انتشار الإيدز في تصاعد

طباعة PDF

مع اقتراب اليوم العالمي لمكافحة الإيدز 1 كانون الأول/ديسمبر تشير الدلائل والمعطيات إلى توجهات غير مطمئنة فيما يتعلق بانتشار المرض والعدوى بفيروسه في إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية وإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة للإيدز.

وتكشف هذه الدلائل عن تزايد حالات العدوى بفيروس العوز المناعي البشري HIV المسبب للإيدز في بلدان مثل الصومال والجماهيرية العربية الليبية والمغرب، والجزائر. كما تكشف أن النمط الأساسي لنقل العدوى هو الاتصال الجنسي غير المأمون، على الرغم من تزايد أهمية معاقرة المخدرات حقناً كنمط لنقل العدوى ولاسيما في جمهورية إيران الإسلامية والجماهيرية العربية الليبية.

وفي ما عدا السودان، تنخفض المعدلات الوطنية لانتشار عدوى فيروس الإيدز في كل بلدان الإقليم مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن معظم أوبئة عدوى الإيدز تتركز في مناطق جغرافية بعينها وبين الفئات الأكثر تعرضاً للخطر مثل البغايا والمتعاملين معهن والمعاقرين للمخدرات حقنا واللواطيين.

وتعد السودان البلد الأكثر تأثـُّراً بالإيدز والعدوى بفيروسه في الإقليم وترتفع العدوى إلى أعلى معدلاتها في الجنوب وإن ظهرت مؤخراً دلائل على أن الفيروس المناعي البشري قد يكون موجوداً في الشمال أيضاً بمعدلات تفوق ما كان يعتقد في السابق. فمن بين النساء المترددات على عيادات الأمراض المنقولة جنسياً عام 2004، ثبتت إصابة 2% منهن بالفيروس المسبب للإيدز كما سجلت نسبة انتشار قدرها 1% بين طلاب الجامعة والنازحين نزوحاً داخلياً في ولايات الجنوب والشمال على حدٍ سواء.

وفي المملكة العربية السعودية يشير بحث أجري في العاصمة الرياض أن نصف حالات العدوى بالفيروس المناعي البشري قد وقعت خلال ممارسات جنسية بين الذكور والإناث وأن معظم النساء المصابات هن زوجات انتقل إليهن الفيروس من أزواجهن. أما الرجال فأصيبوا بالعدوى من ممارسة الجنس المدفوع الأجر. في الوقت نفسه كشف البحث أن نسبة كبيرة من الإصابات (26%) تُعزى إلى نقل الدم الملوث أو مشتقاته الملوثة بالفيروس وذلك في فترة مبكرة من ظهور الوباء.

وفي مصر تشير المعلومات الرسمية إلى وجود إصابات ناجمة عن الجنس غير المأمون سواء بين الرجال والنساء والذي تعزى إليه نصف حالات الإصابة بالعدوى، أو الجنس بين الرجال والذي يعزى إليه خُمس حالات الإصابة بالعدوى. على أن الباحثين لاحظوا مستويات مرتفعة من السلوكيات المحفوفة بالخطر بين معاقري المخدرات حقناً في القاهرة على سبيل المثال. حيث ذكر نصف الذين أجرى عليهم البحث من معاقري المخدرات حقناً أنهم استخدموا إبر غير معقمة في الشهر السابق على البحث.

وفي المغرب، وعلى الرغم من أن معدل انتشار الفيروس المسبب للإيدز بين النساء المترددات على عيادات الرعاية الولادية مازال منخفضاً، فقد تضاعف هذا العدد ضعفين بين عامي 1999 و2003 حيث وصلت النسبة إلى 0.13. أما بين البغايا والمساجين فقد ارتفعت النسبة بشكل ملحوظ إلى 2.3% و0.8% على التوالي.

أما الجزائر فقد سجلت في عام 2004 عدد مضاعفاً من حالات العدوى بفيروس الإيدز (266 حالة) مقارنة بالعام السابق. وكانت أعلى مستويات الإصابة المسجلة حتى اليوم بين البغايا حيث بلغت 1.7% في إحـدى مـدن الشمـال و9% في إحدى مدن الجنوب التي شهدت تصاعداً حاداً عن عام 2000 حيث لم تكن هذه النسبة تتعدى 2%.

وفي الجماهيرية العربية الليبية، تمثل معاقرة المخدرات حقناً السبب الرئيسي لاندلاع وباء الإيدز والعدوى بفيروسه بين الشباب في السنوات الأخيرة. فقد وقع 80% من الحالات المبلغة رسميا - والتي وصلت إلى عشرة آلاف حالة تقريباً بنهاية عام 2004 – في أعوام الألفية الجديدة وغالبية هذه الحالات تنجم عن معاقرة المخدرات حقناً.

وفي جمهورية إيران الإسلامية، ينتقل فيروس العوز المناعي البشري المسبب للإيدز على نطاق واسع بين معاقري المخدرات الذين بلغ عددهم عام 2003 نحو مئتي ألف شخص وثمة توقعات بمزيد من الانتشار بين هذه الفئة. وقد أوضحت دراسة حديثة أجريت بين المترددين على المراكز العمومية للمعالجة من تعاطي المخدرات في طهران، وجود علاقة مباشرة بين عدوى فيروس العوز المناعي البشري وبين الحقن بالمخدرات، والسجن والممارسات الجنسية.

ويعتقد أن ما بين ستمئة إلى ألف شخص يتعايشون مع مرض الإيدز وعدواه في الأردن، حيث تنخفض نسبة انتشار فيروس العوز المناعي البشري بين البالغين انخفاضاً شديداً (حوالي 0.02%).

أما في اليمن، فيعتقد أن انتقال العوز المناعي البشري يقع على نطاق واسع من خلال البغاء، أما نمط انتقال العدوى الواضح في كل من البحرين والكويت وعُمان فهو الحقن بالمخدرات.

وبصفة عامة، تنقص المعرفة بالإيدز في هذه المنطقة من العالم وتندر الممارسات الوقائية حتى بين المجموعات السكانية الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة بالعدوى. ولاشك أن الحاجة ماسة لجهود متضافرة لتقديم استراتيجيات وقائية أكثر فعالية.