المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2005 | زلزال باكستان فاق تسونامي

زلزال باكستان فاق تسونامي

طباعة PDF

يبدو الوضع الصحي بين منكوبي زلزال باكستان غير مطمئن بعد مرور تسعة أيام على وقوعه، إذ يتوافد المرضى بجروح مفتوحة مصابة بالعدوى وحالات الغرغرينا بأعداد تفوق قدرات المنشآت الصحية. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يؤدي نقص المياه الصالحة للشرب ونظم الإصحاح عاجلاً إلى نشوء تهديد صحي هائل بين السكان المتضرِّرين، مثل أوبئة الإسهال، والتيفود وسائر الأمراض المحمولة بالماء التي لا يمكن توقِّيها إلا بتوفير كميات كافية من المياه الصالحة للشرب. وبالفعل فقد أبلغ يومي الجمعة والسبت الماضيـين عن وقوع 88 حالة إصابة بالإسهال.

ويمثِّل نقص المياه الصالحة للشرب خطراً صحياً هائلاً للسكان المتضرِّرين. وتدعو منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي للمساعدة في توفير قدرٍ كافٍ من هذه المياه تجنُّباً لوقوع كارثة إنسانية جديدة.

فبعد الموجة الأولى من الوفيات التي أدى إليها انهيار المباني والانزلاقات الأرضية، تشدد المنظمة على الحاجة الملحة للإسراع بالتحرُّك والتصدِّي للآثار الصحية للزلزال بهدف تقليص أعداد الوفيات وحالات العجز الناجمة عن تأخُّر المعالجة.

وتقدَّر فِرَق منظمة الصحة العالمية لتقييم الكوارث الأخرى مثل تسونامي وزلزال بام بإيران أن الدمار الرهيب الذي لحق بشمالي باكستان فاق إلى أبعد الحدود أية كارثة أخرى. كما أن تداعياته على المنكوبين تداعيات مدمرة، حيث تعرَّضت مدن مثل باف، وروالاكوت، ومظفر أباد، وبالاكوت، لدمار شامل. ولم يتضح بعد ما هي تداعيات الكارثة في المناطق التي لا يمكن الوصول إليها مثل وادي نيلم (شمالي مظفر أباد). ويؤدِّي نقص الضروريات مثل الطعام والمياه والأغطية والخيام إلى تأثير شديد يصيب الجميع بما فيهم العاملين الصحيـين بالميدان. وتتفاقم الكارثة مع انهيار الخدمات الصحية التي كانت قائمة وتوقفها عن العمل بفعل الدمار الشامل أو الجزئي، وتعرض أفراد فِرَقها الصحية إما للصدمة أو الإصابة أو الوفاة أو الانشغال برعاية أفراد أسرهم.

وفي الوقت نفسه، يؤثـر نقص المياه الصالحة للشرب بشدة في توفير الخدمات الصحية للمنكوبين، الذين يتوافد الآلاف منهم يومياً على الفِرَق الطبية والجراحية الميدانية لتلقِّي العلاج. وتتبدَّد الإمكانات الحالية على معالجة العدد الضخم من المصابين، ولا تكفي للوفاء بكامل الاحتياجات القائمة. ونظراً لعدم تلقِّي الكثير من الجرحى العلاج في الوقت المناسب تنجم وفيات وحالات عجز لا داعي لها.