بعد شهرين تقريباً من الزلزال المدمر الذي ضرب باكستان وأوقع خسائر مادية وبشرية بلغت أكثر من 73 ألف وفاة، ومئات الآلاف من المصابين والمشردين، لايزال الوضع الصحي والإنساني في هذا البلد الآسيوي بحاجة إلى جهود ودعم هائلين من المجتمع الدولي لمساعدة السلطات الوطنية في كفاحها للتعافي من آثار الزلزال ولاسيَّما في المناطق الأكثر إصابة بالضرر.

وتواصل منظمة الصحة العالمية، وهي أُولى المنظمات الدولية التي بادرت بالاستجابة لهذه الطارئة الإنسانية، دورها للوفاء بالاحتياجات الصحية للناجين الذين أصيبوا، وفقدوا منازلهم، ودخلهم ومُعيليهم، وكذلك لدعم جهود السلطات الصحية في إعادة تأهيل المنشآت التي دمرها الزلزال كلياً أو جزئياً وإعادة بناء القطاع الصحي الذي تأثر بشدة من جراء الزلزال.

وفي هذا الإطار، يقوم وفد رفيع المستوى من منظمة الصحة العالمية يضم الدكتور يونغ ووك لي، المدير العام للمنظمة، والدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط، والدكتور علاء الدين علوان ممثل المدير العام للتحرك في وقت الأزمات، بزيارة رسمية لباكستان يومي 11 و12 كانون الأول/ديسمبر الحالي.

وفور وصولهم، يقوم أعضاء الوفد بعد مقابلة السيد نصير الدين خان وزير الصحة الفيدرالي، بزيارة ميدانية للمناطق التي ضربها الزلزال، وذلك كي يقيِّموا، على أرض الواقع ما تم تنفيذه من أعمال الإغاثة في الشهرين الماضيـين والتعرُّف على الوضع الصحي الحالي في هذه المناطق، لتقدير الاحتياجات وأشكال الإغاثة والمساعدات الإنسانية المطلوب توفيرها في المرحلة المقبلة.

وسيلتقي الوفد في اليوم الثاني من الزيارة بالسيد شوكت عزيز، رئيس الوزراء الباكستاني لمناقشة التحرك المستقبلي. كما يلتقي الوفد بالسيد وزير الصحة الفيدرالي وبوزراء الصحة في مختلف المقاطعات الباكستانية، لبحث خطة العمل فيما يتعلق بتطوير القطاع الصحي.

تشمل الزيارة الميدانية مدينتي بالاكوت ومظفر أباد ومراكز أنشطة الإغاثة الصحية، كما تشمل الالتقاء ببعض الناجين من الزلزال والموجودين حالياً بالمستشفى الباكستاني الدولي للخدمة العسكرية.

وفي إطار التنسيق مع سائر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الموجودة حالياً بباكستان، سيلتقي الوفد مع فريق الأمم المتحدة لتعزيز تنسيق عمليات الإغاثة. وقبل مغادرته باكستان يعقد الوفد بمشاركة المسؤولين المحليـِّين مؤتمراً صحفياً للرد على كافة تساؤلات الإعلاميـِّين حول الوضع الحالي، والتخطيط المستقبلي.

يذكر أن الأمم المتحدة قد وجَّهت عقب وقوع الزلزال نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي للإسراع بتوفير الإمدادات وأشكال الإغاثة والمعونات المالية اللازمة لتلبية الاحتياجات الصحية والإنسانية للناجين من الزلزال تجنُّباً لكارثة إنسانية قد يتسبَّب فيها التأخُّر في تلبية هذه الاحتياجات واندلاع الأوبئة بين جموع النازحين وعدم قدرة القطاع الصحي الذي دمَّره الزلزال في المناطق المتضرِّرة على التصدِّي بكفاءة لتداعيات الزلزال. ولاتزال الأمم المتحدة تأمل في استجابة المجتمع الدولي لهذا النداء.