وصل إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لشرق المتوسط وسوف يصل بعد ساعات الدكتور علاء الدين علوان ممثل المدير العام للمنظمة للعمل الصحي في الأزمات. كما تتوافد في نفس الوقت فرق طوارئ إضافية إلى المناطق المنكوبة بالزلزال في باكستان من منظمة الصحة العالمية ومن جهات أخرى. وتعمل فرق الطوارئ على مدار الساعة للبحث عن ناجين بين الأنقاض، وتوفير مساعدات أولية أساسية للضحايا المصابين، وإصلاح الطرق، وتنظيم عمليات توزيع الطعام والأغطية، وتوفير المأوى والأدوية الأساسية.
وتستعد منظمة الصحة العالمية حالياً الإطلاق حملة تبرع لصالح ضحايا كارثة الزلزال، يستخدم عائدها في تلبية الاحتياجات العاجلة لعشرات الآلاف من الناجين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم.
كما تستعد منظمة الصحة العالمية وسائر أعضاء فريق الأمم المتحدة لتقيـيم الكوارث والتنسيق، لإجراء حملة تطعيم ضخمة ضد الحصبة، لضمان حماية السكان النازحين ولاسيما الأطفال من احتمالات اندلاع فاشيات من هذا المرض. كما تتحسب لخطر اندلاع أمراض الإسهال، من جراء الدمار الجسيم الذي لحق بنظم المياه والإصحاح في المناطق المنكوبة، وشح المياه الصالحة للشرب.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الحاجة ملحة لتوفير عدد كبير من الطرود الطبية وطُرُود إمدادات الصدمة. كما تتعاظم الحاجة للمزيد من سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى دور الاستشفاء لتلقي العلاج. وتتم حالياً معالجة معظم الجرحى في المستشفيات الميدانية بعد أن تعرضت معظم المستشفيات في المناطق المنكوبة للدمار.
وقد شددت السلطات الباكستانية على حاجتها الملحَّة إلى الإمدادات الطبية والمعونات المالية، مع اكتفائها بمن توافدوا حتى الآن من القوى البشرية الخارجية نظراً لوفرة هؤلاء في باكستان.
وقد اشتملت استجابة منظمة الصحة العالمية للكارثة حتى الآن على ما يلي:
• الانخراط الفوري في تقيـيم الأوضاع على الأرض وتقدير الاحتياجات العاجلة.
• وصول اختصاصيِّي المنظمة في مجالات الصحة العمومية، والنظم الصحية، والإمداد والتموين، والمياه، والإصحاح، والوبائيات، والتنسيق الميداني، إلى موقع الكارثة والانضمام إلى فريق مكتب منظمة الصحة العالمية في باكستان، الذي باشر على الفور جهوده في مساعدة الناجين وتقييم الاحتياجات.
• تشكيل مركز عمليات مشترك من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الباكستانية في إسلام أباد لتنسيق جهود التصدي للكارثة مع سائر الشركاء. كما تم إنشاء مركَزيْ عمليات ميدانَيْن في أبوت أباد وفي ماسيرا. ويجرى حالياً إنشاء مراكز عمليات ميدانية مماثلة في مناطق أخرى.
• تقوم منظمة الصحة العالمية حالياً بتحديث المواد الإرشادية والمعلومات المتعلقة بسلامة المياه والإصحاح، وبثِّها على موقعها للوفاء بالاحتياجات الفعلية للأزمة الحالية.
• تم إيفاد أحد خبراء الصحة النفسية إلى باكستان، للعمل على احتواء التوابع النفسية الناجمة عن الصدمة لدى الناجين.
• تم تزويد مكتب المنظمة بإسلام أباد بالأموال السائلة، اللازمة لشراء الإمدادات والمعدات الطبية العاجلة المتوافرة في السوق المحلية واستئجار وسائل النقل وسيارات الإسعاف، كما يتم تجهيز لوائح بالمستلزمات الطبية والجراحية لتأمين توافرها.
وتأمل منظمة الصحة العالمية في تجاوب الجهات المانحة والأفراد لدعوتها للتبرع لصالح ضحايا الزلزال المدمر، للوفاء باحتياجاتهم العاجلة، وتمكين السلطات المحلية من مواصلة جهودها في هذا الصدد.