بالوباء بين المعنيـِّين على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية.

كما يولي الاجتماع جانباً من أعماله لبحث سُبُل الوقاية من إنفلونزا الطيور ويستعرض الاستراتيجية الإعلامية لتوعية الأفراد والمجتمعات بالأدوار التي يتعيَّن عليها القيام بها في مراحل ما قبل اندلاع الوباء ومرحلة إذا ما وقع الوباء وما بعد اندلاعه، وذلك من خلال ما يعرف بالاستراتيجية الإعلامية لمواجهة الأخطار. وتؤكِّد المنظمة في هذا الصدد على أن النظافة الشخصية والبيئية وتجنُّب مناطق توطُّن الفيروس، هي الوسائل الـمُثلَى والفعَّالة للوقاية من إنفلونزا الطيور والإنفلونزا البشرية التي قد تنجم عنها.

وسيشارك في الاجتماع ممثلون لجميع بلدان الإقليم ومعهم خبراء منظمة الصحة العالمية من المقر الرئيسي والمكاتب الإقليمية وممثلو عدد من المنظمات الدولية والإقليمية المعنيَّة، مثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومراكز مكافحة الأمراض بأطلنطا والبنك الدولي والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. و(( نامرو 3 )) أحد المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية والمجموعة الاستشارية الإقليمية للترصُّد.

ويعود انتشار الموجة الحالية من إنفلونزا الطيور إلى كانون الأول/ديسمبر 2003، حيث وقعت فاشيات من فيروس إنفلونزا الطيور نمط H5N1 الفتَّاك بين مجموعات الطيور الداجنة عَبْر آسيا وأجزاء من أوروبا. وهي فاشيات غير مسبوقة من حيث اتساع نطاقها الجغرافي وسرعة انتشارها. كما تسبَّبت آثارها الاقتصادية السلبية على القطاع الزراعي في البلدان المصابة في إثارة قلق عالمي النطاق. ولكن المشكلة دخلت منعطفاً جديداً في تموز/يوليو 2005، بظهور فاشيات من إنفلونزا الطيور بين الطيور المحلية، وكذلك الطيور البرية في كل من الاتحاد الروسي، وكازاخستان ومنغوليا وتركيا ورومانيا. ومن ثـَمَّ انخرط ثلاثة من أقاليم منظمة الصحة العالمية هي غرب المحيط الهادي وجنوب شرق آسيا وأوروبا في أنشطة التصدِّي لإنفلونزا الطيور بين الدواجن المحلية والطيور البرية.

ونظراً للاحتمالات القوية بتوطُّن الفيروس في مناطق عديدة من آسيا وتمكُّن الفيروس من اتخاذ مثوى بيئي بين الحيوانات الداجنة، فقد بات من العسير تماماً السيطرة على اندلاع فاشيات إنفلونزا الطيور رغم التخلُّص من أكثر من 140 مليون طائر منذ أيلول/سبتمبر 2005 وإلى الآن.

وقد تم الإبلاغ عن حالات إصابة من الطيور إلى البشر بمعدل وفيات يصل إلى 50% في كل من كمبوديا وإندونيسيا وتايلاند وفيتنام . وتعزى جميع الإصابات البشرية إلى التعامل المباشر مع الطيور المصابة.

وتتمثَّل أكبر المخاوف وأخطرها حالياً في احتمال ظهور فيروس جديد سريع الانتشار قد يتسبَّب في وباء عالمي من الإنفلونزا البشرية، ويمكن أن يعم الكرة الأرضية في مدة تتراوح بين ستة وإثني عشر شهراً. وقد يتسبَّب في مستويات غير مسبوقة من المرض والمعاناة والوفيات والاضطرابات الاجتماعية والكوارث الاقتصادية.

ويتطلَّب وقوع وباء عالمي ثلاثة شروط مسبقة هي ظهور فيروس جديد وقدرة هذا الفيروس على الانتشار سريعاً من الحيوانات إلى البشر وانتقاله من البشر إلى البشر. وحتى الآن تحقَّق الشرطان الأولان.

ولا يمكن التنبُّؤ من توقيت اندلاع الوباء أو مدى شراسته، لكن الخبراء يتوقَّعون أن وباء سيندلع، لذلك يمثِّل رفع أهبَّة الاستعداد والتخطيط والتصدِّي للوباء أولوية قصوى لجميع البلدان.