مصر خالية من شلل الأطفال

طباعة PDF

نبأ سار تعلنه منظمة الصحة العالمية هو مرور تسعة عشر شهراً على ظهور آخر حالة إصابة بمرض شلل الأطفال في مصر، ومرور أحد عشر شهراً على آخر عزل لفيروسه من البيئة المصرية.

ويعني هذا انضمام مصر إلى قائمة بلدان العالم التي نجحت في التحرُّر من شلل الأطفال واقترابها من مرحلة الإشهاد على الاستئصال النهائي لهذا المرض والتي تتطلَّب مرور ثلاثة أعوام على ظهور آخر حالة إصابة.

وقد جرى إعلان كافة تفاصيل خلو مصر من شلل الأطفال واقترابها من هدف الاستئصال النهائي للمرض خلال انعقاد الاجتماع التاسع للمجموعة الاستشارية التقنية لاستئصـال شلـل الأطفـال من مصر (TAG) في القاهرة يومي 4 و5 كانون الأول/ ديسمبر 2005.

وقد افتتح الاجتماع الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة المصري والدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري المدير الإقليمي لشرق المتوسط. ويشارك في الاجتماع ممثلون لمنظمات اليونسيف والمعونة الأمريكية والروتاري الدولي ومركز مكافحة الأمراض والحكومة اليابانية بالإضافة إلى خبراء منظمة الصحة العالمية من المقر الرئيسي والمكتب الإقليمي لشرق المتوسط ومسؤولو وزارة الصحة المصرية.

ويستعرض المشاركون في هذا الاجتماع ما تم تنفيذه من توصيات الاجتماع السابق الذي عُقد في يونيو الماضي، والوضع الحالي لجهود استئصال شلل الأطفال من خلال معطيات الترصد ومؤشراته، كما يتعرف المشاركون على تفاصيل التخطيط والتنفيذ لحملات التطعيم الوطنية التي جرت في مصر في صيف وخريف 2005 والتقيـيم الذي يقدِّمه المراقبون الدوليون والمستقلون لهذه الحملات، وجهود التعبئة الاجتماعية لتفعيل استجابة فئات المجتمع لها.

وقد أعرب الدكتور حسين الجزائري عن بالغ تقديره لما وصفه بالجهود المضنية والالتزام المخلص من جانب السلطات الصحية المصرية وعلى رأسها الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة وكافة العاملين بالوزارة لتحقيـق

هدف استئصال شلل الأطفال من مصر. وأكَّد المدير الإقليمي أن الوصول إلى هذه المرحلة لم يكن بالمهمة اليسيرة وإنما استلزم عملاً شاقاً مخلصاً وإصراراً على تحقيق الهدف. كما نوه بدور المجموعة الاستشارية التقنية (TAG) وما قدمته من توصيات هامة على مدار اجتماعاتها السابقة فيما يتعلق بتطوير أنشطة الاستئصال في مصر.

كما أعرب المدير الإقليمي عن تقديره للدعم الكبير الذي قدَّمته وزارة الصحة والسكان المصرية لبرامج استئصال شلل الأطفال في بلدان أخرى بالإقليم مثل باكستان والسودان واليمن.

ويمثل ما حققته مصر خطوة واسعة على طريق تحقيق الهدف العالمي لتحرير العالم من شلل الأطفال، إلا أن استمرار وجود الفيروس في مناطق وبلدان أخرى مجاورة يجعل من الضروري الانتباه إلى مواصلة جهود الاستئصال ولاسيَّما أن مصر تعد معبراً ونقطة تلاقي وجوار للعديد من البلدان التي يتوطَّن بها الفيروس أو عاد إليها مؤخراً.