المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2005 | الاستثمار الصحي في العراق

الاستثمار الصحي في العراق

طباعة PDF

يجتمع في الأردن اليوم ممثلو أكثر من ستين بلداً ومنظمة دولية بما فيها وكالات الأمم المتحدة والبنك الدولي لمتابعة التقدُّم الذي تم إحرازه في الأنشطة التي تموِّلها الجهات المانحة في إعادة إعمار البـِنْيَة الأساسية الصحية في العراق، واستعراض الدروس المستفادة. ومن خلال الاجتماع الدولي الرابع الذي يُعقد على مدى يومَيْن بمنطقة البحر الميت بالأردن، تدعو منظمة الصحة العالمية بوصفها منسِّق التحالف الصحي لوكالات الأمم المتحدة، الحكومات والجهات المانحة لمواصلة الدعم وإعادة النظر في الاستثمار الصحي بالعراق.

ومنذ عام 2004، قامت منظمة الصحة العالمية بوضع خطة إعادة إعمار مدتها أربعة أعوام إلى جانب العمل على الوفاء بالاحتياجات العاجلة، وتعزيز الإدارة، وبناء القدرات وتعبئة الموارد. وشمل ما تم تنفيذه توفير التدريب في مجال الصحة العمومية لخمسة آلاف من العاملين بالقطاع الصحي العراقي، ودعم حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، والوصول بالتطعيمات إلى حوالي خمسة ملايـين طفل، وإعادة تأهيل أكثر من ثلاثمئة منشأة رعاية صحية في العراق، فضلاً عن توفير الإرشاد والدعم التقني لوضع الاستراتيجية الوطنية للصحة.

وقد وصل مجموع المساهمات المقدَّمة للأمم المتحدة لتمويل مشروعاتها بالعراق 600 مليون دولار أمريكي منها 72 مليون دولار لصالح القطاع الصحي. وقد أسهم الدعم السخي الذي وفَّرته حكومات كل من اليابان وكندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي المانحة في إنجاز العديد من المبادرات الصحية والتي تتضمَّن حتى هذه اللحظـة استثمار 37 مليون دولار أمريكي في تطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية، و11 مليون دولار أمريكي في مجالَيْ الصحة النفسية والأمراض غير السارية، وستة ملايـين دولار أمريكي لتوفير المياه النقية، وستة ملايـين أخرى لتوفير الأدوية المأمونة. إلى هذا، فقد استثمرت منظمة الصحة العالمية 6.5 مليون دولار أمريكي في تدريب الكوادر الصحية بالعراق، والتي شملت الممرضات والقابلات والصيادلة ومراقبي سلامة الغذاء.

إن قوة الدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة تكمن في ما تحظى به من تفويض واسع النطاق كسلطة صحية عالمية، وقدراتها التقنية، وما تقوم به من أنشطة على أرض الواقع. ولاشك أن العلاقات الوثيقة بين الأمم المتحدة والسلطات العراقية توفِّر أساساً صلباً لتحقيق تنمية مؤسسية مستمرة وعملية متواصلة لبناء القدرات، وكذلك توفير روابط هامة مع تحالفات أخرى معنيَّة بالصحة ورفاه المجتمعات.

وتقوم وكالات الأمم المتحدة من خلال مجموعة الأمم المتحدة للتنمية بوضع السياسةواتخاذ الإجراءات التي تسمح للوكالات الأعضاء في هذه المجموعة بالتكاتف والعمل معاً في العراق. ويضم تحالف الصحة شركاء عديدين هم منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وتدعمه منظمة الصحة العالمية لّلاجئين وبرنامج الأمم التمحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة لحماية البيئة، وبرنامج الغذاء العالمي، وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، والمنظمة البحرية الدولية. وتعمل هذه الوكالات عن كثب مع وزارات الصحة، والتعليم، والتعليم العالي والبيئة، بالإضافة إلى التعاون الوثيق مع البنك الدولي، والمنظمات العالمية، والعديد من المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية.

وخلال لقائه مع نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة بالعراق، أكَّد الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أنه: (( على الرغم من أن الناس في العراق تواجههم مخاطر صحية عديدة تتعلق بالفقر، فإن التحدِّيات الرئيسية التي يواجهها العراق اليوم، تتمثَّل في دعم الأدوية الأساسية، ويمثِّل توفير المياه النقية والأغذية المأمونة أولوية عاجلة كي نتمكَّن من مكافحة الأمراض السارية ومكافحة الأمراض المنقولة بالماء والنواقل (مثل التيفود، والكوليرا، والملاريا) ، وتعزيز صحة الأمومة والطفولة )).

ويذكر أن توافر 15 مليون دولار أمريكي من شأنها أن تمكِّن منظمة الصحة العالمية خلال الأشهر الستة المقبلة من توفير الأدوية الأساسية، وإصلاح نُظُم المياه والإصحاح وتطبيق برنامج للتعليم الطبي المدرسي في العراق. وتأمل منظمة الصحة العالمية أن ينتهي هذا الاجتماع إلى التزام البلدان المانحة بتوفير المزيد من الدعم المالي للعراق.

وبينما يتواصل التعاون الوثيق مع وزارة الصحة وسائر الوزارات المعنيَّة، ستواصل منظمة الصحة العالمية العمل مع كافة الشركاء من أجل تطوير الأوضاع الصحية بالعراق.